الأسواق العالمية تترقب نتائج إنفيديا الأربعاء المقبل
تاريخ النشر: 24th, February 2025 GMT
حسونة الطيب (أبوظبي)
تتأهب الأسواق العالمية لاختبار حاسم مع تداولات يوم الأربعاء المقبل 26 الجاري، بالتزامن مع إعلان شركة إنفيديا عملاق صناعة الرقائق الأميركية لنتائجها السنوية، وسط حالة من الترقب الحذر من قبل المستثمرين لامتداد تأثير هذه النتائج على مسار أسهم شركات التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي في الأسواق.
وعلى الرغم من الهدوء الذي يسود السوق الأميركية للأسهم، مع اقتراب مؤشر ستاندرد آند بورز 500، تسجيل أرقام قياسية، فإن التوقعات التي تحيط بنتائج إنفيديا المرتقبة، وإمكانية تحول في قيمة السهم بنسبة قدرها 7.7%، ربما تلقي بتأثيرها على السوق عموماً، نتيجة اعتماد هذه السوق على الذكاء الاصطناعي في نموها.
ويبدو أن الطريق محفوف بالمخاطر، في ظل المخاوف المحيطة بشركة ديب سيك (DeepSeek) الصينية الناشئة في مجال الذكاء الاصطناعي، وتباطؤ النمو والقيود المفروضة على الصادرات، ما يشكل عقبات في طريق نمو الأسهم.
ودعم الارتفاع الكبير الذي حققته إنفيديا منذ شهر أكتوبر الماضي، تحولها لأن تكون من بين أهم المؤثرين في مؤشر ستاندرد آند بورز 500، ما يزيد من حساسية السوق لأدائها.
وتعتبر إنفيديا، رائدة في مجال الذكاء الاصطناعي، حيث تحولت لسهم أساسي لقطاع التقنية ضمن مؤشر ستاندرد آند بورز 500، وذلك بسبب مشاركتها في التقنيات الناشئة مثل، الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي والحوسبة عالية الأداء.
ومن المرجح، بلوغ السوق العالمية لبرمجيات الذكاء الاصطناعي، نحو 126 مليار دولار بحلول عام 2025، حيث تلعب إنفيديا، دوراً رئيساً في هذا النمو، نظراً لريادتها في توفير أجهزة وحدة معالجة الرسومات اللازمة لتطوير الذكاء الاصطناعي، وفقاً لتقرير صادر عن شركة جارتنر.
ورغم انخفاض سهم إنفيديا بنحو 21% عن أعلى مستوياته في الشهر الماضي، جراء طرح شركة الذكاء الاصطناعي الصينية لتطبيق ديب سيك، إلا أن معظم هذه الخسارة تم تعويضها لاحقاً.
ومن المتوقع، أن تشهد أسهم إنفيديا، تقلبات بنسبة 7%، عند إعلان الشركة لنتائج الربع الأخير من العام الجاري. ورغم أن ذلك، أكثر هدوءاً بالمقارنة مع الفصول السابقة، لكنه يعادل تقلباً في القيمة السوقية، بنحو 230 مليار دولار.
وربما يركز المهتمون بشراء أسهم إنفيديا خلال الأيام المقبلة قبيل إعلان نتائجها السنوية، على احتمال ارتفاع أسعار هذه الأسهم، خاصة وأن للشركة سجلاً حافلاً من تجاوز توقعات أرباح وول ستريت.
ولتجاوز هذه التوقعات، يترتب على إنفيديا، التفوق على توقعات المحللين لإيرادات الربع الأخير عند 38.13 مليار دولار ومتوسط الربح للسهم الواحد عند 0.85 دولار، وذلك بتحقيق نمو سنوي قدره 72.5% ونمو لمتوسط ربح السهم بنحو 63.5%.
وفي الوقت الذي، تستعد فيه إنفيديا، للإعلان عن نتائجها، لا ينبغي على المستثمرين، التركيز فقط على جني الأرباح، بل على الآثار التي ربما تطال أي نوع من أنواع الاستثمار المرتبطة بالطفرة التي يشهدها الذكاء الاصطناعي.
وفي سوق بمثل هذا التشابك، ربما تتعدى المفاجآت مصدرها الأساسي، ويجد المتداولون أنفسهم في تأهب مستمر لمرحلة الاضطراب المقبلة.
كما ينبغي عليهم، تنويع محافظهم وعدم الاعتماد فقط على أسهم قطاع التقنية، خاصة ذات الارتباط الوثيق بشركة إنفيديا، فضلاً عن دمج السندات والأسهم العالمية والقطاعات الأخرى، للتخفيف من المخاطر. وكذلك، استخدام استراتيجيات الخيارات مثل، الاستراتيجيات المتداخلة أو الخانقة على أسهم إنفيديا، للاستفادة من تحركات الأسعار الكبيرة، من دون المراهنة على اتجاه واحد. ويجب على المستثمرين أيضاً، مراقبة البيانات المالية لشركة إنفيديا وإعلانات المنتجات، بجانب المشهد التكنولوجي ككل. أخبار ذات صلة
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: إنفيديا
إقرأ أيضاً:
السباق الاستخباراتي على الذكاء الاصطناعي
في لحظة فارقة على الساحة التكنولوجية الدولية، جاء إطلاق شركة "ديب سيك" الصينية نموذجا لغويا ضخما يُعد من بين الأفضل في العالم، بالتزامن مع تنصيب دونالد ترامب رئيسا للولايات المتحدة، ليدق ناقوس الخطر في الأوساط الاستخباراتية الأميركية.
