لا يتوقف السباق بين عمالقة الهواتف الذكية، وسامسونغ تواصل سعيها الحثيث لتجاوز آبل وتعزيز مكانتها في القمة. ومع سلسلة غلاكسي "إس 25″، تراهن الشركة على تقديم تحسينات تلبي تطلعات المستخدمين وتضع معايير جديدة في الأداء والتصميم.

وتأتي الإصدارات الثلاثة، "إس 25″ (S25) و"إس 25 بلس" (S25 Plus) و"إس 25 ألترا" (S25 Ultra)، بمواصفات مختلفة تناسب احتياجات متنوعة، مما يثير الفضول عن الفروقات الحقيقية بينها، وأي منها يقدم التجربة الأفضل للمستخدم.

الفرق بين غلاكسي "إس25″ و"إس25 بلس" و"إس25 ألترا".. ما الذي يميز كل هاتف؟

خلال حدث "إنباكد" (Unpacked) الأخير، كشفت سامسونغ عن جميع التفاصيل المتعلقة بسلسلة غلاكسي "إس 25″، بما فيها الأسعار والمواصفات.

حيث يبدأ سعر غلاكسي "إس 25" من 799.99 دولارا، بينما يأتي "إس 25 بلس" بسعر 999.99 دولارا، في حين يبدأ سعر "إس 25 ألترا" من 1299.99 دولارا في تكوينه الأساسي.

لكن قبل اتخاذ قرار الشراء، لا بد أنك تتساءل: ما الجديد الذي تقدمه هذه السلسلة؟ دعونا نكتشف ذلك.

من حيث الشكل والحجم، لا يبدو أن غلاكسي "إس 25″ و"إس 25 بلس" يختلفان كثيرا عن نظيريهما من الجيل السابق. (الفرنسية) تصميم مألوف.. لكن "ألترا" يحكي قصة مختلفة

من حيث الشكل والحجم، لا يبدو أن غلاكسي "إس 25″ و"إس 25 بلس" يختلفان كثيرا عن نظيريهما من الجيل السابق، مما يجعل من الصعب تمييزهما للوهلة الأولى.

إعلان

لكن الأمر مختلف بعض الشيء مع "إس 25 ألترا" حيث يأتي بِزاويا مدوّرة طفيفا وحواف مستوية، ما يمنحه مظهرا أكثر انسجاما مع الهواتف الأصغر. إلى جانب ذلك يعدّ الطراز أنحف وأخف "ألترا" حتى الآن، وإن كان بفارق بسيط.

وكما هو متوقع لا يزال القلم "إس بن" (S Pen) حاضرا كميزة حصرية لـ"ألترا"، لكنه هذه المرة يأتي بدون الإيماءات وميزة الغالق من بعد.

أما من حيث المواد المستخدمة، فتؤكد سامسونغ أن الإطار المصنوع من الألمنيوم في غلاكسي "إس 25″ و"إس 25 بلس" يحتوي على مكون واحد على الأقل معاد تدويره، بينما يكون كلا الهاتفين محاطين بطبقات من زجاج "كورنينغ غوريلا غلاس فيكتوس 2" (Corning Gorilla Glass Victus 2).

لكن النسخة "ألترا" تستخدم إطارا من التيتانيوم، وشاشة محميّة بزجاج "كورنينغ غوريلا آرمور 2" (Corning Gorilla Armor 2) وهي مادة مدعمة بالسيراميك يقال إنها أقوى من الزجاج المقسى التقليدي، إلى جانب ميزاتها المضادة للانعكاس والمُقاومة للخدوش. أما الجزء الخلفي، فلا يزال يعتمد على "فيكتوس 2" (Victus 2).

وبشأن جمالية التصميم، أعادت سامسونغ تصميم وحدات الكاميرا في الهواتف الثلاثة، حيث أضافت نتوءا أكثر سمكا لمنحها مظهرا أكثر جرأة.

