الثورة/

الشهيد القائد حسين بدرالدين الحوثي (رضوان الله عليه) قدّم للأمة الإسلامية -عبر ملازم آيات من سورة آل عمران- رؤية عميقة وواعية حول طبيعة الصراع المستمر مع العدو الصهيوني، مستشعرًا حجم المعاناة التي يتعرض لها العرب والمسلمون. لقد عبّر عن جوهر هذا الصراع الذي تسعى من خلاله القوى اليهودية إلى إجهاض كل ما من شأنه أن يفسح المجال أمام الأمة التي خوطبت من قبل الله سبحانه وتعالى بـ “كنتم خير أمة أخرجت للناس”.

وأبرز الدور العظيم الذي يجب أن تضطلع به هذه الأمة في مواجهة العدو الإسرائيلي.

على الرغم من قلة تعداد اليهود على مستوى العالم، بينهم 5 ملايين يعيشون في الكيان المحتل للأراضي الفلسطينية بموجب وعد بلفور المشؤوم، إلا أن انفصال الأمة العربية والإسلامية عن الرؤية القرآنية وعجزها عن العودة إلى مصدر عزتها وقوتها، المتمثل في القرآن الكريم والعترة الطاهرة من أهل بيت النبي الأعظم (صلوات الله عليه وعلى آله)، قد أتاح للكيان الإسرائيلي المؤقت فرصةً للوصول إلى مرحلة ظنّ فيها أن أنظمة الدول العربية والإسلامية لن تتمكن من إيقافه. هذا في ظل الدعم اللامحدود الذي تقدمه الولايات المتحدة الأمريكية والدول الغربية للكيان الغاصب.

مساجد غزة تكشف حقد الصهاينة

يُدرك العدو الإسرائيلي تمامًا أهمية المسجد ودوره الأساسي في بناء الهوية الإيمانية، لذا يستغل كل ما لديه من قوة لهدم المساجد، ومن جهة أخرى اتجه لاختراق الوعي الإسلامي وصناعة عملاء بدرجة علماء ومحدثين ووعاظ ليكونوا أدوات في يد العدو، يعملون على تشويه الحقائق وتغرير الأمة بفكر مقيت.

وفي سياق هذا الصراع، أصدرت وزارة الأوقاف والشؤون الدينية في غزة بيانًا مُفزعًا تُعلن فيه أن العدو الإسرائيلي دمر 89 % من مساجد قطاع غزة، مُلحقًا خسائر مادية تُقدر بأكثر من نصف مليار دولار. حيث سُجل تدمير (1109) مساجد بشكل كلي أو جزئي من أصل (1244) مسجدًا، أي بما يُعادل 89 %، ما يُعَدُّ اعتداءً صارخًا على مقدسات الأمة. أعداد المساجد التي دُمِّرت بالكامل وصلت إلى (834) مسجدًا، في حين تضرر (275) مسجدًا بأضرار جزئية، ما يُعزِّز أثر هذا العدوان بشكل مُباشر على أداء الشعائر الدينية، وزيادة الفجوة في الاستمرار بالعبادات.

كما أكدت وزارة الصحة الفلسطينية أن إجرام العدو الإسرائيلي بلغ مستوىً خطيرًا، حيث استهدف بقصفه المساجد والمصليات على رؤوس المصلين الآمنين، كما حدث في مصلى مدرسة التابعين في مدينة غزة. وقد دمّرت آلته الحربية مساجد أثرية، أبرزها المسجد العمري الكبير، الذي يُعدّ من أبرز الرموز الدينية في المدينة.

ولم تقتصر انتهاكات العدو الإسرائيلي على المساجد فحسب، بل شملت أيضًا تدمير ثلاث كنائس في مدينة غزة بالكامل، حسبما أفادت وزارة الأوقاف. وفي اعتداء لا إنساني، لم يسلم الأموات من بطش العدو، حيث استهدف 40 مقبرة من أصل 60، وتعرضت 21 مقبرة للتدمير الكلي و19 مقبرة للتدمير الجزئي. والأسوأ من ذلك، هو قيام القوات الإسرائيلية بنبش القبور وسرقة جثامين الموتى والشهداء، والتمثيل بها بطرق همجية وحشية، ما يمثل اعتداءً على حرمة الموتى.

