قال الشيخ الدكتور عبدالباري الثبيتي، إمام وخطيب المسجد النبوي ، إن رمضان يشرف على نهايته ويشد رحاله، وأيامه تمضي سريعة، ولياليه تتسابق في الرحيل.

كل لحظة فيها كنز

وأوضح “الثبيتي” خلال خطبة الجمعة الثالثة من رمضان اليوم من المسجد النبوي بالمدينة المنورة، أن أعظم لياليه قد حلت عشر ليال من نور، كل لحظة فيها كنز، وكل سجدة فيها رفعة، وكل ساعة محفوفة بالرحمة مغمورة بالبركة، فيها يتجلى لطف الله، تفتح فيها أبواب العتق وتتنزل المغفرة .

وأضاف أن فيها اجتهد النبي صلى الله عليه وسلم اجتهادًا عظيمًا لا يجاريه في غيرها، كان يحيي الليل قيامًا، يكثر من التهجد والدعاء كأنها الفرصة الأخيرة، لقد علم أن فيها ليلة القدر، ليلة أنزل الله فيها القرآن، ليلة خير من ألف شهر.

أخطر ما تصاب به القلوب.. خطيب المسجد النبوي يحذر من 4 أفعال شائعةمن أول ليلة.. خطيب المسجد النبوي: بلوغ شهر رمضان نعمة تستوجب شكر الله

ونصح قائلاً:  أيها الصائم، هذه ليالي القرب، فيها تسكب دموع الخشوع في محراب السحر، فيها همسات التوبة مع هدوء الليل ولحظات الانكسار بين يدي الغفار، فمن أضاعها فقد أضاع أعظم ما في رمضان ومن أهملها فقد فوت فرصة لا تعوض.

من قصر في أيامه الماضية

وأفاد بأنه من قصر في أيامه الماضية، ها هي العشر بين يديك، فاستدرك ما فات واغتنمها قبل أن تتحسر وتقول: يا ليتني قدمت لحياتي، في هذه الليالي يناجى الرب، ويبكي التائب من الذنب، وتتلى الآيات بخشوع القلب، وتمحى الخطايا فيحل الرضا والقرب، فكم من بعيد عن الله ردته هذه الليالي إلى النور.

وتابع: وكم من غافل أيقظته من سباته، وكم من مذنب غسلته دموع التوبة بين يدي الرحمن، فهنيئًا لمن جعلها نقطة تحول في حياته، ويا لخسارة من غفل عنها حتى رحلت، منوهًا بأن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا دخلت العشر شد مئزره، وأيقظ أهله، وأحيا ليله.

وأشار إلى أنه لم تكن لياليه كسائر الأيام ؛ بل كانت مشحونة بالعبادة، عامرة بالذكر، يشد مئزره، أي اجتهد في العبادة، وأعرض عن الدنيا، فكان في هذه الليالي المباركة لا يعرف للراحة طريقًا، ولا للغفلة مكانًا، بين يدي الله ركوعًا وسجودًا ودعاءً وتضرعًا.

باب مفتوح وبركة مضاعفة

وبين أنه -صلى الله عليه وسلم- لم يكتف بنفسه، بل أيقظ أهله وحثهم على اغتنام هذه الساعات النفيسة قال سبحانه (وَفِى ذَٰلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ ٱلْمُتَنَٰفِسُونَ)، لافتًا إلى أن الدعاء باب مفتوح وعطاء بلا حدود، والذكر أنس للروح وراحة للفؤاد.

ونوه بأن الصدقة بركة مضاعفة وأجر عظيم، والاعتكاف صفاء واصطفاء، وتجديد للعهد مع الإيمان، لقول الله تعالى في ليلة القدر (سَلَٰمٌ هِىَ حَتَّىٰ مَطْلَعِ ٱلْفَجْرِ) مشيرًا إلى أنها آية قصيرة تحمل بحرًا زاخرًا من المعاني وبين طياتها الخير والسلامة لكل قائم ومجتهد لكل داع ومتضرع إلى الله.

ونبه إلى أن السلام في هذه الليلة سكينة تغشى القلوب، وطمأنينة تعم النفوس، وأمان من العقوبة، ورحمة لا شقاء بعدها، هو سلام من الله، سلام من الملائكة، سلام يعم الأرض ومن فيها، قلوب المؤمنين تغمرها الطمأنينة والعافية، فلا خوف، ولا قلق، ولا وحشة، ولا ضيق .

وصف ليلة القدر

ودلل بما قال ابن عباس رضي الله عنهما: “لا يقدّر الله فيها إلا السلامة والطمأنينة والعافية، فمن كتب له فيها الخير سعد أبد الدهر، ومن حرمها غرق في ظلمات الحسرة والندامة”، ووصف ليلة القدر قائلا: سلام ممتد لا ينقطع في منتصف الليل، ولا يتلاشى عند السحر بل يبقى حتى إشراقة الفجر.

