اتفاق "الشرع - عبدي" ينقذ الإدارة الجديدة في سوريا.. الرئيس الجديد يحاول بسط نفوذه بعد انفلات الأمور ضد العلويين.. ودمج الأكراد لإنهاء تحالفهم مع الأسد
تاريخ النشر: 18th, March 2025 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
قبل يوم واحد من توقيع الرئيس السوري أحمد الشرع على اتفاق مع مظلوم عبدي قائد قوات سوريا الديمقراطية لإنهاء الأعمال العدائية في الجزء الشرقي الغني بالموارد من سوريا هذا الأسبوع، كان يواجه كارثة سياسية، إذ لجأت قوات تابعة لإدارة الشرع إلى اجتياح أجزاء من معقل العلويين، وصعدت من عمليات القتل العشوائية، مما أثار إدانة دولية، بعد أيام من الاشتباكات في دمشق مع أفراد من الطائفة الدرزية، وهي أقلية أخرى تخشى ما قد يحدث في ظل حكم هيئة تحرير الشام.
كان الشرع الذي تعهد بتوحيد سوريا ويريد رفع العقوبات الدولية عنه وعن حكومته يواجه احتمال اندلاع حرب داخلية غير محددة على جبهات متعددة مع أقليات عرقية ودينية قد يتمكن أعضاؤها من حشد الدعم الخارجي، ما جعله يلجأ إلى توحيد الصفوف بين هيئة تحرير الشام من جهة وقوات سوريا الديمقراطية من جهة أخرى، لإنهاء حالة الصراع العسكري المسلح والاستنزاف الذي تتعرض له إدارة هيئة تحرير الشام، المدعومة من تركيا، والتي خاضت حرب استنزاف منذ ثلاثة أشهر مع شرق سوريا الخاضع للحكم الكردي. وتسيطر على المنطقة ميليشيات مدعومة من الولايات المتحدة، مجهزة تجهيزًا جيدًا كهيئة تحرير الشام التي يرأسها الشرع.
في منطقة الساحل السوري، أدانت الولايات المتحدة الميليشيات والفصائل التابعة الأخرى المتحالفة مع هيئة تحرير الشام، المجازر التي ارتكبت في حق العلويين ووصفتها بأنها "أعمال إرهابية" ارتكبت بحق المدنيين، فيما لجأت تلك الميليشيات التي نفذت تلك العمليات إلى تنظيم حملات عسكرية تهدد بفتح معركة مع الدروز على مشارف العاصمة.
وكشفت مصادر أن مبادئ الاتفاق الذي تم توقيعه بين الشرع وعبدي نوقشت في اجتماع أمني إقليمي عُقد في عمّان ، وحضره مسئولون كبار من سوريا والأردن ولبنان وتركيا والعراق. إلا أن مصدرًا أردنيًا صرّح لصحيفة " ذا ناشيونال" بأن أحد المخاوف التي أثارها رئيس المخابرات السورية، أنس خطاب، في الاجتماع هو مزاعم تسلل ميليشيات شيعية مدعومة من إيران من العراق مؤخرًا إلى الشرق.
وبحسب نص الاتفاق الذي نشرته الرئاسة السورية على الإنترنت، اتفقت قوات سوريا الديمقراطية والحكومة السورية على دمج جميع المؤسسات المدنية والعسكرية في شمال شرقي سوريا ضمن الدولة ككل بحلول نهاية العام، بما في ذلك "المعابر الحدودية والمطار وحقول النفط والغاز".
جاء ذلك بعدما سيطرت هيئة تحرير الشام على العاصمة دمشق، لكن أجزاءً واسعة من شرق البلاد، الذي يقطنه خليط من العرب والأكراد، لا تزال تحت سيطرة قوات سوريا الديمقراطية. هذه المجموعة هي اندماج ميليشيات كردية في الغالب، أسستها واشنطن عام ٢٠١٥. كانت قوات سوريا الديمقراطية وسابقاتها متحالفة مع بشار الأسد خلال الحرب الأهلية، وحافظت على قنوات اتصال مع إيران وروسيا.