كما توفر "إس 25″ و"إس 25 بلس" خيارات ألوان جديدة، منها الأزرق الجليدي، والأخضر النعناعي الجديد، لمساعدتهِما على التميز، إلى جانب اللونين الأزرق البحري (Navy) والفضي لمحبي الإطلالات الكلاسيكية.

إضافة إلى ذلك، ستكون هناك ثلاثة ألوان حصرية متاحة عبر موقع سامسونغ الرسمي، وهي الأسود، والأحمر، والذهبي الوردي.

أما الطراز "ألترا"، فيحصل على مجموعة خاصة من الألوان المصنوعة من التيتانيوم، والتي تشمل الأسود، والرمادي، وظلالا فضية من الأزرق والأبيض. كما يمكن لمن يطلب الهاتف عبر موقع سامسونغ الاختيار بين ألوان إضافية مثل الذهب الوردي، والأسود، والأخضر، مما يمنح المستخدمين المزيد من التخصيص والتميز.

إعلان التخزين والذاكرة العشوائية.. ما الجديد في غلاكسي "إس 25″؟

تأتي سلسة سامسونغ غلاكسي "إس 25" بخيارات تخزين وذاكرة مشابهة إلى حد كبير للطرازات السابقة، مع تغيير ملحوظ يتمثل في أن جميع الطرازات الثلاثة تبدأ الآن بذاكرة عشوائية بسعة 12 غيغابايت.

ويتوفر الطراز الأساسي "إس 25" بخياري تخزين 128 غيغابايت أو 256 غيغابايت، في حين يبدأ "إس 25 بلس" بسعة 256 غيغابايت مع إمكانية الترقية إلى 512 غيغابايت.

أما "إس 25 ألترا"، فيحافظ على نفس خيارات "بلس"، لكنه يضيف خيارا بسعة واحد تيرابايت لمن يبحث عن أقصى سعة تخزين ممكنة.

تعتمد جميع هواتف غلاكسي "إس 25" على شريحة "سناب دراغون 8 إيليت". (مواقع التواصل الاجتماعي) أداء خارق بمعالج "سناب دراغون 8 إيليت"

تعتمد جميع هواتف غلاكسي "إس 25" على شريحة "سناب دراغون 8 إيليت" (Snapdragon  Elite)، بغض النظر عن البلد الذي تشتري منه الجهاز، ما يعني تجربة أداء موحدة عالميا.

يستند المعالج إلى وحدة معالجة مركزية "أوريون" (Orion)، المشابهة لتلك المستخدمة في أحدث أجهزة الكمبيوتر المحمولة من "كوالكوم" (Qualcomm)، مما يعكس توجه الشركة نحو تقديم أداء أكثر قوة وكفاءة.

إضافة إلى ذلك، تُصنع الشريحة بتقنية ثلاث نانومتر، وتتميز بتصميم يضم نواتين رئيسيتين إلى جانب ست نوى أداء، إلى جانب وحدة معالجة عصبية "إكساغون" (Hexagon) مخصصة، قادرة على دعم قدرات الذكاء الاصطناعي متعددة الأنماط بسرعة أعلى بنسبة 40% مقارنة بشريحة "سناب دراغون 8 جين 3" (Snapdragon 8 Gen 3).

بفضل هذه التحسينات، يمكن تشغيل ميزات الذكاء الاصطناعي على الجهاز مباشرة، مثل التعديل التوليدي، دون الحاجة إلى إرسال البيانات إلى الخادم، مما يعزز الأداء ويقلل من زمن الاستجابة.

من حيث القوة الحاسوبية، تؤكد سامسونغ أن شريحة "سناب دراغون 8 إيليت" توفر أداءً أسرع لوحدة المعالجة المركزية بنسبة 37%، إلى جانب تحسين أداة وحدة معالجة الرسوميات بنسبة 30%، وهو ما ينعكس إيجابيا على تجربة الألعاب.

