أصدرت وزيرة البيئة الدكتورة تمارا الزين، لمناسبة اليوم الوطني للمحميات الطبيعية في 10 آذار، بيانا، أكدت فيه "أننا نحتفل هذه السنة باليوم الوطني للمحميات في ظل ظروف صعبة تمر بها بلادنا، خصوصاً بعد العدوان الاسرائيلي الذي استهدف بشكل كثيف قسماً من هذه المحميات لاسيما الموجودة في أقضية النبطية، بنت جبيل، ومرجعيون، وألحق بها أضراراً جسيمة".

  وأعلنت "أن وزارة البيئة ستقوم مع شركائها بإجراء مسح لهذه الاضرار وبحث السبل لإعادة التأهيل"، مضيفة "انما لا بدّ لنا في هذه المناسبة من أن نسلّط الضوء على أهمية المحميات الطبيعية في تأمين بيئة سليمة ومياه وافرة وتربة خصبة وتنوع بيولوجي غني يخدم التطور البيئي والاقتصادي المحلي ويساعد على التصدي للتغيّر المناخي، ويساهم في تحسين الظروف البيئية والاجتماعية والمعيشية للمجتمع المحلي في محيط هذه المحميات".

وأشارت الزين إلى "أن وزارة البيئة تولي اهمية كبيرة لتطوير قدرات وامكانات المحميات الطبيعية لتتمكن من لعب دورها الاساسي في حماية الطبيعة وتفعيل علاقة الانسان بها، كما في تطوير الاقتصاد المحلي المبني على الموارد الطبيعية المستدامة"، مشددة على "أن المحميات الطبيعية تُعتبر شواهد حية من إرثنا الطبيعي وثروتنا الوطنية،  ويتوجب حمايتها للمنفعة العامة والأجيال المقبلة، كما تعتير من الركائز الأساسية في سياسة التنمية الريفية للسكان المحليين، ومن أهم الوسائل الوقائية من التبدل الاصطناعي والتدهور البيئي والنمو السكاني السريع والتمدد العمراني وأي تغيرات قد يدخلها الإنسان على البيئة، وبالتالي تشكل محمياتنا وسيلة وقائية من خطر فقدان جزء هام من تراث لبنان الطبيعي وثروته الوطنية".

وأعلنت وزيرة البيئة "أن المحميات الطبيعية في لبنان ستفتح أبوابها مجاناً في هذه المناسبة يوم الإثنين في 10 آذار 2025 لمحبي الطبيعة وطلاب المدارس والأندية والجمعيات والمواطنين والمواطنات الراغبين بالتعرف على محميات لبنان وغناها الطبيعي وقضاء يوم مميز في الطبيعة، لا سيما المحميات الجاهزة لاستقبال الزوار في هذا الوقت من العام وهي: أرز الشوف، أرز تنورين، أرز جاج، حرج اهدن، بنتاعل، شننعير، شاطئ صور، اليمونة، ومحمية جبل موسى المحيط الحيوي".

وأضافت "تدعو وزارة البيئة ولجان المحميات الطبيعية كافة في مختلف المناطق اللبنانية، اللبنانيين واللبنانيات إلى الاحتفال بهذا اليوم الوطني والتعرف على محميات لبنان ولمشاركة صور عن زياراتهم الى المحميات ونشاطاتهم فيها على مواقع التواصل الاجتماعي باستعمال #وجه_لبنان_الجميل لزيادة التواصل بينهم وبين المحميات.

كذلك إحتفالاً باليوم الوطني للمحميات الطبيعية، تنظم بعض المحميات نشاطات وفاعليات مختلفة تمتد على مدار الاسبوع نذكر منها المشي في الطبيعة، مراقبة الطيور والحيوانات البرية، نشاطات توعية بيئية في المدارس والقرى المحيطة بالمحميات... اضافةً إلى أن أبواب المحميات مشرعة لاستقبال زوارها من الفئات العمرية كافة للتمتع بالطبيعة وممارسة السياحة البيئية والاستفادة من أفضل الخدمات والضيافة اللبنانية الأصيلة في القرى المحيطة بالمحميات الطبيعية والإقامة في بيوت الضيافة".

وأرفقت وزيرة البيئة بيانها بلائحة تضم أسماء المحميات الطبيعية والمواقع المصنّفة كمحميات محيط طبيعي. وقالت "المحميات الطبيعية هي مواقع برية، ساحلية، بحرية، أو مواقع مياه عذبة، ذات طابع ايكولوجي هام أو منظر طبيعي مميز، وهي ثروة طبيعية، جمالية، ثقافية، وسياحية مخصصة لحماية وصيانة الموارد الطبيعية وخصوصاً التنوع البيولوجي، وتمثل النظم الإيكولوجية المختلفة في لبنان، وهي تنشأ من قبل وزارة البيئة وتدار تحت إدارتها وإشرافها..

