مبادرات متنوعة في شهر الخير تعين الفقراء:الأسر اليمنية… تكافل وبذل وطقوس روحانية أصيلة
تاريخ النشر: 15th, March 2025 GMT
تتغير الظروف والأحوال وتتوالى الأحداث والمتغيرات وتبقى الأسرة اليمنية على ذات العهد والحال من الوفاء للعادات والتقاليد والطقوس الروحانية المرتبطة بشهر رمضان المبارك..
ومهما تكن التحديات الناجمة عن ممارسات وجرائم أعداء اليمن والأمة تبقى الأسر اليمنية منبع النقاء والبساطة والجمال لتزداد جمالا وألقا خلال ليالي وأيام الشهر الكريم.
الأسرة/خاص
لم يكن شهر رمضان المبارك مجرد شهر من الشهور، بل كان شهراً مميزاً يختلف عن باقي الشهور، حيث يُحَضَّر له منذ بداية شعبان، ويُستَقبل بفرحة وابتهاج، ويُحتفل به بطرق فريدة ومميزة وبالإكثار من الطاعة والعبادات،
والأسر اليمنية في شهر رمضان تحرص على التكافل والتآخي وتوزيع الإفطار فيما بينها
وتقوم الأسر بالعديد من الطقوس الدينية وقراءة القرآن مع أبنائها خلال شهر رمضان المبارك .
الأنشطة الاجتماعية
كما تقوم الأسر اليمنية بالعديد من الأنشطة الاجتماعية خلال شهر رمضان المبارك مثل إفطار الصائمين وتوزيع المساعدات بين الأسر والجيران وزيارة المرضى والأهل.
الاستعدادات للعشر الأواخر
عند انتصاف الشهر الكريم تباشر الأسرة في الاستعدادات للعشر الأواخر والتي تزيد فيها أعمال الخير، حيث يحرص الناس على الذهاب إلى المساجد لأداء الصلوات والتقرب إلى الله وتكثيف قراءة القرآن الكريم للظفر بخيرات وبركات الأيام والليالي المتبقية من شهر الرحمة والإحسان.
مبادرات الإحسان الرمضانية
هناك بعض المبادرات التي تخفف عن أعباء المواطنين في شهر رمضان المبارك مثل مشاريع الهيئة العامة للزكاة التي قامت مؤخرا بتدشين مشروع دعم مستشفى إسناد الطبي لمرضى الحالات النفسية بأكثر من 118 مليون ريال بتمويل من الهيئة العامة للزكاة..
ويقول الشيخ مقبل الكدهي عضو رابطة علماء اليمن : نثمن الدور الكبير الذي تقوم به هيئة الزكاة من خلال البصمات الواضحة في كافة المرافق الاجتماعية والإنسانية وما تنفذه من مشاريع لمس خيرها الفقراء والمساكين ومن هم ضمن مصارف الزكاة الشرعية.
و يعد مشروع دعم مستشفى إسناد الطبي أحد مشاريع الزكاة لدعم شرائح المجتمع المتعددة من المرضى والمشردين والمساكين والفقراء وغيرها.
ويؤكد الكدهي على أهمية إيلاء مرضى الحالات النفسية اهتماماً خاصاً ورفع مستوى الدعم لهذه الشريحة الهامة في المجتمع.
ويقول رئيس شعبة المعاقين بدائرة الرعاية الاجتماعية بوزارة الدفاع العقيد ريدان الضاعني: طبيعة علاج مرضى الحالات النفسية يصاحبها الكثير من الصعاب نظرا لخطورة هذا المرض كونه يحتاج إلى متابعة ورقابة مستمرة لحالة المريض من حيث السلوك وأسلوب التعامل معه ومع من حوله فضلا عن توفير نظام غذائي صحي ومتوازن كي يسهم في مقاومة الاكتئاب والقلق إلى جانب الأنشطة والبرامج المصاحبة للعلاج والغذاء للمرضى.
ومن مشاريع الإحسان الرمضانية أيضا مشروع دعم دور الأيتام بأكثر من 16.5 مليون ريال.. لعدد 500 مستفيد والعديد من المشاريع الأخرى التي تم تدشينها في شهر رمضان المبارك.
