“هآرتس” تنشر وثائق استولى عليها الجيش من غزة.. نقاشات مع “حزب الله” وإيران حول هجوم 7 أكتوبر
تاريخ النشر: 17th, March 2025 GMT
#سواليف
نشرت صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية وثائق استولى عليها الجنود من قطاع غزة، تلقي الضوء على الاستعدادات التي قامت بها “حماس” قبل هجوم 7 أكتوبر التي تضمنت نقاشات مع “حزب الله” وإيران.
وقالت الصحيفة الإسرائيلية إنه تم نشر تحليل للوثائق على موقع “مركز تراث الاستخبارات”، وهو هيئة تعمل بالتنسيق مع مجتمع الاستخبارات وغالبا ما تساعد في نشر مواد كانت مصنفة سابقا على أنها سرية.
وذكرت أن الوثائق التي استخدم بعضها في التحقيق الداخلي في جهاز الاستخبارات العسكرية (أمان) وجهاز الأمن العام (الشاباك) حول الإخفاقات التي سمحت بالهجوم المفاجئ على معسكرات الجيش الإسرائيلي والمستوطنات المحيطة بغزة، توثق تبادل الرسائل بين قيادة “حماس” في قطاع غزة وقيادة المنظمة في الخارج، وأحيانا مع “حزب الله” في إيران وإيران، لمحاولة تنسيق الهجوم بينهم.
وحسب كاتب التحليل أوري روست، فإنه يتضح من الوثائق أنه منذ عام 2021، قام كبار قادة “حماس” بتسريع الاتصالات مع إيران، طالبين منها المساعدة في تمويل هجوم يهدف إلى تحقيق هزيمة إسرائيلية.
ويتضمن تقرير روست اقتباسات من تصريحات علنية ومناقشات داخلية حول تنفيذ خطة التدمير.
مقالات ذات صلة حدث يعتدي على آخر بأداة حادّة والأمن يوضح التفاصيل 2025/03/17في خطاب ألقاه يحيى السنوار في مؤتمر عقد في غزة عام 2021 حول “فلسطين بعد التحرير”، تم التعبير عن تقدير بأن “النصر قريب… نحن نرى التحرير بالفعل ولذلك نستعد لما سيأتي بعده”. في المؤتمر، تمت مناقشة أفكار للسيطرة على أراضي إسرائيل بعد احتلالها.
من جانبه، قال صلاح العاروري، أحد كبار قادة “حماس” في الخارج، في مقابلات في أغسطس 2023: “أصبحت الحرب الشاملة حتمية. نحن نريدها، محور المقاومة، الفلسطينيون، كلنا نريدها”.
أما أمين عام “حزب الله” حسن نصر الله أعلن بعد “حارس الأسوار” عن معادلة جديدة، مفادها أن الرد على الاعتداءات على المسجد الأقصى في القدس لن يقتصر على قطاع غزة بل سيكون “حربا إقليمية من أجل القدس”. بعد عامين، ادعى نصر الله أن هناك أملا عمليا لتحرير فلسطين، “من البحر إلى النهر”.
وقال يومها إن الجبهة الداخلية في إسرائيل “ضعيفة، مهتزة، قلقة، مستعدة دائما لحزم الحقائب والمغادرة”.
وكتب روست أن هذه التصريحات العلنية تجد صدى قويا في الوثائق التي تم الاستيلاء عليها، والتي تشير إلى أنها لم تكن مجرد تفاخر فارغ.
ويستشهد برسالة من كبار قادة “حماس” في غزة إلى إسماعيل قاآني، قائد فيلق القدس، في يونيو 2021. تمت الإشارة فيها إلى أن الهدف هو “النصر الكبير وإزالة السرطان”، وكذلك “القضاء على الكيان وإزالته من أرضنا وأماكننا المقدسة”، وتم تقديم طلب تمويل بقيمة 500 مليون دولار لمدة عامين، لتحضير العمليات العسكرية.