وأشار التقرير أيضًا إلى أن الاعتداءات أسفرت عن تدمير 643 عقارًا وقفيًا، ما أثر سلبًا على الحياة اليومية للمواطنين. ولم يكن قطاع التعليم الشرعي في مأمن من هذه الهجمات، حيث طال العدوان حوالي 30 مؤسسةً تعليمية، ما أدى إلى تعطيل خدماتها الحيوية وتأثر آلاف الطلبة والمستفيدين.

كما تركزت الهجمات على 30 مقرًا إداريًا، كان من بينها المقر الرئيس لوزارة الأوقاف ومقر إذاعة القرآن الكريم، حيث دُمّرت 20 مركبة تابعة للوزارة بشكل كلي وجزئي. وأكدت الوزارة أن عدد الشهداء من موظفيها والدعاة والأئمة قد بلغ 315 شهيدًا، بينما اعتُقل 27 شخصًا.

ورغم ضراوة الحرب الصهيونية على قطاع غزة، لم تتوقف وزارة الأوقاف والمؤسسات الشرعية عن أداء واجبها، حيث بذلت جهودًا كبيرة لإنشاء أكثر من 400 مصلى مؤقت في مختلف أنحاء القطاع، ورفعت الأذان، خاصةً في مخيمات النزوح، بالتعاون مع المؤسسات الخيرية لضمان استمرار إقامة الصلوات والتجمعات وحلقات تحفيظ القرآن الكريم.

كما أطلقت الوزارة مشاريع إسناد للدعاة، وحلقات تحفيظ القرآن، حيث تم كفالة 500 داعية وعقد أكثر من 700 حلقة لتحفيظ القرآن الكريم، شملت حوالي 10,500 طالب وطالبة.

وتناشد وزارة الأوقاف الدول الإسلامية والمؤسسات الشرعية بتحمل مسؤولياتها والعمل على إعادة إعمار ما دمره العدو الإسرائيلي من مساجد ومؤسسات دينية، لضمان استعادة دورها الحيوي في الخدمة المجتمعية وتعزيز القيم الدينية والإنسانية. كما أكدت الوزارة على استمرارها بكل ما تملك من مقدرات وكوادر بالتعاون مع المؤسسات الشرعية في أداء رسالتها الدينية، مشددة على أن إعادة إعمار المساجد ليست مجرد ضرورة دينية، بل أولوية إنسانية لضمان استمرارية الخدمات التي يُقدمها قطاع الأوقاف في مواجهة الظروف القاسية التي يعيشها أهل غزة.

استراتيجية عداء يهودية ممنهجة

إن العدو الإسرائيلي لا يكتفي بشن حرب عسكرية، بل يشن حربًا شاملة على الإسلام والمقدسات، ما يكشف عن عدائه العميق لأي رمز يمثل قيم المسلمين وتجليات دينهم. فجرائم العدو الإسرائيلي في غزة تتضمن أبشع الانتهاكات، بدءًا من القصف والتدمير، وصولاً إلى تدنيس مقدسات الأمة الإسلامية.

كان من بين هذه الجرائم البشعة حرق المصحف الشريف، والتبول عليه، في استخفاف صارخ بحرمة المقدسات، واستفزازٍ لمشاعر أكثر من ملياري مسلم حول العالم. هذا العمل لا يُعَد مجرد اعتداء على كتاب مقدس، بل هو إساءة لذات الكيان الإسلامي. كل ذلك يدل على مدى جرأة العدو الإسرائيلي في سفك الدماء وانتهاك الحرمات.

استراتيجية المواجهة

إن ما يحدث في غزة لا يُعد حربًا تقليدية، بل هو جزء من استراتيجية ممنهجة تهدف إلى تدمير الهوية الإسلامية، وتفكيك الروابط الروحية التي تجمع المسلمين. العدو يُدرك أن النيل من المقدسات يُعزز من غضب الأمة ويزيد من عزيمة المقاومة، لكنه يسعى، رغم ذلك، إلى فرض واقعٍ يُعزز من وجوده الاحتلالي.

لقد أوضح الشهيد القائد (رضوان الله عليه) أن المشكلة الرئيسية، والتي وضعت الأمة تحت أقدام الذلة، تكمن في عدم عودتها للقرآن. لو استنارت الأمة بهدي القرآن، لعرفت أن الله قد وضع لها الطريق، ولكنها أبعدت نفسها عن الحقائق، ما أحدث هزيمة نفسية مُستقرة. فما هي المشكلة لدى المسلمين؟ إنهم لم يثقوا بالله، ولم يرجعوا إلى كتابه ورسوله، ولم يعرفوا الله حق المعرفة. وبهذا، ظلوا يتحركون في حلقة مفرغة، مترنحين بين الضربات والإذلال.

