ويتكوف وكوشنر يعاودان الحديث عن غزة كصفقة عقارية
تاريخ النشر: 21st, February 2025 GMT
نقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية عن ستيف ويتكوف مبعوث الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى الشرق الأوسط وعن جاريد كوشنر صهر ترامب، أنهما يناقشان عقد اجتماع مع مطوّرين عقاريين بشأن إعادة إعمار قطاع غزة.
وقال ويتكوف -خلال جلسة مع كوشنر على هامش مؤتمر في ميامي يجمع رجال الأعمال- "نحن نتحدث عن جمع المخططين الرئيسيين والمطورين والمهندسين المعماريين" لقمة محتملة.
وفي وقت سابق من هذا الشهر، قال ترامب إن "الولايات المتحدة ستجعل من قطاع غزة ريفييرا الشرق الأوسط"، وأضاف أنه يمكن نقل سكان القطاع إلى الدول العربية المحيطة وسيكونون أفضل حالا إذا تركوا غزة، وهو مقترح قوبل بالرفض من الأردن ومصر.
ووفقا لمصدر مطلع على الملف، يعمل ويتكوف على خطة محتملة لعقد قمة في البيت الأبيض تجمع مطورين عقاريين ورجال أعمال لبدء خطط إعادة الإعمار.
ولا تزال خطة هذه القمة في مراحلها الأولية، وستكون أول محاولة للإجابة عن الأسئلة الكبيرة المتبقية، مثل من أين تبدأ الإنشاءات وكيف ستتم إزالة الأنقاض مع وجود الأهالي في القطاع الذي دمرته آلة الحرب الإسرائيلية.
وقال المصدر إن القمة ستشمل عرضا عاما، قد يتضمن توفير رافعات عملاقة وغيرها من المعدات اللازمة لرفع الأطنان من الأنقاض. ومن الممكن أن يُطلب من الشركات المطورة تقديم خططهم بشأن القضايا اللوجستية والتقنية بما في ذلك كيفية اكتشاف القنابل والتعامل مع الأنفاق والسكان غير الراغبين في المغادرة.
إعلان
ذات قيمة كبيرة
وكان كوشنر، مبعوث ترامب السابق للشرق الأوسط، وصف واجهة غزة البحرية بأنها "ذات قيمة كبيرة"، وقال إن أفضل نهج هو "نقل السكان ومن ثم تنظيفها". وسبق أن قال كوشنر إنه لن يشارك في أي عملية سياسية في إدارة ترامب، لكنه أكد أنه يواصل تقديم النصح من موقعه في القطاع الخاص.
وخلال حديثهما في المؤتمر، قال ويتكوف إنه قرر الابتعاد عن عمله في تطوير العقارات وتولي دور مبعوث الشرق الأوسط لأن كوشنر أقنعه بذلك. وكان ترامب والعديد من أقرب حلفائه، بمن فيهم ويتكوف وكوشنر، مطورين عقاريين قبل أن يدخلوا عالم السياسة.
وفي مفاوضاته لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، قال ويتكوف إنه شعر وكأنه أمام إتمام صفقة عقارية تعرضت لعقبات صعبة لأن أيا من الطرفين لم يجلسا على الطاولة ذاتها للتفاوض.
وقدرت دراسة أصدرتها الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والبنك الدولي هذا الأسبوع أن جهود إعادة بناء غزة ستكلف أكثر من 50 مليار دولار على مدى العقد المقبل.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات
إقرأ أيضاً:
نادية صبرة تكتب: خدعة القرن فى الشرق الأوسط
فى واحدة من أكثر المسرحيات السياسية عبثا قرر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن يقدم لنا فصلا جديدا من فصول الخداع السياسي ويخرج عرضاً جديداً من عروضه المفضلة:-(الحرب على إيران) العنوان جذاب ؛ والدعاية مثيرة؛ الديكور نووي ؛ والممثلون من العيار الثقيل..لكن ما أن ارتفع الستار حتي تبين أن الجمهور كالعادة كان الضحية الوحيدة في هذا العرض الساخر فالمشهد وكأنه مقتبس من أحد عروض السيرك لذا حبس الجمهور أنفاسه مترقبا عرضا ناريا يعيد تشكيل خريطة الشرق الأوسط..لكن الحقيقة كانت مجرد خدعة مدروسة بعناية أخرجها ترامب وأداها الجميع ببراعة ممثلين متمرسين على خشبة مسرح إقليمي تحكمه الأوهام والتلاعب..
