حرم سمو ولي العهد تُعلن إطلاق متحف مسك للتراث “آسان”
تاريخ النشر: 17th, February 2025 GMT
أعلنت حرم سمو ولي العهد، صاحبة السمو الملكي الأميرة سارة بنت مشهور بن عبدالعزيز، إطلاق برامج متحف مسك للتراث “آسان”، المقرر افتتاحه في غضون السنوات القادمة في منطقة الدرعية (إحدى أهم المناطق التراثية في المملكة العربية السعودية).
وسيسهم المتحف ببرامجه وفعالياته المتنوعة، بالتعاون مع منظومة الجهات التابعة لمؤسسة محمد بن سلمان “مسك”، في تعزيز الاستدامة الثقافية في المملكة؛ ليُشكّل مرجعًا ثقافيًّا عالميًّا وصرحًا بارزًا يحتفي بعراقة التراث السعودي المادي وغير المادي.
ويُعد المتحف مبادرة غير ربحية تهدف إلى صون التراث السعودي، والاحتفاء بأصالته وتنوعه من خلال عرض مجموعات واسعة من القطع والمقتنيات التراثية في معارض تفاعلية ومساحات ملهمة، تتيح للزوار خوض تجارب غنية تأخذهم في رحلة عبر الزمن؛ مما يسهم في تعزيز التواصل بين الأجيال، وتمكين جميع فئات المجتمع من استكشاف عراقته، والمشاركة بفعالية في إثراء المشهد الثقافي والحضاري للمملكة، والحفاظ على الهوية السعودية، بما يتماشى مع مستهدفات رؤية المملكة 2030.
وبمناسبة إطلاق المتحف؛ قالت صاحبة السمو الملكي الأميرة سارة بنت مشهور بن عبدالعزيز، رئيسة مجلس إدارة متحف “آسان”: “نسعى لبناء جيل يعتز بتراثه ويعمل على صونه وإحيائه، من خلال المتحف الذي يحتوي على كل ما يدل على إرث وحضارة المملكة من قطع أثرية وعادات وقِيم مجتمعية، بحيث يتماشى المتحف مع أهداف استدامة الموروث في المملكة وإثرائه بما يتوافق مع الهوية السعودية، ليعكس الماضي والحاضر ويستمر في خدمة أجيال المستقبل”.
ويمتد متحف آسان على مساحة 40,000 متر مربع، ويتميز بتصميم مبتكر من إعداد شركة زها حديد مستوحى من الطابع العمراني النجدي؛ ليعكس الهوية التراثية والمعمارية للمملكة، وعند افتتاحه، سيعرض المتحف آلاف القطع والمقتنيات التراثية التي تسرد قصصًا حية من الماضي، وتبرز العديد من جوانب وأنماط الحياة التي عاشتها الأجيال السعودية على مر العصور، كما يسعى المتحف بالتعاون مع الجهات التابعة لمؤسسة “مسك” إلى الاستفادة من الخبرات العالمية وتفعيل الشراكات، بما يضمن تكامل الجهود لتعزيز مكانة المملكة بصفتها دولة رائدة تستثمر في موروثها الحضاري.
اقرأ أيضاًالمملكةانطلاق النسخة الثالثة من منتدى صندوق الاستثمارات العامة والقطاع الخاص
ويحتضن المتحف العديد من الأجنحة التي تشمل المعارض الدائمة والصالات الفنية وساحات الفنون التي تعكس تنوع وحيوية التراث السعودي، وسيضم المتحف مجلسًا مخصصًا لتبادل الآراء والأفكار وتنظيم ورش العمل والحوارات البنّاءة لإحياء التراث، إضافة إلى مساحات مخصصة لتعزيز النمو المهني والمعرفي في مجال حفظ التراث، وترميم وصيانة القطع والمقتنيات الأثرية والتراثية من خلال مختبر الترميم، وسيقدم المتحف أيضًا مجموعة متنوعة من البرامج والأنشطة التعليمية التي تهدف إلى توثيق وصون التراث تحت إشراف خبراء متخصصين، إضافة إلى تجارب تفاعلية مستوحاة من التراث السعودي، مثل رسم نقوش الحناء، وتصميم العطور، والاستماع لسرد القصص التراثية، والمشاركة في صناعة العديد من الحرف اليدوية التقليدية؛ مما يجعل المتحف وجهة مثالية للمهتمين بشؤون التراث.
وتجسّد اهتمامات حرم سمو ولي العهد، صاحبة السمو الملكي الأميرة سارة بنت مشهور بن عبدالعزيز، التزامها العميق بالحفاظ على التراث السعودي وإبرازه بطرق مبتكرة ومعاصرة، بما يتماشى مع أهداف متحف “آسان”.