نحن مطالبون اليوم بالعودة إلى القرآن الكريم وفهمه، لبناء قوتنا وتجديد عزتنا. الأمة مُطالَبَة اليوم بالاستيقاظ لمواجهة هذا العدوان الغاشم، والرد على تلك الانتهاكات ضد مقدساتها بفعل لا يحمل فقط طابع المقاومة العسكرية بل أيضًا روح المقاومة الحضارية والثقافية. إن هذا يتطلب توحيد الجهود لحماية الرموز الإسلامية، والدفاع عنها من هذه الحرب الشرسة.

الموقف اليمني في مقام المواجهة

في سياق الأحداث الجارية المتعلقة بالقضية الفلسطينية، أكد قائد الثورة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي على أهمية الوحدة بين الدول العربية والإسلامية لمواجهة التحديات المتزايدة. حيث أشار في خطابه الأخير على ضرورة اتخاذ موقف قوي وصريح لدعم الشعب الفلسطيني ومقاومته.

وقال السيد القائد إن الطرح غير العقلاني، والذي “يتنكَّر فيه [ترامب] الكافر، المجرم، الطاغية، المهرج، للاتِّفاق الذي هو ضامن على تنفيذه، والمتنكِّر للاتفاق الواضح، والصيغة الواضحة، وهو لغة طغيان، وتكبر، وغطرسة، وإجرام، هو غير مقبول أبداً، ولا يمكن أن يقبل إخوتنا المجاهدون في فلسطين، أن يُخرِجُوا كل أسرى العدو لديهم دون إتمام عملية التبادل للأسرى وفق ما ورد في صيغة الاتِّفاق، ووفق مراحله الواضحة، المحددة، والاستحقاقات التي فيه، فهم ليسوا مجانين ليفرِّطوا في ما بأيديهم من عناصر القوة”.

ودعا السيد القائد إلى إعادة صياغة الوعي الجمعي، لتتوحد الأمة الإسلامية صفاً واحداً ضد العداء الصهيوامريكي، وإلى أن “يكون موقفاً قوياً، وصريحاً، وواضحاً، في مقابل لغة الطغيان”.

وفي ما يتعلق بالموقف اليمني، أكد السيد وقوفنا الكامل، الجادّ، الصادق، لنصرة الشعب الفلسطيني، ومع إخوتنا المجاهدين في فلسطين، وأنَّه في حال اتَّجه الأمريكي والإسرائيلي بناءً على تهديد الطاغية المجرم الكافر [ترامب]، للعدوان على قطاع غزة، فنحن سنتَّجه على الفور اتِّجاهاً عسكرياً بعملياتنا العسكرية لاستهداف العدو الإسرائيلي والأمريكي معاً، ولن نتردد في ذلك، فنحن أعلنا مراراً وتكراراً أننا سنرقب مسار تنفيذ الاتِّفاق، وعندما نرى نكثاً بالاتِّفاق، وتصعيداً من جديد على الشعب الفلسطيني، وعدواناً شاملاً عليه من جديد، فسنتدخل عسكرياً، كما تدخلنا لنصرة الشعب الفلسطيني على مدى خمسة عشر شهراً، بالقصف الصاروخي، والمسيرات، والعمليات البحرية، سنتدخل عسكرياً، ولن نتردد في ذلك”.

وأكد أن على الأمة العربية والإسلامية أن تعيد صياغة الوعي الجمعي لتقف صفًا واحدًا ضد تلك الاعتداءات، وتثبت للعالم أجمع أن العزيمة صلبة، خصوصا، وأن لديها القدرة الكافية على استعادة الحق، وأن كل ما تحتاجه لا يعدو العودة إلى نبل الاعتزاز بالهوية الإسلامية، من خلال الارتباط العميق بالقرآن الكريم، وثقافة العداء التي تفرض على الأمة أن تمضي في مسار المواجهة لليهود والنصارى بالجهاد على كافة المستويات العسكرية والثقافية والاقتصادية.