إعلان

ومع ذلك، لا يزال من المبكر الحكم على كيفية ترجمة هذه الأرقام إلى أداء فعلي في الاستخدام العملي.

هل التعديلات على الشاشة ستحدث فارقا كبيرا؟

تظل شاشات "ديناميك أمولد" (Dynamic AMOLED) في هواتف غلاكسي "إس 25" قريبة إلى حد كبير من الجيل السابق، إذ لا تزال نسخة "إس 25" الأساسية مزودة بشاشة قياس 6.2 بوصات بدقة "فل إتش دي بلس" (Full HD Plus)، بينما يحتفظ "إس 25 بلس" بشاشة قياس 6.7 بوصات بدقة "كواد إتش دي بلس" (Quad HD Plus-QHD Plus).

أما "إس 25 ألترا"، فقد شهد تغييرا طفيفا، حيث أصبحت شاشته أكبر قليلا مقارنة بالعام الماضي، إذ يبلغ قياسها الآن 6.9 بوصات، أي بزيادة قدرها 0.1 بوصة، وذلك لتعويض الانحناء الطفيف في التصميم الجديد، مع الحفاظ على دقّة "كواد إتش دي بلس" (QHD Plus).

وبالرغم من هذه التعديلات، لا تزال الشاشات الثلاث تدعم معدل تحديث متغير يصل إلى 120 هرتز كحدّ أقصى.

كاميرات جديدة متطورة.. تجربة تصوير ترتقي بالمنافسة

تأتي هواتف غلاكسي "إس 25″ و"إس 25 بلس" بكاميرات خلفية ثلاثية، تضم مستشعرا رئيسيا واسع الزاوية بدقة 50 ميغابكسلا، إلى جانب كاميرا فائقة الاتساع بدقة 12 ميغابكسلا، ومستشعرا تليفوتوغرافيا (Telephoto) بدقة 10 ميغابكسل.

في المقابل، يتميز غلاكسي "إس 25 ألترا" بأربع كاميرات خلفية، تتصدرها كاميرا رئيسية واسعة الزاوية بدقة 200 ميغابكسلا، إضافة إلى كاميرا جديدة فائقة الاتساع بدقة 50 ميغابكسلا تدعم وضع الماكرو (Macro mode)، ما يمثل ترقية ملحوظة مقارنة بمستشعر 12 ميغابكسلا في "إس 24 ألترا".

كما يضم مستشعرا تليفوتوغرافيا بدقة 50 ميغابكسلا مع زوم بصري بقدرة خمسة أضعاف (x5)، ومستشعرا آخر بدقة 12 ميغابكسلا يدعم زوم بقدرة ثلاثة أضعاف (x3). أما الكاميرا الأمامية، فلا تزال ثابتة عند 12 ميغابكسلا عبر جميع الطرازات.

على صعيد الفيديو، تدعم جميع طرازات غلاكسي "إس 25" تسجيل مقاطع بدقة "8 كي" (8K) بمعدل يصل إلى 30 إطارا في الثانية باستخدام المستشعرات الرئيسية ذات الزاوية الواسعة، فضلا عن دعم "4كي" (4k) بمعدل 60 إطارا في الثانية لجميع الكاميرات.

إعلان

ومع ذلك، يتميز "إس 25 ألترا" بقدرته على تسجيل "4 كي" (4k) بمعدل يصل إلى 120 إطارا في الثانية، مما يمنح المستخدمين تجربة تصوير سينمائية أكثر سلاسة.

ولتعزيز جودة المحتوى البصري، فعّلت سامسونغ تسجيل "إتش دي آر" (HDR) بدقة 10 بت افتراضيا على جميع هواتف السلسلة، مع الإبقاء على خيار ملف الألوان "لوغ" (Log Color Profile) لمنح المصورين مزيدا من المرونة في التدرج اللوني.

