رغم وفاء المقاومة بالتزاماتها رعاة الاتفاق ينحازون للعدو.. فماذا عن دور الرعاة العرب؟!
تاريخ النشر: 24th, February 2025 GMT
يمانيون/ تقارير
لسبعِ مرّاتٍ سلّمت حماسُ أسرى العدو في الموعد المحدّد كجزء من اتفاقٍ وقف إطلاق النار الموقع قبل 33 يوماً. جرى التسليم في محفل كرّمت فيه القسام الأسرى أحياءً مصانين أو أمواتاً محفوظي الكرامة، المشاهد التي رسخت فلسطينيةَ اليوم التالي في غزة أثارت حفيظة الصهاينة وأجّجت مع تكررها سخطهم وانقسامهم، حتى غدا شكل التسليم عائقاً لاستكماله.
مسؤول فلسطيني من هيئة شؤون الأسرى والمحررين، يقول “العدو الإسرائيلي لا يحب أن يرى الاحتفالات عند تسليم جثث الرهائن أو الرهائن الإسرائيليين الأحياء، هذه الاحتفالات جعلت القيادة السياسية والأمنية والعسكرية تشعر بالإحباط في “إسرائيل” لأنها تُظهر أن مجموعات المقاومة لا تزال موجودة ومنظمة وتُظهر أن كل هذه الحرب لم تُنهِ حماس”.
ويضيف المسؤول الفلسطيني:
“منذ المراحل الأولى كنا نخشى ألا تلتزم “إسرائيل” بهذا الاتفاق، والآن بالفعل فإن ما فعلته يجب ألّا يكون مقبول من قبل الوسطاء المصريين والقطريين، لأن العالم يتطلع إلى إنهاء المرحلة الأولى من هذه الصفقة التي يجب أن تستمر لمدة 42 يومًا”.
انحياز أمريكي وصمت عربي
ثلاثةُ أيام مضت على تنصّل العدو عن التسليم ورفضه الإفراج عن الدفعة السابعة من المرحلة الأولى من الاتفاق، وبدلاً من أن تتجه ضغوطاتُ الوسطاء الى الطرفِ المعرقل وهو العدو الإسرائيلي، يتوعّدُ وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو المقاومة الفلسطينية بالتدمير إن لم تقم بإطلاق بقية الأسرى، في انحياز غير مستغرب من الأمريكي، وهي صورة من صور الشراكة الكاملة بينه والعدو الإسرائيلي، صبغت كل محطات العدوان على غزة وتتأكد اليوم من جديد. أكثر من ذلك يتجاهل الأمريكي صور التعذيب التي يتعرّض لها الفلسطيني في سجون العدو والانتهاكات اليومية، ويدعي أن “وحشيةَ حماس” في تعاملها مع الأسرى سبب لمطالبتها بسرعة الإفراج عنهم. لكن ما يبدو مستغرباً ومحط استنكار هو صمت رعاة الاتفاق العرب (المصري والقطري) على مماطلة العدو وتعنّته، في مقابل الانحياز الأمريكي الفج والصريح، في لحظة تنتظر فيها العوائل الفلسطينية معتقليهم منذ أيام على أمل الإفراج عنهم في الموعد المحدد المتفق عليه، يقول نادر إمام أحد سكان الخليل “نحن الفلسطينيين نعرف الإسرائيليين عن ظهر قلب؛ إنهم لا يحافظون على عهودهم. ويضيف “إنهم لا يريدون أن تشعر عائلات الأسرى الفلسطينيين بالفرحة، إنهم يريدون تعذيبهم. إنهم يريدون حرمانهم من الفرحة”.
مازن بكري، من سكان الخليل ينقل شهادته عما جرى مع المعتقلين الفلسطينيين الذين كان مقرراً الإفراج عنهم: “نقلوهم (المعتقلين الفلسطينيين) إلى حافلات ثم نقلوهم مرة أخرى إلى السجن، وانتظر أقارب الأسرى حتى منتصف الليل في رفح وعوفر، ولكن في ساعات الصباح الباكر قالوا لهم إن الإفراج سيؤجل، حدث ذلك لأن نتنياهو تأثر بالطريقة التي ظهر بها الأسرى الإسرائيليون (الرهائن). بهذا القدر من الاستهتار يتعامل الصهاينة مع الاتفاق ولا يلاقون أي ضغوط من قبل الجهات الراعية له”.
نفاق رعاة الاتفاق
يتعامى الأمريكي ومعه رعاة الاتفاق عن عمليات التعذيب الوحشية التي يتعرّض لها المعتقل الفلسطيني في سجون العدو، والتي ترافقه حتى اللحظة الأخيرة من عمليات التسليم، في مقابل تلفيق الأكاذيب وقصص التعذيب الوهمية وكَيل التهم للمقاومة.
