كثيرون هو أولئك الذين تمر حياتهم بين غربة الذات وغربة الأهل ، وتمر السنون بثقلها على بعض أؤلئك فتأخذ منهم زهرة حياتهم وربيع أيامهم، ومن أولئك عبدالله مصلح الذي أمضى اكثر من 41 عاما في فيافي الغربة والألم من أجل أن يعيش هو واسرته في ستر الحال وهربا من ذل الحاجة والسؤال.

لقد كانت حياة عبدالله تزداد قتامة وسودا حتى حانت لحظة الفرج، لحظة قرر برنامج حيث الانسان التدخل.

لينهي فصول الألم والتعب من حياة الشخصية.

 

البداية جاءت من تتبع مؤسسة توكل كرمان للحالات التي تستحق ان تدعم بمشاريع مستدامة تهدف لتحسين أوضاع الأسر اليمنية وتمكينها اقتصاديًا.

 التدخل الذي احدثه برنامج "حيث الإنسان" في موسمه السابع، ونفذته مؤسسة توكل كرمان في حلقة الليلة غير مسار حياة عبدالله مصلح، الذي عانى طويلًا من ظروف الحياة الصعبة بعد 41 عامًا من الغربة.

 

عبدالله، الذي عاش في محافظة مأرب قرابة 31 عاما وأمضى سنوات طويلة في العمل الحر، حيث كان يواجه قسوة العمل تحت أشعة الشمس الحارقة ويكافح لتوفير متطلبات أسرته التي تعيش في مدينة إب (وسط اليمن) في ظل الأزمة الاقتصادية التي ألقت بظلالها على قدرته في تلبية احتياجاتهم.

يبدأ عبدالله يومه مبكرًا بأداء صلاة الفجر ثم الذهاب لتحميل الخضروات من سوق "بن عبود" المحلي ليتابع يومه المرهق في العمل الذي يستمر حتى المغرب. ولكن في السنوات الأخيرة، بدأت صحته تتدهور بسبب تقدم العمر، ما جعل العمل المتواصل يشكل تحديًا جسديًا كبيرًا.

رغم أن قصته مشابهة لكثير من اليمنيين الذين بدأوا حياتهم بالاغتراب ثم عادوا إلى وطنهم ليبدأوا من الصفر، لكنه يحاول جعل حياته وأبناءه وبناته مختلفة عن الدرب الذي سار عليه. لا يريد التخلي عن العمل حتى لا يتوقفوا عن الذهاب إلى مدرستهم ولا يريد لهم أن يكرروا تجربته في غربة عن الوطن في الخارج وغربة عنهم في الداخل، وفي كلتا الحالتين دفع مع أسرته الثمن.

يقول عبدالله: "عملت في عدة مهن، واستقريت على بيع الخضروات. والحمدلله الحال ماشي لكن وبسبب الأزمة في البلاد لم استطع سداد ديوني، وأقوم بتوفير مصاريف أولادي بشق الأنفس".

يضيف عبدالله: "أعمل في ظل حر الشمس وأحيانا كانت بضائعي تتلف بسبب الحرارة الشديدة، وإحدى المرات أنفقت كل ما جنيته من أجل علاج نفسي بسبب وعكة صحية مررت بها. والآن جراء مع تقدمي في العمر لم أعد أستطيع العمل كما كان في السابق، فأصبحت أتعب سريعًا".

وأكد عبدالله أن الثمانية الأشهر الأخيرة كانت من أصعب الفترات في حياته وكأنها ثمانية أعوام، لكنه صبر بشدة حتى على الجوع والضغوط من أجل أن يوفر متطلبات أولاده، قائلاً: "أعمل الآن مُكرهًا رغم أن سني لا يساعدني، لكن من سيعول أولادي؟".

وحين كاد عبدالله ينسى أمنيته القديمة، تدخل فريق برنامج "حيث الإنسان" وتم اتخاذ خطوات عملية لتغيير حياته. حيث تم شراء سيارة خاصة له وتعديلها لتصبح متجرًا متنقلًا، ما أتاح له العمل في ظروف أفضل وأقل إرهاقًا.