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
تقرير أممي يكشف عن تدهور العملة اليمنية بنسبة 33 % خلال العام الماضي
كشف تقرير حديث صادر عن منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (الفاو) عن تصاعد حدة الأزمة الاقتصادية والإنسانية في اليمن، في ظل استمرار تدهور قيمة العملة المحلية، وارتفاع حاد في أسعار الوقود والمواد الغذائية، وخاصة في المناطق الواقعة تحت سيطرة الحكومة المعترف بها دوليًا. ويأتي هذا التدهور في سياق أزمة مركّبة تعصف بالبلاد، نتيجة الحرب المستمرة وتراجع الموارد وانقسام المؤسسات النقدية والمالية.
انخفاض كبير في قيمة الريال اليمني
وأوضحت نشرة السوق والتجارة التي أصدرتها الفاو لشهر مايو 2025 أن الريال اليمني فقد نحو 33% من قيمته مقارنةً بنفس الفترة من العام الماضي، و5% مقارنة بشهر أبريل المنصرم، مشيرة إلى أن هذا الانخفاض المتسارع يعكس أزمة سيولة خانقة يعيشها القطاع المصرفي في المناطق المحررة، إضافة إلى تقلّص كبير في احتياطيات النقد الأجنبي، نتيجة استمرار توقف صادرات النفط والغاز منذ أبريل 2022 بفعل التصعيد الحوثي ضد المنشآت الحيوية في المحافظات النفطية.
مفارقات حادة بين مناطق السيطرة
وسلّط التقرير الضوء على تباين اقتصادي صارخ بين مناطق الشمال الخاضعة للحوثيين، ومناطق الجنوب والشرق الخاضعة للحكومة، حيث أظهرت البيانات تراجعًا حادًا في واردات المواد الغذائية عبر الموانئ الواقعة تحت سيطرة الحوثيين، خاصة ميناء الحديدة، في مقابل استقرار نسبي لتلك الواردات عبر ميناء عدن.
وفي مفارقة لافتة، أشار التقرير إلى أن واردات الوقود عبر ميناء رأس عيسى الخاضع للحوثيين شهدت ارتفاعًا كبيرًا، متجاوزة واردات الغذاء، الأمر الذي يكشف عن أولويات تجارية غير متوازنة قد تسهم في تعميق الأزمة الإنسانية، حيث يتم التركيز على الوقود – الذي غالبًا ما يعاد بيعه في السوق السوداء – على حساب الإمدادات الغذائية والطبية الضرورية للسكان.
تحذيرات من كارثة إنسانية وشيكة
وحذّرت الفاو من أن استمرار هذا التدهور الاقتصادي دون تدخلات عاجلة وفعّالة على المستويين المحلي والدولي، قد يؤدي إلى كارثة إنسانية متفاقمة، لاسيما في ظل تفشي الجوع وسوء التغذية وغياب الخدمات الأساسية في أغلب مناطق البلاد. وتُظهر المؤشرات أن ملايين اليمنيين باتوا على شفا المجاعة، في ظل عجز الأسر عن توفير احتياجاتها اليومية وسط الارتفاع المستمر للأسعار وتراجع الدخل وانعدام فرص العمل.
غياب استراتيجية وطنية لإنقاذ الاقتصاد
وفي سياق متصل، أشار التقرير إلى غياب رؤية اقتصادية موحدة بين الأطراف اليمنية لإنقاذ الاقتصاد أو على الأقل الحد من تداعيات الانهيار. فالانقسام السياسي والعسكري، وتعدد مراكز القرار، وغياب التنسيق في إدارة الموارد المالية والتجارية، كلها عوامل تُسهم في اتساع الهوة بين شمال وجنوب البلاد، وتزيد من هشاشة الاقتصاد الوطني.
دعوة لتدخل عاجل
ودعت الفاو في ختام تقريرها إلى ضرورة تكثيف الجهود الدولية لدعم الاقتصاد اليمني، من خلال تسريع آليات المساعدات الإنسانية، وتحفيز التمويل الدولي لدعم استيراد المواد الغذائية، ومساندة البنك المركزي اليمني في جهود استقرار العملة.
كما شددت على أهمية إطلاق حوار اقتصادي شامل بين كافة الأطراف اليمنية لتوحيد السياسات المالية والنقدية، كخطوة أولى نحو التخفيف من المعاناة الإنسانية التي طالت أكثر من ثلثي السكان.