خبراء دوليون يدلون بآرائهم بشأن حاملة الطائرات المسيرة الإيرانية الجديدة
تاريخ النشر: 6th, March 2025 GMT
وصف خبراء دوليون في مجال الأمن والدفاع بناء إيران حاملة مسيَّرات، هي الأولى من نوعها، بأنه يمثل دفعة كبيرة لقدرات الحرس الثوري الإيراني البحرية، لكنهم أشاروا إلى أن بإمكان إسرائيل تعقبها وتحييدها بسهولة عند نشوب أي صراع محتمل في المنطقة.
ويقول هؤلاء الخبراء إن السفينة الجديدة التي تسمى "الشهيد باقري" تساعد، مع ذلك، على تحسين إستراتيجية الحرب الإيرانية غير المتكافئة، وتدل على نية طهران توسيع نطاق عملياتها إلى أبعد من الخليج العربي، لكنهم يشيرون أيضا إلى محدودية كبيرة في قدراتها الهجومية والرادعة.
ونقلت صحيفة يديعوت أحرونوت عن فرزين نديمي، المحلل المتخصص في الشؤون الأمنية والدفاعية المتعلقة بإيران ومنطقة الخليج العربي بمعهد واشنطن، قوله إن حاملة المسيّرات الجديدة يمكن أن تكون وسيلة مفيدة لاستعراض القوة وقاعدة دعم لمهام مكافحة القرصنة والأمن البحري.
وأضاف أنها توسع نطاق انتشار إيران البحري وتتيح إطلاق طائرات المراقبة المسيرة وطائرات الهليكوبتر، كما أنها تفيد في دعم عمليات إزالة الألغام إذا تم تجهيزها بالأنظمة المناسبة.
ويعد دخول الحاملة تطورا في الإستراتيجية البحرية السابقة للحرس الثوري الإيراني التي كانت تركز على سفن الهجوم السريع الصغيرة وأنظمة الصواريخ الساحلية.
إعلانوطبقا للصحيفة الإسرائيلية، يمكن استخدام "الشهيد باقري" في مهام استطلاعية موسعة، وتوفير معلومات استخباراتية فورية عن تحركات العدو في الخليج العربي وخليج عمان وربما شرق البحر الأبيض المتوسط.
ومن الناحية النظرية، يمكن استخدامها أيضا في توجيه ضربات بعيدة المدى، من ذلك الهجمات على المنشآت العسكرية أو البنية التحتية الحيوية في الدول المعادية مثل إسرائيل. ولكن من الناحية العملية، فإن قدراتها الهجومية محدودة، بحسب نديمي.
وأوضح نديمي أن حاملة المسيّرات الإيرانية تترك وراءها آثارا وإشارات كبيرة جدا وتفتقر إلى الحماية الكافية، مما يجعلها عرضة للأسلحة الحديثة المضادة للسفن، ويُفشل الغرض من بناء أسطول بحري غير متماثل.
وفضلا عن ذلك، فإن قدرة الردع التي تتمتع بها حاملة الطائرات المسيرة الجديدة محدودة، وستكون هدفا عالي القيمة في أي سيناريو صراع، مما يحدّ من نشرها في الاشتباكات العالية الكثافة، كما يقول نديمي.
ولتجنب جعل حاملة المسيرات هذه هدفا معرضا للخطر، يرجح نديمي أن يخصص الحرس الثوري الإيراني اثنين من طراداته الصاروخية الجديدة للتناوب على مهمة المرافقة، "وإلا فإنها قد تصبح هدفا سهل المنال".
ويرى المحلل في الشؤون الأمنية والدفاعية لإيران والخليج العربي أن "الشهيد باقري" تعاني من جوانب قصور عديدة مما يعني أنها لا تشكل تهديدا كبيرا لإسرائيل، لافتا إلى أن حداثة السفينة تضفي قيمة دعائية جيدة لإيران باعتبارها "حاملة طائرات الغلابة".
ونقلت الصحيفة أيضا عن شاهين موداريس، المتخصص في شؤون الشرق الأوسط في الفريق الدولي لدراسة الأمن في فيرونا الإيطالية، القول إن سهولة رصد حاملة المسيرات واكتشاف أماكن وجودها يشكل عائقا أمام قدرتها على الردع.
وتابع قائلا إن سفينة الشهيد باقري تفتقر إلى دعم مجموعة حاملة الطائرات الضاربة المتكاملة، مما يعني أنها عرضة للهجمات الجوية والصاروخية، وذلك على عكس حاملات الطائرات التابعة للقوى البحرية الدولية.
إعلانوزاد أن الحاملة الجديدة يمكنها أن تطلق طائرات مسيرة للمراقبة وشن ضربات محدودة، لكنها ستواجه تحديات كبيرة في العمليات الهجومية ضد خصوم يتمتعون بدفاعات جيدة.
وأكد أن استخدام طائرات مسيرة بعيدة المدى في شن ضربات "يستلزم مسارات طيران ملتوية لتجنب اعتراضها، مما يقلل من فاعليتها العملياتية".
وقال موداريس إن إطلاق مسيرة من قارب صغير أو سفينة تجارية هو تكتيك غير متماثل يصعب اكتشافه، ولكن الأمر لن يكون كذلك إذا أُطلقت من حاملة طائرات ذات سطح طيران بزاوية مميزة، مثل تلك التي على متن سفينة الشهيد باقري التي "لا تتمتع بحماية كبيرة ويمكن استهدافها بسهولة بأسلحة حديثة مضادة للسفن".
