تسبب القصف الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة في مقتل وإصابة أكثر من 1000 شخص، وسط إدانات عربية ودولية لهذا الهجوم الذي خرق وقف إطلاق النار في القطاع.

وبالتزامن مع استئناف الجيش الإسرائيلي غاراته على قطاع غزة، دعا وزراء خارجية ألمانيا وفرنسا وبريطانيا، إلى العودة لوقف إطلاق النار في غزة.

وقال الوزراء في بيان مشترك: إن “استئناف الغارات الإسرائيلية في غزة يمثل خطوة مأسوية إلى الوراء بالنسبة لأهالي غزة، إننا نشعر بالفزع إزاء الخسائر في صفوف المدنيين وندعو بشكل عاجل إلى العودة الفورية لوقف إطلاق النار”.

ودعت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك ووزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو ووزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي، “جميع الأطراف إلى إعادة الانخراط في المفاوضات لضمان تنفيذ وقف إطلاق النار بشكل كامل وجعله دائما”.

وأضاف الوزراء، أن على “حماس” أن تطلق سراح العشرات من الرهائن المتبقين في القطاع الفلسطيني وأنها “يجب ألا تحكم غزة ولا تشكل تهديدا لإسرائيل بعد الآن”، وقالوا إنه “على إسرائيل أن “تحترم القانون الدولي بشكل كامل” وتسمح بتدفق المساعدات إلى قطاع غزة”.

وفي وقت سابق، هدد وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، “بضم أجزاء من قطاع غزة إذا لم تفرج “حماس” عن الرهائن الإسرائيليين المتبقين”.

في السياق، أفاد المكتب الصحفي للكرملين، بأن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وأمير قطر تميم بن حمد آل ثاني، أعربا عن “قلقهما إزاء استئناف الأعمال العدائية في قطاع غزة، وأشارا إلى استعدادهما لتسهيل وقف التصعيد”.

وجاء في بيان الكرملين: “أجرى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اتصالاً هاتفياً مع أمير دولة قطر، تميم بن حمد آل ثاني، وناقش الطرفان القضايا الراهنة المتعلقة بتطوير التعاون الروسي القطري، لا سيما في ضوء نتائج اجتماع اللجنة الحكومية الثنائية الذي عُقد مؤخراً في الدوحة”.

واتفق زعيما البلدين “على بذل جهود منسقة تهدف إلى زيادة العلاقات الاستثمارية وتوسيع التعاون ذي المنفعة المتبادلة في الصناعة والطاقة والنقل والخدمات اللوجستية والثقافة والرياضة”.

وأضاف البيان: “تم الإعراب عن القلق بشأن استئناف الأعمال العدائية في قطاع غزة، وتم التأكيد على استعداد البلدين للمساهمة في تهدئة التوترات على المدى الطويل في المنطقة”.

ويتكوف: الحل في غزة يمر عبر نزع سلاح “حماس” وإجراء انتخابات

صرح “ستيفن ويتكوف” المبعوث الخاص للرئيس الأمريكي، “بأن المفتاح لتسوية النزاع في غزة يكمن في نزع سلاح حركة “حماس”، وإجراء انتخابات حقيقية، وإنشاء نظام أمن جديد”.

وقال ويتكوف في مقابلة أجراها معه الصحفي تاكر كارلسون: “علينا نزع سلاح “حماس” نحتاج إلى انتخابات حقيقية في غزة، هناك حاجة إلى نهج جديد تماما في التفكير، يجب أن ننشئ منظومة أمنية حقيقية يمكنها أن تضمن لإسرائيل أنها لن تواجه مشاكل طويلة الأمد مع غزة”.

وأكد ويتكوف أن “استئناف إسرائيل لعملها العسكري في غزة، وإن كان خطوة لا مفر منها، جاء بسبب رفض “حماس” تقديم تنازلات”، وقال: “حماس” لم ترد أو قدمت ردودا غير معقولة، قبل عشرة أيام، في القمة العربية، قدمنا اقتراحا معقولا يشكل “جسرا” نحو اتفاق سلام، ونزع سلاح “حماس”، ومناقشة وقف إطلاق نار طويل الأمد، وكان رد فعل “حماس” غير مقبول تماما”.

