فاز الأمريكي لوك ليفغرن عن ترجمته لرواية «الباغ» لبشرى خلفان بعنوان «The Garden»، في فئة المترجمين بجائزة «بيت الغشام دار عرب الدولية للترجمة» في دورتها الثانية، فيما فاز السوداني مصطفى خالد مصطفى بجائزة فرع المؤلفين عن روايته «ها ها.. كح كح.. نجوت بأعجوبة».

جاء إعلان النتائج مساء اليوم في حفل الجائزة السنوي الذي رعاه معالي الدكتور عبدالله بن ناصر الحراصي وزير الإعلام، واحتضنه النادي الثقافي، بتنظيم من مؤسسة بيت الغشام للصحافة والنشر والإعلان ودار عرب للنشر والترجمة.

وحضر الفعالية الأديب والمترجم د. ألبرتو مانغويل ضيف الشرف لهذا العام، والبروفيسورة مارلين بوث، والدكتور مبارك سريفي، والدكتور لوك ليفغرن.

جسور ثقافية

وقدمت ضمن برنامج اليوم الثاني للفعالية التي انطلقت أمس وتضمنت جلسة حوارية شارك فيها عدد من المترجمين من خارج سلطنة عمان، جاءت الجلسة الحوارية مساء اليوم لتحمل عنوان «جسور ثقافية» تناولت تعقيدات ترجمة الأدبيات الأجنبية إلى العربية في ضوء التحديات المختلفة والفوارق الثقافية، إضافة إلى استعراض التجربة في الترجمة التي قدمها كل من الدكتور هلال الحجري، والمترجم أحمد المعيني، والدكتور حسني مليطات باحث وأكاديمي ومترجم فلسطيني، وأدارتها سارة علي.

حيث تحدث الدكتور هلال الحجري عن تجربته في الترجمة، مجيبا على عدد من التساؤلات، حيث قال: «كنا نتمنى أن الترجمة خرجت عن إشكالات الاستشراف، وارتبطت بالهيمنة والقوة عندما بدأ الغرب بالترجمة في القرن التاسع عشر، حيث إن القوى الكبرى كأمريكا وبريطانيا لم تأت خاوية الوفاق، وإنما جاءت بجهاز شامل، فالترجمة لو حاولنا النظر إليها بنظرة متفائلة، ولكننا نقول إن الترجمة تورطت، وارتبطت بانخفاض القوة والمعرفة حتى إذا جئنا إلى العصر الحديث حتى لو أردنا إخراج الترجمة من فكرة الاستشراف لا نستطيع، الترجمة لا يمكن إخراجها من الخطاب الغربي، ولكن لابد التنبيه أنه لا يمكن التعميم، وهناك جهود جبارة من قبل الممارسين لترجمة الأدب العربي، ولعلّ مثال ذلك ما قامت به دار عرب من إخراج الترجمة من السياق السلبي، والتوجه نحو الترجمة إلى لغات غير منتشرة كثيرا».

وأضاف الحجري في حديثه عند السؤال عن حيادية المترجم: «نظرية أن يكون المترجم حياديا أو لا حياديا هي نظرية لا تعجبني، فالمترجم لابد أن يكون حرا، ولا يجوز أن يلتزم بمفهوم الأمانة، والمترجم لابد أن يعطى فسحة من الحرية لممارسة أسلوبه ولغته، واحترام المتلقي الذي يخاطبه، فالمؤلف الأصلي كان يخاطب جمهورا معينا، ولا بد ألا نحصره في أساليب العبودية، الحرية هي الفضاء الحقيقي للإبداع، والمترجم لابد أن يكون حرا وألا يتقيد، وأنا لا يهمني أن ينظر المتلقي على أنها صدمة ثقافية، وإنما أقوم بالترجمة بكامل الحرية الشخصية، ووضعت نفسي في الإطار الحر».

وتحدث المترجم أحمد المعيني عن تجربته وعن عدد من الموضوعات حيث قال: «ما يصلنا عبر اللغة الوسيطة هل هو قريب من الأصل، وأنا لا أستطيع التحديد ما إذا كانت الترجمة قريبة من الأصل أو لا، أنا لابد أن أكون أمينا في الترجمة، لابد أن يقبل القارئ أن هذا ما حدث، في ظل نقص المترجمين ربما يكون الأفضل أن يترجم العمل عن اللغة الأصلية». وأضاف المعيني: «المترجم من الأساس هو قارئ، والمرحلة الثانية سيكون كاتبا، كقارئ لابد عندما تأتي لتقرأ أن تكون ندا للمؤلف، أو تكون محاورا له، فأنا لابد أن تكون لدي حصيلة كبيرة تقترب من حصيلة المؤلف، ولايمكن أن أبدأ في الترجمة دون التحضير والاستعداد».

