تقرير أمريكي يفضح التمويل الخفي والوجه المزدوج لمسقط: النظام المصرفي العُماني شريان حياة للحوثيين تحت غطاء التحالف مع واشنطن
تاريخ النشر: 9th, March 2025 GMT
*مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات: مركز أبحاث أمريكي مُتخصص في الشؤون الأمنية والسياسة الخارجية.
*جوناثان شانزر، المدير التنفيذي لمؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات (FDD)، وأحمد شراوي، محلل أبحاث في المؤسسة.
لا يمكن لعُمان أن تجمع بين الأمرين، فلا يمكنها الاستفادة من صداقة الولايات المتحدة ومساعدتها بينما تسهل تصعيد الأزمات في الشرق الأوسط ودعم جماعات إرهابية.
تشير التصريحات الأخيرة من حماس وإسرائيل إلى أن وقف إطلاق النار في غزة قد يكون على وشك الانهيار، ما يعيد المنطقة إلى حافة الحرب. وفي حال تجدد الصراع، من المتوقع أن تعاود جماعة الحوثيين المدعومة إيرانياً في اليمن هجماتها عبر إطلاق صواريخ باليستية تجاه إسرائيل، واستهداف السفن الحربية الأمريكية والتجارية في البحر الأحمر، كما حدث سابقاً.
في هذا السياق، على إدارة ترامب اتخاذ إجراءات غير عسكرية، منها الضغط على سلطنة عُمان لإغلاق المقرات التي تستخدم كملاذ آمن لقيادات الحوثيين، مثل كبير مفاوضيهم محمد عبد السلام، الذي يعمل بحرية تحت حماية السلطات العُمانية.
ورغم أن إدارة بايدن حافظت على شراكة دفاعية مع مسقط، بقيمة 3.5 مليار دولار من المبيعات العسكرية الأمريكية حتى 2022، إلا أن التهاون مع دعم عُمان للحوثيين يثير تساؤلات حول أسباب التعامل الأمريكي "اللين" مع السلطنة.
تتبنى واشنطن رواية عُمان الرسمية التي تدعي أن استضافة قيادات الحوثيين تهدف إلى إيجاد حل للحرب في اليمن، لكن الواقع يظهر أن هذه القنوات لم تحقق أي مصالح أمريكية. فمنذ عام 2015، سمحت عُمان بتهريب أسلحة متطورة للحوثيين عبر حدودها، بما في ذلك طائرات مسيرة وصواريخ "بركان-2H"، وفقاً لتقارير أممية. كما سهلت السلطنة وصول الجماعة إلى النظام المالي الدولي، حيث تمكنت من تحويل أموال بالدولار عبر بنوكها، إلى جانب تهريب الذهب والنقد.
ولا شيء يشير إلى توقف هذا التهريب. ففي العام الماضي، تم ضبط معدات عسكرية متطورة، بما فيها أنظمة دعم للطائرات المسيرة وأجهزة تشويش رادارية، عند معبر صرفيت في محافظة المهرة اليمنية. وكان من المرجح أن تكون هذه الأجهزة مخصصة لدعم هجمات الحوثيين بالطائرات المسيرة ضد السفن في البحر الأحمر.
لا يقل دور النظام المصرفي العُماني خطورة في دعم أنشطة الحوثيين، فبنوك السلطنة -المندمجة بالكامل في المنظومة المالية العالمية التي تقودها الولايات المتحدة- تسهل لمسؤولي الجماعة إجراء التحويلات المالية، بما فيها المعاملات بالدولار الأمريكي، مع تقليل العقبات الإجرائية التي تواجهها هذه العمليات.
تصاعدت الأدوار العُمانية مع إشادة مسؤولين كبار بالحوثيين، مثل المفتي العام أحمد الخليلي الذي امتدح هجماتهم في البحر الأحمر، بينما أدانت الخارجية العُمانية الضربات الأمريكية والبريطانية ضد الحوثيين مطلع 2024. كما عززت عُمان تحالفاتها مع إيران، حيث التقى نائب الأدميرال عبد الله الراعي، كبار القادة العسكريين الإيرانيين في طهران مؤخراً، لمناقشة تعاون دفاعي مشترك.
ورغم أن عُمان تبرر علاقتها مع طهران بضرورة السيطرة المشتركة على مضيق هرمز، الذي يمر عبره 40% من النفط العالمي، إلا أن ذلك لا يعفيها من مسؤولية دعم جماعة صنفتها الولايات المتحدة كـ"منظمة إرهابية أجنبية". يذكر أن السلطنة لعبت دوراً في المفاوضات النووية الأمريكية- الإيرانية سابقاً، لكن هذا لا يمنحها حق استضافة جماعات تهدد الأمن الإقليمي.