واعتبر ترامب ما جرى "جرس إنذار" في حين أقر مارك وارنر نائب رئيس لجنة الاستخبارات بمجلس الشيوخ بأن مجتمع الاستخبارات الأميركي "فوجئ" بسرعة التقدم الصيني، وفق مجلة إيكونوميست.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2النيجريون لفرنسا: اعترفي بالجرائم الاستعمارية وعوضي عنهاlist 2 of 2أنقذونا نحن نموت.. المجاعة تجتاح غزةend of listوفي العام الماضي، أبدت إدارة الرئيس الأميركي السابق جو بايدن قلقها من احتمال أن يتفوق الجواسيس والجنود الصينيون في سرعة تبنّي الذكاء الاصطناعي "إيه آي" (AI) فأطلقت خطة طوارئ لتعزيز اعتماد المجالين الاستخباراتي والعسكري على هذه التقنية.
وأوضحت المجلة في تقريرها أن الخطة تضمنت توجيه وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) ووكالات الاستخبارات ووزارة الطاقة (المسؤولة عن إنتاج الأسلحة النووية) بتكثيف تجاربها على النماذج الأحدث من الذكاء الاصطناعي، وتوثيق التعاون مع مختبرات القطاع الخاص الرائدة مثل أنثروبيك وغوغل ديب مايند، وأوبن إيه آي.
سباق مفتوحوفي خطوة ملموسة، منح البنتاغون، في 14 يوليو/تموز الجاري، عقودا تصل قيمتها إلى 200 مليون دولار لكل من تلك الشركات بالإضافة إلى "إكس إيه آي" المملوكة للملياردير إيلون ماسك، بهدف تطوير نماذج من الذكاء الاصطناعي الوكيل الذي يمكنه اتخاذ القرارات، والتعلم المستمر من التفاعلات، وتنفيذ مهام متعددة من خلال تقسيمها إلى خطوات وتحكّمها بأجهزة أخرى مثل الحواسيب أو المركبات.
لكن هذا السباق لا يقتصر -برأي إيكونوميست- على البنتاغون. إذ باتت نماذج الذكاء الاصطناعي تنتشر بسرعة داخل الوكالات الاستخباراتية، لتُستخدم في تحليل البيانات السرية والتفاعل مع المعلومات الحساسة.
الشركات طورت نسخا مُعدّلة من نماذجها تتيح التعامل مع وثائق مصنّفة سرّيا، وتتمتع بإتقان لغات ولهجات حساسة لاحتياجات الاستخبارات، مع تشغيلها على خوادم مفصولة عن الإنترنت العام
كما طوّرت الشركات نسخا مُعدّلة من نماذجها تتيح التعامل مع وثائق مصنّفة سرّيا، وتتمتع بإتقان لغات ولهجات حساسة لاحتياجات الاستخبارات، مع تشغيلها على خوادم مفصولة عن الإنترنت العام.
إعلانففي يناير/كانون الثاني الماضي، أعلنت شركة مايكروسوفت أن 26 من منتجاتها في الحوسبة السحابية حصلت على تصريح لاستخدامها في وكالات الاستخبارات.
وفي يونيو/حزيران، أعلنت أنثروبيك عن إطلاق نموذج "كلود غوف" (Claude Gov) وهو روبوت دردشة جديد مصمم خصيصا للجهات العسكرية والاستخباراتية بالولايات المتحدة، مشيرة إلى أنه يُستخدم بالفعل على نطاق واسع في جميع أجهزة الاستخبارات الأميركية، إلى جانب نماذج أخرى من مختبرات منافسة.
منافسون آخرونليست وحدها الولايات المتحدة التي تشهد مثل هذه التطورات، حيث تفيد المجلة أن بريطانيا تسعى إلى تسريع وتيرة اللحاق بالركب، ناقلة عن مصدر بريطاني رفيع -لم تُسمِّه- تأكيده أن جميع أعضاء مجتمع الاستخبارات في بلاده بات لديهم إمكانية الوصول إلى "نماذج لغوية ضخمة عالية السرية".
وعلى البر الرئيسي للقارة، تحالفت شركة ميسترال الفرنسية -الرائدة والوحيدة تقريبا في مجال الذكاء الاصطناعي على مستوى أوروبا- مع وكالة الذكاء الاصطناعي العسكري بالبلاد، لتطوير نموذج "سابا" (Saba) المدرّب على بيانات من الشرق الأوسط وجنوب آسيا، ويتميز بإتقانه العربية ولغات إقليمية أخرى مثل التاميلية.
