ترامب يعارض نشر الأسلحة النووية في أوروبا الشرقية
تاريخ النشر: 14th, March 2025 GMT
أكد جي دي فانس، نائب الرئيس الأمريكي، أن الرئيس دونالد ترامب لا يؤيد نشر الأسلحة النووية الأمريكية في أوروبا الشرقية، مشيرًا إلى أنه سيكون "مصدومًا" إذا دعم ترامب مثل هذا القرار.
وفي حديثه لشبكة فوكس نيوز، أوضح فانس أنه لم يناقش هذا الموضوع مع ترامب بشكل مباشر، لكنه شدد على ضرورة توخي الحذر، قائلاً: "علينا أن نكون حذرين، فنحن نخاطر بحياة الأجيال القادمة".
وجاءت تصريحات نائب الرئيس الأمريكي ردًا على دعوة الرئيس البولندي أندري دودا لنقل الرؤوس النووية الأمريكية إلى بولندا، وهو ما اعتبره خطوة ضرورية في ظل توسع حلف الناتو نحو الشرق منذ عام 1999. وفي مقابلة مع صحيفة فاينانشال تايمز، قال دودا: "من الواضح أن ترامب يمكنه نقل الرؤوس الحربية النووية الأمريكية الموجودة في الولايات المتحدة أو أوروبا الغربية إلى بولندا".
من جانبه، صرح الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، في 5 مارس، بأن روسيا باتت تشكل تهديدًا لفرنسا وأوروبا، داعيًا إلى بدء نقاش حول استخدام الأسلحة النووية الفرنسية لحماية الاتحاد الأوروبي. وأشار إلى أن الولايات المتحدة غيّرت موقفها بشأن أوكرانيا ودورها في حلف الناتو، وهو ما يفرض على أوروبا إعادة النظر في استراتيجيتها الأمنية.
لكن هذه التصريحات أثارت انتقادات داخل فرنسا، حيث أدانت المعارضة دعوة ماكرون إلى "تضحيات جديدة"، معتبرة أن تصريحاته قد تؤدي إلى تصعيد غير محسوب مع روسيا.
موسكو ترد على تصريحات ماكرون
في المقابل، رد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف على خطاب ماكرون، معتبرًا أنه يشكل "تهديدًا مباشرًا لروسيا"، وقارنه بتصريحات هتلر ونابليون.
أما المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف، فقد وصف تصريحات ماكرون بأنها "تصعيدية وغير مسؤولة"، مشيرًا إلى أنها تتجاهل توسع البنية التحتية العسكرية للناتو بالقرب من الحدود الروسية.
وفي وقت سابق، أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، خلال مقابلة مع الصحفي الأمريكي تاكر كارلسون، أن روسيا لا تخطط لمهاجمة أي دولة من دول الناتو، موضحًا أن مثل هذا السيناريو "لا معنى له". كما أشار بوتين إلى أن السياسيين الغربيين يستخدمون "التهديد الروسي" كذريعة لصرف الانتباه عن مشاكلهم الداخلية، مؤكدًا أن "الأشخاص الأذكياء يدركون أن هذا كذبة".
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: ترامب الناتو روسيا نائب ترامب فانس أسلحة نووية المزيد إلى أن
إقرأ أيضاً:
NYT: هل تستطيع أوروبا تعويض غياب الدور الأمريكي في إنهاء حرب غزة؟
نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، تقريرا، أعدّه مايكل ديشير وستيفن إرلانغر وروجر كوهين، قالوا فيه إنّ: "خلف تصريحات أوروبا الفزعة بشأن غزة، كانت دبلوماسية نشطة. دفعت صور الأطفال الجائعين وخطط إسرائيل لتوسيع مستوطنات بريطانيا وفرنسا وألمانيا، إلى اتخاذ موقف أكثر صرامة، إلاّ أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لم يتراجع".
وأوضح التقرير الذي ترجمته "عربي21" أنّه: "في صباح يوم 23 تموز/ يوليو، انطلق المستشار الألماني، فريدريش ميرز، والرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، لمناقشة أزمة غزة في قصر باروكي، القائم منذ 112 عاما والمطل على بحيرة تيغل في برلين".
وتابع: "أبلغ ماكرون ميرز بأنه يتعرض لضغوط هائلة في بلاده، وأنه من المرجح أن يعترف بدولة فلسطينية في الأمم المتحدة أواخر أيلول/ سبتمبر، وذلك حسب مسؤولين مطلعين على النقاش، طلبا عدم الكشف عن هويته".