رغم هذه المبررات، لا تُعفى عُمان من مسؤولية استضافة عناصر الحوثيين وحلفائهم الإيرانيين. فمن التناقض الصارخ أن تستمتع السلطنة بالدعم الأمريكي بينما تسهم في تغذية الأزمات الإقليمية عبر دعم جماعات إرهابية. آن الأوان لكشف سياساتها المزدوجة وتبني إجراءات رادعة، خاصة بعد تصنيف واشنطن الحوثيين كـ"منظمة إرهابية أجنبية"، ما يمنح الولايات المتحدة إطارا تشريعيا لمطالبة مسقط بإغلاق مراكز عمليات الجماعة على أراضيها وترحيل قادتها.
وفي حال التماطل العُماني، يتوجب على الإدارة الأمريكية تفعيل عقوبات استهدافية ضد جهات وأفراد متورطين في هذا الدعم، مع استعداد لتصعيد العقوبات إلى حد إعادة تقييم شاملة للعلاقات الثنائية.
المصدر: وكالة خبر للأنباء
كلمات دلالية: الولایات المتحدة
إقرأ أيضاً:
دبلوماسي روسي: حاملات الطائرات الأمريكية ستكون في مرمى الصواريخ الإيرانية
#سواليف
أشار السفير الروسي المفوض ألكسندر ياكوفينكو إلى أن #حاملات_الطائرات_الأمريكية ستصبح في مرمى #صواريخ_إيران قريبا وربما ستجد #واشنطن طرقا للخروج من هذا الموقف، وتؤجل قرارها تجاه #إيران.
وقال إن حاملات الطائرات تحمل رمزية عالية في تصورات #القوة_العسكرية الأمريكية بالنسبة لإيران لدرجة أن حمايتها ستصبح أولوية تتجاوز أي خيارات لاستخدامها القتالي والمزايا المرتبطة بذلك.
وأوضح أن هذه الرؤية تتفق مع تقارير سابقة أشارت إلى أن إيران طورت #صواريخ_مضادة_للسفن وقدرات سيبرانية تهدد الوجود العسكري الأمريكي في المنطقة، خاصة بعد #الهجمات_الإسرائيلية الأخيرة على إيران.
مقالات ذات صلةولفت إلى أن تركيا لن تسمح للولايات المتحدة باستخدام #قاعدة_إنجرليك_الجوية لضرب إيران، حيث أن تجربة الحرب العراقية أظهرت أن الولايات المتحدة لا يمكنها الاعتماد على تركيا، ولهذا فإن القاذفات الاستراتيجية وطائرات التزود بالوقود تتمركز في الجزر البريطانية وإيطاليا واليونان.
وأضاف أن الرئيس الأمريكي دونالد #ترامب يواجه في الشرق الأوسط “ضباب الحرب”، حيث يتجلى الواقع الفعلي فقط خلال المواجهة، ولا يوجد تصور كامل عن الفخاخ أو الكمائن التي قد يكون العدو أعدها، خاصة وأن إيران كان لديها متسع من الوقت للتحضير للمواجهة.
وتابع: “كان بوسع إيران أن تخطط لحرب مع إسرائيل وأمريكا على الأقل منذ انسحاب ترامب عام 2017 من الاتفاق النووي وهذا يشمل تقنيات جديدة، مثل الأسلحة فرط الصوتية والطائرات المسيرة، والزوارق المسيرة بالإضافة إلى وضع جيوسياسي مختلف نوعيا بسبب سياسة الاحتواء الغربية المفتوحة ضد روسيا والصين في آن واحد”.
مغامرة نتنياهو
وأوضح السفير الروسي أن مغامرة رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو وضعت إدارة ترامب أمام خيارات صعبة ودرامية، حيث أصبح واضحا بحلول نهاية يوم 16 يونيو أن حرب إسرائيل الخاطفة قد فشلت، وأن تل أبيب طلبت مساعدة عاجلة من واشنطن، ولم تتحقق أهداف العملية السريعة المعلنة.
كما أن الجيش الإسرائيلي واجه “حدود إمكانياته”، وظهر أن نظام الدفاع الجوي والصاروخي الإسرائيلي قابل للاختراق، واضطر لامتصاص ضربات إيرانية على أراضيه.
مخارج ترامب
واختتم ياكوفينكو قائلا: “أعدت إسرائيل للعالم كله مشهدا لم يسبق له مثيل في التاريخ العسكري الحديث. لذلك، في أفضل الأحوال، لا يمكن استبعاد أن واشنطن – مرة أخرى وفقا لتصورات ما بعد الحداثة ستجد طرقا للخروج من هذا الموقف، ربما بالإعلان عن تأجيل المواعيد المتوقعة للجوانب العسكرية المحتملة للبرنامج النووي الإيراني. في هذه الحالة، ستكون الحكومة الإسرائيلية هي الأكثر تضررا، حيث سيتعين عليها تفسير لشعبها سبب تعرض الشعب لهذه الاختبارات غير المسبوقة.”