ويظهر هذا الالتزام من خلال رعاية سموها للبرامج الثقافية التي تُحيي التراث السعودي بأبعاد فنية واجتماعية، ودعمها لمبادرات تمكين الأفراد، ولا سيّما الشباب وأصحاب الهمم، والارتقاء بمهاراتهم تعليميًّا ومهنيًّا، لتعزيز مشاركتهم في تحقيق مستهدفات القطاع غير الربحي في إطار رؤية المملكة 2030.
المصدر: صحيفة الجزيرة
كلمات دلالية: كورونا بريطانيا أمريكا حوادث السعودية التراث السعودی من خلال
إقرأ أيضاً:
من “تواصُل” تبدأ الحكاية: بين قيادة تسمع وشباب ينهض
صراحة نيوز ـ د. عبدالله جبارة
في لحظةٍ وطنية نابضة بالأمل، شكّل مؤتمر “تواصُل” محطة فارقة في العلاقة بين الدولة وشبابها، مجسّدًا رؤية سمو ولي العهد، الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، في ترسيخ نهج الانفتاح والحوار مع الجيل الجديد، ليس كمجرد مناسبة خطابية، بل كنهجٍ أصيل في الحكم والإدارة.
انعقاد المؤتمر برعاية مؤسسة ولي العهد، وبتنظيمٍ مباشر منها، لم يكن أمرًا تقنيًا أو إداريًا فحسب، بل كان ترجمةً عمليةً لإيمان المؤسسة العميق بأن الشباب هم محور السياسات، لا هوامشها، وأن التمكين الحقيقي لا يأتي من فوق، بل من التفاعل المستمر بين القيادة والشعب، في بيئة من الثقة والمسؤولية المشتركة.
ما ميّز هذا المؤتمر لم يكن فقط زخمه أو تعدد فعالياته، بل الحضور الشخصيّ لسمو ولي العهد، الذي لم يختر أن يكون متحدثًا رسميًا، بل محاورًا صادقًا، ومستمعًا حقيقيًا، ورفيق دربٍ لأبناء وبنات وطنه. كانت كلماته صريحة وعفوية، تبتعد عن البروتوكول، وتقترب من القلب والعقل معًا.
ولعل من أقوى ما عبّر به سموه عن هذا الإيمان العميق بدور الشباب، قوله:
“الشباب هم القلب النابض لوطننا، وهم طاقتنا التي لا تنضب، وعلينا أن نمكّنهم ليكونوا شركاء حقيقيين في صناعة المستقبل.”
في هذا التصريح تتجلى فلسفة ولي العهد تجاه الشباب: ليسوا مجرد متلقين للقرارات، بل شركاء في صناعتها، ليسوا جمهورًا يُخاطَب، بل مساهمون يُنصَت إليهم، وتُترجَم أفكارهم إلى سياسات حقيقية.
“تواصُل” لم يكن فعالية عابرة، بل تأسيسًا لنمط جديد من العلاقة بين الدولة وشبابها، قوامه الشفافية، والإنصات، والحوار النديّ، وتحويل الملاحظات إلى خطط، والتطلعات إلى مسارات عمل. بدا سمو الأمير وكأنه يقول بوضوح: هذه الدولة تسمعكم، وهذه القيادة تؤمن بكم، وهذه اللحظة فرصتنا معًا لصنع مستقبلٍ لا يُمنَح، بل يُنتزَع بالإرادة والعلم والعمل.
الرسائل التي حملها المؤتمر، بصيغته وشكله ومضمونه، تتجاوز مجرد الأطر الشبابية، لتشكّل تحولًا نوعيًا في ثقافة الدولة. فالحوار الذي بدأ في القاعة، هو ذاته الذي يجب أن يمتد إلى الجامعات، والمدارس، والبلديات، وكل مؤسسات المجتمع، ليكون الشباب ليس فقط في الصورة، بل في صناعة الصورة ذاتها.
لقد رسم سمو ولي العهد، في “تواصُل”، ملامح جيلٍ قياديٍّ جديد، يتحدث لغة العصر، ويتقن أدواته، ويؤمن بأن السياسة ليست أبراجًا عاجية، بل شوارع وساحات ووجوه حقيقية تبحث عن فرص وعدالة وأمل. وفي جلوسه إلى الشباب، لم يكن فقط وريثًا شرعيًا لتجربة هاشمية عريقة في القرب من الناس، بل كان مجددًا لهذا الإرث بروح المستقبل.
اليوم، يمكننا أن نقول إن “تواصُل” لم يكن نهاية، بل بداية لحكايةٍ وطنية جديدة؛ عنوانها: قيادة تسمع، وشباب ينهض، ودولة تمضي بثقة نحو الغد.