مع مرور ثلاث سنوات على اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية لا تزال تداعيات هذا الصراع تلقي بظلالها الثقيلة على المنطقة والعالم بأسره، حيث شهدت المنطقة تحولات دراماتيكية في مجالات السياسة والاقتصاد والأمن، ما أدى إلى تفاقم الأزمات الإنسانية والاقتصادية في كلا البلدين، وكذلك أسفر عن مئات الآلاف من الضحايا والمشردين، تدمير البنية التحتية في أوكرانيا، وزيادة معاناة المدنيين.



نشرت صحيفة "واشنطن بوست" تقريرًا تناولت فيه الخسائر البشرية والمالية لحرب روسيا في أوكرانيا بعد مرور ثلاث سنوات من الغزو، حيث أسفرت عن مقتل أكثر من 150,000 شخص وتشريد 10 ملايين آخرين وغيرت المشهد الأمني في أوروبا بشكل كبير.

وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي 21"، إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يثير الشكوك حول استمرار الدعم الأميركي لكييف، حيث يجري محادثات مباشرة مع روسيا، ويهاجم الرئيس فولوديمير زيلينسكي، ويشتكي من تكلفة المساعدات الأمريكية للدولة الأوروبية الشرقية.

ومع دخول الحرب سنتها الرابعة، إليكم لمحة بالأرقام عن التكاليف البشرية والإقليمية والمالية.

أوضحت الصحيفة أن هذا هو عدد الأوكرانيين الذين نزحوا وصل إلى 10.6 ملايين، وفقًا للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.


ويشمل ذلك 3.7 ملايين نازح داخل البلاد و6.9 ملايين لاجئ في الخارج، معظمهم في روسيا وألمانيا وبولندا. كما أفادت المفوضية بتدمير أكثر من مليوني منزل، أي ما يعادل نحو 10 بالمائة من مخزون المساكن في أوكرانيا.

ووصل عدد الأطفال الأوكرانيين المعرضين لخطر العواقب الصحية العقلية طويلة الأمد من الحرب 1.5 مليون، وفقًا للمفوضية العليا للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.

وكشفت الصحفية أن 152,295 هو الحد الأدنى لعدد القتلى من الجنود والمدنيين، لكن العدد الفعلي قد يكون أعلى بسبب صعوبة توثيق الوفيات، وسط شكوك بتقليل روسيا وأوكرانيا من حجم خسائرهما بشكل كبير.

وذكرت الصحيفة أن ما لا يقل عن 12,654 مدنيًا قتلوا في أوكرانيا، وفقًا لبعثة الأمم المتحدة لمراقبة حقوق الإنسان، التي تؤكد أن العدد الفعلي "أعلى بكثير"، خاصة بسبب صعوبة توثيق الوفيات في المناطق الخاضعة للاحتلال الروسي.

وفي المقابل، قُتل أكثر من 95,000 جندي روسي، وفقًا لمصادر موثوقة، بينما صرّح زيلينسكي بأن أوكرانيا فقدت 46,000 جندي، إلى جانب عشرات الآلاف من المفقودين أو الأسرى.

وصلت النسبة المئوية التقريبية للأراضي الأوكرانية الخاضعة للسيطرة الروسية إلى 20 بالمئة، وقبل الغزو الكامل، سيطرت روسيا على شبه جزيرة القرم، التي غزاها الكرملين وضمها بشكل غير قانوني في سنة 2014، والمناطق التي يسيطر عليها الانفصاليون في دونيتسك ولوغانسك في شرق أوكرانيا، وهي جزء من منطقة دونباس. ولم يتغير خط المواجهة للحرب الذي يبلغ طوله 600 ميل كثيرًا منذ أواخر سنة 2022، باستثناء حوالي 200 ميل مربع من الأراضي التي تسيطر عليها أوكرانيا في منطقة كورسك الروسية.