كما حصلت الكاميرات على تحسينات برمجية جديدة، من أبرزها ميزة "أوديو إريزر" (Audio Eraser)، التي ظهرت لأول مرة في هواتف "بيكسل" (Pixel)، والتي تتيح للمستخدمين عزل أصوات محددة، مثل الأصوات البشرية أو الموسيقى أو ضوضاء الرياح، مع إمكانية خفض بقية الأصوات أو كتمها تماما.

إضافة إلى ذلك، أضافت سامسونغ ميزة "فرتشول أبرتشور" (Vertual Aperture) جديدة في وضع "إكسبر راو" (Expert Raw)، مما يتيح تعديل عمق المجال بعد التقاط الصورة، إلى جانب مجموعة جديدة من الفلاتر المستوحاة من الأفلام الكلاسيكية.

أما ميزة "برو سكالر" (ProScaler) في "إس 25 بلس" و"إس 25 ألترا"، فتقول سامسونغ إنها تحسن جودة التكبير بنسبة 40% مقارنة بجهاز غلاكسي "إس 24″، مستندة إلى تحسين نسبة الإشارة إلى الضوضاء. ونظرا لأن هذه الميزة تتطلب دقة "كواد إتش دي بلس " (QHD Plus)، فإنها غير متوفرة في غلاكسي "إس 25" الأساسي.

هل بطارية غلاكسي "إس 25" عمرها أطول؟

كما هو الحال مع سلسلة غلاكسي "إس 24″، تأتي هواتف غلاكسي "إس 25″ و"إس 25 بلس" و"إس 25 ألترا" ببطاريات بسعات 4000 ملي أمبير و4900 ملي أمبير، و5000 ملي أمبير على التوالي.

ومع ذلك تؤكد سامسونغ أن هذه الأجهزة توفر أطول عمر للبطارية بين جميع هواتف غلاكسي حتى الآن، وذلك بفضل التحسينات الكبيرة في كفاءة كل من الأجهزة والبرمجيات.

أما بخصوص الشحن، فتعود خاصية الشحن السريع عبر "يو إس بي – سي" (USB-C) في الطرازات الثلاثة، لكنها الآن أيضا جاهزة لـ"كيو آي 2″ (Qi2).

إعلان

ورغم أن الأجهزة لا تحتوي على مغناطيسات مدمجة، كما هو الحال مع أحدث هواتف آبل، إلا أنها تدعم سرعات شحن لا سلكيّ تصل إلى 15 واتا عند الاقتران مع حافظات سامسونغ المغناطيسية المتوافقة مع "كيو آي 2″(Qi2). وهذا يعني أنه يمكنك الاستفادة من شواحن "كيو آي 2" المغناطيسية مع هواتف غلاكسي "إس 25".

تبدو هواتف سامسونغ غلاكسي "إس 25" مألوفة إلى حد كبير. وبخلاف ترقية المعالج، فإن الفروق في الأجهزة تعتبر طفيفة مقارنة بالجيل السابق. (الفرنسية) واجهة غلاكسي الجديدة.. ذكاء اصطناعي يحسن تجربة المستخدم

لا يتعلق إطلاق غلاكسي "إس 25" بالعتاد فقط، بل يشكل أيضا فرصة لتقديم واجهة المستخدم 7 (One UI 7)، التي تعتمد اعتمادا كبيرا على الذكاء الاصطناعي المدمج في أندرويد 15. ورغم وجود العديد من التعديلات البصرية، فإن التحسين الأبرز يكمن في تعزيز دقة وتماسك ذكاء غلاكسي (Galaxy AI).

وفي هذا السياق، تقدم سامسونغ بالتعاون مع غوغل ميزات جديدة للذكاء الاصطناعي متعددة الوسائط مع إطلاق غلاكسي "إس 25".

على سبيل المثال، سيكون "جيميني لايف" (Gemini Live) متاحا أولا على غلاكسي "إس 25″، قبل أن يصل لاحقا إلى غلاكسي "إس 24″ و"غوغل بيكسل 9" (Google Pixel 9).