يقول عبدالله: "رافقتني العربية 25 سنة في ظل ظروف قاسية، لكن بعد استلامي السيارة الجديدة نسيت تلك السنوات الصعبة نهائيًا. الآن أعيش حياة جديدة، أعمل في الظل براحة وسعادة لا توصف. أستيقظ كل يوم وأنا سعيد ومرتاح نفسيًا. أشكر مؤسسة توكل كرمان وبرنامج حيث الإنسان على هذه الفرصة التي غيرت حياتي".

 

ان المتأمل لملامح وجه عبدالله بعد انتقاله لمشروعه الجديد يلحظ جيدا مدى.الحيوية والحياة التي عادت الى تفاصيل وجه. 

لقد صنع منه مشروعه الجديد شخصا اكثر مليئ بالثقة والأمان والأمل. وازدادت مساحات البسمه في محيط أسرته التي ظل عنها جل حياته مغتربا عنها. 

مشروع سينهي لحظات الفراق ويعجل بضم الشمل وجمع الشتات. 

 

المصدر: مأرب برس

إقرأ أيضاً:

غداً.. تنفيذ استطلاع للرأي العام حول أنماط الحياة والحماية الاجتماعية

العُمانية: يبدأ المركز الوطني للإحصاء والمعلومات غداً الأحد تنفيذ استطلاع للرأي العام حول (العمل والحماية الاجتماعية والرياضة والترفيه)، ويستمر حتى 25 من شهر يونيو الجاري، في إطار جهوده المتواصلة لتوفير بيانات دقيقة تعكس واقع المجتمع وتُسهم في رسم السياسات وصناعة القرار.

وأوضحت سعاد بنت عبدالله المعولية، مديرة دائرة التقارير المعلوماتية بالمركز الوطني للإحصاء والمعلومات، أن الاستطلاع يهدف إلى قياس آراء العُمانيين حول قطاع العمل، ومعرفة أنماط ممارسة الرياضة والأنشطة الترفيهية التي يزاولها الأفراد، مبينة أنه يقيس كذلك مدى الرضا عن الخدمات السياحية المتوفرة في المحافظات.

وقالت في تصريح لوكالة الأنباء العُمانية: إن هذا الاستطلاع يشمل العُمانيين الذكور والإناث ممن تبلغ أعمارهم 18 سنة فأكثر، وستُجمع بيانات الاستطلاع عبر الاتصال الهاتفي.

ودعت جميع المواطنين المستهدفين إلى التفاعل الإيجابي وتقديم آرائهم بموضوعية، مشيرة إلى أن مشاركتهم تُسهم في تطوير وتحسين الخدمات المقدمة لهم.

وأكدت أن جميع البيانات التي يتم جمعها تُعامل بسرية تامة، وفقًا لأحكام المرسوم السلطاني رقم (2019/55)، لا سيما المادة (11) التي تنص على سرية البيانات الإحصائية الفردية، وعدم استخدامها إلا لأغراض إحصائية وبصورة تجميعية فقط.

مقالات مشابهة

  • لرفضها شراء المخدرات والسجائر ..عاطل ينهي حياة شقيقته ويهشم رأسها بالمحلة| تفاصيل صادمة
  • سوران.. نهر يتبلع طفلا وجرار زراعي ينهي حياة رجل
  • خلص عليها بشومة.. شاب ينهي حياة شقيقته لرفضها إعطاءه المال بطنطا
  • غداً.. تنفيذ استطلاع للرأي العام حول أنماط الحياة والحماية الاجتماعية
  • منذر رياحنة.. "حارس الذاكرة" الذي أعاد سقوط بغداد إلى الحياة بدموع الحرف ولهيب المكتبات
  • 1.3 مليون درهم مساهمات مجتمعيــة لـ «وقــف الحيــاة»
  • 1.3 مليون درهم مساهمات مجتمعية لدعم حملة “وقف الحياة”
  • شاب ينهي حياة والدته ثم يُلقي بنفسه من أعلى مبنى
  • عاجل | انقلاب مركبة ينهي حياة شاب في إربد .. صور
  • لقاء سوري أردني في جنيف يبحث تطوير واقع العمالة