ماذا بعد انتهاء مهام الحكومة السورية المؤقتة؟
تاريخ النشر: 2nd, March 2025 GMT
دمشق- مع سقوط النظام السوري المخلوع وتعيين الحكومة المؤقتة، حُددت لها مدة 3 شهور تنتهي مع بداية مارس/آذار 2025، ينتظر السوريون الإعلان عن الحكومة الجديدة، وسط تسريبات عن تعيينها واختيار وزراء المرحلة القادمة.
كثر الحديث عن تكليف رجل الأعمال أيمن أصفري بتشكيل الحكومة الجديدة، فيما نفى أصفري الذي يترأس مجلس إدارة منصة (مدنية) صحة هذه الشائعات، قائلا "في ضوء ما تم تداوله مؤخرا على وسائل الإعلام، أود أن أوضح للرأي العام أن هذه الأنباء لا أساس لها من الصحة، إذ لم يطلب مني ذلك ولم أسعَ له بأي حال".
وقال مصدر مطلع -للجزيرة نت- إن تشكيل الحكومة الجديدة ربما يتأخر إلى ما بعد مارس/آذار لأنه مرتبط بخطوات يتم العمل عليها قبل الإعلان عن هذه الحكومة تتضمن:
تشكيل لجنة دستورية. تشكيل مجلس نيابي أو استشاري مصغر مؤقت. قيام رئيس الجمهورية أحمد الشرع بتسمية رئيس الحكومة والذي بدوره يقوم بتشكيل حكومته في مدة لا تتجاوز الشهر، ويتم عرض الوزراء على المجلس النيابي أو الاستشاري المصغر المؤقت لإقرارهم، لتبدأ عملها بعد ذلك.وتوقع المصدر ذاته أن يتأخر إعلان الحكومة الجديدة، التي ستتولى مهامها بعد انتهاء مهام حكومة محمد البشير المؤقتة، "ربما لنهاية مارس/آذار أو للثلث الأخير منه".
إعلانأما عن الأسماء التي يتم تداولها على أنها استلمت الحقائب الوزارية، فهي غير صحيحة ولن تكون تسمية الوزراء بهذا الشكل من خلال رئيس الجمهورية، حسب المصدر نفسه.
وأضاف أن المجلس النيابي أو الاستشاري المؤقت المصغر سيتكون من 100 شخص، منهم نحو 60 من المشاركين في مؤتمر الحوار الوطني والذي حضره 600 شخص، وسيكون على شكل مجلس شعب مصغر.
ووفقا له، فإن اللجنة الدستورية المؤقتة التي ستشكل ستكون على مبدأ التكنوقراط ويتراوح عدد أعضائها من 15 حتى 20 شخصا، وهي لجنة مصغرة ستضع إعلانا دستوريا مؤقتا تسير عليه البلاد "بهذا الوقت الذي يوجد فيه فراغ دستوري ريثما يتم صياغة الدستور الجديد للبلاد".
خارطة جديدةوكان مؤتمر النصر الذي عقد في الخامس من فبراير/شباط، أعلن عن تولي أحمد الشرع منصب رئيس الجمهورية وتفويضه بتشكيل مجلس تشريعي مؤقت، كما أعلن عن حل مجلس الشعب وإلغاء العمل بدستور 2012.
ومن خلال هذا المؤتمر وما صدر عنه من قرارات، ومؤتمر الحوار الوطني وما نتج عنه من توصيات، ترتسم خارطة جديدة يتم العمل عليها وتسير وفق إستراتيجية محددة تشارك فيها أطياف الشعب السوري.
من جانبه، قال مظهر شربجي المدرب والخبير في الحوكمة -للجزيرة نت- إن أحد بنود البيان الختامي لمؤتمر الحوار الوطني كان مطلب إعلان دستوري مؤقت تشرف عليه السلطات الثلاث، وهو "ضروري جدا بعد الفراغ الحكومي والمؤسساتي الذي خلفه سقوط نظام الأسد".
وبرأيه، فإنه إذا ما كان يتم العمل على إعلان دستوري مؤقت وتشكيل مجلس استشاري مصغر، "فهي خطوات قانونية وخاصة بعد مؤتمر الحوار الوطني والخروج منه بمبادئ على المستويين التنموي والاقتصادي".