"أجاب ميرز بأنّ هذا جدول زمني أتاح للجميع فرصة للتفكير في خطوتهم التالية. وفي اليوم التالي، ودون إخبار الألمان، أعلن ماكرون قراره علنا، قائلا إن الاعتراف بفلسطين يُظهر: التزام فرنسا بسلام عادل ودائم"، بحسب التقرير نفسه.
وأردف: "كان قراره جزء من طفرة ملحوظة في دبلوماسية الشرق الأوسط بين القوى الأوروبية، والتي تسارعت في 19 تموز/ يوليو، مع نشر صور مروّعة لأطفال يتضورون جوعا على نطاق واسع، وبلغت ذروتها بعد 10 أيام بإعلان مماثل من رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر بشأن قيام دولة فلسطينية".
وأورد: "شكّلت هذه التحركات مجتمعةً إعلان استقلال عن إدارة ترامب في قضية استراتيجية رئيسية لطالما حاول الأوروبيون التعامل معها بالتزامن"؛ فيما "كشفت مقابلات مع عشرات المسؤولين والدبلوماسيين عن دفعة محمومة، وغير منسقة أحيانا، من أجل السلام بعد سنوات من النقاش، مدفوعة باستنتاج مفاده أنهم لم يعودوا قادرين على انتظار قيادة الولايات المتحدة أو كبح جماح نتنياهو".
وأشارت الصحيفة إلى أنّ: "جزءا من الجهود الدبلوماسية، كانت خطة أعدها مسؤولون بريطانيون بهدوء على مدار الأشهر الستة الماضية، وتداولها الأوروبيون في 29 تموز/ يوليو وأشرف عليها جوناثان باول، مستشار الأمن القومي لستارمر والوسيط المخضرم".
وأوردت: "كان باول مهندس اتفاقية الجمعة العظيمة، التي أنهت عقودا من الصراع الدموي في أيرلندا الشمالية، وقدم المشورة بشأن العديد من النزاعات منذ ذلك الحين"، مردفة: "بعد يوم من بدء باول في تداول الخطة البريطانية، وقعت 22 دولة عربية على إعلان يعكس أهدافها الرئيسية في مؤتمر للأمم المتحدة استضافه ماكرون والسعوديون".
واسترسلت: "تضمّن الإعلان لأول مرة مطلًا من جامعة الدول العربية بنزع سلاح حماس وتسليم السلطة في غزة. وبعد أشهر من الإجراءات التدريجية، عكست الطفرة الدبلوماسية الأوروبية الغضب العالمي إزّاء المذبحة في القطاع، ولكنها عكست أيضا محاولة لتقديم صورة إلى إسرائيل عن تحوّل وعزم عربي قد يفتح الباب أمام مفاوضات السلام".
ونقلت عن مسؤولين وصفتهم بـ"المطّلعين على المداولات في البلدان الثلاثة" قولهم إنّ: "هذا النشاط المتزايد كان مدفوعا بأدلة تشير إلى انتشار سوء التغذية والمجاعة على نطاق واسع في غزة ومطالبات متزايدة من الناخبين بالتحرك واستنتاج مفاده أن الولايات المتحدة تخلت عن جهودها للدفع نحو السلام أو الحد من العمل العسكري الإسرائيلي".
واسترسلت: "في يوم الخميس، رفض نتنياهو دعوات أوروبا للسلام عندما وافق مجلسه الأمني المصغر على توسيع نطاق الحرب في غزة. ودفع قراره بتصعيد الحرب حتى ميرز، وهو مؤيد قوي لإسرائيل، إلى تعليق أي شحنات من الأسلحة الألمانية التي يمكن استخدامها في غزة".
إلى ذلك، أشارت الصحيفة إلى أنّ: "رئيس الوزراء البريطاني، ستارمر، ووزير خارجيته، ديفيد لامي، والمساعدون لهما، أدركوا أنّ النقاش بشأن الاعتراف بدولة فلسطينية قد وصل إلى نقطة لا رجعة فيها. فقد أصروا وعلى مدى عدة شهور أن الوقت غير مناسب للإعلان عن هذا".
وأردفت: "في العام الذي مضى منذ تولي حزب العمال الحكم، أدانوا قصف إسرائيل لغزة، وفرضوا عقوبات على وزيرين إسرائيليين من اليمين المتطرف، وطالبوا بالسماح بدخول المزيد من المساعدات إلى القطاع. ولكن حتى 16 تموز/ يوليو، أصرّ لامي أمام نواب حزب العمال المحبطين على أن الاعتراف بفلسطين لا يعني إقامة دولة قابلة للحياة للفلسطينيين إلى جانب إسرائيل".
