اغتيال دبلوماسي سوري بارز في منزله بمحافظة درعا
تاريخ النشر: 12th, March 2025 GMT
اغتال مجهولون، مساء الثلاثاء، الدبلوماسي السوري البارز نور الدين اللباد، وشقيقه عماد، داخل منزله في مدينة الصنمين بمحافظة درعا جنوب سوريا.
وذكرت وسائل إعلام محلية في درعا، أن اللباد (63 عاما) تفاجأ بمسلحين دخلوا إلى منزله، وقتلوه رفقة شقيقه قبل فرارهما.
وعاد اللباد من فرنسا التي قضى بها سنوات، قبل أيام، حيث حظي باستقبال حافل من أقاربه في الصنمين في 28 شباط/ فبراير الماضي.
واللباد يحمل الجنسية الفرنسية، وكان يشغل منصب وزير مفوض في وزارة الخارجية السورية، وعمل كدبلوماسي في سفارات بلده باليمن وفرنسا، والعراق، وتركيا وليبيا، قبل انشقاقه عن نظام بشار الأسد بعد اندلاع الثورة.
ونور الدين اللباد عمل لاحقا ممثلا للائتلاف السوري المعارض في فرنسا، وهو أكاديمي أيضا يحمل شهادة الدكتوراه في الأدب الفرنسي.
وتعد عملية الاغتيال الأولى من نوعها لشخصية معارضة لنظام الأسد بعد سقوط الأخير في 8 كانون أول/ ديسمبر الماضي.
وشهدت محافظة درعا ومدنها خلال السنوات الماضية انفلاتا أمنيا غير مسبوق، وعمليات اغتيال بشكل دوري
المصدر: مأرب برس
إقرأ أيضاً:
محمد بن عيسى دبلوماسي ومثقف مغربي حوّل مدينته إلى قبلة ثقافية
سياسي ودبلوماسي ورجل ثقافة مغربي، ارتبط اسمه بمسقط رأسه شمال المملكة بمدينة أصيلة، التي حوّلها إلى قبلة ثقافية وفنية ظلت منذ عام 1978 تجذب سنويا أبرز الوجوه السياسية والفكرية والإعلامية من مختلف أنحاء العالم إلى موسمها الصيفي للحوار والنقاش حول شؤون الساعة.
درس بن عيسي في المغرب ومصر والولايات المتحدة واشتغل في هيئات عدة تابعة لمنظمة الأمم المتحدة، قبل أن يعود إلى المغرب لينخرط في العمل السياسي بانتخابه عضوا في البرلمان ولرئاسة بلدية أصيلة.
تولى بن عيسى منصب وزير الثقافة مطلع تسعينيات القرن الـ20 قبل أن يُعيَّن سفيرا للمملكة المغربية لدى الولايات المتحدة. وفي 1999، أسندت إليه وزارة الخارجية التي قادها نحو 8 أعوام، وتفرغ بعدها بالكامل لشؤون مدينة أصيلة والإشراف على موسمها الثقافي السنوي، حتى وفاته عام 2025.
المولد والنشأةوُلد محمد بن عيسى في الثالث من يناير/كانون الثاني 1937 بمدينة أصيلة شمال المغرب، حيث نشأ في كنف أسرة يغلب عليها الطابع الديني والصوفي. وبدأ تعليمه في المدرسة القرآنية التي تعرف في المغرب بالمسيد (الكتّاب).
فقد والده في سن مبكرة، فتعلّق بجدته التي لعبت دورا محوريا في تنشئته. وينحدر بن عيسى من سلالة الشيخ الكامل، أحد رموز التصوف، الذين وفدوا إلى أصيلة من مدينة مكناس في عهد السلطان إسماعيل بن الشريف الذي حكم المغرب بين عامي (1672–1727). وقد أسس أحفاده فرعا محليا لزاوية عيساوة الصوفية في المدينة، ولهم مقبرة جماعية خاصة.
تزوج بن عيسى من سيدة أميركية وأنجبا بنتا وانتهت تلك العلاقة بالطلاق، وتزوج لاحقا من سيدة مغربية ورُزق منها بأربعة أبناء.
تابع بن عيسى دراسته الابتدائية والإعدادية في مدينة أصيلة، قبل أن ينتقل عام 1952 إلى مدينة فاس لمتابعة دراسته الثانوية، ثم إلى العرائش ومنها إلى تطوان شمال المغرب. وفي تلك المرحلة، برز شغفه بالمسرح، وشارك في عروض فرق الهواة في كل من العرائش وطنجة.
إعلانوفي 1954 سافر إلى الإسكندرية بمصر لاستكمال دراسته الثانوية، لكن مع تعرض مصر للعدوان الثلاثي عام 1956 اضطر للعودة إلى المغرب، وبدأ مسيرته المهنية بالعمل مذيعا في إذاعة "أفريقيا المغرب" بمدينة طنجة التي كانت تصنف آنذاك مدينة دولية. أمضى بن عيسى سنة كاملة في ذلك العمل قبل أن يعود إلى مصر ويتم دراسته الثانوية. بعد ذلك عاد للمغرب واستأنف العمل بالإذاعة نفسها.
في 1960 حصل بن عيسى على منحة لدراسة التمثيل بإيطاليا، لكن ظروفا طارئة حالت دون سفره، فاتجه إلى القاهرة لدراسة الصحافة وأمضى هناك عاما دراسيا واحدا.