وصل سن التجنيد في أوكرانيا إلى 25، بعد أن تم تخفيضه من 27 في نيسان/ أبريل من السنة الماضية لتعزيز الرتب العسكرية للمجهود الحربي. وحتى الآن، قاوم الكثيرون داخل البلاد خفض سن التجنيد إلى 18 سنة، قائلين إن الشباب مهمون لمستقبل البلاد. كما وسعت روسيا قوتها العسكرية، فرفعت الحد الأقصى لسن الخدمة الإلزامية من 27 إلى 30 سنة في تموز/ يوليو 2023؛ وظل الحد الأدنى لسن الخدمة 18 سنة.

كما أكدت الصحيفة أن إجمالي الأموال التي أنفقتها الولايات المتحدة حتى الآن على المساعدات العسكرية منذ الغزو الروسي، وصل إلى 65.9 مليار دولار وفقًا لأرقام وزارة الخارجية. وبذلك يصل الإجمالي إلى 69.2 مليار دولار من المساعدات العسكرية منذ غزو روسيا لشبه جزيرة القرم في سنة 2014. كما أشار تقرير للكونجرس في كانون الثاني/ يناير إلى أن واشنطن خصصت ما يقرب من 174.2 مليار دولار من سنة 2022 إلى سنة 2024 "ردًا على حرب روسيا ضد أوكرانيا"، وهو رقم يشمل المساعدة من خلال الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية والبنك الدولي ووكالات أخرى.

واستخدمت الولايات المتحدة سلطة الانسحاب الرئاسي الطارئة 55 مرة  منذ آب/ أغسطس 2021 لتقديم مساعدات عسكرية لأوكرانيا بقيمة تقريبية 27.6 مليار دولار من مخزونات وزارة الدفاع. وكان استخدام المساعدات العسكرية الأمريكية قد تم تحديده مسبقًا عند 100 مليون دولار، مع بعض الاستثناءات، ولكن في السنة المالية 2022، تم رفعه إلى 11 مليار دولار، ثم إلى 14.5 مليار دولار في السنة المالية 2023. وتم تخفيضه إلى 7.8 مليار دولار في السنة المالية 2024 لتوفير الإمدادات لأوكرانيا.

أرسلت الولايات المتحدة 12 من أنظمة الصواريخ أرض-جو المتقدمة الوطنية والذخائر التي أرسلتها الولايات المتحدة إلى أوكرانيا، وفقًا لوزارة الخارجية.

كما أرسلت ثلاث بطاريات دفاع جوي وذخائر من طراز باتريوت وأكثر من 40 نظامًا صاروخيًا مدفعيًا عالي الحركة. وأرسلت واشنطن إلى أوكرانيا 31 دبابة أبرامز، وأكثر من 400 ناقلة جنود مدرعة من طراز سترايكر وأكثر من 300 مركبة قتالية من طراز برادلي.

ووصل عدد الجنود الذين يتعين على دول الاتحاد الأوروبي، إلى جانب المملكة المتحدة والنرويج، حشدهم للدفاع عن نفسها ضد روسيا دون دعم أمريكي، إلى 300000 وفقًا لمعهد كيل الألماني للاقتصاد العالمي.


وفقًا لأرقام معهد كيل، إجمالي المساعدات التي تلقتها أوكرانيا من الحكومات المانحة خلال الحرب،279 مليار دولار وتشمل المساعدات العسكرية والمالية والإنسانية. بينما قدمت الولايات المتحدة وأوروبا مستويات متقاربة من الدعم العسكري، فقد تجاوزت أوروبا واشنطن بفارق كبير في المساعدات المالية والإنسانية، حيث بلغت نحو 73 مليار دولار مقارنة بـ 52 مليار دولار، وفقًا للمعهد.

نسبة الأوكرانيين الذين يثقون بزيلينسكي، 57 بالمئة وفقًا لاستطلاع أجراه هذا الشهر المعهد الدولي لعلم الاجتماع في كييف، وهو مؤسسة أوكرانية بارزة لاستطلاعات الرأي. وتمثل هذه النسبة زيادة بمقدار 5 نقاط مئوية مقارنة باستطلاع أجري في كانون الأول/ ديسمبر. وفي 18 شباط/ فبراير، زعم ترامب خطأً أن نسبة تأييد زيلينسكي بلغت "4 بالمائة"، في واحدة من سلسلة هجماته المضللة بينما تسعى إدارته للتوصل إلى اتفاق لإنهاء الحرب.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية سياسة دولية الخسائر البشرية زيلينسكي بوتين زيلينسكي الحرب الروسية الاوكرانية الخسائر البشرية المزيد في سياسة سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة المساعدات العسکریة الولایات المتحدة فی أوکرانیا ملیار دولار