المصدر: الثورة نت

كلمات دلالية: العربیة والإسلامیة العدو الإسرائیلی الشعب الفلسطینی القرآن الکریم وزارة الأوقاف فی غزة

إقرأ أيضاً:

ذمار.. لقاء موسع للعلماء نصرة لغزة ومباركة لانتصار إيران



وفي اللقاء أشار المحافظ محمد البخيتي، إلى مظلومية الشعب الفلسطيني الكبيرة، وحرمانه في حق العيش على أرضه، في ظل تخاذل عربي وإسلامي وتكالب قوى الطغيان، وتغاضيها عن جرائم الإبادة الجماعية على غزة.

وبين أن معركة "طوفان الأقصى" والعدوان على الجمهورية الإسلامية الإيرانية، كشفت عن تمكن العدو من تفريق الشعوب العربية والإسلامية وإشغالها بصراعات داخلية تحت عناوين مختلفة ليس لها أي أساس.

وأكد أهمية دور العلماء والخطباء في رفع الوعي المجتمعي وتعزيز دوره في إفشال مخططات أعداء الأمة، والحملات الإعلامية التي تستهدف الإسلام والمسلمين.

ودعا المحافظ البخيتي، إلى عقد لقاءات تشاورية للعلماء والخطباء والسلطة المحلية للتناصح حول مختلف القضايا، حاثًا على تفعيل دور المنبر في جمع كلمة الأمة وتوحيد صفها وحثها على مواجهة أعدائها.

بدوره، تطرق عضو رابطة علماء اليمن الشيخ صالح الخولاني، إلى مكانة الإمام الحسين بن علي رضي الله عنهما، عند رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، مبينًا أنه مدرسة في الصبر والجهاد والإحسان والوعي والإيمان والثبات على الحق، ونصرة الدين والمستضعفين.

وذكر أن موقف اليمن في نصرة غزة مصدر للعزة، وإتباع لنهج آل بيت رسول الله في مقارعة الطغاة والمستكبرين، حاثًا العلماء والخطباء على تفعيل دورهم في تنوير الناس بأمور دينهم ودنياهم وقضايا الأمة، وتعزيز قيم وروابط التآخي، والتلاحم في مواجهة الأعداء.

فيما، أشار نائب رئيس المجلس الشافعي، العلامة رضوان المحيا، أن الأمة هذه المرحلة ما بين كربلاء الأمس وكربلاء اليوم، وما تشهده غزة من ظلم وجور، يمثل كربلاء بكل صورها، ومظلوميتها ستلاحق كل مسلم ونظام تخاذل أو تراجع عن نصرتها.

وقال "لدينا الكثير لنقدمه لغزة، ومن ذلك أن نعيش أحزانها ومقاومتها، ونكون حاضرين بمواقفنا وأقلامنا ومنابرنا، ونحرض على القتال والخروج للساحات ومقاطعة البضائع الأمريكية والصهيونية ومنتجات الدول الغربية الداعمة لكيان العدو".

وأكد المحيا أهمية رسالة المسجد في تحصين المجتمع من الحروب الإعلامية والغزو الفكري، وترسيخ الهوية الإيمانية.

من جهته، أوضح مدير مكتب الشيخ محمد الإمام، الشيخ مصلح القيري، "أن العداء بين اليهود والنصارى والمسلمين لم يكن وليد الساعة، فقد نزل به القرآن، ومن لم يتخذ هذا العداء ويتعلم كيفية الولاء والبراء فهو بحاجة إلى أن يعالج إسلامه ويراجع إيمانه".

وأكد ضرورة التمسك بكتاب الله تعالى وتجسيد تعاليمه، وإتباع نهج المصطفى عليه السلام في جمع كلمة المسلمين وتوحيد صفهم، وقال "إننا إذا لم نضع خلافاتنا جانبًا ونكن موحّدين نحو أعدائنا فلا خير فينا".

وعبر الشيخ القيري، عن الاعتزاز بما منّ الله به على اليمن من موقف في نصرة غزة، منوها بصمود الشعب الفلسطيني في مواجهة العدو الصهيوني.

من ناحيته، أشار عضو رابطة علماء اليمن العلامة إسماعيل الوشلي، إلى ما تشهده غزة من انتهاك للحرمات وسفك للدماء، والحرب التي شنت على إيران، ما يتطلب أن تكون الأمة واحدة للانتصار على الأعداء.