لاحقا انتقل إلى الولايات المتحدة بعد حصوله على منحة دراسية، ونال شهادة البكالوريوس في علوم الاتصال من جامعة مينيسوتا عام 1963 ثم حصل على دبلوم الاتصال السمعي البصري من جامعة كولومبيا عام 1964 وذلك بدعم من منحة قدمتها مؤسسة روكفلر.
بعد تخرجه من جامعة مينيسوتا، عمل بن عيسى في مستهل مشواره المهني ملحقا إعلاميا بالبعثة المغربية لدى الأمم المتحدة في نيويورك بين عامي 1963 و1965، ثم عمل في دائرة الإعلام بالأمم المتحدة واللجنة الاقتصادية لأفريقيا في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا.
كما التحق بمنظمة الأغذية والزراعة (الفاو) وتولى منصب مستشار إقليمي في الإعلام بأفريقيا وتحديدا في العاصمة الغانية أكرا، قبل أن يشغل منصب رئيس قسم الاتصال في مقر المنظمة الرئيسي بالعاصمة الإيطالية روما، ثم أصبح مدير دائرة الإعلام بالمنظمة نفسها، وبقي في ذلك المنصب حتى عام 1976 الذي شهد نهاية تجربته المهنية في هياكل الأمم المتحدة.
المسار السياسيعاد بن عيسى إلى المغرب عام 1976 وانخرط في العمل السياسي وانتُخب مستشارا في المجلس البلدي لمدينة أصيلة، ثم نائبا برلمانيا عام 1977، وانتخب عام 1983 رئيسا لبلدية أصيلة وظل في ذلك المنصب المحلي حتى وفاته يوم 28 فبراير/شباط 2025.
كان بن عيسى من أوائل أعضاء حزب التجمع الوطني للأحرار، المقرب من السلطة، ومع نشأة الحزب ترأس إدارة الجريدتين الناطقتين باسم الحزب، "الميثاق الوطني" (بالعربية) و"المغرب" (بالفرنسية).
فاز بن عيسى في أكتوبر/تشرين الأول 2021 بعضوية مجلس المستشارين (الغرفة الثانية للبرلمان المغربي) عن حزب الأصالة والمعاصرة المشارك في الائتلاف الحكومي.
ارتبط اسم محمد بن عيسى بمدينة أصيلة التي ولد وترعرع فيها، فبعد أن أصبح في مجلسها البلدي عام 1977 أسس في العام الموالي "جمعية المحيط الثقافية" وإطلاق موسم أصيلة الثقافي التي تحول إلى مناسبة ثقافية صيفية تستقطب الكتاب والساسة وصناع القرار من مختلف أنحاء العالم.
ورغم مسؤولياته الوزارية والدبلوماسية، كان بن عيسى حريصا على إنجاح المهرجان بحضوره شخصيا كل الدورات وإشرافه المباشر واللصيق على كل الفعاليات الثقافية والفنية والفكرية.
وطوّر بن عيسى هيكلية المهرجان لضمان استمراريته ونجاعته بإنشاء "منتدى أصيلة عام 1997، ليحل محل "جمعية المحيط الثقافية" وتولى موقع الأمين العام للمنتدى الذي زاد إشعاعه في احتضان النقاشات العميقة والجريئة حول مختلف شؤون الساعة إقليميا ودوليا.
وأثبت بن عيسى طيلة أكثر من 4 عقود، أن للثقافة دورا في تحقيق التنمية المحلية وفي تعزيز العلاقات الدولية وتعميق الحوار، ووظف إشعاع المهرجان في خدمة المدينة وسكانها وفي خدمة المغرب وصورته الثقافية.
وظل بن عيسى مهتما بشؤون موسم أصيلة الثقافي حتى اللحظات الأخيرة من عمره إذ أسهم في وضع برنامج مفصل للدورة الـ46 لعام 2025 .
الأوسمة والتكريماتحصل بن عيسى على جوائز عدة تكريما لدوره الثقافي والدبلوماسي، منها:
جائزة الآغا خان للهندسة المعمارية لمشروع التنمية الحضرية لمدينة أصيلة عام 1989. ميدالية بيرو البلدية عام 2003. جائزة رجل السنة الثقافية من مؤسسة الفكر العربي عام 2003. جائزة الشيخ زايد (شخصية العام الثقافية) عام 2008. جائزة الإنجاز في دبلوماسية حل الصراعات وحقوق الإنسان من مؤسسة كيميت بطرس غالي للسلام في مصر عام 2022. كان عضوا في العديد من المؤسسات الفكرية مثل منتدى الفكر العربي (الأردن)، ومجلس أمناء مكتبة الإسكندرية، ومركز البحرين للدراسات الإستراتيجية. وسام العرش (المغرب) من درجة ضابط كبير عام 2008. دكتوراه فخرية في القانون من جامعة مينيسوتا عام 2007، تقديرا لإسهاماته في مجالات الثقافة والدبلوماسية. درع المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلو (ألكسو) عام 2019، تكريما وتقديرا لدوره التنظيمي في موسم أصيلة السنوي. "جائزة مسيرة العطاء" عن مؤسسة الفكر العربي عام 2014. جائزة "الإنجاز الثقافي والعلمي" عام 2021 عن مؤسسة "سلطان بن علي العويس الثقافية". الوفاةتوفي بن عيسى في 28 فبراير/شباط 2025 عن عمر ناهز 88 عاما، في المستشفى العسكري بالعاصمة المغربية الرباط.