ما قصة الأسيرة بيباس التي كادت جثتها أن تهوي باتفاق وقف إطلاق النار؟
تاريخ النشر: 22nd, February 2025 GMT
في خضم عملية تبادل الأسرى بين حركة المقاومة الإسلامية (حماس) والاحتلال الإسرائيلي، برزت قصة الأسيرة الإسرائيلية شيري بيباس، التي أثارت عملية تسليم جثمانها جدلا واسعا وكادت أن تعصف باتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة.
وكانت شيري بيباس قد أُسرت مع زوجها ياردن وطفليها كفير وأرئيل خلال عملية "طوفان الأقصى" في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، حيث نُقلوا جميعا إلى قطاع غزة، قبل أن يتم الإفراج عن الزوج لاحقا ضمن صفقات التبادل السابقة.
وكشفت مصادر في المقاومة الفلسطينية أن شيري كانت تعمل في مكتب قائد المنطقة الجنوبية في فرقة غزة، وأنها كانت متدربة في الوحدة 1200، مما يشير إلى ارتباطها بالمؤسسة العسكرية الإسرائيلية.
ووفقا لما ذكرته حركة حماس، فقد تم تأمين الأسيرة وطفليها في منزل محصن مع توفير الاحتياجات اللازمة لهم، لكن القوات الإسرائيلية استهدفت المنزل بصاروخ من طائرة "إف-16″، مما أدى إلى تدميره بالكامل ومقتلهم.
وأكدت الحركة حينها أنها حاولت الحفاظ على حياة الأسرى بكل الطرق، واتهمت إسرائيل بالتعامل بوحشية مع جميع أهالي القطاع ومعهم الأسرى، مشيرة إلى أنها كانت تأمل في عودة بيباس وطفليها أحياء، لكن القصف الإسرائيلي حال دون ذلك.
إعلانوتحولت قضية بيباس إلى نقطة خلاف كادت أن تعصف باتفاق وقف إطلاق النار، بعد أن تبين أن الجثمان الذي سلمته كتائب القسام -الجناح العسكري لحركة حماس- الخميس الماضي كان لسيدة فلسطينية وليس للأسيرة الإسرائيلية.
وسرعان ما تداركت كتائب القسام الموقف بتسليم الجثمان الصحيح للصليب الأحمر، في خطوة أكدت من خلالها جديتها في تنفيذ الاتفاق، رغم الظروف الصعبة التي رافقت عملية البحث عن الجثامين في المناطق المدمرة بفعل القصف الإسرائيلي.
ملابسات الحدثفي هذا السياق، أشار مراسل الجزيرة تامر المسحال إلى أن المكان الذي تعرض للقصف الإسرائيلي الذي أودى بحياة الأسيرة شيري بيباس وطفليها دُمّر بالكامل وتحولت الجثث إلى أشلاء.
وأوضح المسحال أنه تم الذهاب مجددا إلى المقبرة، حيث أُعيد البحث عن بقايا جثمان شيري بيباس في الموقع ذاته، ليتم العثور على الأشلاء وتسليمها إلى الصليب الأحمر ومن ثم إلى الجانب الإسرائيلي.
وأكد أن هذه الخطوة عكست جدية حماس والمقاومة الفلسطينية في تجاوز أي عثرات أو خلافات تتعلق بتنفيذ الاتفاق، وعدم إعطاء رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أي مبرر للهروب من التزاماته بموجب الاتفاق.
وأشار المراسل إلى أن الاتفاق كان ينص على منح الجانب الإسرائيلي 48 ساعة لفحص الحمض النووي (DNA) بعد تسليم الجثامين، ومن ثم تقديم قائمة الأسرى الذين سيتم الإفراج عنهم مقابل الجثث.
لكن نتيجة الخلل الذي حدث، تأخر تسليم قائمة الأسرى الفلسطينيين من النساء والأطفال الذين كان من المفترض الإفراج عنهم مقابل الجثث، ما أدى إلى عرقلة تنفيذ المرحلة التالية من الاتفاق.
