تعد النتائج المالية لشركات المساهمة العامة العامل الرئيسي المحرك لأسواق المال، وعلى الرغم من وجود العديد من العوامل التي تؤثر على البورصات وتشجع المستثمرين على تكثيف عمليات الشراء وتنويع محافظهم الاستثمارية أو التخارج من بعض الأسهم إلا أن النتائج المالية تظل هي المحرك الرئيسي لأسعار الأسهم وهي التي تدفعها للصعود أو الهبوط، وكما هو معلوم فإن النتائج المالية القوية تعكس الجهود التي تبذلها الشركات لتعزيز أدائها على مدى عام كامل أو عدة أعوام، ويمكننا النظر إليها على أنها انعكاس لمدى تفاني الموظفين في تحقيق استراتيجيات الشركة وتعزيز حصتها في السوق المحلية أو العالمية.

توجد في بورصة مسقط حوالي 100 شركة مساهمة عامة معظمها تنتهي سنتها المالية في ديسمبر، وهذه الشركات أعلنت خلال الأسابيع الماضية نتائجها المالية للعام الماضي وقدمت من خلالها شرحًا لمساهميها عن التحديات التي واجهتها خلال العام الماضي وكيف عملت على مواجهتها، وتسعى الشركات من خلال هذه المعلومات إلى تأكيد قدراتها على تحقيق الاستقرار في أدائها، وقد انعكست هذه النتائج على أسهم الشركات خلال شهري يناير وفبراير الماضيين، ومن خلال قراءة لأبرز مؤشرات النتائج المالية نجد أن إدراج 4 شركات جديدة من مجموعة أوكيو خلال العامين الماضيين أسهم في رفع الأرباح الصافية المجمعة للشركات المدرجة في البورصة لتتجاوز خلال عام 2024 مستوى 1.2 مليار ريال عماني – بدون النتائج المالية لعمانتل - وهو ما تشهده البورصة للمرة الأولى في تاريخها وهذا الرقم من شأنه تعزيز مكانة البورصة وتأكيد ثقة المستثمرين فيها وتشجيع الاستثمار الأجنبي.

وأظهرت مؤشرات النتائج المالية أيضًا تنوعًا في الشركات الـ 10 الأكبر من حيث الأرباح الصافية لتضم شركات في قطاعات النفط والغاز والاتصالات والطاقة وشركات الاستثمار بالإضافة إلى البنوك التي كانت مسيطرة على هذه القائمة في السنوات السابقة وتشكل أرباحها أكثر من 50 بالمائة من إجمالي صافي الأرباح المسجلة لشركات المساهمة العامة.

وعلى الرغم من هذا التنوع إلا أنه من الملاحظ أن أوكيو للاستكشاف والإنتاج التي تصدرت القائمة بـ 326.5 مليون ريال عماني استحوذت على 25 بالمائة من إجمالي الأرباح الصافية المسجلة في البورصة خلال عام 2024، وفي المرتبة الثانية حل بنك مسقط بـ225.5 مليون ريال عماني، ثم بنك صحار الدولي ثالثا بـ100.2 مليون ريال عماني، وجاء البنك الوطني العُماني في المرتبة الرابعة بـ63 مليون ريال عماني، فيما جاءت أوكيو لشبكات الغاز خامسًا بـ47.9 مليون ريال عماني. ونظرًا لأن عمانتل لم تعلن نتائجها المالية حتى نهاية شهر فبراير فإننا لم نتمكن من إدراجها ضمن قائمة الشركات الـ10 الأعلى من حيث الأرباح الصافية.