ويعد "جيميني لايف" (Gemini Live) مساعدا ذكيا متكاملا، وقد أصبح المساعد الافتراضي عند الضغط المطول على زرّ الصفحة الرئيسية، بينما يظل "بيكس باي" (Bixby) متاحا كتطبيق منفصل.

أما من حيث الوظائف، يدعم "جيميني لايف" الأوامر بلغة طبيعية، سواء للمهام التوليدية أو الوظائف على الجهاز، كما يتيح للمستخدمين تزويده بالصور والملفات لتسهيل الطلبات. كما يمكنه التفاعل مع تطبيقات متعددة لتقديم تجربة أكثر تكاملا وسلاسة.

علاوة على ذلك، يمكن للمستخدمين الحصول على ملخصات يومية أكثر تخصيصا بفضل "ناو بريف" (Now Brief)، الذي يمكن الوصول إليه مباشرة من شريط "ناو" (Now) الجديد على شاشة القفل، والذي يشبه جزئيا الجزيرة الديناميكية (Dynamic Island) في آيفون.

إعلان

كما يمكن ملاحظة تحسينات على قائمة "إيه آي سلكت" (AI Select) المعروفة سابقا باسم "سمارت سلكت" (Smart Select)، إلى جانب دعم 20 لغة للترجمة على الجهاز، وإمكانية نقل المكالمات مباشرة داخل تطبيق الاتصال.

ومن المتوقع أن تصل معظم هذه التغييرات إلى هواتف غلاكسي الرائدة السابقة، لكن مدى شموليتها لا يزال غير مؤكد حتى الآن.

بالنهاية، تبدو هواتف سامسونغ غلاكسي "إس 25" مألوفة إلى حد كبير. وبخلاف ترقية المعالج، فإن الفروق في الأجهزة تعتبر طفيفة مقارنة بالجيل السابق، بينما تظل التغييرات البرمجية هي التحديثات الأكثر أهمية هذا العام.

لكن يبقى السؤال الأهم: هل تكفي هذه التحسينات لمنح سامسونغ التفوق وجذب المستخدمين للترقية؟

ربما يتبادر إلى ذهنك تعليق أندرو تيت، ملاكم الكيك بوكسينغ الأميركي، على إصدار آيفون 16 عندما كتب على منصة "إكس-تويتر سابقا" ساخرا: "من الأفضل أن أشتري جهاز آيفون الجديد، لقد أضافوا زرّا." فهل ينطبق الأمر ذاته على غلاكسي "إس 25″؟ وهل يمكن لهذه التحديثات الصغيرة أن تحدث فارقا؟ أم أن سامسونغ بحاجة إلى شيء أكبر لمنافسة آبل في المستقبل القريب؟.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات إلى حد کبیر جمیع هواتف إضافة إلى إلى جانب لا یزال من حیث

إقرأ أيضاً:

مضيق هرمز تحت المجهر.. هل يتحول الرد الإيراني إلى بوابة الحرب الكبرى؟

أقدم ترامب على خطوة مصيرية بضرب المنشآت النووية الإيرانية حسب رأي المراقبين، في أخطر تحدٍّ منذ توليه الحكم، وسط مخاوف من تصعيد يجرّ المنطقة إلى صراع أوسع لا تحدّ له. اعلان

في خطوة تصعيدية غير مسبوقة، أمر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشن ضربات جوية مشتركة مع إسرائيل استهدفت منشآت نووية إيرانية، في تحول دراماتيكي في سياسة واشنطن تجاه طهران، ويأتي القرار بعد سنوات من التزام ترامب بعدم الانخراط في الحروب الإقليمية.

الضربات الجوية استهدفت مواقع تحت الأرض في منشأة فردو النووية، وهي إحدى أكثر المواقع تحصينًا في إيران، وتشكل أكبر رهان سياسي خارجي لترامب منذ توليه الرئاسة، وهو رهان يتسم بالمخاطر والغموض.