في هذا السياق قالت حماس في بيان: إنّ آلاف المختطفين الفلسطينيين من قطاع غزة يتكدّسون في معتقل “سدي تيمان” في صحراء النقب. مؤكدة أنّ “الأسرى يتعرضون لانتهاكات خطيرة داخل المعتقلات الإسرائيلية”. وأشارت الحركة إلى أنّ المفرج عنهم “أكدوا تعرضهم لشتى صنوف التعذيب والانتهاكات والحرمان من أبسط الحقوق، في جرائم بشعة تتم بتوجيه من القادة الصهاينة دون اكتراث بعواقب أفعالهم الهمجية”. و طالبت حماس المجتمع الدولي والأمم المتحدة والمؤسسات الحقوقية واللجنة الدولية للصليب الأحمر بـ”العمل على متابعة أوضاع المعتقلين الفلسطينيين في هذه المعتقلات الفاشية، ووقف الانتهاكات الخطيرة التي يتعرضون لها”، داعية إلى “الضغط على العدو لإيقاف مسلسل الانتهاكات والجرائم السادية الممارَسَة ضد الأسرى”.
وشدّدت على ضرورة توثيق هذه الجرائم بكونها “جرائم حرب، وانتهاكًا لكل المعاهدات والمواثيق الدولية، وإمعانًا في حملة الإبادة والتطهير العرقي الذي يمارسه جيش العدو الفاشي ضد المدنيين العزل في قطاع غزة، ورفعها أمام المحاكم الدولية المختصة”.
من جهتها، أعلنت وزارة الأسرى والمحررين في قطاع غزة استشهاد 36 من أسرى غزة الذين اعتقلهم جيش العدو في سجون “تل أبيب” “تحت التعذيب ونتيجة ظروف الاعتقال القاسية”، منذ 7 أكتوبر الماضي.
كما أشارت الوزارة إلى استشهاد 54 أسيرًا من كل المحافظات الفلسطينية نتيجة التعذيب والاعتداء الممنهج، وقالت: إنّ سجون العدو أصبحت عبارة عن مقابر جماعية لآلاف الأسرى الفلسطينيين، وسط تجاهل من مؤسسات دولية.
بدوره، أعلن نادي الأسير الفلسطيني، الخميس، أنّ عدد المعتقلين الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية وصل لنحو 9300 منذ 7 أكتوبر 2023. وخلال الأشهر الماضية، أطلق جيش العدو سراح عشرات المعتقلين على دفعات متباعدة، عانى غالبيتهم من تردّي أوضاعهم الصحية.
وبين صهينةِ الأمريكيِ ومماطلةِ الإسرائيلي يبدو الموقف العربي هو الأسير فعلاً وبأمسّ الحاجة لتحريره، سيما وقد ثبت في غير موقف أن غزة ليست وحدها وأنها ليست إلا البداية في خارطة المشروع الصهيوني الكبير.
نقلا عن موقع أنصار الله
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: المعتقلین الفلسطینیین الإفراج عن
إقرأ أيضاً:
العمل الأهلي الفلسطيني: تصاعد التعذيب بعد 7 أكتوبر يشمل سوء التغذية والاعتداءات الجسدية والنفسية
أكدت الدكتورة رتيبة النتشة، عضو هيئة العمل الأهلي الفلسطيني، أنّ جميع الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية مصنفون أمنيين، وأن غيرهم من السجناء هم مواطنون إسرائيليون ارتكبوا جرائم، وبالتالي لا تنطبق عليهم سياسات التعذيب الممنهجة التي تمارسها سلطات الاحتلال على الفلسطينيين.
وأضاف في تصريحات عبر قناة القاهرة الإخبارية، أنّ هذه السياسات بدأت منذ عام 1967، وتشمل الإهمال الطبي والتعذيب الشديد أثناء التحقيق أو النقل داخل منشآت السجون المختلفة، وأسفرت عن وفاة أكثر من 250 سجينًا حتى قبل السابع من أكتوبر 2025.
بعد إطلاق فيلم "أصلك مستقبلك".. مكتبة الإسكندرية: كل أثر هو جذر من شجرتنا الطيبة استشاري حساسية: المضادات الحيوية لا تعالج الفيروسات وتضر المناعةوأشارت النتشة إلى أنّ بعد السابع من أكتوبر، ازدادت أعداد الأسرى الذين يعانون من سوء التغذية والإهمال الطبي والتعذيب الشديد، بما في ذلك الاعتداءات الجنسية المتكررة والتفتيشات والهجوم المستمر على غرف المساجين باستخدام الكلاب البوليسية والهراوات، إلى جانب رش الغاز والقنابل الغازية لإجبارهم على الحرمان من النوم.
وواصلت: "كما تم مصادرة كل ممتلكات الأسرى وإبقاؤهم في الملابس نفسها لأشهر طويلة دون القدرة على الاستحمام أو تبديل الملابس المهترئة، مع الحرمان من الأسرّة ومنعهم من إغلاق الشبابيك في فصل الشتاء، ما يعرضهم للبرد الشديد".
ولفتت النتشة إلى أنّ ممارسات سلطات الاحتلال في السجون انتقلت من مجرد التعذيب والإهمال الصحي إلى مستوى يُرقى إلى ممارسة القتل.
وأكدت، أنّ هذا التصعيد يعكس سياسة ممنهجة ضد الأسرى الفلسطينيين تهدف إلى إرهابهم جسديًا ونفسيًا، ومشددة على ضرورة تسليط الضوء على هذه الانتهاكات أمام المجتمع الدولي للضغط على الاحتلال لوقف هذه الممارسات.