ولليوم الثاني على التوالي، تغلق كل مؤشرات البورصات الأميركية على انخفاض قوي، خصوصاً لمؤشر "داو جونز الصناعي"، إذ من المتوقع أن تتأثر الصناعة الأميركية بالرسوم الجديدة.

وتراجع "داو جونز" 1.5 في المئة في جلسة أمس، بينما فقد فوق خمسة في المئة منذ بداية مارس (آذار) الجاري، أما مؤشر "ستاندرد أند بورز 500" فانخفض بنسبة 1.

2 في المئة في جلسة تطبيق الرسوم، بينما هوى فوق أربعة في المئة منذ بداية مارس الجاري.

تخفيف متوقع للرسوم وكان غالب التوقعات بالأسواق ترجح تراجع ترمب في اللحظات الأخيرة عن تطبيق الرسوم التي تعد الأعلى منذ ثلاثينيات القرن الماضي، لكنه أصر على تطبيقها، فيما وزير التجارة الأميركي هوارد لوتنيك لمح إلى أن إدارة الرئيس ترمب قد تعلن مساراً لتخفيف الرسوم الجمركية على السلع المكسيكية والكندية في وقت لاحق، اليوم الأربعاء، وهو أمر قد يعيد الزخم في "وول ستريت".

مخاوف من التضخم وأكثر ما يخيف المستثمرين حالياً، من هذه الرسوم التاريخية التي بلغت 25 في المئة على المكسيك وكندا و10 في المئة على الصين، تضاف إلى 10 في المئة مطبقة مسبقاً، هو عودة ارتفاع أسعار السلع في الولايات المتحدة، الذي قد يقود لاشتعال التضخم من جديد، والإبقاء على الفائدة الأميركية مرتفعة وربما عودة زيادة الفائدة من جديد.

وتاريخياً، أدت الرسوم المرتفعة إلى ركود في الاقتصاد الأميركي كما حدث في الثلاثينيات من القرن الماضي، وهناك مخاوف من تكرار هذا السيناريو، يدفع المستثمرين نحو البحث عن فرص آمنة مثل السندات الأميركية والذهب وغيرها من الأصول، بانتظار وضوح اتجاهات الإدارة الأميركية.

 وفي أول خطاب له أمام الكونغرس، بدا ترمب واثقاً من مسار تطبيق الرسوم رغم قوله، إن الرسوم الجمركية قد تتسبب "ببعض الاضطرابات" في اقتصاد الولايات المتحدة لكنه أكد أن إدارته راضية عن ذلك.

وقال ترمب، إن "الرسوم الجمركية ستجعل أميركا غنية وعظيمة مرة أخرى، هذا الأمر سيحدث بسرعة كبيرة.

وستكون هناك بعض الاضطرابات، لكننا راضون عن ذلك، وتأثيرها لن يكون كبيراً". وحذر الرئيس الجمهوري من أن أولئك الذين لا يصنعون منتجاتهم في الولايات المتحدة سيضطرون إلى دفع رسوم جمركية "ستكون في بعض الحالات كبيرة إلى حد ما".

ولا يوجد وضوح حول من المقصود في هذه التهديدات الجديدة، إن كانت الشركات المصنعة بالخارج، وما إذا كان هناك خطة لفرض رسوم على شركات معينة أم على الدول فقط.

 وفي خطابه هاجم ترمب الاتحاد الأوروبي ودولاً مثل كندا والبرازيل والهند والمكسيك وكوريا الجنوبية بسبب ما عدها ممارسات تجارية "غير عادلة". ورأى أن هذا يحدث من قبل "الأصدقاء والأعداء" كما وصفهم، وأن هذا النظام ليس عادلاً للولايات المتحدة.

ويعتقد ترمب أن اتفاقات التجارة الحرة التي دعمتها واشنطن في تسعينيات القرن الماضي انتهت إلى وضع الحلفاء رسوم جمركية أعلى على الواردات الأميركية، وهو ما أضعف الصناعة في الولايات المتحدة، وخلق عجزاً في الميزان التجاري مع دول عدة، خصوصاً أكبر الشركاء التجاريين مثل كندا والمكسيك والاتحاد الأوروبي، بينما كان الوضع كذلك مع المنافسين الرئيسين مثل الصين.

ويحاول من خلال الرسوم إعادة التوازن في التجارة الثنائية بحيث تصبح الرسوم متساوية بين الطرفين، مما يشجع من جديد الصناعات الأميركية على التصدير وخلق الوظائف.

 وقال ترمب، إن الولايات المتحدة ستفرض على شركائها التجاريين في الثاني من أبريل (نيسان) تعريفات جمركية مماثلة لتلك المفروضة عليها، ووعد بأن تدر هذه الرسوم الجمركية عائدات بـ"تريليونات الدولارات"، مؤكداً أنها ستخلق كذلك فرص عمل. ورأى ترمب في خطاب امتد ساعة ونصف الساعة أن "أميركا عادت" وأن الحلم الأميركي "لا يمكن إيقافه"، مشدداً على أن الولايات المتحدة تستعيد اليوم ثقتها بنفسها بعد مرور شهر ونصف على بدء ولايته الثانية.