ويوجد في لبنان ثماني عشرة محمية طبيعية تشكل حوالي 3.7 في المئة من مساحة وطن الأرز، وتحتوي هذه المحميات على تنوع بيولوجي غني جداً يتمثل في حوالي 370 نوعاً من الطيور المقيمة والمهاجرة وما يزيد عن 2000 نوع من النباتات والأزهار البرية والكثير من هذه النباتات يتفرد بها للبنان وبعضها نباتات طبية وعطرية ومأكولة، هذا بالإضافة إلى حوالي أربعين نوعاً من الثدييات نذكر منها الذئب والضبع والهر البري والنيص والسنجاب والطبسون. كما تحتوي المحميات على معظم غابات الأرز المتبقية في لبنان، لا سيما في كل من محميات تنورين، الشوف، إهدن، وجاج. 

محميات لبنان الثماني عشرة هي: 

محمية حرج إهدن الطبيعية (قضاء زغرتا)
محمية جزر النخيل الطبيعية (طرابلس/الميناء)
محمية غابة أرز تنورين الطبيعية (قضاء البترون)
محمية مشاع شننعير الطبيعية (قضاء كسروان)
محمية بنتاعل الطبيعية ( قضاء جبيل)
محمية اليمونة الطبيعية (قضاء بعلبك)
محمية أرز الشوف الطبيعية (قضاءي الشوف وعاليه)
محمية شاطىء صور الطبيعية (قضاء صور)
محمية وادي الحجير الطبيعية (أقضية النبطية، بنت جبيل، ومرجعيون)
محمية كرم شباط الطبيعية (قضاء عكار)
محمية رامية الطبيعية (قضاء بنت جبيل)
محمية كفرا الطبيعية (قضاء بنت جبيل)
محمية بيت ليف الطبيعية (قضاء بنت جبيل)
محمية دبل الطبيعية (قضاء بنت جبيل)
محمية أرز جاج الطبيعية (قضاء صور)
محمية جبل حرمون الطبيعية (قضاء راشيا)
محمية شاطىء العباسية الطبيعية (قضاء صور)
محمية النميرية الطبيعية (قضاء النبطية)   اضافةً إلى المحميات المصنفّة من قبل منظمة الاونيسكو كمحميات محيط حيوي(Biosphere Reserve) ضمن برنامج الإنسان والمحيط الحيوي وهي:

محمية الشوف المحيط الحيوي (2005) والتي تضم محمية أرز الشوف الطبيعية ومستنقع عميق و22 قرية محيطة.
محمية جبل موسى (2008)
جبل الريحان (2007)".
وختم البيان معايداً باليوم الوطني للمحميات، ومؤكداً "ان معظم المحميات الطبيعية مفتوحة للزوار على مدار السنة لممارسة السياحة البيئية التي تتضمن النشاطات الآتية: المشي في الطبيعة، المشي على الثلوج، مراقبة الطيور والحيوانات البرية، التعرف على النباتات، ركوب الدراجات الهوائية، تسلق الجبال، مراقبة النجوم، السباحة والغطس في المحميات البحرية والتعرف على الكائنات البحرية، التعرف على التقاليد المحلية، بالإضافة إلى نشاطات التربية والتوعية البيئية والألعاب البيئية الهادفة لطلاب المدارس وغيرها".

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: المحمیات الطبیعیة قضاء بنت جبیل وزارة البیئة فی لبنان

إقرأ أيضاً:

هل سنعود للحياة الطبيعية بعد الطوفان؟

لم أكتب في السياسة لسنوات طويلة من مسيرتي الصحفية، التي بدأت قبل ثلاثين عاما. لم تكن الأخبار السياسية تغويني كثيرا؛ كانت تبدو لي سطحية، تفتقر إلى العمق، ومحدودة التأثير.

لكن حين أصبحت كاتب زاوية، بدأت التأثيرات السياسية، وجدية تطورات العالم، تجبرني على كسر ذلك المبدأ. صرت أكتب عن السياسة، غير أنني كنت أرغم نفسي، على الأقل يومين في الأسبوع، أن أكتب عن الحياة، الأدب، الطبيعة، والفنون.

غير أن الأحداث تسارعت، والأزمات تفاقمت، حتى أصبح من المتعذر عليّ، في السنوات الخمس الأخيرة على الأقل، أن أكتب عن أي شيء آخر سوى ما يدور في الساحة من أزمات وتطورات مفاجئة.

مضى أكثر من عام على كتابتي في "الجزيرة نت"، وحين أنظر إلى الوراء أجد أنني لم أكتب إلا عن الأزمات في منطقتنا. بينما أرى، على الخريطة التي تُظهر من أي الدول يأتي زوار موقعي الشخصي، أن لديّ قراء من معظم الدول، من أميركا إلى الصين، ومن الصومال إلى روسيا.

منحتني الجزيرة فرصة أن أعبر عن آرائي على منصة دولية. وقد أسعدني أن أعلَم أن قرائي أبدوا اهتماما واسعا بمقالاتي في عام 2024، لكنني، في الوقت ذاته، أشعر بالحزن.