كما أشار إلى أن المقاومة الفلسطينية طلبت رسميا إعادة جثمان السيدة الفلسطينية التي اختلطت أشلاؤها بجثامين الأسرة الإسرائيلية خلال عمليات البحث، وسط إصرار من حماس على استعادة الجثمان خلال الساعات القادمة.
إعلانمن جانبها، وجهت عائلة بيباس انتقادات حادة لنتنياهو، متهمة إياه بالتخلي عنهم خلال عملية "طوفان الأقصى" وفشله في إعادتهم سالمين إلى ذويهم.
وقالت عوفري بيباس، شقيقة الزوج المحرر، في بيان باسم العائلة "كان من مسؤولية إسرائيل وواجبها إعادتهم أحياء"، مضيفة "لن نسامح على التخلي عنهم في السابع من أكتوبر/تشرين الأول، ولن نسامح على التخلي عنهم في الأسر".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات شیری بیباس إلى أن
إقرأ أيضاً:
إيران تؤكد التزامها المشروط باتفاق وقف إطلاق النار
قال الرئيس الإيراني، مسعود بزشكيان، إن إيران لن تخرق وقف إطلاق النار ما لم تخرقه إسرائيل، وإنها مستعدة للحوار والدفاع عن حقوق الشعب الإيراني على طاولة المفاوضات.
وأكد أن "الكيان الصهيوني وداعميه كانوا يعولون على إثارة استياء الشعب الإيراني"، وأنه "عجز عن تحقيق أهداف عدوانه على إيران".
الحرس الثوري: لقنا إسرائيل درسامن جهته، أعلن الحرس الثوري الإيراني الثلاثاء أنه لقن إسرائيل "درسا"، خلال الحرب التي استمرت 12 يوما بين إيران وإسرائيل، وتدخلت فيها واشنطن بشن ضربات على مواقع نووية إيرانية.
وقال الحرس الثوري في بيان إنه قبيل بدء سريان وقف إطلاق النار بلحظات، قام بـ"ضرب مراكز عسكرية ولوجستية على الكيان الصهيوني (…) ولقن العدو درسا تاريخيا لا يُنسى".
كما أكد مجلس الأمن القومي الإيراني أن إيران حققت تفوقا إستراتيجيا في الحرب ضد إسرائيل، وأن البلاد مستعدة للرد بحزم على أي هجوم إسرائيلي، وذلك بعد ساعات من دخول وقف إطلاق النار بين طهران وتل أبيب حيز التنفيذ.
وقال المجلس في بيان أصدره اليوم الثلاثاء، تعليقا على اتفاق وقف إطلاق النار المعلن مع إسرائيل صباح اليوم، "لقد أجبرنا العدو على الندم والاعتراف بالهزيمة ووقف عدوانه من طرف واحد".
وأشاد البيان بصمود الشعب الإيراني الذي "قاوم بصمود وعزيمة"، وأكد أن الهجمات الإيرانية الأخيرة رد مشروع على انتهاكات إسرائيل.
وذكر أن القوات المسلحة الإيرانية تصرفت بشجاعة وردت على العدوان الإسرائيلي في الوقت المناسب وبالطريقة المناسبة.
وجاء في البيان أيضا "قواتنا المسلحة على أهبة الاستعداد للرد الحاسم والموجع على أي عمل عدائي من قبل العدو"، كما أكد أن "أيادي القوات المسلحة ما زالت على الزناد دون أن تثق في تصريحات الأعداء".
تفوق إستراتيجي
وأكد مجلس الأمن القومي الإيراني أن طهران حققت تفوقا إستراتيجيا في الاشتباكات التي استمرت 12 يوما، وأن إسرائيل اضطرت إلى قبول الهزيمة ووقف إطلاق النار.
إعلانوفي وقت مبكر من صباح اليوم الثلاثاء، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران، وبعد ساعات أعلن بيان لمكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الموافقة على الاتفاق.
ومنذ 13 يونيو/حزيران تستهدف إسرائيل –بدعم أميركي- منشآت نووية وقواعد صاروخية وقادة عسكريين وعلماء نوويين بإيران، بينما ترد الأخيرة بضرب مقرات عسكرية واستخباراتية إسرائيلية بصواريخ باليستية وطائرات مسيّرة، مما خلف قتلى وجرحى لدى الجانبين.