يمانيون/ تقارير

لسبعِ مرّاتٍ سلّمت حماسُ أسرى العدو في الموعد المحدّد كجزء من اتفاقٍ وقف إطلاق النار الموقع قبل 33 يوماً. جرى التسليم في محفل كرّمت فيه القسام الأسرى أحياءً مصانين أو أمواتاً محفوظي الكرامة، المشاهد التي رسخت فلسطينيةَ اليوم التالي في غزة أثارت حفيظة الصهاينة وأجّجت مع تكررها سخطهم وانقسامهم، حتى غدا شكل التسليم عائقاً لاستكماله.

بيان مكتب مجرم الحرب نتنياهو يشترط إيقاف ما أسماها المشاهد المهينة لإتمام التسليم.

مسؤول فلسطيني من هيئة شؤون الأسرى والمحررين، يقول “العدو الإسرائيلي لا يحب أن يرى الاحتفالات عند تسليم جثث الرهائن أو الرهائن الإسرائيليين الأحياء، هذه الاحتفالات جعلت القيادة السياسية والأمنية والعسكرية تشعر بالإحباط في “إسرائيل” لأنها تُظهر أن مجموعات المقاومة لا تزال موجودة ومنظمة وتُظهر أن كل هذه الحرب لم تُنهِ حماس”.

ويضيف المسؤول الفلسطيني:

“منذ المراحل الأولى كنا نخشى ألا تلتزم “إسرائيل” بهذا الاتفاق، والآن بالفعل فإن ما فعلته يجب ألّا يكون مقبول من قبل الوسطاء المصريين والقطريين، لأن العالم يتطلع إلى إنهاء المرحلة الأولى من هذه الصفقة التي يجب أن تستمر لمدة 42 يومًا”.

 

انحياز أمريكي وصمت عربي

ثلاثةُ أيام مضت على تنصّل العدو عن التسليم ورفضه الإفراج عن الدفعة السابعة من المرحلة الأولى من الاتفاق، وبدلاً من أن تتجه ضغوطاتُ الوسطاء الى الطرفِ المعرقل وهو العدو الإسرائيلي، يتوعّدُ وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو المقاومة الفلسطينية بالتدمير إن لم تقم بإطلاق بقية الأسرى، في انحياز غير مستغرب من الأمريكي، وهي صورة من صور الشراكة الكاملة بينه والعدو الإسرائيلي، صبغت كل محطات العدوان على غزة وتتأكد اليوم من جديد. أكثر من ذلك يتجاهل الأمريكي صور التعذيب التي يتعرّض لها الفلسطيني في سجون العدو والانتهاكات اليومية، ويدعي أن “وحشيةَ حماس” في تعاملها مع الأسرى سبب لمطالبتها بسرعة الإفراج عنهم. لكن ما يبدو مستغرباً ومحط استنكار هو صمت رعاة الاتفاق العرب (المصري والقطري) على مماطلة العدو وتعنّته، في مقابل الانحياز الأمريكي الفج والصريح، في لحظة تنتظر فيها العوائل الفلسطينية معتقليهم منذ أيام على أمل الإفراج عنهم في الموعد المحدد المتفق عليه، يقول نادر إمام أحد سكان الخليل “نحن الفلسطينيين نعرف الإسرائيليين عن ظهر قلب؛ إنهم لا يحافظون على عهودهم. ويضيف “إنهم لا يريدون أن تشعر عائلات الأسرى الفلسطينيين بالفرحة، إنهم يريدون تعذيبهم. إنهم يريدون حرمانهم من الفرحة”.

مازن بكري، من سكان الخليل ينقل شهادته عما جرى مع المعتقلين الفلسطينيين الذين كان مقرراً الإفراج عنهم: “نقلوهم (المعتقلين الفلسطينيين) إلى حافلات ثم نقلوهم مرة أخرى إلى السجن، وانتظر أقارب الأسرى حتى منتصف الليل في رفح وعوفر، ولكن في ساعات الصباح الباكر قالوا لهم إن الإفراج سيؤجل، حدث ذلك لأن نتنياهو تأثر بالطريقة التي ظهر بها الأسرى الإسرائيليون (الرهائن). بهذا القدر من الاستهتار يتعامل الصهاينة مع الاتفاق ولا يلاقون أي ضغوط من قبل الجهات الراعية له”.