وقدم حسني مليطات مداخلته التي تطرق فيها للحديث عن تواصل الكاتب مع المترجم، وأهميته في الترجمة، وقال التواصل مهم لأجل توضيح المفردات سواء كان العمل روائيا أو فكريا. واستعرض تجربته في التواصل مع المؤلفين الذي من شأنه أن يسهم في الربط بين الناشر العربي والناشر الغربي.

الترجمة والذكاء الاصطناعي

وتناولت الجلسة حديثا عن الذكاء الاصطناعي ودوره في الترجمة، والمخاوف التي يشكلها على المترجمين، فقال الدكتور هلال الحجري: «الحديث عن الذكاء الاصطناعي أصبح يهدد الكثير من المجالات بما فيها الترجمة، لا سيما المترجمين الذين يمارسون الترجمة كمهنة، ولكني أعتقد أن هناك مبالغة في ردة الفعل تجاه ذلك، وأعتقد أن هناك مخاوف كثيرة أيضا كانت قد نشأت مع اختراع الحاسب الآلي، ولكنه الآن أصبح أساسيا في حياتنا جميعا، فالذكاء الاصطناعي لا أعتقد أن سيشكل تهديدا حقيقيا، يمكن الإفادة منه، ولكنه لن يكون بديلا عن قدرة المترجم».

في حين قال حسني سليطات: «إن الذكاء الاصطناعي يترجم كل شيء بالحرف، لا يستطيع أن ينقل الحس والروح الموجودة في الشخصية الروائية أو في اللغة الشعرية، قد يستطيع ترجمة أوراق في القانون والاقتصاد، ولكنه لا يمكن أن يغني عن مترجم الأدب».

وقال أحمد المعيني: «الآن لدي رأي مختلف، فنحن كمترجمين لابد أن نستعد، لا يوجد شك حتى على مستوى الأدب، قد استثنيه في الشعر، ولابد أن نحاول أن ندرس كل أدواته، وألا ندفن رؤوسنا في الأرض»، واستعرض المعيني تجربته الفعلية لاستخدام الذكاء الاصطناعي في الترجمة، وأكد أن الخلل ليست في قدرة الذكاء الاصطناعي على الترجمة، وإنما في من يستخدمه لهذا الغرض، وقال: «الذكاء الاصطناعي يوما بعد يوم صار متطورا، ويدخل أدوات وتقنيات أكثر تطورا، وهناك ترجمات اطلعت عليها قد توازي عمل المترجم وربما تتفوق عليها».

حفل توقيع

وفي ختام الفعالية أقيم حفل توقيع للإصدارين الفائزين في الدورة الأولى من جائزة «بيت الغشام دار عرب الدولية للترجمة» وهي ترجمة مارلين بوث لرواية (ممر آمن «Safe Corridor») لجان دوست من الولايات المتحدة الأمريكية عن فرع المترجمين، والمجموعة الشعرية «موجز أنباء الهواجس» لياس السعيدي من العراق عن فرع المؤلفين.

تجدر الإشارة إلى أن جائزة «بيت الغشام دار عرب الدولية للترجمة» التي انطلقت في عام 2023، لها عدد من الأهداف أهمها تعريف القارئ العالمي بالأدب العربي وإبراز جمالياته وأصالته، وتسليط الضوء على التنوع والثراء الاجتماعي والثقافي والمعرفي الذي يزخر به العالم العربي، كما تسعى الجائزة لردم الهوة بين الثقافتين العربية والغربية من خلال تعزيز توفر الترجمات الأدبية العربية الحديثة في المكتبة الإنجليزية العالمية، وتقدير ودعم جهود الكُتّاب العرب والمترجمين الذين يسهمون في إيصال صوت الأدب العربي إلى العالم.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: الذکاء الاصطناعی بیت الغشام فی الترجمة لابد أن دار عرب عدد من

إقرأ أيضاً:

لماذا لن يُفقدنا الذكاء الاصطناعي وظائفنا؟

#سواليف

أكدت صحيفة “إيكونوميست” البريطانية في تقرير حديث لها أن #المخاوف_المتزايدة بشأن قيام #الذكاء_الاصطناعي بالقضاء على #الوظائف لا تزال حتى الآن غير مدعومة بأي أدلة اقتصادية حقيقية، مشيرة إلى أن #سوق_العمل_العالمي لا يزال صامدًا بل ويُظهر مؤشرات نمو في عدة قطاعات.

وقالت الصحيفة إن الذكاء الاصطناعي يواصل تطوره أسبوعًا بعد أسبوع، حتى بات قادرًا على تنفيذ مهام متقدمة مثل كتابة التقارير وإنشاء الفيديوهات الفورية، مع انخفاض ملحوظ في معدلات “الهلاوس” التي كانت تميز الجيل السابق من هذه النماذج.

ومع ذلك، لم تظهر أي موجة تسريح جماعي بسبب الذكاء الاصطناعي، رغم أن مصطلح “AI unemployment” (البطالة بسبب الذكاء الاصطناعي) سجل أعلى معدل بحث عالميًا عبر غوغل في وقت سابق هذا العام.