وبالعودة إلى أداء الأسهم خلال الشهرين الماضيين نجد أن الشركات التي سجلت نتائج جيدة حظيت باهتمام المستثمرين، وحتى سهم أوكيو للاستكشاف والإنتاج الذي يشهد ضغوطًا بيعيةً منذ إدراجه ببورصة مسقط في أكتوبر 2024 استطاع تحسين أدائه في شهر فبراير الماضي ليغلق على 325 بيسة مرتفعا 4 بيسات عن مستواه في نهاية يناير وارتفعت القيمة السوقية للشركة إلى مليارين و600 مليون ريال عماني مقابل مليارين و568 مليون ريال عماني في نهاية يناير وشهد السهم أيضًا ارتفاعًا في قيمة التداول من نحو 13.8 مليون ريال عماني في يناير إلى 17.4 مليون ريال عماني في فبراير، وجاء هذا الأداء على الرغم من تراجع الأرباح الصافية للشركة من 627 مليون ريال عماني إلى 326.5 مليون ريال عماني إلا أن الإيضاحات التي قدمتها الشركة في تقريرها إلى المساهمين عززت اهتمام المستثمرين بالسهم وشجعت على الإقبال عليه، فقد أرجعت تراجع الأرباح الصافية إلى ما شهده عام 2023 من تخارج الشركة من 40 بالمائة من منطقة الامتياز رقم 60 وما حققته من مكاسب من هذا التخارج بقيمة 274.6 مليون ريال عماني، وفي الوقت نفسه استعرضت الشركة في تقريرها حجم الأعمال التي تديرها وخططها المستقبلية لزيادة الإنتاج من النفط والغاز من خلال أعمال الاستكشاف والنمو وتحسين الأصول وهو ما عزز التوقعات المتفائلة بقدرة الشركة على زيادة أرباحها في المستقبل وهو ما انعكس إيجابًا على سهم الشركة ليشهد في الأيام الأخيرة من تداولات شهر فبراير عودة إلى الصعود خاصة مع اقتراب توزيعات الأرباح.

وإذا انتقلنا إلى النتائج المالية للبنوك المدرجة في بورصة مسقط نجد أنها تمكنت من زيادة أرباحها وهو ما انعكس إيجابًا على أسهمها على الرغم من حالة عدم الاستقرار التي تشهدها بورصة مسقط والتي تعود إلى أسباب أخرى لا علاقة لها بالنتائج المالية، ولعله من المهم الإشارة إلى التأثير الإيجابي لاندماج بنك صحار - عن طريق الضم مع بنك اتش اس بي سي عُمان في منتصف عام 2023 - على النتائج المالية للبنك لتصعد أرباحه الصافية في عام 2024 إلى 100.2 مليون ريال عماني مقابل 70.3 مليون ريال عماني في عام 2023 و34.8 مليون ريال عماني في عام 2022.

وفي قطاع الصناعة يمكننا الوقوف على أداء شركة إسمنت عُمان وشركة الجزيرة للمنتجات الحديدية اللتين سجلتا نتائج مالية جيدة انعكست إيجابا على أسعار سهميهما، فقد صعد سهم إسمنت عُمان من 378 بيسة في ديسمبر إلى 491 بيسة في فبراير مسجلا ارتفاعا بـ 113 بيسة، وارتفع سهم الجزيرة للمنتجات الحديدية من 289 بيسة في ديسمبر إلى 390 بيسة في فبراير مسجلا زيادة بـ 101 بيسة، عندما ننظر إلى النتائج المالية لشركة إسمنت عُمان نجد أنها تمكنت من رفع أرباحها الصافية العام الماضي إلى 11.1 مليون ريال عماني مقابل 6 ملايين ريال عماني في عام 2023، فيما رفعت الجزيرة للمنتجات الحديدية أرباحها الصافية من 4.1 مليون ريال عماني إلى 7.1 مليون ريال عماني، وقالت إسمنت عمان إنها سوف توزع أرباحا نقدية على المساهمين بنسبة 90 بالمائة بما يعادل 90 بيسة لكل سهم وقالت الجزيرة للمنتجات الحديدية إنها سوف توزع أرباحًا نقدية بنسبة 43 بالمائة أي 43 بيسة لكل سهم.