وقال ترامب يوم السبت إن إيران عليها أن تختار بين السلام أو مواجهة هجمات إضافية، محذرًا من أن الولايات المتحدة مستعدة لرد فعل أقوى إذا لم تستجب طهران.

لكن محللين حذروا، عبر وكالة رويترز، من أن الخطوة قد تدفع إيران إلى اتخاذ إجراءات انتقامية، مثل إغلاق مضيق هرمز، أحد أهم الشرايين النفطية في العالم، وهجمات على القواعد الأمريكية وحلفائها في المنطقة، وتقوية الضربات الصاروخية على إسرائيل، وتفعيل الجماعات الموالية لها حول العالم.

وأشار آرون ديفيد ميلر، المفاوض السابق في إدارة الديمقراطية والجمهورية، إلى أن "الإيرانيين الآن ضعفاء، لكنهم يمتلكون وسائل غير تقليدية للرد"، وأضاف أن "الأمر لن ينتهي بسرعة."

قبل تنفيذ الضربات، تقلّب ترامب بين التلويح بالعمل العسكري ومناشدة استئناف المفاوضات لإيجاد حل دبلوماسي يوقف البرنامج النووي الإيراني.

وقال مسؤول أمريكي رفيع المستوى إن ترامب عندما أصبح مقتنعًا بأن إيران لا تسعى للتفاوض، اعتبر أن الضربات كانت "الشيء الصحيح الذي يجب القيام به." وأشار إلى أن القرار جاء بعد تقييم "احتمال نجاح كبير" للعملية، والتي سبقتها ضربات إسرائيلية استهدفت البنية التحتية النووية والعسكرية الإيرانية.

الخطر النووي ما زال قائماً

على الرغم من إعلان ترامب عن "نجاح كبير" في العملية، فقد شكك خبراء في فعاليتها على المدى الطويل، مؤكدين أن الضرر قد يكون مؤقتًا، وأن إيران ما زالت تمتلك الخبرات العلمية والتكنولوجيا اللازمة لإعادة بناء برنامجها النووي.

ورفضت إيران مرارًا السعي لتطوير أسلحة نووية، وقالت إن برنامجها يُستخدم لأغراض مدنية فقط.

من جهتها، حذّرت منظمة "الرقابة على الأسلحة"، وهي جهة أمريكية غير حزبية، من أن "الضربات العسكرية قد تدفع إيران إلى الاستنتاج بأن امتلاك السلاح النووي ضروري للردع، وأن الولايات المتحدة ليست جادة في الدبلوماسية."

وأضافت أن "الضربات لن تتمكن من تدمير المعرفة النووية التي تمتلكها إيران، وإنما ستؤدي إلى تعزيز عزمها على إعادة بناء أنشطتها النووية الحساسة."

إيران ترفض التراجع

في أعقاب الضربات، أعربت إيران عن موقف صلب، حيث أكدت منظمة الطاقة الذرية الإيرانية أنها لن تسمح بوقف تطوير "صناعتها الوطنية"، بينما قال معلق في التلفزيون الرسمي الإيراني إن كل مواطن أو عسكري أمريكي في المنطقة أصبح "هدفًا مشروعًا".

وأصدرت وزارة الخارجية الإيرانية بيانًا رسميًا حذّرت فيه من أن "إيران ترى في حقها استخدام كل الوسائل المتاحة للرد على العدوان العسكري الأمريكي."

ويرى كريم ساجادبور، المحلل في مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي، أن "الضربات قد تفتح فصلاً جديدًا في الحرب الأمريكية-الإيرانية التي عمرها 46 عامًا بدلاً من إنهائها."

وقد تتحول الضربات الجوية إلى بداية لصراع أوسع وأطول مما كان متوقعًا، ما يثير مخاوف من تكرار تجارب الحروب الأمريكية السابقة في العراق وأفغانستان.