وما إن بدأ ترمب بإلقاء خطابه حتى انبرى عدد من البرلمانيين الديمقراطيين إلى إطلاق صيحات الاستهجان لمقاطعة الرئيس، وبعدما قاطع البرلمانيون مراراً خطاب ترمب هددهم رئيس مجلس النواب بإخراجهم من القاعة إذا لم يكفوا عن المقاطعة

المصدر: مأرب برس

كلمات دلالية: الولایات المتحدة الرسوم الجمرکیة فی المئة

إقرأ أيضاً:

بسبب رسوم ترامب الجمركية.. أبل تبتعد عن الصين وتعتمد على هذه الدولة

في تحول كبير يشير إلى تغيرات جوهرية في سلاسل الإمداد العالمية، أصبحت الهند المصدر الرئيسي للهواتف الذكية المباعة في الولايات المتحدة، متجاوزة بذلك الصين (لأول مرة)، وذلك بعد أن زادت شركة أبل من عمليات تجميع هواتف آيفون داخل الأراضي الهندية، وفقًا لتقرير صادر عن وكالة "بلومبيرج" والتي أشارت فيه إلى أن الهند تتصدر قائمة مصدّري الهواتف الذكية إلى الولايات المتحدة متجاوزة الصين.

الهند تتفوق لأول مرة على الصين

أشار تقرير وكالة "بلومبيرج"، إلى أن الهند سجلت خلال الربع المنتهي في يونيو الماضي أعلى نسبة من صادرات الهواتف الذكية إلى الولايات المتحدة، حيث استحوذت على 44% من السوق، بينما تراجعت الصين، التي كانت تهيمن سابقًا على أكثر من 60% من الحصة السوقية، إلى 25% فقط. وجاءت فيتنام، التي تعتبر مركزًا رئيسيًا لإنتاج شركة سامسونج، في المرتبة الثانية.

نقل التصنيع خارج الصين

بدأت كبرى شركات التكنولوجيا، وعلى رأسها أبل، بنقل جزء من عمليات التصنيع خارج الصين إلى دول أخرى مثل الهند وفيتنام، ويأتي هذا التحول في محاولة لتقليل المخاطر المرتبطة بالرسوم الجمركية والتوترات الجيوسياسية، لا سيما مع تزايد الضغوط الأمريكية بشأن الاعتماد المفرط على الصين، وقد أثار هذا التوجه غضب الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، الذي لطالما دعا الشركات إلى توسيع قاعدة التصنيع داخل الولايات المتحدة.

ارتفاع حاد في إنتاج الهواتف داخل الهند

تشير البيانات إلى أن حجم إنتاج الهواتف الذكية في الهند تضاعف أكثر من ثلاث مرات خلال الربع الأخير مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي، مما يعكس حجم النمو في هذا القطاع داخل الدولة الآسيوية التي باتت تلعب دورًا حاسمًا في سلسلة التوريد العالمية.

تراجع في الشحنات إلى السوق الأمريكي

على الرغم من تعزيز الإنتاج في الهند، تراجعت شحنات هواتف آيفون إلى الولايات المتحدة بنسبة 11%، ويُعزى ذلك إلى تغيير أبل لنمط الشحنات التقليدي، إذ قامت بشحن كميات كبيرة في وقت مبكر من العام لتخزين وحدات احتياطية تحسبًا لأي تطورات تتعلق بالرسوم الجمركية.

صناعة آيفون لا تزال متمركزة في الصين

ورغم هذا التحول التدريجي، فإن أبل لا تزال تعتمد بشكل كبير على الصين في تصنيع هواتفها، إذ يُنتج ما يقرب من 90% من هواتف آيفون داخل الصين، ويُذكر أن أبل لا تنتج حاليًا أي هواتف ذكية داخل الولايات المتحدة، بالرغم من إعلانها نيتها توظيف المزيد من العمال محليًا وتعهدها بضخ استثمارات تصل إلى 500 مليار دولار خلال السنوات الأربع المقبلة.

آيفون.. منتج أمريكي يُصنع خارجيًا

تبيع أبل أكثر من 220 مليون وحدة من هواتف آيفون سنويًا حول العالم، ويقدر أن نحو 60 مليون وحدة يتم بيعها داخل الولايات المتحدة، ورغم أن الهاتف يُسوّق باعتباره منتجًا أمريكيًا يحمل عبارة "صُمم في كاليفورنيا"، إلا أن الواقع يشير إلى أن النسبة الأكبر من إنتاجه لا تزال تتم خارج الأراضي الأمريكية، مما يثير نقاشًا متجددًا حول مستقبل التصنيع والتكنولوجيا في الولايات المتحدة.

طباعة شارك ترامب رسوم ترامب الجمركية أبل الهند الصين

مقالات مشابهة

  • بعد رسوم ترامب الجمركية الأخيرة.. عدة قطاعات بانتظار المزيد
  • ترامب يُطلق موجة جديدة من الرسوم الجمركية على عشرات الدول قبل الموعد النهائي
  • ما هي نسب الرسوم الجمركية الجديدة التي فرضها ترامب؟
  • بين 10% و41%.. ترامب يزيد الرسوم الجمركية على عشرات الدول
  • ترامب يفرض رسوما جمركية جديدة على عشرات الدول
  • ترامب يزيد الرسوم الجمركية على عشرات الدول
  • الولايات المتحدة ستكون الخاسر الأكبر من الانتصارات التجارية الأخيرة
  • الولايات المتحدة تفرض رسومًا 50% على الواردات من النحاس
  • تايوان تنفي منع رئيسها من زيارة الولايات المتحدة الأميركية
  • بسبب رسوم ترامب الجمركية.. أبل تبتعد عن الصين وتعتمد على هذه الدولة