وأضاف شربجي أنه بعد أي صراع دولي يكون هناك إعلان دستوري من الدرجة الأولى وتشكيل حكومة مؤقتة ومجلس استشاري أو نيابي مؤقت تتم الاستعانة به لاتخاذ القرارات، وهذه الخطوات تسير ضمن مرحلة قانونية بوجود رئيس ومؤتمر حوار وطني وحكومة مؤقتة تدير البلاد ومهمتها إصلاح مؤسسات الدولة وإعادة هيكلتها.
إعلانووفقا له، فإن الظروف الصعبة في سوريا تتطلب الإسراع بالعمل وإنجاز حكومة مع مؤسسات ودوائر وتوفير خدمات، وتابع: "كنا ننتظر، مع بداية مارس/آذار، الإعلان عن تشكيل حكومة تستمد شرعيتها من مجلس استشاري مؤقت".
حكومة تكنوقراطوأكد الخبير شربجي أن الإعلان عن دولة ومجلس شعب من دون انتخابات -في الوقت الحالي- غير ممكن قبل هيكلة المؤسسات وإدارتها خطوة خطوة، وهناك لجنة قانونية تتشكل من أجل إعداد دستور للبلاد.
وعبّر عن أمله في أن تكون الحكومة الجديدة "حكومة تكنوقراط تشاركية وليست ذات سلطة مركزية بيد شخص واحد، وأن تكون شاملة تضم الخبرات والكفاءات الذي ينتظرها الشعب لتنقذه من الواقع الاقتصادي والخدماتي المنهار". ولفت إلى أن كل هذا سيكون مؤقتا إلى حين إعداد دستور جديد يتم طرحه للتشاور فيه مع الشعب.
في حين أكد مصدر خاص للجزيرة نت أن الحكومة التي سيتم تشكيلها هي حكومة تكنوقراط مهمتها تسيير الأعمال في سوريا بعد انتهاء المهلة المحددة لعمل الحكومة المؤقتة التي عُينت عقب سقوط النظام المخلوع.
وأضاف أن الخطوات التي يتم العمل عليها في هذا الشأن هي:
تشكيل مجلس تشريعي مؤقت. تشكيل لجنة دستورية. تشكيل الحكومة من قبل المجلس الاستشاري أو النيابي المؤقت.وأوضح المصدر ذاته أن رئيس الجمهورية هو من يشكل هذا المجلس كما يصدر أيضا تكليفا لتشكيل لجنة دستورية.
وحاولت الجزيرة نت التواصل مع مصدر رسمي من الحكومة السورية المؤقتة للتعليق على هذا الموضوع ولكنها لم تحصل على إجابة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات رمضان الحکومة الجدیدة رئیس الجمهوریة الحوار الوطنی تشکیل مجلس الإعلان عن مارس آذار یتم العمل
إقرأ أيضاً:
ماذا تقول بيرل هاربر الروسية عن قبة ترامب الذهبية؟
أثارت الهجمات التي شنتها أوكرانيا، الأحد، على نطاق واسع في عمق الأراضي الروسية بمئات المسيرات جدلا واسعا داخل المؤسسات العسكرية وأروقة مراكز الأبحاث الدولية، وتناولها المعلقون بالتحليل واستخلاص العبر.
وقارن بعض المحللين العسكريين بينها وبين هجوم اليابان في 7 ديسمبر/كانون الأول عام 1941 على الأسطول الأميركي القابع في المحيط الهادي في قاعدته البحرية في ميناء بيرل هاربر بجزر هاواي، وهو الحدث الذي أرغم الولايات المتحدة على دخول الحرب العالمية الثانية إلى جانب الحلفاء.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2إندبندنت: العلاقات بين أربيل وبغداد على حافة الانهيارlist 2 of 2صحيفة روسية: حاملة الطائرات البريطانية الأكثر شهرة تتجه إلى الحوثيين للانتحارend of listوفي تقرير لمراسلها جيسوس ميسا، ذكرت مجلة نيوزويك أن الهجوم الأوكراني بالمسيرات جاء بعد أيام قليلة فقط من إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب عزم إدارته بناء درع صاروخية فضائية ضخمة يطلق عليها اسم "القبة الذهبية" بتكلفة 175 مليار دولار قادرة على حماية الولايات المتحدة من الهجمات بصواريخ فرط صوتية وصواريخ باليستية عابرة للقارات بحلول عام 2029.
وحسب تقديرات مكتب الميزانية بالكونغرس، فإن المشروع قد يكلف مبالغ تصل إلى 830 مليار دولار وربما يستغرق 20 عاما لإنجازه.
