قال الدكتور محمد مرعي، الخبير بالمركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية إن هناك تحديات كبيرة تصاحب مشروعات التهجير في دول الشرق الأوسط سواء بشكل دائم أو بشكل مؤقت، خاصة إذا كانت حركات الهجرة والنزوح نتيجة للحروب والصراعات المسلحة.

واضاف خلال كلمته اليوم الأربعاء، أمام ندوة "مشروعات التهجير والقضية الفلسطينية" المنعقدة ضمن فعاليات مؤتمر “غزة ومستقبل السلام والاستقرار في الشرق الأوسط” أن مشروعات إعادة التوطين تساعد على تنامي الظواهر الإرهابية، وذلك بسبب فقدان الاستقرار السياسي والاقتصادي والاجتماعي وانهيار الهوية المجتمعية، ما يدفع نحو تبني أيديولوجيات متطرفة كوسيلة لتحقيق العدالة.

 يواجه النازحون في دول اللجوء تمييزًا ورفضًا مجتمعيًا، ما يفقدهم الثقة في الحلول السلمية أو السياسية ويدفعهم للتطرف كرد فعل على الإقصاء.

وتابع: في حالة الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وخاصة مع الحرب الأخيرة على غزة، هناك مشاعر من الغضب والكراهية وشعور بالانتقام لدى ملايين من الفلسطينيين في ضوء حجم الضحايا، وتعمل الجماعات والتنظيمات الإرهابية على استغلال البيئة التي تخلقها عمليات التهجير القسري لزيادة وتيرة التجنيد في صفوفها، حيث تقدم نفسها كـ "بديل" للسلطة أو كمدافع عن الحقوق لجموع المهجّرين والنازحين.

واردف: وبعد كل حروب وتطورات كبرى في الشرق الأوسط تنشط الجماعات الإرهابية وتنشأ جماعات جديدة، مثلما حدث بعد حرب الخليج الثانية وغزو العراق وأحداث 2011، ويمكن أن تزيد أزمات النزوح من التوترات في الدول المضيفة، مما يضعف التعاون الإقليمي والدولي في مكافحة الإرهاب، و كل محاولات إسرائيل الساعية لادعاء السلام  قد تغيرت بشكل جذري بعد حرب غزة 2023، لتعود الصورة الذهنية لإسرائيل على الشكل الذي كانت قائمة عليه في ستينات وسبعينات القرن الماضي، والتي ترى إسرائيل ككيان استعماري.

وأشار: الحرب الإسرائيلية الأخيرة ومخططات التهجير أعادت القضية الفلسطينية إلى الواجهة كرمز للصراع ضد الظلم، مما يقوي التضامن العربي والدولي، و انتقاد واشنطن لانتهاكات حقوق الإنسان في دول أخرى مقابل دعمها لإسرائيل يفسر على أنه نفاق، مما يزيد من السخط الشعبي، ويزيد من تدهور صورتها في الوعي الجمعي العربي والإقليمي.

واكد: تصريحات المسؤولين الأمريكيين التي تبرر "حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها " دون ذكر معاناة الفلسطينيين تغذي الرواية القائلة بأن السياسة الأمريكية منحازة ضد العرب والمسلمين، وهو ما قد يدفع دول عربية على المدى المتوسط والبعيد إلى مراجعة علاقاتها مع واشنطن.

واستهل مؤتمر غزة ومستقبل السلام والاستقرار في الشرق الأوسط الذي ينظمه المركز المصري للفكر والدراسات، فعالياته بعزف السلام الوطني لجمهورية مصر العربية.

ويتناول المؤتمر عدة قضايا من بينها تجارب تسوية الصراع في أفريقيا وأوروبا والشرق الاوسط، كما تناقش مشروعات التهجير التي واجهتها القصية الفلسطينية ، في اطار محاولات تصفيتها .

والموقف الأمريكي هو الاخر ليس بعيدا القضايا المطروحة للنقاش في المؤتمر، في إطار العديد من المسارات، منها التجارب الامريكية في تسوية الصراعات وكذلك التحيزات في التغطية الإعلامية لازمة غزة، بالإضافة إلى المواقف الامريكية من القضية الفلسطينية ناهيك عن تداعيات مقترح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على السلام والاستقرار في الشرق الأوسط.