ساعدت هذه الجماعات الكردية، التي أصبحت فيما بعد قوات سوريا الديمقراطية، نظام الأسد في قمع حركة احتجاج سلمية عام ٢٠١١، ثم سيطرت لاحقًا على الأجزاء الشرقية من مدينة حلب التي كانت تحت سيطرة المعارضة، بالإضافة إلى مناطق أخرى. وظلت الولايات المتحدة حليفها المتبقي منذ الإطاحة بالنظام. وكانت قوات سوريا الديمقراطية بمثابة القوة البرية في حرب الولايات المتحدة ضد داعش في سوريا.
ومع ذلك، ساهمت عمليات الاستحواذ الإقليمية الكردية المدعومة من الولايات المتحدة في العنف العرقي مع العرب، الذين يشكلون الغالبية العظمى من سكان البلاد. بعد سقوط الأسد، انشق عدة آلاف من الميليشيات العربية عن قوات سوريا الديمقراطية وانضموا إلى الهجوم المدعوم من تركيا على المناطق التي تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية. تمثل هذه المناطق جميع إنتاج النفط في سوريا.
على مدى العقد الماضي، باعت قوات سوريا الديمقراطية النفط للنظام السابق، وللمناطق التي تسيطر عليها هيئة تحرير الشام والجماعات المتمردة المتحالفة مع تركيا في شمال غرب سوريا. أنتجت سوريا رسميًا حوالي 400000 برميل من النفط يوميًا في عام 2010، وهو العام الذي سبق اندلاع ثورة مؤيدة للديمقراطية.
بحلول نهاية عام ٢٠١١، تحولت الثورة إلى صراع مسلح، وغرقت سوريا في حرب أهلية. وتجزأت البلاد إلى مناطق نفوذ روسية وإيرانية وتركية وأمريكية. ولم يبقَ منها سوى المنطقتين الأمريكية والتركية، بالإضافة إلى منطقة إسرائيلية جديدة مقسّمة قرب مرتفعات الجولان.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: الأعمال العدائية الإدارة الجديدة في سوريا اشتباكات الديمقراطي الرئيس السوري أحمد الشرع الرئيس السوري الديمقراطية القتل العشوائي الولايات المتحدة حقول النفط والغاز حرب استنزاف قوات سوریا الدیمقراطیة الولایات المتحدة هیئة تحریر الشام
إقرأ أيضاً:
نتنياهو يرغب ببدء مفاوضات مع سوريا
قال مسؤولان إسرائيليان إن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو ، أبلغ مبعوث الرئيس الأميركي إلى سورية، توماس باراك، أنه "يريد بدء مفاوضات مع الحكومة السورية الجديدة، على أن تتولى الولايات المتحدة دور الوسيط".
وأشار إلى ذلك يعتبر أول مؤشر رسمي على نية إسرائيل الدخول في مسار تفاوضي مع دمشق بعد الإطاحة بنظام بشار الأسد، على يد الفصائل المسلحة وتولي أحمد الشرع قيادة البلاد.
ونقل التقرير الذي أورده موقع أكسيوس الأمريكي عن مسؤول إسرائيلي رفيع أن نتنياهو مهتم بـ"تحديث الاتفاق الأمني مع سورية والعمل تدريجيًا نحو اتفاق سلام شامل"، وأشار إلى أن هذه ستكون أول مفاوضات من نوعها بين البلدين منذ عام 2011، و"تكتسب أهمية خاصة في ظل التحولات الأخيرة".
نتنياهو يسعى للاستفادة من "الزخم الدبلوماسي"
وبحسب التقرير، فقد جاءت هذه التصريحات في أعقاب لقاء جمع نتنياهو وباراك في إسرائيل الأسبوع الماضي، بعد أن كان المبعوث الأميركي قد زار دمشق والتقى الرئيس السوري الجديد، الشرع، وافتتح مجددًا مقر إقامة السفير الأميركي في العاصمة السورية.
ووفقًا للمصادر، قال باراك من دمشق إن "النزاع بين سورية وإسرائيل قابل للحل"، مشددًا على أن الطرفين "يجب أن يبدآ باتفاق عدم اعتداء كمرحلة أولى".
وأشار التقرير إلى أن إسرائيل، رغم مخاوفها من الحكومة السورية الجديدة المدعومة من تركيا، بدأت في الآونة الأخيرة بإجراء اتصالات غير مباشرة مع حكومة الشرع من خلال وسطاء، ثم انتقلت إلى لقاءات مباشرة "سرية" في دول ثالثة، بحسب المسؤولين الإسرائيليين.
