جابر: الوزارة ماضية وبزخم كبير في الإصلاحات الضرورية والأساسية
تاريخ النشر: 6th, March 2025 GMT
أكّد وزير المالية ياسين جابر أن الوزارة ماضية وبزخم كبير في الإصلاحات الضرورية والأساسية لتحسين النظام المالي والجمركي في البلاد.
وأشار إلى أن الحكومة ملتزمة بمواصلة تنفيذ الإصلاحات الهادفة إلى تعزيز الشفافية المالية، وتحسين بيئة الأعمال، وزيادة كفاءة تحصيل الإيرادات بما يسهم في دعم الاقتصاد الوطني.
كلام الوزير جابر جاء في خلال اجتماعين منفصلين عقدهما مع كل من مديري المالية العامة والجمارك،
للاطلاع على الآليات المتبعة ولإعطاء توجيهاته لتفعيل العمل بخطوات التصحيح الضرورية.
وتناول الاجتماع مع مدراء المالية العامة نقاطاً عدة أساسية، أبرزها الدين العام، وتفعيل الجباية وتحسين الواردات، إضافة إلى آليات العمل مع شركات الأموال التي من خلالها تتم أعمال سداد المتوجبات من رسوم وسواها، لافتاً إلى اجراءات يجب العمل عليها تودي إلى نتائج أكثر انتظاماً وأجدى لناحية طرق وإجراءات رفد الخزينة العامة بشكل أسرع، مشيراً إلى أن تعاميم ستصدر بهذا الخصوص.
ودعا جابر المدراء المعنيين في المجالات تلك إلى التحضير الجيد للمناقشات المرتقبة مع صندوق النقد الدولي الأسبوع المقبل، حيث سيتم استعراض التقدم المحرز في الإصلاحات المالية والجمركية، وتأثيرها على الاستدامة المالية والنمو الاقتصادي.
أما في ما خص اجتماعه مع المجلس الأعلى للجمارك والمدريية العامة له فخصص إضافة إلى اجراءات التحضير لاجتماع صندوق النقد الدولي، لمناقشة إمكانية اعتماد إجراءات الفحص المسبق PSI للتأكد من مطابقة السلع المستوردة للمعايير المطلوبة قبل شحنها من بلد المصدر والرقابة اللاحقة PCA للتحقق من صحة التصريحات الجمركية وضمان الامتثال للقوانين، وذلك بهدف تعزيز الامتثال الجمركي والحد من التهرب الضريبي. كما شدد على أهمية تعزيز تبادل المعلومات مع مديرية الضريبة على القيمة المضافة لتحسين الامتثال الضريبي وضمان تحصيل الإيرادات العامة بفعالية.
وأكد الوزير جابر أمام المجتمعين على ضرورة تعزيز التنسيق بين الجهات المعنية لضمان تطبيق الإجراءات الجديدة بكفاءة، مشيرًا إلى أن هذه الإصلاحات تأتي في إطار الجهود المستمرة لتحسين النظام المالي والجمركي في البلاد.
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
إقبال جماهيري كبير على مسرحية الربان ضمن فعاليات مهرجان الدوحة
في الدورة 37 من مهرجان الدوحة المسرحي، ووسط إقبال جماهيري كبير، أسدل الستار على أحد أكثر العروض إثارةً للجدل والانبهار مسرحية "الربّان"، التي اجتاحت الخشبة بلغة درامية غير تقليدية، وبأداء بصري وفكري صادم خرج عن النسق السائد، لا من حيث الشكل فقط، بل من حيث الجوهر كذلك.
العرض، الذي كتبه الدكتور خالد الجابر وأخرجه علي ميرزا محمود، لم يكتفِ بكسر الجدار الرابع، بل حطّمه تمامًا، وحوّل الخشبة إلى بحرٍ متلاطم، دفع بالمتفرج إلى قلب العاصفة، لا كمتلقٍ سلبي، بل كراكبٍ على متن سفينة تائهة لا يملك ترف الانسحاب أو الاستسلام.
في حديثٍ أعقب العرض، أوضح الكاتب الدكتور خالد الجابر أن مسرحية "الربّان" ليست مجرد نص درامي، بل رؤية فلسفية مغلّفة بمأساة، عن مصير الجماعة في غياب القائد، مشيرًا إلى ان الإشكالية الكبرى في كتابة هذا العمل كانت تلاحقه كظل، لا تكفّ عن طرح تساؤلاتها المقلقة، من يقرر مصير الجماعة حين يسقط القائد؟ هل القوة وحدها تكفي؟ أم تُجدي الثورة؟ أم أن الحكمة وحدها من تنقذ السفينة؟ أم أن الانقسام مصير لا مفر منه؟
المسرحية لا تمنح إجابات جاهزة، بل تضع المتفرج أمام مرآة مضطربة، تعكس بحركتها الفوضوية ذات العواصف التي تضرب الخشبة. كل شخصية في العمل تجسد توجهًا أيديولوجيًا معينًا، لا كتنويع درامي فحسب، بل كمحاولة لتجسيد الصراع الداخلي في المجتمعات حين يفقد التوازن.
قاد المخرج علي ميرزا محمود العمل برؤية بصرية مشحونة بالرمز والاضطراب، حيث لم يكن هدفه تجسيد سفينة تتأرجح وسط البحر وحسب، بل ترجمة ما يدور داخل الشخصيات إلى الخارج، ليصبح المشهد المسرحي امتدادًا لقلقها الداخلي. يقول المخرج: اعتمدنا في التصميم على الانكسارات، التكرار، والصوت المتداخل، بحيث يشعر المشاهد أن الشخصيات لا تغرق في البحر، بل في أعماق ذواتها.
اختار المؤلف الدكتور خالد الجابر والمخرج علي ميرزا محمود أن يُسدل الستار على الربّان بمشهد غرق السفينة، دون تفسير أو خاتمة واضحة، دون إعلان عن من نجا أو من ابتلعته الأمواج. لم يكن الغرق نهاية سردية بقدر ما كان نهاية مفتوحة، محمّلة بالرمز. غرق السفينة جسّد انهيار المجتمعات حين تفقد بوصلتها، حين يختفي العقل وتعلو أصوات الصراع.
قال الدكتور الجابر عن هذا المشهد: الغرق ليس خاتمة... بل سؤال. كم مرة يجب أن نغرق حتى نعيد التفكير؟.. وبهذا الختام، غادر الجمهور القاعة مثقلاً بالتساؤلات. لا تصفيق عفوي، لا ابتسامات خفيفة، بل لحظات صمت وتأمل كثيف، وكأن كل متفرج خرج يبحث عن موقعه داخل تلك السفينة الغارقة.
نال العرض إعجابًا واسعًا من النقاد، الذين وصفوه بأنه تجربة "عقلية-شعورية"، تتجاوز حدود المتعة البصرية لتوقظ الفكر والحس. رأى كثيرون في الربّان عودة للمسرح إلى وظيفته الأصيلة: أن يكون ساحة للتساؤل والمساءلة، لا مجرد وسيلة للهروب. وقد أثنوا على تماسك النص، وجرأة الرؤية الإخراجية التي لم تتردد في طرح مواقف معقدة، ومشاهد تهزّ المشاهد بدل أن تريحَه.