كنت أتمنى لو أنني استطعت أن أشارك هؤلاء القراء المميزين في هذه الرقعة الجغرافية الواسعة قضايا مختلفة، أن نتبادل الهموم والأفكار، أن نسير معا في درب البحث عن الحقيقة. كنت أود لو أنني تحدثت لا عن السياسة فقط، ولا عن الحرب والأزمات، بل عن تلك الأمور التي تضفي على حياتنا معنى.

وأنا أعلم أن كثيرين في أماكن مختلفة من العالم يفكرون كما أفعل. نحن جميعا نبحث عن الحقيقة، تلك الحقيقة التي تاهت وتحولت إلى سراب. لدينا جراح مشتركة، هموم وآمال مشتركة، وسعي مشترك نحو مستقبل أفضل.

أما الشباب، فقلقهم وحيرتهم أشد. عقولهم ممتلئة بعلامات الاستفهام أكثر منا، وتثقلهم المخاوف واللايقين. كنت في الماضي أخصص يوما في الأسبوع لكتابة مقال موجه إليهم، حتى لا يعيشوا ما عشته من آلام، ولا يكرروا أخطائي، ويتعلموا من تجاربي.

إعلان

لكن انظروا كيف تحول العالم كله إلى فوضى عارمة! لم نعد قادرين حتى على كتابة مقالات عن الفن، الأدب، أو الطبيعة. بل لم نعد قادرين على إجراء تحليلات سياسية واقعية. ما يحدث يفوق حدود المنطق والعقل، لا يمكن تفسيره بعقل سليم.

عندما ينزف الجسد نزفا حادا، يركز الدماغ على موضع الجرح ويتجاهل الألم في المواضع الأخرى.

وهكذا هو حالنا الآن؛ بينما غزة  جراحها نازفة، يصعب على عقولنا أن تلتفت إلى شيء آخر. لا نستطيع النظر إلى صور الأطفال بعظام مكشوفة، لكننا لا ننسى تلك الحقيقة المؤلمة التي يعيشونها.

تلك الحقيقة تقلق نومنا، وتطفئ فرحتنا بالحياة، وتحول أيامنا إلى أرض قاحلة.

لقد مضى زمن طويل لم أكتب فيه سطرين عن الحياة. لم أعد أقرأ أو أكتب في الفكر أو الفلسفة أو التاريخ أو الفن أو الأدب. لأن وحشية إسرائيل قد بلغت من التوحش مبلغا يجعلني أرى الظلم في كل اتجاه أنظر إليه.

ومن عجزي عن إيقافهم، وعن تخفيف آلام الضحايا، أصاب بالهلاك النفسي. لذا أشعر أن كل ما أفعله بات بلا معنى. فكيف للإنسان أن يتحدث عن الفن أو الأدب في مثل هذا الواقع؟

باختصار، لقد أصبحت حياتنا كالأرض اليابسة، الأرض المتشققة التي تنتظر المطر…

ولكن لا تظنوا أنني يائس. ما نعيشه من مآسٍ، يعلمنا دروسا جديدة، ويخط لنا خرائط طريق لأيام سنعود فيها للحياة من جديد.

وسيأتي يوم، لا محالة، نشارك فيه قراءنا حول العالم أشياء جميلة عن الحياة. فقط إن تعلمنا من هذه الجراح، وعملنا بجد لتضميدها وتصحيحها… حينها، سيأتي المطر إلى أرضنا القاحلة، وسينزل الغيث بالخير والبركة، أنا واثق من ذلك.

الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.

aj-logo

aj-logo

aj-logo إعلان من نحنمن نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطبيان إمكانية الوصولخريطة الموقعتواصل معناتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معناابق على اتصالالنشرات البريديةرابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتناشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتناقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+

تابع الجزيرة نت على:

facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outlineجميع الحقوق محفوظة © 2025 شبكة الجزيرة الاعلامية

مقالات مشابهة

  • تحذير من وزيرة البيئة مع اشتداد الحرّ: التزموا الإرشادات
  • هل يجب قضاء الصلوات الفائتة خلال الحيض؟.. عضو الأزهر للفتوى تجيب
  • بسبب الحرارة.. هذا ما تقرّر بشأن الكهرباء في جبيل
  • إصابة مواطن سوري في غارة صهيونية على جنوب لبنان
  • ضبط مواطن لارتكابه مخالفة رعي في محمية الإمام عبدالعزيز بن محمد الملكية
  • البريقة ترد على هيئة رصد المحتوى: بيانات المواطنين محمية ولم تُسرّب
  • "الأمن البيئي" تضبط 3 مواطنين مخالفين لنظام البيئة في محمية الملك سلمان الملكية
  • ضبط 3 مواطنين مخالفين لنظام البيئة في محمية الملك سلمان الملكية
  • هل سنعود للحياة الطبيعية بعد الطوفان؟
  • وزيرة تستدعي مسئولا بـ المحميات ..وتمنحه مهلة لتصحيح الأوضاع لهذا السبب