وقال مسؤول إسرائيلي إن الشرع "أكثر اعتدالًا مما اعتقدت إسرائيل"، على حد تعبيره، وأضاف أنه "لا يتلقى تعليماته من أنقرة". وتابع "من الأفضل لنا أن تكون الحكومة السورية قريبة من الولايات المتحدة والسعودية".
وأوضح التقرير أن باراك زار المنطقة الحدودية بين إسرائيل وسورية، بما في ذلك الجانب السوري من جبل الشيخ، وهي منطقة إستراتيجية سيطرت عليها قوات الاحتلال الإسرائيلي بعد انهيار نظام الأسد، قبل أن يتوجه إلى واشنطن لإطلاع الرئيس الأميركي دونالد ترامب ووزير الخارجية ماركو روبيو على نتائج جولته.
وخلال اللقاء بين باراك ونتنياهو، قال رئيس الحكومة الإسرائيلية إنّه "يريد الاستفادة من الزخم الذي أحدثه لقاء ترامب مع الشرع، لبدء مفاوضات مباشرة برعاية أميركية"، بحسب مصدر رسمي إسرائيلي.
وأضاف المصدر أن نتنياهو يأمل في التوصل إلى سلسلة اتفاقات، تبدأ بـ"اتفاق أمني محدث" مستند إلى اتفاق فك الاشتباك لعام 1974، "مع إدخال تعديلات عليه"، وتنتهي بـ"اتفاق شامل" لتطبيع العلاقات بين الطرفين.
وادعى المسؤول أن نتنياهو يرى في رغبة الشرع في بناء علاقات قوية مع إدارة ترامب "فرصة دبلوماسية"، مضيفًا: "نريد أن نتحرك نحو تطبيع العلاقات مع سورية في أقرب وقت ممكن". ووفقًا للمصدر، فإن باراك أبلغ الإسرائيليين أن "الشرع من فتح على مناقشة اتفاقات جديدة مع إسرائيل".
المطالب الإسرائيليةونقل التقرير عن مسؤول أميركي أن إسرائيل قدّمت لباراك "خطوطها الحمراء" في ما يخص سورية، وتشمل: "رفض إقامة قواعد عسكرية تركية في البلاد، وعدم عودة إيران وحزب الله إلى الساحة السورية، ونزع السلاح الكامل من جنوب سورية".
كما نقل عن مسؤول إسرائيلي أن إسرائيل "ستبقي قواتها داخل الأراضي السورية إلى حين التوصل إلى اتفاق جديد يشمل نزع السلاح من الجنوب"، مشيرًا إلى أن الحكومة الإسرائيلية ترغب في إدخال قوات أميركية ضمن القوة الدولية التي كانت منتشرة سابقًا على الحدود.
وختم التقرير بالإشارة إلى أن مسألة الجولان ستظل نقطة خلافية في أي مفاوضات مستقبلية، إذ كانت كل جولات التفاوض السابقة مع نظام الأسد تصطدم بمطلب الانسحاب الكامل من الجولان مقابل السلام، بينما لا تزال إسرائيل تتمسك بضم الجولان، الذي اعترف به الرئيس السابق دونالد ترامب، ولم تُلغِ الإدارة الأميركية الحالية هذا القرار.
ويعتقد مسؤولون إسرائيليون، وفق التقرير، أن حكومة الشرع الجديدة قد تطرح قضية الجولان في المحادثات، لكنها قد تكون "أكثر مرونة من النظام السابق حيال هذا الملف" في ظل الظروف الجيوسياسية الراهنة.
المصدر : وكالة سوا اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من الأخبار الإسرائيلية وزراء إسرائيليون كبار يطالبون بإنهاء حرب غزة زامير : سندخل أنماط قتال جديدة بالمرحلة المقبلة من حرب غزة إذاعة الجيش الإسرائيلي: إصابة جنديين جراء قنصهما في خانيونس الأكثر قراءة سعر صرف الدولار والدينار مقابل الشيكل اليوم الخميس الحكومة الإسرائيلية تمول آلية المساعدات التي تفرضها على غزة أعمال يوم عرفة للحاج: دليل شامل لأعظم أيام الحج عشرات الشهداء والإصابات في غارات إسرائيلية على غزة اليوم عاجلجميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025