وتقول المجلة الأميركية في تقريرها إن بعض أجزاء القبة الذهبية مستوحاة من مبادرة الدفاع الإستراتيجي الفاشلة للرئيس الأسبق رونالد ريغان، والتي عرفت آنذاك باسم "حرب النجوم". لكن النقاد يجادلون بأن تلك المبادرة لم تعد واقعية اليوم أكثر مما كان عليه الحال قبل 4 عقود.
إعلانوقد حذر المعهد الملكي البريطاني للشؤون الدولية -المعروف باسم تشاتام هاوس ومقره لندن- من أن القبة الذهبية تنطوي على مخاطر تنذر بزعزعة الاستقرار العالمي وتسريع التنافس الإستراتيجي بين الدول.
واستشهدت نيوزويك بما كتبته جوليا كورنوير الباحثة في تشاتام هاوس بأن نظاما يطمح إلى جعل الولايات المتحدة محصَّنة ضد الهجمات الصاروخية سينظر إليه خصومها على أنه محاولة لتقويض منطق الردع النووي.
ويرى محللون عسكريون تحدثوا إلى المجلة أن على الولايات المتحدة أن تعيد تقييم أولويات دفاعها الصاروخي وإذا كانت مُعدَّة للمستقبل، أم إنها أسيرة ماضٍ لم يعد موجودا.
ويقول خبراء عسكريون نقلت عنهم المجلة أيضا إن القبة الذهبية فشلت في الاختبار الأساسي لمعرفة مدى جدواها وملاءمتها.
وفي مقال نشرته صحيفة واشنطن بوست يوم السبت، حذر المحلل العسكري ماكس بوت من أن حروب المستقبل لن تخاض بالدروع الصاروخية الضخمة من الفضاء، بل بأسراب من الطائرات المسيرة الرخيصة الثمن والقابلة للاستهلاك.
ومع تزايد قدرة أسراب المسيرات على تدمير البنية التحتية العسكرية التي تبلغ قيمتها مليارات الدولارات مقابل جزء بسيط من التكلفة، يقول المحللون العسكريون الذين تحدثوا إلى مجلة نيوزويك إن على الولايات المتحدة أن تعيد تقييم ما إذا كانت أولويات الدفاع الصاروخي لديها موجهة للمستقبل.
وأشار المقال إلى أن أوكرانيا تستهدف إنتاج 4.5 ملايين طائرة مسيرة هذا العام بتكلفة تبلغ في المتوسط 580 دولارا فقط للواحدة، وهو رقم يتضاءل أمامه حجم الإنتاج الأميركي الحالي من المسيّرات.
ووفق نيوزويك، فإن بإمكان الولايات المتحدة نظريا أن تصنع أكثر من 43 مليون طائرة مسيرة بنفس تكلفة المرحلة الأولى من القبة الذهبية التي تقدر بنحو 25 مليار دولار.
إعلان
وتساءل بوت: "إذا كان الأوكرانيون قادرين على التسلل بمسيرات على مقربة من القواعد الجوية الرئيسية في دولة بوليسية مثل روسيا، فما الذي يمنع الصينيين من فعل الشيء نفسه مع القواعد الجوية الأميركية؟".
وحذرت جوليا كورنوير من أن الخصوم يمكن أن يردوا بتعزيز ترساناتهم الخاصة، مما يدفع الولايات المتحدة وخصومها إلى سباق تسلح مزعزع للاستقرار.
وبدورهما، علّق بنجامين غيلتنر وجاستن لوغان -وهما محللان لشؤون الأمن القومي في معهد كاتو للأبحاث في واشنطن العاصمة- بأن مشروع القبة الذهبية "مكلف، ومن غير المرجح أن ينجح" في المهام المنوطة به.
واعتبر الاثنان في مقال نشرته لهما صحيفة "ذا سبيكتاتور" البريطانية أن "تصميم منظومة الدفاع الصاروخي الأميركي (المقترحة) على غرار القبة الحديدية الإسرائيلية خطأ".
ومن جانبها، حثت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا واشنطن على التخلي عن نشر الأسلحة في الفضاء، وقالت إن القبة الذهبية ستقوض الاستقرار الإستراتيجي.
ومع تصاعد التهديدات العالمية بالتزامن مع التقدم السريع في مجال التكنولوجيا، يستمر الجدل حول ما إذا كانت الدروع الصاروخية العالية التكلفة -مثل القبة الذهبية- قادرة على مواكبة التكتيكات المنخفضة التكلفة والعالية التأثير التي تعيد تشكيل الحرب الحديثة.