أما في إسرائيل، فقد أفادت مجلة "+972" أن استخدام الجيش نموذج "جي بي تي-4" (GPT-4) الذي تنتجه شركة "أوبن إيه آي" قد تضاعف 20 مرة منذ اندلاع الحرب على قطاع غزة، في مؤشر إلى مدى تسارع تبنّي هذه النماذج في السياقات العسكرية الحية.
ورغم هذا النشاط المحموم، يقرّ خبراء داخل القطاع بأن تبنّي الذكاء الاصطناعي بأجهزة الأمن لا يزال متواضعا. وتقول كاترينا مولِّيغان المسؤولة عن شراكات الأمن في "أوبن إيه آي" إن اعتماد الذكاء الاصطناعي "لم يصل بعد إلى المستوى الذي نأمله".
وحتى مع وجود جيوب من التميز، كوكالة الأمن القومي الأميركية، إلا أن العديد من الوكالات ما تزال تتخلف عن الركب، إما بسبب تصميمها واجهات تشغيل خاصة بها، أو بسبب الحذر البيروقراطي في تبني التحديثات السريعة التي تشهدها النماذج العامة.
ويرى بعض الخبراء أن التحول الحقيقي لا يكمن في استخدام روبوتات دردشة فحسب، بل في "إعادة هندسة المهام الاستخباراتية نفسها" كما يقول تارون تشابرا المسؤول السابق بمجلس الأمن القومي الأميركي، والمدير الحالي للسياسات الأمنية في شركة أنثروبيك.
لعبة تجسس بالذكاء الاصطناعيفي المقابل، تُحذر جهات بحثية من المبالغة في الآمال المعقودة على هذه النماذج، حيث يرى الدكتور ريتشارد كارتر (من معهد آلان تورينغ البريطاني) أن المشكلة الأساسية تكمن في ما تُنتجه النماذج من "هلوسات" -أي إجابات غير دقيقة أو مضللة- وهو خطر كبير في بيئة تتطلب الموثوقية المطلقة.
وقد بلغت نسبة الهلوسة في أحدث نموذج للذكاء الاصطناعي "الوكيل" الذي تنتجه "أوبن إيه آي" حوالي 8%، وهي نسبة أعلى من النماذج السابقة.
وتُعد هذه المخاوف -بحسب إيكونوميست- جزءا من تحفظ مؤسسي مشروع، خاصة في أجهزة مثل وكالة الاستخبارات والأمن البريطانية المعروفة اختصارا بحروفها الإنجليزية الأولى "جي سي إتش كيو" (GCHQ) التي تضم مهندسين لديهم طبيعة متشككة تجاه التقنيات الجديدة غير المُختبرة جيدا.
إعلانويتصل هذا بجدل أوسع حول مستقبل الذكاء الاصطناعي. فالدكتور كارتر من بين أولئك الذين يرون أن بنية النماذج اللغوية العامة الحالية لا تُناسب نوع التفكير السببي الذي يمنحها فهما متينا للعالم. ومن وجهة نظره، فإن الأولوية بالنسبة لوكالات الاستخبارات يجب أن تكون دفع المختبرات نحو تطوير نماذج جديدة تعتمد على أنماط تفكير واستدلال مختلفة.
الصين في الصورةورغم تحفّظ المؤسسات الغربية، يتصاعد القلق من تفوق الصين المحتمل. يقول فيليب راينر من معهد الأمن والتكنولوجيا في وادي السيليكون "لا نزال نجهل مدى استخدام الصين نموذج ديب سيك (DeepSeek) في المجالين العسكري والاستخباراتي" مرجحاً أن "غياب القيود الأخلاقية الصارمة لدى الصين قد يسمح لها باستخلاص رؤى أقوى وبوتيرة أسرع".
موليغان: ما يُقلقني فعلا هو أن نكسب سباق الوصول إلى الذكاء الاصطناعي العام (AGI)، لكن نخسر سباق التبني الفعلي له
وإزاء هذا القلق، أمرت إدارة ترامب، في 23 يوليو/تموز الجاري، وزارة الدفاع ووكالات الاستخبارات بإجراء تقييمات دورية لمستوى تبنّي الذكاء الاصطناعي في المؤسسات الأمنية الأميركية مقارنة بمنافسين مثل الصين، وتطوير آلية للتكيّف المستمر.
ويجمع المراقبون تقريبا على نقطة جوهرية، وهي أن الخطر الأكبر لا يكمن في أن تندفع أميركا بلا بصيرة نحو تبني الذكاء الاصطناعي، بل في أن تظل مؤسساتها عالقة في نمطها البيروقراطي القديم.
وتقول كاترينا مولِّيغان "ما يُقلقني فعلا هو أن نكسب سباق الوصول إلى الذكاء الاصطناعي العام (إيه جي آي AGI) لكن نخسر سباق التبني الفعلي له".