نوادر رمضان.. كيف ظهر الشهر الكريم في التراث العربي؟
تاريخ النشر: 2nd, March 2025 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
منذ القدم، ارتبط شهر رمضان بمظاهر احتفالية فريدة، ولم تخلُ رؤية الهلال من القصص الطريفة والمواقف النادرة، حيث كانت تتم بالعين المجردة، مما جعلها مجالًا للكثير من النوادر والمواقف الغريبة التي سجلها الكاتب أحمد الصاوي في كتابه "رمضان زمان".
يروي الصاوي أن الصحابي أنس بن مالك، وكان قد قارب المائة عام، حضر مع جماعة لرؤية هلال رمضان، فأقسم أنه رآه وظل يشير إليه، بينما لم يره أحد سواه.
وفي موقف آخر، اجتمع الناس لرؤية الهلال، وبينما لم يره أحد، صاح رجل مؤكدًا أنه رأى الهلال، فتعجب الحضور من حدة بصره. لكنهم فوجئوا به يضيف قائلاً: "وهناك هلال آخر بجواره!"، فضحكوا منه، وعرفوا أنه كان يبالغ في ادعائه.
كما يُروى أن صبيًّا هو أول من شاهد الهلال، وعندما أخبر الحاضرين، قال له أحدهم مازحًا: "بشّر أمك بالجوع المضني"، تعبيرًا عن بدء الصيام.
أما أحد الظرفاء، فقد سئل ذات مرة: "أما تنظر إلى هلال رمضان؟"، فأجاب ساخرًا: "وما حاجتي إليه؟! إنه مجرد مُحصّل ديون، ومُقرب للأحزان، ومؤذن بالجوع!".
لم يكن استطلاع الهلال مجرد حدث ديني، بل كان مناسبة احتفالية كبرى، خصوصًا خلال العصر الفاطمي. فقد بلغ اهتمام الحاكم بأمر الله بإنارة المساجد في رمضان أنه أمر بصناعة تنور ضخم من الفضة الخالصة لإضاءة محراب الجامع الأزهر، وكان ضخمًا لدرجة أن القائمين لم يتمكنوا من إخراجه بعد انتهاء الشهر إلا بعد هدم الحائط المجاور!
أما في عهد محمد علي باشا، وحتى أواخر القرن التاسع عشر، فقد كانت احتفالات رؤية الهلال مشهداً مهيباً. كان الموكب الرسمي ينطلق من محافظة القاهرة إلى المحكمة الشرعية، وسط عزف الموسيقى، وقرع الطبول، ومشاركة الجنود. وعند ثبوت رؤية الهلال، تُطلق المدافع، وتُضاء المآذن، وتُشعل الألعاب النارية، ثم يطوف الموكب في شوارع القاهرة ليعلن بداية الصيام وسط أجواء احتفالية رائعة.
لم يكن رمضان مجرد شهر صيام، بل كان مناسبة يعم فيها الفرح، حيث تتنوع الطقوس بين الجدية والطرافة، ويظل استطلاع الهلال لحظة مميزة تُحيط بها النوادر، التي جعلت من رمضان شهرًا له نكهته الخاصة في ذاكرة المصريين عبر العصور
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: شهر رمضان البوابة نيوز حلقات رمضان احمد الصاوي
إقرأ أيضاً:
لرفع الوعي بأهمية الآثار الوطنية.. هيئة التراث تطلق حملة «عادت»
في خطوة تستهدف تعزيز الوعي العام بأهمية الآثار السعودية، أطلقت هيئة التراث، اليوم، الحملة الوطنية التوعوية "عادت"، للتأكيد على دورها الجوهري في ترسيخ الهوية الثقافية والوطنية للمملكة، بوصفها شاهدة على تعاقب الحضارات وتنوع الامتدادات التاريخية التي شهدتها أرضها على مدى آلاف السنين.
وتأتي حملة "عادت" ضمن سلسلة من المبادرات، التي تنفذها الهيئة لتسليط الضوء على قضايا آثار المملكة، لتلفت الانتباه إلى المخاطر التي تهددها، كالتعديات، والاتجار غير المشروع بالقطع الأثرية، كما تسعى الحملة إلى ترسيخ مفهوم الوعي، وذلك عبر التأكيد على أن حماية الآثار مسؤولية مجتمعية تتطلب إدراكًا عميقًا بقيمتها كجزء لا يتجزأ من السجل الحضاري للبلاد.
وتعتمد الحملة على منظومة متكاملة من الأدوات الإعلامية والتوعوية، أبرزها تنظيم حملات ميدانية في الأماكن العامة والأسواق والمجمعات التجارية والجامعات في عدد من مناطق المملكة، بهدف الوصول إلى أكبر شريحة ممكنة من الجمهور، إلى جانب تفعيل الحملات الإعلانية عبر مختلف منصات الإعلام الرقمي، بما يواكب أنماط الاستهلاك الإعلامي الحديثة ويضمن فعالية الرسائل الموجهة.
وحرصت التراث على أن تطلق أجنحة تفاعلية للحملة نظرًا لما تحتويه المملكة من مواقع أثرية ذات أهمية تاريخية، وما تشكّله من تنوّع جغرافي وثقافي يعكس الامتداد الحضاري للمملكة في مختلف مناطقها.
وأكدت هيئة التراث، أن هذه الحملة تمثل امتدادًا لجهودها المستمرة في تعزيز الحماية الفاعلة للقطع الأثرية، بوصفها موردًا ثقافيًا يحمل قيمة رمزية وثقافية، مضيفة بأن كل قطعة تحمل في طياتها قصة من الماضي، وأن الحفاظ عليها يمثل ركيزة أساسية في مسار صون الذاكرة الوطنية للأجيال القادمة.
#الآثار_تكمل_القصة وتحفظ لنا إرثنا،
وتواجدها في مكانها الصحيح يحقق لها قيمتها#عادت #هيئة_التراث pic.twitter.com/RwXtyRfR2x