في رسالة أرسلت أيضا إلى المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي، كتب: “هذا الكيان الوهمي (إسرائيل) أضعف مما يظن الناس… بمساعدتكم، نحن قادرون على اقتلاعه وإزالته”.
بعد شهر، كتب السنوار إلى سعيد يزدي، رئيس قسم فلسطين في فيلق القدس، ووعد بـ”انتصار استراتيجي هائل سيكون له تأثيرات استراتيجية على مستقبل المنطقة بأكملها”. وطلب من يزدي مساعدة حماس في بناء قدرة عسكرية مستقلة للمنظمة في جنوب لبنان.
بعد عام، ازدادت خطوات التنسيق بين قيادات حماس في غزة وقطر. أرسل السنوار رسالة إلى إسماعيل هنية الذي كان في الدوحة، وقدم فيها سيناريو استراتيجيا لتدمير إسرائيل.
ووصف السنوار ثلاثة سيناريوهات هجومية محتملة:
الأول، والأكثر تفضيلا، هجوم مشترك من “حماس” و”حزب الله”، ويفضل أن يكون في الأعياد اليهودية، لأن إسرائيل “تزيد من أعمال العدوان في الأقصى”.
الثاني، هو هجوم من “حماس” بدعم جزئي من “حزب الله”، سيضع الأساس لتدمير إسرائيل في المستقبل.
الثالث ستقوم “حماس” بالعمل بقوة من غزة والضفة الغربية، مع تلقي الدعم من ميليشيات في الأردن وسوريا، دون دعم مباشر من “حزب الله” أو إيران.
وحسب الوثائق فإن مثل هذا الإجراء لا يتطلب موافقة مسبقة من الإيرانيين، بل فقط تنسيق مع “حزب الله”. وقد طلب السنوار من هنية زيارة إيران على وجه السرعة، والدفع نحو إنشاء قوة لـ”حماس” في لبنان.
في 1 يوليو 2022، كتب هنية إلى السنوار أنه أجرى اجتماعا سريا مع نصر الله من “حزب الله” ومع يزدي من فيلق القدس، وتم تقديم السيناريوهات. كتب هنية أن نصر الله أيد السيناريو الأول، وأشار إلى أنه سيناقشه مع خامنئي.
بعد ستة أشهر، في اجتماع لـ”حماس” في الدوحة، وصف هنية التصعيد في إسرائيل مع تشكيل حكومة اليمين بقيادة بنيامين نتنياهو. وذكر أن الصراع مع إسرائيل يقترب من نقطة الانفجار، وأشار إلى الاحتجاجات ضد “الثورة القضائية” (التي كانت في منتصف يناير 2023 لا تزال في بداياتها) كعامل يزعزع إسرائيل.
في منتصف يونيو 2023، زارت بعثة حماس برئاسة هنية والعاروري إيران، والتقت بكبار المسؤولين في النظام، بقيادة خامنئي. أكد هنية في المحادثات أن الحركة جاهزة لحملة جديدة ضد إسرائيل. وأشار الإيرانيون إلى أنهم يرون “إمكانية لإزالة إسرائيل من الخريطة”.
وقالت “هآرتس” ما حدث بعد ذلك، للأسف، معروف لكل إسرائيلي: قررت “حماس” في النهاية الهجوم بمفردها، دون تنسيق الموعد مع إيران و”حزب الله”، ونصرالله بعد تردد وأخيرا أمر بمشاركة جزئية من لبنان بشكل سمح لإسرائيل بالدفاع ثم شن هجوم مضاد. ومع ذلك، فوجئت إسرائيل تماما بالهجوم من غزة، وكانت أضراره هائلة.