بدوره، أكد مدير مكتب الهيئة العامة للأوقاف بالمحافظة فيصل الهطفي، أن يمن الإيمان موحد بوحدة الدم والعدو والمصير، ولا عذر اليوم للمتقاعسين عن نصرة غزة.

وبارك للجمهورية الإسلامية الإيرانية انتصارها العظيم، داعيًا إلى تعزيز وحدة الصف وحشد الجهود والطاقات لنصرة قضية الأمة والتصدي لمؤامرات أعداء اليمن والأمة.

وأكد بيان صادر عن اللقاء الذي حضره قيادات قضائية وأكاديمية وتنفيذية ومحلية وأمنية وتعبوية وشخصيات الاجتماعية، وجوب اتحاد المسلمين واعتصامهم بحبل الله المتين ووقوفهم صفا واحدا في وجه الطغاة المستكبرين من اليهود المعتدين والنصارى والمجرمين نصرة للمستضعفين في غزة وفلسطين ولبنان والعراق واليمن وإيران وسائر بقاع المسلمين.

واعتبر الاتحاد والاعتصام بحبل الله فرض عين على جميع المسلمين، وخصوصا في هذه المرحلة التاريخية الاستثنائية وأنه لا يجوز شرعا التفرق والتشتت والاختلاف والتنافر.

وأدان علماء محافظة ذمار استمرار المجازر الوحشية وحرب الإبادة الجماعية وسياسة التجويع الصهيونية التي يرتكبها العدو الإسرائيلي المجرم بحق الأشقاء في غزة، واستخدام مراكز توزيع المساعدات التي تديرها شركة أمريكية في قتل المجوعين الفلسطينيين.

وحملوا دول الطوق العربية وشعوبها حول فلسطين، المسؤولية في المقام الأول أمام الله تعالى إزاء ما تعانيه غزة من حصار وتجويع مميتين، معتبرين إدخال الغذاء والماء والدواء واجبا شرعيا عليهم قبل غيرهم، ويمتد الوجوب إلى بقية المسلمين.

واستنكر البيان استمرار الانتهاكات المتكررة للمسجد الأقصى، والجرائم الصهيونية في الضفة الغربية وكل فلسطين، والاعتداءات المستمرة على لبنان وسوريا وإيران واليمن، وكذا الخذلان العربي والإسلامي الذي يتغذّى عليه العدو الصهيوني ويشجعه على ارتكاب المزيد من الجرائم.

واعتبر التريليونات من الدولارات من المال العربي المدفوعة لترامب الكافر في زيارته الأخيرة إلى الخليج العربي، تمويلًا للعدوان الأمريكي والإسرائيلي على محور الجهاد والقدس والمقاومة وعلى شعوب الأمة الإسلامية.

وجدد علماء ذمار التأكيد على أن استمرار وبقاء التطبيع مع الكيان الصهيوني في هذه المرحلة يُعدّ جُرمًا فظيعًا وأثمًا مبينًا، ولا تبرأ الذمة إلا بقطع العلاقات بكل صورها وأشكالها معه، والواجب الشرعي يحتم أن تتحول تلك العلاقات إلى عداء شديد له.

وأكدوا على حرمة وجود القواعد العسكرية الأمريكية والأجنبية في البلدان العربية والإسلامية، التي تعتبر منطلقًا للعدوان على المنطقة وتهديدًا مباشرًا لها، وأنه يجب شرعًا إخراجها.

ودعوا علماء الأمة الإسلامية وخطبائها ودعاتها إلى القيام بمسؤوليتهم، في تبيين الموقف الشرعي الواجب على جميع المسلمين أنظمة وشعوبًا وجيوشًا، من وجوب الجهاد والبذل للنفس والمال في سبيل الله ودفع المعتدين ونصرة المستضعفين والنفير العام وإعداد العدة لمواجهة أعداء الله واليقين ألا خيار أفضل من الجهاد والمواجهة وأنه يجب إعلان الدعم والنصرة الصريحة والتأييد الكامل لمحور الجهاد والقدس والمقاومة بدون مواربة وبعيدا عن الحسابات المذهبية الضيقة.

