تقرير: "زلزال ترامب" ضربة للحلفاء وفرصة للصين
تاريخ النشر: 27th, February 2025 GMT
خلال أسبوعين فقط، غيّر الرئيس دونالد ترامب قواعد اللعبة الأمريكية في العالم منذ فترة طويلة، واختلفت المعايير تماماً في التعامل مع القضايا الدولية.
وواجه الدبلوماسيون الأمريكيون لعقود نظراءهم الروس نيابة عن "العالم الحر"، ولكن في جلسة داخل الأمم المتحدة، الإثنين الماضي، انضم مبعوث واشنطن إلى موسكو في التصويت ضد قرار يدين حرب روسيا ضد أوكرانيا.
وجاء التصويت بعد أسبوع بدا فيه ترامب منحازاً إلى روسيا ضد أوكرانيا، معلناً عن خطط للتفاوض على اتفاق سلام بدون أوكرانيا وإلقاء اللوم على كييف لبدء الحرب التي أطلقها الرئيس الروسي فلاديمير بوتن قبل 3 سنوات.
زلزال سياسيوذكرت شبكة "إن بي سي نيوز" أن الحكومات في أوروبا والديمقراطيات في جميع أنحاء العالم تتعامل مع تصرفات ترامب وتصريحاته ليس باعتبارها مواقف استفزازية، بل باعتبارها "زلزالاً سياسياً".
وقال جيمس بينديناغل، وهو دبلوماسي أمريكي كبير سابق خدم لسنوات في ألمانيا،: "إن سياسات هذه الإدارة تشكل تحولاً جوهرياً".
وبعد تحرك ترامب تجاه روسيا، والتهديدات بفرض رسوم جمركية على حلفاء الناتو والحديث عن الاستحواذ على غرينلاند، بدأت الحكومات الأوروبية والديمقراطية الأخرى تتكيف مع الواقع المتمثل في أن الولايات المتحدة لم تعد تعتبر حليفًا موثوقًا به، وفقًا لما قاله دبلوماسيون غربيون حاليون وسابقون تحدثوا لشبكة "إن بي سي نيوز".
وقال بينديناجل، الأستاذ الفخري بجامعة بون، "إن فقدان الثقة في أمريكا يخلق فراغًا، ومن المرجح أن يملأ هذا الفراغ بالتعاون بين موسكو وبكين وبيونغ يانغ وإيران"، وأضاف "إن تحول ترامب بعيداً عن أوروبا يخلق فرصة لبكين لمحاولة جذب أوروبا إلى مدارها، مضيفًا أن "الصين هي الفائز الحقيقي هنا".
خطر صيني روسي
وقال الخبير: "إذا استمرت إدارة ترامب في إثارة استياء شركائها والتشكيك في تحالفاتها، فهناك خطر يتمثل في أن تتمكن الصين وكذلك روسيا من توسيع نطاق نفوذها في منطقة آسيا والمحيط الهادئ وأفريقيا وأوروبا الشرقية".
وقال مايكل غرين، الرئيس التنفيذي لمركز دراسات الولايات المتحدة في جامعة سيدني، والذي خدم في مجلس الأمن القومي التابع للبيت الأبيض،: "إن تفكيك إدارة ترامب العدواني للوكالة الأمريكية التي تشرف على المساعدات الخارجية كان له تأثيرات متتالية في الخارج، وإن السفارات الأمريكية تعرقلها الفوضى في واشنطن وأن تمويل برامج الديمقراطية قد جفّ، وهو ما قد يشكل إفادة محتملة للصين".
وأضاف غرين: "أخبرني كبار المسؤولين في اليابان وأستراليا وإندونيسيا وتايلاند أن الصين تنقض، وتعرض استبدال الولايات المتحدة كشريك مفضل".
وقال مسؤولون أمريكيون سابقون إن معاملة إدارة ترامب لأوكرانيا أثارت مخاوف بين الحلفاء الآسيويين من أن واشنطن قد لا تأتي لمساعدة تايوان، إذا سعت الصين إلى الاستيلاء على السيطرة على الجزيرة بالقوة أو الإكراه.
Sir Keir Starmer has brushed aside growing tensions between the US and Europe over Ukraine, saying he trusts Donald Trump and wants the "special relationship" to go "from strength to strength".
???? Read more https://t.co/QId4wLDUOE
وقال وزير الدفاع السنغافوري نغ إنغ هين، الأسبوع الماضي إن أمريكا كانت تُرى ذات يوم كقوة من أجل "الشرعية الأخلاقية"، وتبدو الآن وكأنها "مالك أرض يبحث عن الإيجار".