وأردف: وكأن الله يمهل عباده، يفتح لهم أبواب الرجاء حتى اللحظة الأخيرة، يمنحهم الفرصة ليدعوه، ليستغفروه، وليتطهروا من ذنوبهم؛ فهذه ليلة عطاء لا ينفد، ورحمة لا تنقطع لمن أقبل بقلبه وتضرع بروحه.

وأوصى بتحري ليلة القدر قائلًا : إنها ليلة قد تغير مصيرك، وتكون الحد الفاصل بين ماض مثقل بالذنوب ومستقبل يشرق بالتوبة، ليلة ترفعك درجات، وتمحو عنك سيئات، وتبدل حالك من غفلة إلى هداية، ومن بعد إلى قرب، والعاقل لا يدعها تمر وهو غافل، ولا يفوتها وهو منشغل بما لا ينفع، بل يقف بين يدي ربه مخبتًا وجلًا، طالبًا منه العفو، مرددًا بيقين: "اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني".

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: خطيب المسجد النبوي إمام وخطيب المسجد النبوي خطبة الجمعة من المسجد النبوي المزيد

إقرأ أيضاً:

رئاسة الشؤون الدينية تحتفي بالفائزين بمسابقة القرآن الكريم لحجاج بيت الله الحرام

مكة المكرمة – إدارة الإعلام

احتفت رئاسة الشؤون الدينية بالمسجد الحرام، ممثلةً في وكالة الشؤون العلمية والتوجيهية، بالفائزين في مسابقة القرآن الكريم لحجاج بيت الله الحرام، وذلك ضمن البرامج الإثرائية التي أطلقتها الرئاسة خلال موسم حج عام 1446هـ.

وجرى الاحتفاء برعاية معالي رئيس الشؤون الدينية بالمسجد الحرام والمسجد النبوي، الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس، وبحضور فضيلة الشيخ الدكتور ماهر المعيقلي، إمام وخطيب المسجد الحرام، وذلك في مكتب معاليه داخل المسجد الحرام، وبمشاركة الفائزين في المسابقة ومنسوبي الرئاسة.

أخبار قد تهمك تدشين مبادرة “السلسلة الذهبية” لإثراء تجربة ضيوف الرحمن في الحج 21 مايو 2025 - 1:07 مساءً انطلاق مسابقة القرآن الكريم والحديث النبوي لدول الخليج العربي في رحاب المسجد النبوي 30 أكتوبر 2023 - 2:12 مساءً

وتهدف مسابقة القرآن الكريم إلى ترسيخ معاني كتاب الله في نفوس الحجاج، وبث هداياته للعالمين، في إطار بيئة قرآنية إيمانية متكاملة تليق بمكانة ضيوف الرحمن وروحانية الزمان والمكان.

 

يُذكر أن المسابقة أقيمت خلال الفترة من الجمعة 25 ذي القعدة 1446هـ إلى الأربعاء 1 ذي الحجة 1446هـ في رحاب المسجد الحرام، وشهدت مشاركة نخبة من الحجاج من مختلف الجنسيات، في جو من التنافس الروحي والتلاوات المباركة.

وتأتي هذه المسابقة ضمن المبادرات القرآنية التي تعكس حرص الرئاسة على إبراز رسالة الحرمين الشريفين في تعليم القرآن الكريم ونشر علومه بين المسلمين في أرجاء المعمورة.

 

مقالات مشابهة

  • انسيابية في حركة الزوار من باب السلام بالمسجد النبوي تبرز تكامل التنظيم والجهود الميدانية
  • مظلات المسجد النبوي تُسهم في تهيئة بيئة آمنة ومريحة للمصلين
  • انتهاء أعمال الساحات الجديدة بالمسجد النبوي ..صور
  • عبد الله سلام: التسويق أفضل طريقة لزيادة المبيعات وتصدير العقارات
  • ضيوف الرحمن يطعمون حمام الحرم في ساحات المسجد الحرام (فيديو)
  • دعاء زيارة قبر النبي.. ردد هذه الكلمات في المسجد النبوي
  • احذر 7 أفعال بين المغرب والعشاء نهى عنها النبي ويقع فيها كثيرون
  • 10 مآذن تُزيِّن المسجد النبوي الشريف بصدًى يوميٍّ للنداء الخالد
  • رئاسة الشؤون الدينية تحتفي بالفائزين بمسابقة القرآن الكريم لحجاج بيت الله الحرام
  • كم ركعة صلاة الضحى .. فضلها ووقتها وعدد ركعاتها والسور التي تقرأ فيها