وأبرزت: "لكن الحسابات تغيرت بسرعة، ففي 18 تموز/ يوليو، أعلنت إسرائيل عن توسيع المستوطنات في الضفة الغربية، وهي خطوة أدانتها الحكومة البريطانية ووصفتها بـ"انتهاك صارخ للقانون الدولي" من شأنها أن تقوض بشدة أي فرصة لتحقيق سلام قائم على أساس الدولتين. وفي اليوم التالي، نشرت وسائل الإعلام صوًا لأطفال يتضورون جوعا في غزة، عظامهم بارزة من أجسادهم الهزيلة. وكانت ضربة مزدوجة، حسب مسؤولين بريطانيين بارزين. وكان الوضع على الأرض يتدهور بسرعة والضغط الشعبي يتزايد على ستارمر".
وأوردت: "في 23 تموز/ يوليو، تلقت عضو البرلمان عن حزب العمال، سارة تشامبيون، مكالمة من صديقة في غزة تكافح من أجل الحصول على الطعام. وقالت إن صديقتها أخبرتها: "عائلتي وأصدقائي ينتظرون الموت الآن". وفي صباح اليوم التالي، أرسلت تشامبيون رسائل واتساب ورسائل بريد إلكتروني إلى زملائها، تطلب منهم توقيع رسالة تدعو رئيس الوزراء إلى الاعتراف بفلسطين. وفي النهاية، وقّع أكثر من 255 نائبا".
"جاء إعلان ماكرون متأخرا في 24 تموز/ يوليو. وكتب على مواقع التواصل الاجتماعي مشيرا إلى رسالة موجهة إلى رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، قائلا: "السلام ممكن". وعكست لغته الضغط الذي شعر به للتحرك بسرعة: من الضروري تطبيق الحل الوحيد القابل للتطبيق لتحقيق التطلعات المشروعة للشعب الفلسطيني" وفقا للتقرير ذاته.
وأردف: "كان ماكرون يشير منذ أسابيع إلى رغبته في الإعلان، لكنه بدا مترددا في بعض الأحيان. وقال مسؤول بريطاني بأن بريطانيا ناقشت اعترافا مشتركا بفلسطين، لكن ماكرون أصدر إعلانه دون إبلاغهم بذلك أيضا. وبعد ما يقرب من عامين من الحرب، شعر الدبلوماسيون الفرنسيون بالإحباط من رفض إسرائيل كبح جماح عملها العسكري أو التخطيط لاستقرار غزة بعد الحرب. وعلى ما يبدو نفذ صبر ماكرون من الرئيس ترامب، الذي لم يعد يبدو داعما لحل الدولتين، وبدا غير مهتم بالضغط على نتنياهو".
واستطرد: "من هنا أراد الرئيس الفرنسي زخما في مساعي السلام، جزئيا لدعم الدول العربية المعتدلة التي تسعى أيضا إلى التقدّم نحو دولة فلسطينية. ونظرا لكون فرنسا القوة النووية الوحيدة في الاتحاد الأوروبي، وعضوا دائما في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، وموطنا لأكبر جاليتين يهودية ومسلمة في أوروبا الغربية، كان ماكرون يعلم أن الاعتراف بفلسطين سيلقى صدى لدى العديد من الدول الأخرى".
ونقلا عن الخبيرة في السياسة الخارجية الفرنسية في مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي، ريم ممتاز، أبرزت الصحيفة: "كان لدى فرنسا ورقة واحدة فقط لتلعبها: الاعتراف بدولة فلسطينية"، مردفة: "نظرا لتاريخها ومكانتها كأحد أهم حلفاء إسرائيل، كان من المستبعد دائما أن تعترف ألمانيا بدولة فلسطينية قبل إنشائها، إلا أن ميرز كان مصمّما على المشاركة في الجهود الدبلوماسية".
وأضافت: "بعد يوم من إعلان ماكرون، أصدر المستشار الألماني والرئيس الفرنسي، وستارمر، بيانا مشتركا، يدعو إلى إنهاء الحرب والإفراج عن الأسرى ونزع سلاح حماس والسماح بتدفق مزيد من المساعدات الإنسانية ووقف أي خطط إسرائيلية لضم المزيد من الأراضي".