 

نفاق رعاة الاتفاق

يتعامى الأمريكي ومعه رعاة الاتفاق عن عمليات التعذيب الوحشية التي يتعرّض لها المعتقل الفلسطيني في سجون العدو، والتي ترافقه حتى اللحظة الأخيرة من عمليات التسليم، في مقابل تلفيق الأكاذيب وقصص التعذيب الوهمية وكَيل التهم للمقاومة.

في هذا السياق قالت حماس في بيان: إنّ آلاف المختطفين الفلسطينيين من قطاع غزة يتكدّسون في معتقل “سدي تيمان” في صحراء النقب. مؤكدة أنّ “الأسرى يتعرضون لانتهاكات خطيرة داخل المعتقلات الإسرائيلية”. وأشارت الحركة إلى أنّ المفرج عنهم “أكدوا تعرضهم لشتى صنوف التعذيب والانتهاكات والحرمان من أبسط الحقوق، في جرائم بشعة تتم بتوجيه من القادة الصهاينة دون اكتراث بعواقب أفعالهم الهمجية”. و طالبت حماس المجتمع الدولي والأمم المتحدة والمؤسسات الحقوقية واللجنة الدولية للصليب الأحمر بـ”العمل على متابعة أوضاع المعتقلين الفلسطينيين في هذه المعتقلات الفاشية، ووقف الانتهاكات الخطيرة التي يتعرضون لها”، داعية إلى “الضغط على العدو لإيقاف مسلسل الانتهاكات والجرائم السادية الممارَسَة ضد الأسرى”.

وشدّدت على ضرورة توثيق هذه الجرائم بكونها “جرائم حرب، وانتهاكًا لكل المعاهدات والمواثيق الدولية، وإمعانًا في حملة الإبادة والتطهير العرقي الذي يمارسه جيش العدو الفاشي ضد المدنيين العزل في قطاع غزة، ورفعها أمام المحاكم الدولية المختصة”.

من جهتها، أعلنت وزارة الأسرى والمحررين في قطاع غزة استشهاد 36 من أسرى غزة الذين اعتقلهم جيش العدو في سجون “تل أبيب” “تحت التعذيب ونتيجة ظروف الاعتقال القاسية”، منذ 7 أكتوبر الماضي.

كما أشارت الوزارة إلى استشهاد 54 أسيرًا من كل المحافظات الفلسطينية نتيجة التعذيب والاعتداء الممنهج، وقالت: إنّ سجون العدو أصبحت عبارة عن مقابر جماعية لآلاف الأسرى الفلسطينيين، وسط تجاهل من مؤسسات دولية.

بدوره، أعلن نادي الأسير الفلسطيني، الخميس، أنّ عدد المعتقلين الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية وصل لنحو 9300 منذ 7 أكتوبر 2023. وخلال الأشهر الماضية، أطلق جيش العدو سراح عشرات المعتقلين على دفعات متباعدة، عانى غالبيتهم من تردّي أوضاعهم الصحية.

وبين صهينةِ الأمريكيِ ومماطلةِ الإسرائيلي يبدو الموقف العربي هو الأسير فعلاً وبأمسّ الحاجة لتحريره، سيما وقد ثبت في غير موقف أن غزة ليست وحدها وأنها ليست إلا البداية في خارطة المشروع الصهيوني الكبير.

 

نقلا عن موقع أنصار الله

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: المعتقلین الفلسطینیین الإفراج عن

إقرأ أيضاً:

المقاومة بغزة ترد على ويتكوف وتتمسك باتفاق ينهي العدوان

غزة- وصف المبعوث الأميركي للشرق الأوسط ستيفن ويتكوف الرد الذي قدمته حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على المقترح الأميركي المعدل إسرائيليا بغير المقبول، وطالبها بالموافقة عليه كأساس لمحادثات التقارب التي يمكن بدؤها فورا.

