وخلال الحلقة، قال الداعية الكويتي أحمد النفيسي إن علاقته بوالديه كان لها تأثير كبير على شخصيته حيث حرصت أمه على صداقته وكان أبوه يستمع إليه ولا يصده في الحديث خصوصا لو كان بين الناس.

وفي حين يحرص الناس على عدم عقوق الأبناء للآباء، فإن كثيرين يتجاهلون مسألة عقوق الآباء للأبناء، والتي وصفها الإمام الراحل محمد الغزالي بقوله إن بعض الأبناء جواهر لكن الآباء حدادون، كما يقول النفيسي.

وإلى جانب الوالدين، يقول النفيسي إن جدته كانت سببا رئيسيا في حفظه للقرآن الكريم لأنها غضبت منه جدا عندما عرفت أنه لا يحفظ من القرآن إلا جزءا واحدا وهو في سن العاشرة، وأخبرته بأنها كانت تحفظ نصف كتاب الله وهي في مثل سنه. وبعد هذه الواقعة، بدأ النفيسي حفظ القرآن وهو في سن الـ11 حتى أتمَّه وهو في الـ17.

ومن هنا، يشير النفيسي إلى أهمية فترة الطفولة في ربط الأبناء بالقرآن من خلال المعاملة الرحيمة والتحفيز وليس بالقوة والعنف، مستدلا بقوله تعالى "الرحمن، علَّم القرآن".

الرحمة بالأطفال

يقول النفسي إن الله ربط تعليم القرآن في هذه الآية بصفة الرحمة وليس بالقوة أو الجبروت، مشيرا إلى أن والديه كانا رحيمين به جدا وهما يدفعانه إلى حفظ القرآن.

إعلان

ودعا الشيخ الآباء إلى عدم زجر الأبناء وهم يحفظون أو يقرؤون بصوت عال في البيت، وأن يوفروا لهم ما استطاعوا من الأمور التي يريدون الاستعانة بها على الحفظ وتجويد القرآن.

كما دعا إلى تحبيب الأطفال في القرّاء والمؤثرين الذين يقدمون مادة طيبة مفيدة تربط الطفل بدينه وكتابه، وقال إن هذا الأمر يمثل تحديا كبيرا في ظل ما نعيشه من زحام المؤثرين.

في المقابل، قال النفيسي إن على المؤثرين أيضا من قراء وحفّاظ ألا يتجاهلوا الصغار المبهورين بهم وأن يتواصلوا معهم ما استطاعوا لكي يعززوا تأثيرهم الطيب فيهم.

كيف تعزز علاقتك بالقرآن؟

ويرى النفيسي أن الإنسان إذا أراد تعزيز علاقته بالقرآن فإن عليه تعظيم ما عظمه الله عز وجل، وقال إن هذا التعظيم يكون من خلال فهمه لما ورد في كتابه ومعرفة معاني أسماء الله وصفاته وتفسيراتها.

ويضيف: "مع فهم القرآن، يجب على الإنسان أن يكون مؤمنا لا مسلما فقط وذلك من خلال تصديق كل ما ورد عن الله ورسوله وعدم الشك فيه".

والأمر الثالث الذي يعزز علاقة الإنسان بالقرآن يتمثل برأي النفيسي في استحضار اليوم الآخر في النفس بشكل دائم وفهم حقيقة هذا اليوم لأن هذا الأمر يجعل الإنسان أكثر فهما وإحساسا بكلام الله.

ولو لم يكن الإنسان حافظا لكتاب، فعليه مداومة قراءته لأن أهل القرآن -كما يقول النفيسي- هم الذين يقرؤونه ويعملون به وليسوا الحفاظ فقط، لأن التلاوة تعني العمل بالقرآن أيضا وليس حفظه فقط.

ولا يجب أن تكون قراءة القرآن أو الاستماع إليه مجرد روتين في حياة الإنسان وإنما يجب الحرص على فهم كلام الله وتدبره والعمل به لأن هذا الأصل في علاقة الإنسان بالكتاب الكريم.