بدأ العرض عندما أعلنت واشنطن ضرب منشآت نووية إيرانية فى ثلاث مواقع حساسة (مفاعل فوردو ومنشأة نطنز ومجمع أصفهان النووي) ليفاجأ العالم لاحقاً بأن تلك المنشآت قد أخليت بالكامل قبل ساعات من الضربات..السبب ببساطة أن ترامب لم يرسل صواريخه فقط بل أرسل معها مبعوثه الخاص (ويتكوف) ليبلغ الإيرانيين سلفا بالضربة مؤكدا لهم أنها ستكون لمرة واحدة فقط وهدفها ليس تدمير البرنامج النووي بل تعطيله مؤقتا أي أن الضربة لم تكن رسالة تحذير بل كانت بريدا دبلوماسيا بصواريخ ( جو- أرض) أرفقت معه خريطة وأوقات الزيارة ! ايران شكرت ورتبت أمورها وأخلت المواقع الثلاثة المستهدفة قبل الضربات بساعات ..الضرب وقع فعلاً ولكن على منشآت فارغة.. صواريخ على أماكن خاوية وتغطية إعلامية على حساب الوعي العام!ترامب كعادته لم يكن يسعى لحرب بقدر ما كان يحضر لفصل جديد من كتابه المفضل ( فن الصفقات)..
وكأن المشهد لم يكن عبثيا بما فيه الكفاية جاء الرد الايراني كما يبدو أكثر عبثا فلم تمر ساعات حتي ردت إيران بعناد مسرحي أكثر إبهارا بصواريخ انطلقت نحو قاعدة (العديد) في قطر وقاعدة (عين الأسد) في العراق ردة فعل عنيفة.. صادمة لكنها محسوبة بدقة والجمهور المتوتر يترقب الانفجار الكبير ولأن المسرحية تحتاج لمزيد من الإثارة لم يتأخر ترامب المخرج البارع وخرج بعدها ليعلن دون أن يرف له جفن أن طهران أبلغته مسبقا بالرد بل وسألته بأدب ( هل الساعة الواحدة مناسبة لكم)!!
ولأن السيرك لا يكتمل دون فقرة السير على الحبل فقد دخلت إسرائيل على الخط بحرب إسرائيلية إيرانية استمرت اثني عشر يوما بالتمام و الكمال من ١٣ إلى ٢٥يونيو الماضي وتناقلتها الشاشات بتصعيد محسوب وتهديدات مدروسة وعشرات الصواريخ وساعات من القلق؛ وانقطاع للكهرباء ؛ وتحليلات على مدار الساعة والجميع يتابع بقلق بالغ معتقدين أن المنطقة على حافة الانفجار..لكن ترامب كالبهلوان الذي يمسك بخيوط اللعبة خرج ليصف ما حدث بأنه مجرد ( لعب عيال) ووصف إسرائيل وإيران بأنهما بمثابة طفلان تشاجرا بعنف فى ساحة المدرسة فدخل الأب (ترامب) ليصلح بينهما وينهي الخلاف ويهنيء العالم بالسلام وانتهى الأمر بعد أن كاد يقذف إلى الجحيم!
وكأن الكوميديا لم تكتمل خرج الطرفان ( إيران وإسرائيل) كلا منهما يعلن النصر العظيم..إيران تحتفل لأنها ردت وإسرائيل تحتفل لأنها صدت والاثنان يحتفلان رغم أن الحرب لم تكن حربا والدماء التي سالت لم تكن دماءهم..!
أما الحقيقة الوحيدة وسط هذه المسرحية فهي :-
أن إيران ستظل إيران وستعيد ترميم برنامجها النووي كما اعتادت
وإسرائيل ستظل إسرائيل الدولة الوحيدة التي تملك سلاحاً نوويا في المنطقة دون رقابة أو تفتيش.
ونحن..سنظل متفرجين على هذا السيرك المتكرر بينما الدم الفلسطيني يواصل نزيفه وغزة تلعق جراحها وحدها خارج نص المسرحية وخارج إطار اي نصر مزعوم! فنحن في عالم تحكمه الصفقات والعروض والدم العربي بات مجرد مشهد جانبي لا يلتفت إليه أحد فى مسرح كبير تديره واشنطن وتشاركه تل أبيب وطهران..وأمام هذا المشهد العبثي تقف شعوب الشرق الأوسط مدهوشة تتساءل هل كنا أمام حرب فعلية؟ أم مجرد عرض استعراضي لخدمة أهداف انتخابية أمريكية ؟ هل كان الدم الذي سال حقيقياً ام مجرد اكسسوار فى مسرحية أكبر منا جميعاً ؟! والمؤكد أن هذه الشعوب ستبقي للاسف حبيسة الخديعة الأمريكية تتابع وتصفق أو تبكي دون أن يستشار أحد أو تؤخذ كرامته بالحسبان.
وفى نهاية المطاف النتيجة واحدة:- ترامب أثبت من جديد أن بإمكانه إشعال حرب واطفاءها حسب الجدول الزمني بل والتحكم في مشاعر المنطقة عبر مسرحية فجة لا تهدف إلى الأمن أو الاستقرار بل إلي تسويق (ترامب المنقذ) الرجل الذي يشعل الحرائق ليبيع طفايات الحريق ويصنع الحروب وينهيها ليتم منحه نوبل في السلام.