ورغم تأكيد حماس على لسان عضو مكتبها السياسي باسم نعيم، أنها توافقت مع ويتكوف بداية الأسبوع الماضي على مقترح مقبول للتفاوض، إلا أنه جاء برد لا يلبي الحد الأدنى من متطلبات الشعب الفلسطيني، ومع ذلك قدَّمت ردها بناء على جولة مشاورات وطنية، بما يتضمن وقفا دائما لإطلاق النار، وانسحابا شاملا من قطاع غزة، وتدفق المساعدات لسكانه، وهو ما تؤكد عليه فصائل المقاومة الفلسطينية.

ومع تصاعد لهجة قيادة الاحتلال الإسرائيلي ضد غزة، عقب رد حماس، والتهديد باستكمال عملية "عربات جدعون" الهادفة لحشر سكان غزة في جنوب القطاع تمهيدا لتهجيرهم، قالت مصادر في فصائل المقاومة الفلسطينية في أحاديث منفصلة للجزيرة نت، إنهم لم يغلقوا الباب أمام أي جهد يوقف العدوان على الفلسطينيين ويحقن دماءهم.

الإبادة وتبعاتها

ولذلك قدمت ملاحظات على مقترح ويتكوف الأخير، توقف المجاعة وتوفر المأوى وتنهي الإبادة وتمهد لقيادة مقبولة تدير شؤون الناس وتحفظ استقرارهم بما يضمن هدوء حقيقيا خلال أيام الاتفاق.

إعلان

وهدَّدت المصادر القيادية بفصائل المقاومة بأن سيناريو الفوضى والتجويع الذي تنتهجه إسرائيل في القطاع، سينقلب عليها ولن يكون جنودها الأسرى بعيدين عنه، وسيعانون من الجوع الذي يلاحق أكثر من 2 مليون فلسطيني.

وشدَّدت على مواصلتها التصدي للعدوان الإسرائيلي على غزة، مؤكدة أن جيش الاحتلال سيدفع تحت ضربات المقاومة، ثمنا لقرارات قيادة حكومته المتطرفة التي لا تريد إنهاء الحرب.

عبر عملية عربات جدعون واصل جي الاحتلال الإبادة الجماعية في غزة (الجيش الاسرائيلي)

وبحسب الفصائل، فإنه ومنذ العدوان الإسرائيلي على غزة قبل أكثر من 600 يوم، لم يُقدم أي اتفاق يوقف الإبادة الجماعية، بل أبقى على آلة القتل مستمرة، وجرَّد الفلسطينيين من حقوقهم.

وحمَّلت الفصائل الاحتلال الإسرائيلي مسؤولية الانقلاب على اتفاق 19 يناير/ كانون الثاني الماضي، ومع ذلك أبدت استعدادها لأي اتفاق يوقف الحرب ويدخل المساعدات دون قيد أو شرط ويحفظ كرامة الإنسان الفلسطيني، وانسحاب جيش الاحتلال من القطاع، مؤكدة أن الشعب الفلسطيني لا يمكنه رفع الراية البيضاء، وسيواصل نضاله حتى نيل حريته.

يُشار إلى أن الأمم المتحدة ترفض الخطة الإسرائيلية وترى أنها تفرض مزيدا من النزوح، وتعرّض آلاف الأشخاص للأذى، وتَقْصر المساعدات على جزء واحد فقط من غزة ولا تلبي الاحتياجات الماسة الأخرى، وتجعل المساعدات مقترنة بأهداف سياسية وعسكرية، كما تجعل التجويع ورقة مساومة.

مقترحان والهدف واحد

وتظهر التحركات الأخيرة حرص حماس وفصائل المقاومة على الوصول لاتفاق ينهي العدوان ويضمن عدم عودة الاحتلال إليه على غرار اختراق الاتفاق السابق.

وفي 28 مايو/أيار الماضي، قالت حماس إنها توصّلت إلى اتفاق مع ويتكوف على إطار عام يحقق وقفًا دائمًا لإطلاق النار، وانسحابًا كاملًا لقوات الاحتلال من قطاع غزة، وتدفّق المساعدات، وتولّي لجنة مهنية إدارة شؤون القطاع.

إعلان

وأوضحت الحركة في بيان لها أن الاتفاق يتضمن إطلاق سراح 10 أسرى إسرائيليين وعددا من الجثث، مقابل إطلاق سراح عدد متفق عليه من الأسرى الفلسطينيين، وذلك بضمان الوسطاء.