وفي المقابل نجد أن أسهم شركات الاتصالات شهدت تراجعًا في الشهرين الماضيين، فقد أغلق سهم عمانتل بنهاية فبراير على 822 بيسة مقابل 940 بيسة في ديسمبر وتراجع سهم أوريدو من 230 بيسة في ديسمبر إلى 200 بيسة في فبراير، والسبب الأساسي في نظرنا لا يعود إلى النتائج المالية وإنما إلى الضغوطات المتوقعة على السهمين؛ نظرًا للمنافسة المحلية والعالمية في قطاع الاتصالات من جهة؛ ومن جهة أخرى وجود خيارات جديدة للاستثمار في البورصة مثل أسهم شركات النفط والغاز التي تم إدراجها خلال العامين الماضيين، وعلى سبيل المثال أشارت النتائج المالية لشركة أوريدو إلى ارتفاع أرباحها الصافية العام الماضي إلى 11.8 مليون ريال عماني مقابل 10.7 مليون ريال عماني في عام 2023 غير أنه من المهم الإشارة إلى أن الشركة قلصت توزيعاتها على المساهمين خلال العام الجاري إلى 11.53 بالمائة مقابل 14.7 بالمائة في عام 2024 و20 بالمائة في عام 2023، أما عمانتل التي لم تعلن نتائجها المالية حتى نهاية فبراير لارتباطها بنتائج مجموعة زين الكويتية فإنها سعت للمحافظة على توزيعاتها عند 55 بالمائة على مدى السنوات الخمس الماضية.

وهناك العديد من المؤشرات الأخرى المهمة التي توضح مدى انعكاس النتائج المالية على أسهم الشركات من الصعب الوقوف عندها كلها، إلا أنه من المهم في هذا الصدد أن تركز شركات المساهمة العامة على زيادة أرباحها وتحسين أدائها المالي لينعكس ذلك إيجابا على سعر السهم وبالتالي يتيح للشركة مجالات أرحب للحصول على تمويل من البورصة لعملياتها التوسعية سواء من خلال إصدار أسهم حق أفضلية أو عبر الاكتتابات الخاصة وهو ما يحقق في النهاية أهداف الشركات وينعكس إيجابا على بورصة مسقط والمستثمرين فيها وقطاع سوق رأس المال بشكل عام.

محمد بن أحمد الشيزاوي كاتب متخصص في الشؤون الاقتصادية

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: ملیون ریال عمانی فی ریال عمانی فی عام الأرباح الصافیة النتائج المالیة على الرغم من خلال العام بورصة مسقط فی فبرایر فی عام 2023 من خلال إسمنت ع وهو ما إلا أن نجد أن عام 2024

إقرأ أيضاً:

فيلم "المشروع X" يدخل ضمن قائمة الأفلام التي تجاوزت الـ 100 مليون جنية

انطلق فيلم “المشروع X” للنجم كريم عبد العزيز بقوة في شباك التذاكر، متصدرًا قائمة الإيرادات حيث حصد 3 مليون و413 جنيهًا ضمن إيرادات أمس، في انطلاقة تُعد واحدة من أقوى افتتاحيات موسم 2025 السينمائي.

 

قفز إجمالي إيرادات فيلم “المشروع X” في 23 ليلة عرض إلى 101 مليون و414 ألف جنيه.

 

ولم يكن فيلم “المشروع X” أول عمل سينمائي يتخطى الـ 100 مليون في تاريخ السينما المصرية، وفيما يلي سنحصد عدد الأفلام التي تجاوزت إيراداتها 100 مليون جنيه.

 «ولاد رزق 3»

 

نجح فيلم «ولاد رزق 3»، الذي تم عرضه في موسم عيد الأضحى 2024 في تصدر القائمة بعدما جنى إيرادات 260 مليون جنيه، ومن بطولة أحمد عز، عمرو يوسف، آسر ياسين، كريم قاسم، على صبحي، سيد رجب، أسماء جلال، ونسرين أمين ومن إخراج طارق العريان، وتأليف صلاح الجهيني.

 

 

«سيكو سيكو»

 

وفي الوصافة حصد فيلم «سيكو سيكو»، إيرادات تصل إلى 185.5 مليون جنيه في 72 ليلة عرض،من بطولة عصام عمر، وطه دسوقى، وعلى صبحى، وباسم سمرة، وخالد الصاوى، وتارا عماد، وديانا هشام، وأحمد عبدالحميد، ومحمود صادق حدوتة وعدد آخر من الفنانين، والفيلم تأليف محمد الدباح وإخراج عمر المهندس.