11/3/2025

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات رمضان

إقرأ أيضاً:

حكم من يصلي في الركعة الأولى بسورة الناس.. أمين الفتوى يوضح

تلقى الشيخ محمد كمال، أمين الفتوى بدار الإفتاء، تساؤلا مثيرا من أحد المشاهدين عبر قناة "الناس"، حيث استفسر: "هل يجوز أن أصلي في الركعة الأولى بسورة الناس؟".

في إجابته خلال حلقة برنامج "فتاوى الناس"، أوضح الشيخ محمد كمال أن سورة الناس تعد آخر سور المصحف الشريف، ومن السنة النبوية أن يلتزم المسلم بترتيب سور القرآن كما ورد في المصحف أثناء الصلاة.

وقال أمين الفتوى إنه إذا قرأ المصلي سورة الناس في الركعة الأخيرة وكان لا يحفظ غيرها، فصلاته صحيحة تماما. لكنه أضاف أن المذهب المالكي يرى أنه في هذه الحالة يفضل قراءة "سورة الفلق" أو "سورة الإخلاص" في الركعة الثانية.

وأضاف: “أما لمن يحفظ القرآن كاملا، فشدد الشيخ كمال على أهمية اتباع ترتيب السور كما هي في المصحف الشريف عند التلاوة في الصلاة، ومع ذلك، أجاز قراءة السورة نفسها في الركعتين إذا لم يكن هناك خيار آخر، هذا التوضيح يسلط الضوء على مرونة الشريعة الإسلامية في التعامل مع قدرات المسلمين وتفاوت حفظهم لآيات القرآن الكريم، مما يؤكد رحمة الإسلام وسماحته في أداء العبادات”.

هل تأخير الصلاة بسبب ظروف العمل يستوجب كفارة؟.. دار الإفتاء توضحهل صلاة الصبح بعد طلوع الشمس تعوض الفجر؟.. الإفتاء تجيب

هل يجوز الدعاء في الركوع

من جانبها، أوضحت دار الإفتاء المصرية أن الدعاء في الركوع مستحب، مستدلة بحديث السيدة عائشة رضي الله عنها: "كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يكثر أن يقول في ركوعه وسجوده: «سبحانك اللهم ربنا وبحمدك، اللهم اغفر لي»" (رواه البخاري).

وقالت إن أفضل الدعاء في الركوع والسجود هو تعظيم الله وطلب المغفرة. كما أكدت أن الدعاء أثناء السجود هو الأقرب للاستجابة، وفقا لقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: "أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد، فأكثروا الدعاء".

في سياق متصل، شدد الشيخ محمد عبد السميع، أمين الفتوى بدار الإفتاء، على أن الركوع مخصص لتعظيم الله، والسجود للدعاء.

ونبه إلى أنه يكره قراءة القرآن في السجود والركوع، إلا إذا كان المقطع القرآني دعاء، ففي هذه الحالة يعتبر نية الدعاء هي المقصودة، وليس التلاوة.

طباعة شارك الصلاة دار الإفتاء سورة الناس

مقالات مشابهة

  • ((مرحباً ترمب ،،، يقول اخو نوره على الشرق والغرب ))
  • هل يجوز الحج بالتقسيط بفوائد.. أزهري يجيب
  • يقول أخو نوره على الشرق والغرب..
  • من هم «أولو الأمر»؟ .. دار الإفتاء تُوضّح مدلول الآية الكريمة من سورة النساء
  • القراءة.. نهضة العقول وتقدم الشعوب
  • حكم من يصلي في الركعة الأولى بسورة الناس.. أمين الفتوى يوضح
  • ماذا كان يقول الرسول الكريم قبل الخلود إلى النوم؟
  • حكم التضحية بالأبقار المستنسخة .. علي جمعة يجيب
  • الحج لبيت الله الحرام.. لماذا سمي «العتيق».. علي جمعة يجيب
  • كيف نمتثل لأمر الله ورسوله ونبتعد عن التشدد؟ علي جمعة يجيب