وتشير المعلومات التي حصلت عليها الجزيرة نت إلى أن حماس أبدت مرونة بأعداد الأسرى الجنود المقرر الإفراج عنهم، وكذلك مفاتيح التبادل، مقابل وجود ضمانات بوقف الحرب.

حماس تريد آلية تسليم للأسرى بما يضمن عدم خرق إسرائيل للاتفاق (تليغرام القسام)

وفضَّلت الحركة توزيع تسليم الجنود حتى الأيام الأخيرة من مدة الاتفاق المحدد بـ60 يوما، كي تضمن عدم تملص الاحتلال من الاتفاق بعد تسليم الجنود، ولمنح الوسطاء فرصة لاستكمال الاتفاق بما يفضي لإنهاء الحرب.

وبدا ذلك واضحا بموافقة حماس على الإفراج عن 10 أسرى على دفعتين بواقع 5 جنود كل دفعة؛ الأولى في اليوم الأول من الاتفاق، والثانية في اليوم الـ60، مع تحديد كمية المساعدات التي ستدخل قطاع غزة يوميا، والأماكن التي سينسحب منها جيش الاحتلال.

وبعد يوم واحد من بيان حماس عاد ويتكوف، وقال إنه قدم ورقة اتفاق جديد وافق عليها الجانب الإسرائيلي، وهو ما ردَّت عليه حماس مساء أمس السبت، بالموافقة مع إبداء ملاحظات.

الآلية للضمان

وبحسب الورقة التي اطلعت الجزيرة نت على تفاصيلها، فكانت ملاحظات حماس على مواعيد تسليم جنود الاحتلال، حيث وافقت على الإفراج عن 10 أسرى أحياء و18 جثمانًا موزعين كالتالي؛ "4 أسرى أحياء باليوم الأول، و2 في اليوم الثلاثين، و4 في اليوم الستين، وتسليم  6 جثامين في اليوم العاشر، ومثلهم باليوم الثلاثين، و6 في اليوم الخمسين".

بينما ينص مقترح ويتكوف الأخير على إطلاق 10 أسرى إسرائيليين أحياء و 18 متوفين موزعين على اليومين الأول والسابع.

وأكدت حماس في ردها على ضرورة العودة إلى بروتوكولات اتفاق يناير/كانون الثاني الماضي فيما يتعلق بإدخال المساعدات لغزة وفتح معبر رفح وخرائط الانسحاب من المناطق السكنية، وذلك بعدما تركها مقترح ويتكوف الأخير مبهمة دون تفاصيل.

إعلان

وشددت الحركة على أن إعلان وقف إطلاق النار الدائم والانسحاب الكلي لجيش الاحتلال من غزة، يجب أن يكون بعد الاتفاق على تبادل الأسرى والجثامين المتبقين وقبل البدء بإجراءات التسليم.

وقدمت مقترحا يقضي بوقف العمليات العسكرية المتبادلة بين الطرفين لمدة طويلة تمتد بين 5 و7 سنوات بضمان الوسطاء، أميركا ومصر وقطر.

 

مقالات مشابهة

  • القوات المسلحة تعلن استهدف مطار اللد في “يافا” المحتلة دعماً لغزة وردعاً للعدو الصهيوني
  • “الأحرار الفلسطينية”: أمن السلطة سيفاً مسلطاً على رقاب شعبنا ومقاومته
  • المقاومة بغزة ترد على ويتكوف وتتمسك باتفاق ينهي العدوان
  • شهيد ومصابون في قصف للعدو الإسرائيلي على مدينة غزة
  • ضربة يمنية فرط صوتية تخلخل أركان العدو الصهيوني وتفرض وتعصف بمطار اللد (تفاصيل)
  • استشهاد لبناني في غارة للعدو الصهيوني
  • استشهاد 30 مواطناً فلسطينيا واصابة العشرات في مجزرة جديدة للعدو في مواصي رفح
  • حامد فارس: إذا أفرجت حماس عن الأسرى الفلسطينيين ستتوسع آلة الحرب
  • حماس تسلم ردها على مقترح ويتكوف
  • ترمب يعلن عن قرب الاتفاق على وقف إطلاق النار في غزة