كما تناقش الجلسات تداعيات مشروعات التهجير وإعادة التوطين على الامن الاقليمي في ضوء تأثيرات التغيير الديموجرافي على ازمات الشرق الأوسط وتأثير قضايا التهجير على امن الخليج.

ويشارك في الجلسات الدكتور خالد عكاشة مدير المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية واللواء محمد ابراهيم الدويري، نائب مدير المركز ورئيس المجلس المصري للشؤون الخارجية، السفير محمد العرابي والدكتور محمد مجاهد الزيات، عضو الهيئة الاستشارية للمركز، بالإضافة الى عدد من الخبراء والأكاديميين المتخصصين.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: غزة التهجير المزيد مشروعات التهجیر فی الشرق الأوسط فی دول

إقرأ أيضاً:

خسائر كبيرة للذهب في البورصة العالمية والسوق المصري

انخفضت أسعار الذهب العالمي اليوم الثلاثاء لتسجل أدنى مستوى لها في أسبوعين تقريبًا، وذلك مع تحسن شهية المخاطرة في الأسواق المالية بعد دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ لإنهاء حرب استمرت 12 يومًا بين إيران والكيان الصهيوني، مما أثر سلبًا على الطلب على أصول الملاذ الآمن.

وسجل سعر أونصة الذهب العالمي انخفاضا اليوم بنسبة 1.2% ليسجل أدنى مستوى عند 3316 دولار للأونصة بعد أن افتتح تداولات اليوم عند المستوى 3358 دولار للأونصة ليتداول حالياً عند المستوى 3327 دولار للأونصة، وفق جولد بيليون.

بدأت عملية تسعير الذهب تفقد قدر كبير من المخاطر الجيوسياسية التي كانت تؤثر على سعر الذهب خلال الفترة الأخيرة، وذلك بعد التهدئة الحالية بين إيران والولايات المتحدة والكيان الصهيوني.

وأعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يوم الثلاثاء أن وقف إطلاق النار بين الكيان الصهيوني وإيران قد دخل حيز التنفيذ وطلب من الجانبين عدم انتهاكه. وأعلن رئيس وزراء الكيان أن إسرائيل وافقت على اقتراح ترامب لوقف إطلاق النار.

تسبب هذا الإعلان في ارتفاع الأسهم العالمية بينما تراجعت أسعار النفط الخام إلى أدنى مستوى لها في أسبوعين مع انحسار المخاوف بشأن انقطاع الإمدادات.

يأتي هذا التطور بعد أيام من قصف الولايات المتحدة ثلاثة مواقع نووية إيرانية. وردت إيران يوم الاثنين بشن هجمات صاروخية على القاعدة الجوية الأمريكية في قطر.

اليوم نشهد بوضوح ابتعاد المستثمرين عن استثمارات الملاذ الآمن مثل الذهب والبحث عن فرص للمخاطرة في أسواق الأسهم وغيرها من الأصول عالية المخاطر.

من جهة أخرى، تراجع الدولار الأمريكي بشكل ملحوظ اليوم مقابل سلة من العملات الرئيسية وهو ما قد يحد من خسائر الذهب في ظل العلاقة العكسية التي تربط بينهما، ولكن يستمر الحذر في الأسواق قبل تصريحات رئيس البنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي.

وأظهر مجلس الذهب العالمي أن التدفقات النقدية إلى صناديق الاستثمار المتداولة المدعومة بالذهب المادي لا تزال مرتفعة للأسبوع الخامس على التوالي، لتسجل صافي التدفقات 15.8 طن من الذهب الأمر الذي يعكس وجود قاعدة قوية من الطلب الفعلي على الذهب.

شهدت صناديق الاستثمار في أمريكا الشمالية أكبر تدفقات نقدية بمقدار 15.5 طن من الذهب تليها الصناديق في المنطقة الأوروبية بمقدار 1.8 طن، بينما شهدت الصناديق في المنطقة الأسيوية صافي خروج للتدفقات بمقدار - 1.6 طن.

سعر الذهب أسعار الذهب في مصر

تراجع سعر الذهب المحلي بشكل كبير خلال تداولات اليوم الثلاثاء وذلك بعد الانخفاض الكبير في سعر أونصة الذهب العالمي الأمر الذي أثر سلباً على سعر الذهب المحلي إلى جانب تراجع آخر في سعر صرف الدولار في البنوك.