 

«بيت الروبي»

 

وفي المركز الثالث حصد فيلم «بيت الروبي» إيرادات 130مليون جنيه، اذي تم عرضه في موسم عيد الأضحى 2023، من بطولة كريم عبدالعزيز، نور اللبنانية، كريم محمود عبدالعزيز، تارا عماد، سمر جابر، وضيوف الشرف محمد عبدالرحمن توتا، سارة عبدالرحمن، شريف دسوقى، حاتم صلاح، محمود السيسي، مصطفى أبوسريع، وقصة وسيناريو وحوار محمد الدباح وريم القماش وإخراج بيتر ميمى.

 

«كيرة والجن»

 

ودخل فيلم «كيرة والجن»، الذي تم عرضه في موسم عيد الأضحى 2022، القائمة وذلك بتحقيقه إيرادات 120 مليون جنيه واحتلاله المركز الثاث، من بطولة كريم عبدالعزيز، وأحمد عز، وهند صبرى وسيد رجب، مع أحمد مالك، على قاسم، هدى المفتى، محمد عبدالعظيم، عارفة عبدالرسول، تامر نبيل ومن إخراج مروان حامد وتأليف أحمد مراد.

 

«الفيل الأزرق2»

 

ونجح الجزء الثاني من فيلم «الفيل الأزرق»، في حصد المرتبة الرابعة بعد عرضه في موسم عيد الأضحى 2019، وجنى إيرادات 103 مليون جنيه من بطولة كريم عبدالعزيز ونيللى كريم وخالد الصاوى،هند صبرى، إياد نصار، بالإضافة إلى تارا عماد ومروان يونس ومن إخراج مروان حامد وتأليف أحمد مراد.

 

«ولاد رزق 2»

 

بالإضافة للجزء الثالث، نجح الجزء الثاني أيضًا من فيلم «ولاد رزق» في دخول القائمة، بعد عرضه في موسم عيد الأضحى 2019، وجنى إيرادات 101 مليون جنيه من بطولة أحمد عز، عمرو يوسف، أحمد الفيشاوي، أحمد داوود، كريم قاسم، خالد الصاوي، نسرين أمين، باسم سمرة من تأليف صلاح الجهيني وإخراج طارق العريان.

 

«الحريفة 2»

 

ودخل مؤخرًا الجزء الثاني من فيلم «الحريفة» القائمة، بعد تحقيقه إيرادات 101 مليون و875 ألف جنيه في 32 ليلة عرض، من بطولة نور النبوي، أحمد غزي، كزبرة، نور إيهاب، دونا إمام، نورين أبوسعدة، وسليم الترك من إخراج كريم سعد وتأليف إياد صالح.

مقالات مشابهة

  • مشروعات قيد التنفيذ بجنوب الباطنة بـ4.5 مليون ريال
  • 164 مليون ريال استثمارات 98 مشروعًا في الصناعات الغذائية بـ"مدائن"
  • البنك الأهلي يقود بنجاح إصدار صكوك سيادية بـ100 مليون ريال
  • شركات الصناعات الغذائية والمرطبات المدرجة في بورصة مسقط تسجل أداء جيدا في الربع الأول
  • مشاريع استراتيجية بمصيرة تتجاوز قيمتها الاستثمارية 100 مليون ريال بينها الربط الكهربائي وميناء متعدد الأغراض
  • 164 مليون ريال و98 مشروعا غذائيا في مدائن حتى 2025
  • فيلم "المشروع X" يدخل ضمن قائمة الأفلام التي تجاوزت الـ 100 مليون جنية
  • جاذبية متزايدة للاستثمار الزراعي.. ومساهمة القطاع في الناتج المحلي 572 مليون ريال
  • 39.3 مليون ريال قيمة التداولات الأسبوعية لبورصة مسقط .. والمؤشر يتراجع 35 نقطة
  • 35 مليون ريال لمشاريع تلطيف الأجواء وتطوير المساجد في المشاعر المقدسة