احتمالات التصعيد السياسي والدبلوماسي

ومن بين السيناريوهات المحتملة، احتمال أن تلجأ الولايات المتحدة إلى مطالبة بتغيير النظام في إيران إذا تصاعد التوتر أو بدأت طهران العمل على تصنيع سلاح نووي.

وحذّرت لورا بلومنفيلد، الباحثة في جامعة جونز هوبكنز، من "خطر انحراف الهدف نحو حملات تغيير النظام ونشر الديمقراطية، والتي أدت سابقاً إلى فشل العديد من المهام الأخلاقية الأمريكية في الشرق الأوسط."

من جانبه، قال جوناثان بانيكوف، الضابط الأمريكي السابق في الاستخبارات، إن إيران قد ترد بـ"ضربات غير متناسبة" إذا شعرت بتهديد وجودي، لكنها ستكون حذرة من العواقب، خاصة إذا تضرر حليفها الرئيسي الصين بسبب ارتفاع أسعار النفط نتيجة إغلاق مضيق هرمز.

Relatedصباح ليس كغيره.. أمريكا تستهدف المنشآت النووية الإيرانية وطهران تمطر إسرائيل بالصواريخ غواصات متطورة وقواعد استراتيجية.. ماذا نعرف عن قدرات إيران البحرية؟بالصور.. هكذا تابع ترامب مجريات تنفيذ الضربات الجوية منشآت فوردو ونطنز وأصفهان ضغوط داخلية وخارجية على ترامب

على الصعيد الداخلي، يواجه ترامب انتقادات حادة من قبل الديمقراطيين في الكونغرس، بالإضافة إلى اعتراضات من الجناح المعادي للتدخلات الحربية ضمن صفوف مؤيديه الجمهوريين.

وكان ترامب قد خرج من ولايته الأولى بدون أن يواجه أي أزمة دولية كبيرة، لكنه الآن متورط في واحدة بعد مرور ستة أشهر فقط من ولايته الثانية.

ورغم آمال ترامب في أن تكون المشاركة الأمريكية محدودة، فإن تاريخ الحروب الحديثة يدل على أن هذه التحركات غالبًا ما تؤدي إلى نتائج غير متوقعة.

وسيخضع شعار ترامب "السلام عبر القوة" لاختبار صعب، خاصة بعد فشله في الوفاء بوعوده الانتخابية بإنهاء سريع للصراعات في أوكرانيا وغزة.

وقال ريتشارد غوفان، مدير الأمم المتحدة في مجموعة الأزمات الدولية: "ترامب عاد مرة أخرى إلى أعمال الحرب. لا أعتقد أن أحدًا في موسكو أو طهران أو بكين صدق فعلاً حديثه بأنه صانع سلام. بدا دائمًا وكأنه مجرد شعار انتخابي وليس استراتيجية."

انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثة

مقالات مشابهة

  • HyperOS 2.2 يصل إلى مجموعة جديدة من هواتف شاومي .. القائمة الكاملة
  • سامسونغ تُفجر المفاجأة.. وداعاً للقلم الذكي في هواتف «Galaxy S» الجديدة!
  • إعادة تثبيت شريحة جلدية بدقة فائقة بمستشفى بئر العبد
  • بمواصفات فريدة من نوعها.. سعر هواتف HONOR 400
  • محافظ الغربية يناقش مع شركة "زيرو كاربون" الموقف التنفيذي لمصنع تدوير دفرة
  • البيئة: تعزيز فرص الاستثمار في تدوير المخلفات الزراعية بالوادي الجديد
  • مضيق هرمز تحت المجهر.. هل يتحول الرد الإيراني إلى بوابة الحرب الكبرى؟
  • أيهما أفضل للشراء .. مقارنة هاتفي هواوي بيورا 80 ألترا وشاومي 15 ألترا
  • حرشاوي: الأمم المتحدة غيّرت أسلوبها والدبيبة تحت المجهر
  • سامسونج تستعد لصيف مزدحم مع إطلاق هاتف Galaxy M36 رسميًا في الهند