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: وقف الأب رمضان 2025 عام المجتمع اتفاق غزة إيران وإسرائيل صناع الأمل غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية الحرب الأوكرانية ترامب
إقرأ أيضاً:
فورين بوليسي: 3 دروس تعلمتها الصين من الولايات المتحدة
ترى الباحثة الخبيرة في الشؤون الصينية يو جيه، أن أعظم ما صدّرته الولايات المتحدة إلى الصين هو نموذج لبناء القوة العالمية، مؤكدة أن سلوك بكين الحالي الذي يراه الأميركيون تهديدا هو انعكاس لخيارات واشنطن الإستراتيجية.
وقالت، في مقال نشرته مجلة فورين بوليسي الأميركية، إن خطة الصين الخمسية القادمة (2026–2030) للرئيس شي جين بينغ توضح كيف استوعبت الصين الدروس الأميركية وأعادت صياغتها لتلائم طموحاتها على الساحة الدولية.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2الأمين العام للناتو: الحرب قد تضرب كل بيت في أوروباlist 2 of 2إلباييس: ترامب لم يرحم قادة أوروبا ووصفهم بالضعفاءend of listواستعرضت الكاتبة، وهي باحثة أولى متخصصة في شؤون الصين بمعهد تشاتام هاوس البريطاني، 3 دروس تعلمتها الصين من منافستها التقليدية، تظهر كيف تتلمذت بكين على يد واشنطن في فن سياسات "القوى العظمى".
الدرس الأول: بناء المرونة الاقتصاديةأحد أهم الدروس التي استخلصتها الصين من التجربة الأميركية هو مفهوم المرونة الاقتصادية. وتعود جذور هذا التفكير الصيني إلى ستينيات القرن الماضي، حين قطع الاتحاد السوفياتي إمدادات التكنولوجيا الحيوية، المدنية والعسكرية، عن بكين، مما رسّخ في ذهنية قادة الصين أن الاعتماد الخارجي يساوي هشاشة الاقتصاد.
وفي منتصف العقد الماضي، ومع تدهور العلاقات مع واشنطن، أدركت بكين حجم اعتمادها على سلاسل توريد التكنولوجيا المتقدمة من دول قليلة. ومن هنا -تتابع الكاتبة- جاءت مبادرات تشجع الإنتاج الوطني لتعزيز الاكتفاء الذاتي في القطاعات الحساسة.
وترى الكاتبة أن هذا المسار يعكس صدى السياسات الصناعية الأميركية نفسها، التي أدركت من جهتها أن سلاسل التوريد المتشابكة في عصر العولمة تصبح نقطة ضعف وقت الأزمات.
أكدت الكاتبة أن واشنطن لطالما استخدمت ضوابط التصدير سلاحا لدعم تفوقها العسكري والاقتصادي، بدءا من إستراتيجيات الحرب الباردة ووصولا إلى فرض إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب قيودا على أشباه الموصلات.
إعلانوتعلمت الصين من ذلك أن السيطرة على نقاط ضعف الخصم نفوذ سياسي، يسمح للقوة العظمى بالتأثير على مجرى الأمور بما يتفق مع رؤيتها، إذ بدأت باستخدام قدرتها التجارية الهائلة وهيمنتها على المعادن النادرة لحماية أولوياتها الإستراتيجية.
تدرك بكين أن لعب دور "شرطي العالم" سيعرضها لنفس الأخطاء التي أضعفت الولايات المتحدة
وفرضت بكين قيودا على صادرات الغاليوم والجرمانيوم والغرافيت، وأصدرت قوانينها الخاصة للسيطرة على الصادرات وأنشأت قوائم "الكيانات غير الموثوقة".
ولا تعزز هذه الإجراءات مكانة الصين الدولية فحسب، برأي الكاتبة، بل تقدّم رسالة لبقية دول العالم التي تعتمد على بكين، مفادها أن الاقتراب من واشنطن قد يكون له عواقب اقتصادية وسياسية وخيمة.
ترى الكاتبة أن الصين استوعبت خطأ الولايات المتحدة الأكبر: التورط العسكري الزائد في نزاعات بعيدة ومعقدة. فمن فيتنام إلى العراق وأفغانستان، أظهرت تجربة واشنطن أن القوة العظمى تفقد نفوذها عندما تُستنزف في حروب طويلة.
لهذا السبب -يتابع المقال- تتبع بكين سياسة خارجية براغماتية تميل إلى الحذر والانضباط، هدفها حماية قوة الصين لا استهلاكها. ففي الشرق الأوسط، تحافظ الصين على علاقات بدول متنافسة، مثل إيران والسعودية، وتتجنب التورط في أزمات لا تستطيع السيطرة عليها.
وعلى الرغم من تصعيدها في تايوان وبحر جنوب الصين، تدرك بكين أن لعب دور "شرطي العالم" سيعرضها لنفس الأخطاء التي أضعفت الولايات المتحدة، وفقا للكاتبة.
وخلص المقال إلى أنه إذا أرادت الولايات المتحدة فهم دور الصين وأهدافها في النظام الدولي الحالي، فعليها أولا أن تعترف بأن الصين ليست خصما للنظام الأميركي، بل نتيجة له.