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: سواليف حزب الله نصر الله إلى أن
إقرأ أيضاً:
تحذيرات للسفن من عبور البحر الأحمر ومضيق هرمز بعد هجوم “إسرائيل” على إيران
يمن مونيتور/ رويترز
أطلقت جهات بحرية دولية تحذيرات لسفن الشحن التجارية لتوخي الحذر وتجنب المرور عبر مضيق هرمز والبحر الأحمر، عقب الهجمات الإسرائيلية الواسعة التي استهدفت منشآت داخل إيران فجر الجمعة، وسط مخاوف من اتساع رقعة التصعيد العسكري في المنطقة.
وأكدت القوة البحرية المشتركة متعددة الجنسيات، التي تقودها الولايات المتحدة، أن حركة الملاحة لا تزال مستمرة في مضيق هرمز، رغم التطورات الأمنية الأخيرة، لكنها أشارت في بيان إرشادي إلى أن “الاحتمال الكبير لنشوب صراع إقليمي بات قائماً”، مع تزايد حذر مالكي السفن التجارية من عبور مناطق التوتر.
وكانت إيران قد هددت في أوقات سابقة بإغلاق مضيق هرمز رداً على الضغوط الغربية، وهو المضيق الذي يُعد شرياناً حيوياً لنقل نحو خمس الإمدادات النفطية العالمية. ويرى محللون أن أي خطوة لإغلاقه قد تُحدث اضطراباً واسعاً في التجارة وأسواق الطاقة.
وبينما تواصلت الرحلات البحرية في المضيق، أفادت وثائق اطلعت عليها رويترز أن بريطانيا واليونان أصدرتا تحذيرات لسفن الشحن التابعة لهما، داعيتين إلى تجنب الإبحار عبر خليج عدن وجنوب البحر الأحمر، وتسجيل كافة الرحلات العابرة لمضيق هرمز لدى الجهات المختصة.
وجاء في تعميم صادر عن وزارة الشحن اليونانية أن على الشركات المالكة للسفن المسجلة لديها إرسال تفاصيل كاملة عن الرحلات البحرية التي تمر عبر مضيق هرمز، “نظراً لتصاعد الأعمال العسكرية في المنطقة الأوسع”.
وفي السياق ذاته، أوصت وزارة النقل البريطانية السفن التي ترفع العلم البريطاني، بما في ذلك تلك المسجلة في جبل طارق وبرمودا، بتجنب خليج عدن والبحر الأحمر، مشددة على ضرورة التزام أقصى درجات الحيطة وتخفيض عدد أفراد الطاقم المتواجدين على سطح السفينة خلال العبور.
من جانبه، قال جاكوب لارسن، كبير مسؤولي السلامة في رابطة الشحن العالمية “بيمكو”، إن هناك تقارير تؤكد أن عدداً متزايداً من مالكي السفن باتوا “يتجنبون مناطق الخطر مثل البحر الأحمر والخليج”، مضيفاً: “إذا ثبت تورط الولايات المتحدة في الهجوم، فإن خطر التصعيد سيتضاعف، بما في ذلك احتمال تنفيذ هجمات صاروخية على السفن أو زرع ألغام بحرية في مضيق هرمز”.
وفي ظل هذا التصعيد، أكدت مهمة الاتحاد الأوروبي في البحر الأحمر (أسبيدس) أنها لا تزال تواصل عملياتها المعتادة، لكنها تراقب الوضع عن كثب.
يأتي ذلك بينما أعلنت “إسرائيل” أن ضرباتها استهدفت منشآت نووية، ومواقع لإنتاج الصواريخ الباليستية، وعدداً من القيادات العسكرية في إيران، في إطار ما وصفته بأنه “عملية طويلة الأمد لمنع طهران من تطوير سلاح نووي”، وهو ما تنفيه إيران جملة وتفصيلاً.
وتسود حالة من الترقب في الأوساط البحرية والدبلوماسية الدولية، وسط مخاوف من أن يؤدي التصعيد الحالي إلى شلل مؤقت في حركة التجارة العالمية عبر أكثر الممرات المائية حساسية في العالم.