وافتتح الذهب عيار 21 الأكثر شيوعاً تداولات اليوم الثلاثاء عند المستوى 4715 جنيهًا للجرام ليتداول وقت كتابة التقرير عند هذا المستوى، وذلك بعد أن افتتح جلسة الأمس عند 4810 جنيهات للجرام وفق جولد بيليون.

الانخفاض الكبير في سعر الذهب المحلي يأتي بعد تراجع سعر أونصة الذهب العالمي بسبب تراجع الطلب على الملاذ الآمن بعد الإعلان عن وقف إطلاق النار بين إيران والكيان الصهيوني، ليتبع سعر الذهب المحلي تحركات السعر العالمي وينخفض اليوم.

من جهة أخرى، تراجع سعر صرف الدولار مقابل الجنيه في البنوك الرسمية اليوم الأمر الذي ساهم في ضعف عملية تسعير الذهب المحلي الذي فقد كل الدعم وانخفض مع بداية اليوم بمقدار 105 جنيهات.

ارتفعت البورصة المصرية اليوم بنسبة 2% في ظل ارتفاع جماعي لمؤشراتها الرئيسية بعد قرار وقف إطلاق النار، ويعمل هذا على تقليل الطلب الاستثماري قصير الأجل على الذهب، ليعد أحد العوامل التي تساعد ولو بشكل غير مباشر على تراجع سعر الذهب.

الذهب توقعات أسعار الذهب العالمية والمحلية

انخفض سعر الذهب العالمي بالقرب من أدنى مستوياته في أسبوعين وذلك بعد الإعلان عن هدنة بين إيران والكيان الصهيوني، الأمر الذي من شأنه أن يزيد من تراجع الطلب على الذهب كملاذ آمن في الأسواق المالية.

شهد سعر الذهب المحلي انخفاض كبير عند افتتاح جلسة اليوم الثلاثاء وذلك بسبب تراجع سعر الذهب العالمي وانتهاء جزء كبير من المخاطر المتعلقة بالتوترات الجيوسياسية في الأسواق، بالإضافة إلى انخفاض سعر صرف الدولار مقابل الجنيه في البنوك.

استطاع سعر الذهب العالمي كسر مستوى الدعم 3350 دولارًا للأونصة ليهبط مسجلا أدنى مستوى عند 3316 دولار للأونصة قبل أن يرتد السعر لأعلى بعض الشيء ويتداول فوق المستوى التصحيحي 38.2% عند 3325 دولارًا للأونصة.

انخفض الذهب المحلي عيار 21 ليكسر المستوى 4800 جنيه للجرام بعد أن ظل يتداول حول هذا المستوى لفترة من الوقت، ليصل حالياً إلى المستوى 4715 جنيه للجرام، مع استمرار الترقب في الأسواق للتحرك القادم لأسعار الذهب.

اقرأ أيضاًالبنك المركزي يسحب 412.2 مليار جنيه من فائض السيولة بالجهاز المصرفي

استقرار سعر الذهب بمنتصف تعاملات اليوم الثلاثاء 24 يونيو 2025

الدولار يفقد 1.4% أمام الجنيه المصري مع تراجع الطلب على النقد الأجنبي

مقالات مشابهة

  • قطاع السلع الفاخرة يعلق آمالا كبيرة على الشرق الأوسط رغم غيوم الصراعات
  • أبو العينين: الشرق الأوسط هو مستقبل الشراكة والاستثمار
  • مصر تمنح المستثمرين إعفاءات جمركية وضريبية.. أبو العينين: الشرق الأوسط منبع الاستثمار الحقيقي
  • ساعدها لجذب الاستثمارات.. مستقبل وطن: الدولة المصرية كان لها مجهودات كبيرة في مشروعات البنية التحتية
  • أستاذ علوم سياسية: احتفال كل من إيران وإسرائيل بما وصفاه بـالنصر يثير تساؤلات كبيرة
  • وزير الزراعة من بعلبك: تحديات كبيرة وزراعة ذكية لمواكبة المتغيرات المناخية
  • خسائر كبيرة للذهب في البورصة العالمية والسوق المصري
  • زيلينسكي: مواجهة الشرق الأوسط خلقت مشكلة كبيرة لأوكرانيا
  • تمبور: هناك من يسرق لساننا لتصفية حسابات لا تخدم الأجندة الوطنية
  • عاجل ـ ترامب: نأمل ألا يكون هناك مزيد من الكراهية