ودعا بيان علماء اليمن دعاة الفتنة من علماء السوء وخطباء التفرقة إلى تقوى الله، لا سيما في هذه المرحلة الحساسة والكف عن إثارة الفتن الطائفية والمذهبية خدمة لأمريكا وإسرائيل، محذرا إياهم من مغبة المواقف النفاقية المخزية والفتاوى والبيانات المضللة التي تعتبر اصطفافًا مع العدو، وتفريقًا لكلمة المسلمين.

وأوضح البيان ألا نجاة للأمة ولا سبيل لنيل العزة والكرامة والحرية والاستقلال إلا بالجهاد في سبيل الله ضد الأعداء أمريكا وإسرائيل.

وأشاد علماء محافظة ذمار بالموقف المشرف المبدئي والإيماني للشعب اليمني، وفي مقدمته موقف السيد القائد عبد الملك الحوثي مباركين للقوات المسلحة الباسلة المساندة لغزة ولبنان وإيران والتضامن مع كل المظلومين في الأمة.

وبارك العلماء للجمهورية الإسلامية في إيران النصر الكبير على العدو الصهيوني، مشيدين بالعلماء الصادعين بكلمة الحق أصحاب المواقف الإيمانية المشرفة في زمن الصمت والخذلان والتواطؤ، كمفتي سلطنة عمان ومفتي ليبيا، وبمواقف الدول الإسلامية المشرفة كموقف جمهورية باكستان الإسلامية، وبمواقف النخب الثقافية والسياسية والإعلامية والشعبية.

ونوه البيان بالدور الإيجابي للناشطين الأحرار في مواقع التواصل الاجتماعي، داعيا إياهم إلى استمرار إظهار الحقائق وتفنيد الشائعات ومواجهة الحرب النفسية وفضح العملاء والخونة.

وشدد علماء محافظة ذمار على أهمية الوعي والبصيرة في الصراع مع أعداء الأمة أمريكا وإسرائيل ومن معهما، وضرورة ترسيخ وتعزيز الهوية الإيمانية والحذر من الوقوع ضحايا للحرب الناعمة، مؤكدين وجوب الولاء للمؤمنين، والبراءة من أعداء الأمة ومقاطعة البضائع الأمريكية والإسرائيلية، ووسائل الإعلام التابعة لهم، والمتماهية معهم.

ولفت البيان إلى وجوب الحفاظ على تماسك الجبهة الداخلية وتجريم الخيانة والعمالة بجميع اشكالها والبراءة من كل خائن وعميل، مؤكدا ضرورة استمرار الأنشطة التعبوية من مظاهرات ووقفات وفعاليات والاستمرار في مسار الإعداد والالتحاق بدورات طوفان الأقصى.

وطالب علماء محافظة ذمار الأمة الإسلامية إلى الثقة المطلقة بصدق وعود الله بالنصر المذكورة في القرآن الكريم، والإيمان بالنصر الحتمي للمؤمنين، والهزيمة الحتمية للكافرين، والخسارة الحتمية للمنافقين، وتعزيز الموقف الجهادي لتحرير فلسطين، وإزالة الغدة الصهيونية السرطانية من جسد الأمة، وهو إرهاص لتحقق وعد الآخرة.

مقالات مشابهة

  • العدو الصهيوني يدمر مدرسةً ويشرد سكاناً في الضفة الغربية
  • أبناء الضالع يؤكدون النفير ورفع الجهوزية لمواجهة أعداء الأمة
  • ذمار.. لقاء موسع للعلماء نصرة لغزة ومباركة لانتصار إيران
  • روسيا تعترف رسميا بإمارة أفغانستان الإسلامية التي تقودها حركة طالبان
  • قائد الثورة: ثابتون على موقفنا نتصدى للعدو الإسرائيلي في أي عدوان ومواجهة
  • بتواطؤ أمريكي ودولي .. العدو الصهيوني يهدد مقدسات الأمة ومستقبلها وهذا ما كشفه السيد القائد
  • قائد الثورة: مستمرون في موقفنا ثابتون عليه نتصدى للعدو الإسرائيلي في أي عدوان ومواجهة
  • السيد القائد يقدم رسالة عالمية ويكشف الحقائق .. العدو يذبح الأمة ولا عذر للساكتين
  • قائد أنصار الله: عنوان تغيير الشرق الأوسط هو لصالح العدو الإسرائيلي لفرض سيطرته على المنطقة واستباحة شعوب الأمة
  • فعالية سياسية بعنوان “الوعد الصادق 3” انتصار الأمة وانكسار الاستكبار