إقرأ أيضاً:

كارثة رقمية.. تقارير: تسريب 16 مليار كلمة مرور من فيسبوك وجوجل وأبل

كشفت تقارير صادرة عن موقع «فوربس» و«سايبر نيوز» أن هناك تسريبا لـ كلمات المرور، وأسماء المستخدمين لأكثر من 16 مليار مستخدم حول العالم من مختلف التطبيقات مثل «فيسبوك، آبل، وإكس»

تسريب 16 مليار كلمة مرور تشمل فيسبوك

وأوضحت التقارير أن هذا التسريب، يعد الأكبر منذ سنوات طويلة لدرجة أنه شمل 30 قاعدة بيانات مختلفة، وحديثة نسبيا وليست مجرد بيانات معادٍ تدويرها من التسريبات السابقة.

وقال الخبراء السيبرانيون لـ «فوربس»: إن هذا ليس مجرد تسريب معتاد، بل هو خطة عمل لتنفيذ أي اختراق أو سرقة هوية وسرقة حسابات، وذلك بسبب حجم البيانات الموجودة في التسريب.

قراصنة - أرشيفية هجوم سيبراني خبيث على المواقع الإلكترونية

وأضاف تقرير «سايبر نيوز» أن التسريب ليس ناتجا عن اختراق مباشر أو هجوم سيبراني خبيث ضد هذه المواقع، بل عن طريق استخدام برمجيات سرقة المعلومات التي تعرف باسم «إنفو ستيلر»

وتعتمد هذه البرمجيات بشكل أساسي على تخزين أي كلمة مرور يمكن الوصول إليها عبر المتصفحات أو النظام بشكل عام، إذ يمكن أن تصيب حواسيب «ويندوز» أو«ماك» على حد سواء ثم تشارك هذا السجل مع المسؤول عن البرمجية.

قراصنة تغيير كلمات المرور القديمة للحسابات بشكل أساسي

وقال بوب دياتشينكو، باحث في مجال الأمن السيبراني إن البيانات المسربة، لم تشر إلى أي تسريب مركزي من إحدى هذه الشركات، ولكنها تضمنت حسابات مختلفة في هذه المنصات، وذلك لأن روابط تسجيل الدخول تشير إليها.

ينصح الخبراء السيبرانيون بأن يتم تغيير كلمات المرور القديمة للحسابات بشكل أساسي حتى وإن لم تظهر في هذا التسريب، فضلًا عن اتخاذ مجموعة من الإجراءات الأساسية للتأمين السيبراني.

اقرأ أيضاً«واتساب مزيف».. إليك طرق اكتشافه وكيف تبقى آمنا من القراصنة؟

تحذير عاجل من جوجل: ملايين هواتف أندرويد مهددة بخطر أمني كبير

ماذا يجب أن تنتبه إليه عند استخدام شبكات Wi-Fi العامة؟

مقالات مشابهة

  • كم كلفت الضربة الأمريكية التي أنهت الحرب بين إيران والاحتلال؟ (أرقام)
  • المغتربون المصريون يضخون أموالا ضخمة في بلادهم
  • ارتفاع حصيلة الشهداء بنيران جيش الاحتلال في غزة إلى 37
  • هل تواصل كندا دعم أوكرانيا رغم أزماتها الاقتصادية؟
  • كارثة رقمية.. 16 مليار كلمة مرور في أيدي القراصنة
  • إيران تفرض حرب استنزاف باهظة على الصهاينة ..!
  • الكرملين مؤيدا ترامب: أوكرانيا خسرت القرم منذ سنوات
  • كارثة رقمية.. تقارير: تسريب 16 مليار كلمة مرور من فيسبوك وجوجل وأبل
  • روسيا: إسرائيل الدولة الوحيدة في المنطقة التي تمتلك أسلحة نووية
  • ما القصة وراء تسريب 16 مليار كلمة مرور؟