مقالات ذات صلة حيرة لدى العلماء بسبب جسم كوني غامض يصدر موجات راديوية وأشعة سينية 2025/05/30

ترجمان لا أكثر.. وتكنولوجيا لا تُطيح بالبشر
واستند التقرير إلى دراسة شهيرة نُشرت مؤخرًا للباحثين كارل بنديكت فري وبيدرو يانوس-باريديس من جامعة أكسفورد، والتي تربط بين الأتمتة وتراجع الطلب على المترجمين. إلا أن بيانات وزارة العمل الأميركية تكشف أن عدد العاملين في مجالات الترجمة والتفسير ارتفع بنسبة 7% مقارنة بالعام الماضي، وهو ما يدحض هذه الفرضية.

كما أشار التقرير إلى شركة التكنولوجيا المالية “كلارنا” التي كانت قد تباهت سابقًا باستخدام الذكاء الاصطناعي لأتمتة خدمات العملاء، لكنها عادت مؤخرًا عن هذا التوجه. وقال المدير التنفيذي للشركة، سباستيان سيمياتكوفسكي: “سيظل هناك دائمًا إنسان إذا أردت ذلك”.

لا دليل على “كابوس الوظائف”
وحلل التقرير أيضًا معدلات البطالة بين خريجي الجامعات الجدد مقارنة بمتوسط البطالة العام في أميركا، وهو مقياس غالبًا ما يُستخدم لاستشراف آثار التكنولوجيا على الوظائف.

ووجدت “إيكونوميست” أن نسبة بطالة الخريجين بلغت نحو 4% فقط، وهي نسبة منخفضة تاريخيًا، وأن الفارق بين بطالتهم وبطالة باقي السوق بدأ منذ 2009، أي قبل ظهور الذكاء الاصطناعي التوليدي بزمن طويل.

وفي تحليل شامل لبيانات التوظيف حسب المهنة، ركز التقرير على وظائف “الياقات البيضاء” مثل العاملين في الدعم الإداري، والخدمات المالية، والمبيعات، وهي الفئات التي يُعتقد أنها الأكثر عرضة للاستبدال بالذكاء الاصطناعي. لكن النتيجة جاءت معاكسة تمامًا، إذ ارتفعت نسبة العاملين في هذه الفئات بشكل طفيف خلال العام الماضي.

وأشار التقرير إلى أن معدل البطالة في الولايات المتحدة لا يزال منخفضًا عند 4.2%، وأن نمو الأجور لا يزال قويًا، وهو ما يتعارض تمامًا مع فرضية انخفاض الطلب على العمالة.

أما عالميًا، فقد سجل معدل التوظيف في دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (OECD) مستوىً قياسيًا في عام 2024.

لماذا لا يُفقدنا الذكاء الاصطناعي وظائفنا؟
وطرحت “إيكونوميست” تفسيريْن رئيسييْن لثبات معدلات التوظيف رغم ضجة الذكاء الاصطناعي:

قلة الاستخدام الفعلي للتقنية: حيث تُظهر الإحصاءات الرسمية أن أقل من 10% من الشركات الأميركية تستخدم الذكاء الاصطناعي فعليًا في إنتاج السلع والخدمات. تحسين الأداء لا الاستغناء عن البشر: حتى عندما تعتمد الشركات هذه التكنولوجيا، فإنها لا تُقيل موظفيها، بل تستفيد من التقنية في زيادة الكفاءة وتسريع المهام.

وختمت المجلة تقريرها بالتأكيد على أنه لا يوجد في الوقت الحالي ما يستدعي الذعر، فالحديث عن “نهاية الوظائف” لا يزال أقرب إلى صبي يصرخ بوجود ذئب، بينما لا شيء في الأفق حتى الآن.

مقالات مشابهة

  • مرموش يفوز بجائزة أفضل هدف
  • “مرمروش” يفوز بجائزة “غينيس” لأفضل هدف في الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم
  • عمر مرموش يفوز بجائزة أفضل هدف في الدوري الإنجليزي هذا الموسم
  • لماذا لن يُفقدنا الذكاء الاصطناعي وظائفنا؟
  • «مصطفى بكري» يهنئ «الأهرام العربي» لفوزها بجائزة الصحافة العربية للمرة الخامسة
  • الذكاء الاصطناعي يثير ضجة حول عادل إمام
  • “مصرف عجمان” يفوز بجائزة “ميا فاينانس 2025”
  • شرطة عُمان السلطانية تشارك في اجتماع تعريفي بجائزة الأمير نايف للأمن العربي
  • خالد عبدالغفار يدعو لإدماج الذكاء الاصطناعي من البكالوريوس للطفولة المبكرة
  • الذكاء الاصطناعي والدراما العراقية.. صراع بين تطور التقنية السريع وبطء الواقع