وفي حين أن أنظمة الدفاع الساحلية والأصول البحرية الإيرانية يمكن أن توفر مستوى معينا من الحماية في الخليج العربي، إلا أن موداريس يعتقد أن "قدرة السفينة على البقاء في بيئة عالية التهديد -مثل شرق البحر الأبيض المتوسط- ستكون متدنية للغاية. ويمكن للقوات الجوية والبحرية الإسرائيلية تعقبها وتحييدها بسهولة في سيناريو الصراع".
وأشار الخبير في الفريق الدولي لدراسة الأمن في فيرونا الإيطالية إلى أن إيران اعتمدت في السابق على وكلاء إقليميين مثل حزب الله والحوثيين لشن هجمات بطائرات مسيرة على أهداف إسرائيلية أو غربية.
وأردف بالقول إن نشر منصة بحرية من دون طيار لا يغير هذه المعادلة بشكل أساسي، إذ إن هجمات الطائرات المسيرة البعيدة المدى التي تنطلق من سفينة الشهيد باقري ستظل تواجه مخاطر اعتراض كبيرة من الدفاعات الجوية الإسرائيلية، بما في ذلك القبة الحديدية ومقلاع داود وأنظمة الدفاع الصاروخي من طراز "آرو".
ومع ذلك، فإن نشر مثل هذه المسيرات من سفينة الشهيد باقري "قد يمكّن طهران من مراقبة المياه الدولية وممرات العبور البحرية الضيقة بكفاءة أكبر، لا سيما خليج عدن، حيث تسعى إيران منذ مدة طويلة إلى تأمين ممرات الشحن الخاصة بها من القرصنة والتهديدات الخارجية".
لكن الخبير الدولي يحذر من أن نشر حاملة الطائرات المسيرة قد يُنظر إليه على أنه تصعيد، مما يدفع دول الخليج العربي إلى تعزيز دفاعاتها البحرية وإجراءاتها المضادة، مضيفا أن الولايات المتحدة والدول الحليفة ستراقب عن كثب تحركات السفينة.
وشدد على أن وجود حاملة الطائرات المسيرة هذه في المياه الدولية، لا سيما في خليج عدن أو بالقرب من مضيق هرمز، "يمكن أن يؤدي إلى تفاقم التوترات وتعزيز الأصول البحرية الأميركية في المنطقة".
إعلانالمصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات رمضان ترجمات حاملة الطائرات المسیرة الخلیج العربی
إقرأ أيضاً:
تفاصيل جديدة بشأن "قصف العديد".. والعراق خارج دائرة الهجوم
كشفت شبكة "سي إن إن"، مساء الإثنين، أن إيران هاجمت قاعدة العديد الأميركية في قطر بصواريخ باليستية قصيرة ومتوسطة المدى، مشيرة إلى أن الطائرات العسكرية الأميركية المرابطة في القاعدة الجوية، تم نقلها نهاية الأسبوع الماضي
وقال مسؤول في وزارة الدفاع الأميركية لـ"سي إن إن"، إن قاعدة العديد "تعرضت لهجوم بصواريخ باليستية قصيرة ومتوسطة المدى أُطلقت من إيران".
وأضاف: "حتى الآن، لا توجد تقارير عن وقوع إصابات بين القوات الأميركية"، مشيرا إلى أن "الوضع يخضع للمراقبة الدقيقة، وسيتم تقديم المزيد من المعلومات حال توفرها".
وذكرت "سي إن إن" أن الطائرات الأميركية نقلت من قاعدة العديد، الأسبوع الماضي، وفقا لصورة التقطتها الأقمار الاصطناعية بتاريخ 19 يونيو، وتُظهر المدارج شبه خالية.
وتابعت: "يعني ذلك أن الطائرات تم نقلها قبل أن تشن إيران هجوما صاروخيا على قاعدة العديد يوم الإثنين، ردا على الضربة التي استهدفت منشآت نووية إيرانية خلال عطلة نهاية الأسبوع".
وقال مسؤولان في وزارة الدفاع لشبكة "سي إن إن"، الأسبوع الماضي، إن الطائرات نُقلت إلى مواقع أخرى كجزء من جهود الجيش الأميركي لحماية أصوله ومعداته في الشرق الأوسط في ظل الصراع الدائر بين إيران وإسرائيل.
ونقلت شبكة "فوكس نيوز" عن مصادر أميركية قولها، مساء الإثنين، إن الجيش الأميركي كان على علم بالضربة التي وجهتها إيران لقاعدة العديد.
وأوضحت المصادر: "الجيش الأميركي استعد للهجوم الايراني على قواعده وكان يتوقعه ولم يفاجأ".
كما قالت وكالة رويترز: "إيران أبلغت الولايات المتحدة قبل ساعات من شنها هجمات على قطر وأبلغت الدوحة أيضا".
وقالت إيران إن عدد الصواريخ التي أطلقتها على العديد يوازي نفس عدد القنابل الأميركية التي استهدفت منشآتها النووية.
هذا وأبرزت "أي بي سي" عن مسؤول أميركي أن "الهجوم الإيراني على قاعدة العديد انتهى ولا توجد تقارير عن سقوط ضحايا".
وتابع المسؤول: "لم تتم مهاجمة أي قواعد عسكرية يستخدمها الأميركيون في الشرق الأوسط باستثناء العديد".
من جهة أخرى، قالت وكالة أسوشيتد برس نقلا عن مسؤول أميركي: "لم يتم تأكيد وقوع هجوم في العراق والهجوم المؤكد الوحيد كان في قطر".