واسترسل: "أجرى الثلاثي مكالمة هاتفية في صباح اليوم التالي. واتفقوا على أن الوضع "مروع"، وفقا لملخص بريطاني مكتوب للاجتماع. كان الطعام يتدفق ببطء إلى غزة، ولكن ليس بالسرعة الكافية، ولم يكن هناك أي أمل في وقف إطلاق النار". إلى ذلك، تابع: "تتمتّع الدول الثلاث المعروفة باسم "إي3" بنفوذ أكبر عندما تكون متحدة. كما أن وحدتها تمنحها غطاء سياسيا محليا. ولذلك، لم تنتقد ألمانيا فرنسا أو بريطانيا على قراريهما الاعتراف بدولة فلسطينية، ولو جزئيا، حسب، مسؤول ألماني بارز، لأنها بحاجة لوحدة إي3 كي تتعامل مع الإنتقادات اللاذعة في الداخل بشأن غزة".
وأورد: "في يوم الأحد، 27 تموز/ يوليو، تحدث ميرز مع نتنياهو مباشرة. وترك المستشار المكالمة محبطا، وفقا لشخص مطلع على المحادثة، تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، بعد أن أصر رئيس الوزراء الإسرائيلي خلال المكالمة على عدم وجود مجاعة في غزة وأن حماس تسرق كميات الطعام الوفيرة التي يتم توصيلها. وفي اليوم التالي، اتصل ميرز وماكرون للمشاركة في اجتماع بين ترامب ستارمر في اسكتلندا".
وبحسب المقال نفسه: "حثّ الأوروبيون، ترامب، على الضغط على نتنياهو للسماح بدخول المزيد من المساعدات إلى غزة، وفقا لمسؤول تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته. وبعد الاجتماع، أقرّ ترامب بالوضع المزري في غزة".
وتابع: "في اليوم التالي لمغادرة ترامب بريطانيا، أعلن ستارمر رسميا عن نيته الاعتراف بدولة فلسطين ما لم تتحرك إسرائيل بسرعة لإنهاء الحرب والانطلاق نحو سلام دائم. وانضمّت كندا إلى بريطانيا وفرنسا بعد ذلك بوقت قصير. وفاجأ إعلان ستارمر الألمان، فقد اعتبروا إعلان ماكرون بالفعل إعلانا غير مثمر، إذ أدى لتصعيد حدة لهجة إسرائيل وموقف حماس في مفاوضات وقف إطلاق النار في قطر".
وأورد: "وفقا لمسؤولين أوروبيين، دعت الخطة إلى: حكومة فلسطينية تكنوقراطية في غزة مرتبطة بسلطة فلسطينية مصلحة وقوة أمنية دولية وانسحاب إسرائيلي كامل ومراقبة أمريكية لوقف إطلاق النا؛ وفي النهاية - دولتان مستقلتان".
وتابع: "كما احتوت الخطة البريطانية على "ملحق للتنفيذ" بجدول زمني يتضمن مؤتمر الأمم المتحدة المقرر سابقا، برعاية فرنسا والمملكة العربية السعودية، بهدف إحياء الجهود الرامية إلى تحقيق حل الدولتين. وتصورت الخطة التزامات عربية في المؤتمر ووقفا نهائيا لإطلاق النار في غزة، تتوج بخطة سلام بقيادة السعودية وفرنسا لحل الدولتين في الجمعية العامة للأمم المتحدة في أيلول/ سبتمبر".
وأوضح: "رغم تكرار السؤال، قال مسؤولون فرنسيون إنهم غير قادرين على تحديد ما إذا كانت الولايات المتحدة لا تزال تدعم حل الدولتين، أي السلام الإسرائيلي الفلسطيني. وردّ وزير الخارجية ماركو روبيو بغضب على فكرة المؤتمر، واصفا إياه بأنه "في غير وقته" و"حيلة دعائية". ودفع الأوروبيون بقوة إلى الأمام، على الرغم من الانتقادات".
وتابع: "أجرى ستارمر اتصالات هاتفية مع العديد من القادة العرب، طالبا دعم خارطة الطريق الموضحة في وثيقة باول، بما في ذلك نزع سلاح حماس وإنشاء قوة محتملة بقيادة الأمم المتحدة للحفاظ على السلام بعد انتهاء الحرب. وأجرى ماكرون والسيد ميرز مناقشات مماثلة"، مردفا: "فاجأ البيان الختامي للمؤتمر العديد من المخضرمين الدبلوماسيين في الشرق الأوسط".
واختتم بالقول: "إنّ العديد منهم على الرغم من علمهم بأن نتنياهو من المرجح أن يرفض الفكرة، إلا أنهم اضطروا إلى المحاولة. وقالوا إنّ البديل هو ببساطة الانسحاب، وهو خيار لم يكن الكثيرين مستعدون له".