أسعار الذهب تشهد تراجعا بعد وصولها إلى مستويات قياسية
تاريخ النشر: 25th, February 2025 GMT
إنجلترا – انخفضت أسعار الذهب، في تعاملات اليوم الثلاثاء، في ظل موجة بيع لجني الأرباح بعد تسجيل المعدن الأصفر مستويات قياسية يوم أمس.
وبحلول الساعة 12:20 بتوقيت موسكو، انخفضت العقود الآجلة للذهب لشهر أبريل المقبل (Comex) بنسبة 0.31% إلى 2953.90 دولار للأونصة.
في حين تراجعت العقود الفورية للمعدن الأصفر بنسبة 0.
ويوم أمس صعدت أسعار الذهب إلى مستوى تاريخي وسط إقبال المستثمرين، وبلغت العقود الآجلة مستوى قياسي عند 2963.20 دولار للأونصة.
المصدر: RT + بلومبرغ
المصدر: صحيفة المرصد الليبية
إقرأ أيضاً:
الذهب يحطم مستويات سعرية جديدة ويتجاوز 4200 دولار
حسام عبدالنبي (أبوظبي)
واصلت أسعار الذهب الوصول إلى مستويات قياسية جديدة أمس، مدعومة بتزايد التوقعات بخفض أسعار الفائدة الأميركية، وتجدد تصاعد التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، وتداعيات الإغلاق الحكومي في الولايات المتحدة، ما عزز الإقبال على الملاذات الآمنة وأهمها الذهب.
وبحلول الساعة 1253 بتوقيت جرينتش اليوم الأربعاء، ارتفع الذهب في المعاملات الفورية 1.2% إلى 4188.95 دولار للأوقية بعد أن سجل أعلى مستوى له على الإطلاق عند 4217.95 دولار في وقت سابق. وصعدت العقود الأميركية الآجلة للذهب تسليم ديسمبر 1% إلى 4205.20 دولار.
مستويات تاريخية
وتفصيلاً قال مهند ياقوت، كبير محللي الأسواق بالشرق الأوسط لدى «سكوب ماركتس» إن أسعار الذهب وصلت إلى مستويات تاريخية، مسجلة ارتفاعات كبيرة مقارنة بالمستويات التي بدأ بها التداول خلال العام الحالي قرب 2620 دولاراً.
وأضاف أنه على الرغم من أن تصريحات الرئيس الأميركي حول إعادة فرض رسوم جمركية مشددة على الواردات الصينية، أسهمت في تصاعد المخاوف الجيوسياسية وزيادة الطلب على الأصول الآمنة، إلا أن هذا الصعود في أسعار الذهب مدفوع بعوامل أعمق تتعلق بالتحولات الاقتصادية الكلية، موضحاً أن من أبرز المحركات الحالية لأسعار الذهب هو تزايد التوقعات بأن يقوم الاحتياطي الفيدرالي بتيسير السياسة النقدية في عام 2025، خاصة بعد صدور بيانات سوق العمل الأخيرة، حيث بدأت الأسواق تتوقع بشكل متزايد تحوّلاً نحو خفض أسعار الفائدة، ما يُعزز من جاذبية الذهب كأصل لا يدرّ عائداً.
وأشار ياقوت، إلى أنه في الوقت ذاته، لا تزال المخاوف قائمة بشأن احتمال استمرار الإغلاق الحكومي في الولايات المتحدة لفترة طويلة، ما يُقوّض ثقة المستثمرين في استقرار الوضع المالي ويزيد من الإقبال على الذهب كملاذ آمن. ولفت إلى أن من العوامل التي دعمت الصعود وجود تسارعاً في الاتجاه نحو تقليل الاعتماد على الدولار الأميركي، حيث واصلت البنوك المركزية، خصوصاً في الأسواق الناشئة، تعزيز احتياطاتها من الذهب، في محاولة لتنويع الأصول وتقليل المخاطر من تحركات العملة الأميركية، مدللاً على ذلك بتسجيل البنوك المركزية صافي شراء إيجابي للذهب في 27 من أصل 28 شهراً ماضية، وهو ما شكّل دعامة قوية لصعود الذهب.
وأكد ياقوت، أن اندفاع المزيد من المستثمرين إلى الذهب كوسيلة تحوّط ضد التضخم طويل الأجل وتراجع القوة الشرائية للعملات، جاء أيضاً في ظل استمرار مستويات الدين السيادي المرتفعة والعجز المالي المتفاقم في العديد من الاقتصادات الكبرى، الأمر الذي أعاد القلق بشأن تآكل قيمة العملات الورقية، مختتماً بالإشارة إلى أن جميع هذه العوامل ترسم ملامح مشهد عام داعم لاستمرار صعود الذهب، في حين تأتي تصريحات ترامب بمثابة سبب آخر للارتفاعات خلال الفترة الحالية.
الإغلاق الحكومي
ومن جهته يرى مات سيمبسون، محلل الأسواق العالمية في شركة «ستون إكس إن»، أن الإغلاق الحكومي الأميركي والتصريحات المائلة للتيسير من جيروم بأول، رئيس الاحتياطي الفيدرالي، وفرا الأسباب الأحدث لتسارع ارتفاع أسعار الذهب، حيث أوضح باول أن سوق العمل الأميركية لا تزال ضعيفة، وأن قرارات أسعار الفائدة سيتم اتخاذها اجتماعاً بعد اجتماع، لتحقيق توازن بين ضعف سوق العمل واستمرار التضخم فوق المستهدف، منوهاً بأن توقعات المستثمرين في الوقت الحالي تتمثل في احتمال شبه مؤكد لخفض الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في شهري أكتوبر وديسمبر، وفقاً لبيانات التسعير في الأسواق.
وأشار سيمبسون، إلى أن الذهب يستفيد من الفوضى العالمية، وعادة ما يزدهر الذهب في بيئات انخفاض أسعار الفائدة وأوقات الاضطرابات السياسية والاقتصادية. وأوضح أن الذهب المصنف كملاذ آمن ارتفع بنسبة تقارب 60 بالمئة منذ بداية العام، مدعوماً بعوامل متعددة تشمل التوترات الجيوسياسية والاقتصادية، وتوقعات خفض الفائدة الأميركية، والمشتريات القوية من البنوك المركزية، واتجاه فك الارتباط بالدولار، إضافة إلى التدفقات المرتفعة على صناديق المؤشرات المتداولة، مختتماً بالقول إن هذا الصعود أصبح الآن تجارة قائمة على الزخم، حيث يندفع المتداولون للشراء لمجرد مطاردة الأسعار التي تواصل الابتعاد عن متناولهم.
توقعات إيجابية
وأفاد جون هاردي، رئيس استراتيجيات الاقتصاد الكلي العالمي في «ساكسو بنك» بأن توقعات الربع الرابع من العام الحالي تتضمن عدداً من العوامل التي تُكسب الذهب مزيداً من الزخم، وأهمها ضعف مرتقب للدولار الأميركي، وتزايد مخاطر الركود الأميركي، إلى جانب النظرة الحذرة للأسهم حيث تبدو التقييمات الأميركية مرتفعة، فيما قد تقترب دورة استثمارات الذكاء الاصطناعي من نقطة تحول.
وقال إن الذهب ارتفع بنسبة ملحوظة خلال العام الحالي، ما يعكس قلق المستثمرين من الديون العالمية والتضخم، مؤكداً أن «ساكسو بنك» يحتفظ بتوقعات إيجابية طويلة الأجل، مع استمرار احتمال صعود الأسعار في ظل التحديات التي تواجه استقلالية البنوك المركزية.