وأشار ويتكوف إلى أنه “حذر المشاركين في القمة من احتمال كبير لرد عسكري إسرائيلي”، وقال: “لم أكن أعلم مسبقا أن إسرائيل ستتخذ هذا القرار، ولكن من رد فعل “حماس” أدركت أن هذا سيصبح الخيار الوحيد، ربما يمكننا الآن استخدام هذا الوضع لجعل “حماس” تتصرف بشكل أكثر عقلانية”.

وأكد ويتكوف أن “الولايات المتحدة تجري مفاوضات غير مباشرة مع “حماس”، وتناقش من خلالها إمكانية وقف الضربات الإسرائيلية على قطاع غزة، وإنهاء النزاع الحالي عبر الحوار”.

وأشار إلى أن “واشنطن تعتبر بقاء “حماس” في قطاع غزة في حال نزع سلاحها أمرا مقبولا”، وقال: “ماذا تريد “حماس”؟ أعتقد أنها تريد البقاء هناك إلى الأبد وإدارة غزة، وهذا غير مقبول.. ما نقبله هو أنهم بحاجة إلى نزع السلاح، وعندها ربما يمكنهم البقاء هناك لفترة، والمشاركة سياسيا”، وأوضح ويتكوف أن “المفاوضات مع “حماس” تجري بوساطة قطرية”.

من جانبها، نفت “حماس”، ما تناقلته وسائل إعلام إسرائيلية “بشأن قطع الحركة الاتصالات أو وقف المحادثات المتعلقة بصفقة تبادل الأسرى بينها وبين إسرائيل، كما أنها لا تزال تتداول في مقترح “ويتكوف” والأفكار المختلفة المطروحة، وتبقى على اتصال دائم مع الوسطاء”.

رويترز: الولايات المتحدة أعطت موافقة مبدئية على مقترح مصري لوقف إطلاق النار في غزة

أفادت وكالة “رويترز”، “بأن الولايات المتحدة أعطت موافقة مبدئية على مقترح مصر لوقف إطلاق النار في قطاع غزة بين الجيش الإسرائيلي وحماس، بعد انهيار الاتفاق بينهما”.

وقال مصدران أمنيان مصريان، “إن القاهرة اقترحت تحديد جدول زمني لإطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين المتبقين إلى جانب تحديد موعد نهائي لانسحاب إسرائيل من كامل غزة بضمانات أمريكية”.

وصرح مسؤول فلسطيني، طلب عدم الكشف عن هويته، بأن “مصر قدمت مقترحا لسد الفجوة، لكن “حماس” لم ترد عليه بعد”.

ووفق المصدر ذاته، قالت “حماس”، إنها “تدرس مقترحا أمريكيا لاستعادة وقف إطلاق النار في غزة في الوقت الذي كثفت فيه إسرائيل هجومها العسكري للضغط على الحركة لإطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين المتبقين”.

وأفادت “حماس” بأنها لا تزال تناقش مقترحات المبعوث الأمريكي الخاص ستيف ويتكوف وأفكارا أخرى، بهدف التوصل إلى اتفاق بشأن إطلاق سراح الأسرى، وإنهاء الحرب، وتأمين الانسحاب العسكري الإسرائيلي الكامل من قطاع غزة.

هذا “تهدف خطة “الجسر” التي قدمها ويتكوف الأسبوع الماضي إلى تمديد وقف إطلاق النار حتى أبريل، بعد عطلتي رمضان وعيد الفصح، للسماح بالوقت اللازم للمفاوضات للوصول إلى وقف دائم للأعمال العدائية”.

وذكرت شبكة “CNN” الأمريكية أن “اقتراح “ويتكوف” الأسبوع الماضي يقضي بإطلاق سراح عدد قليل من الرهائن الأحياء الذين تحتجزهم “حماس” مقابل تمديد وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس لمدة شهر واحد”.

وكان “استأنفت إسرائيل الثلاثاء، عملياتها العسكرية ضد قطاع، ونفذت سلسلة غارات جوية مكثفة وأحزمة نارية على عدة مناطق في القطاع”.

80% من مستشفيات قطاع غزة خارج الخدمة بسبب تداعيات الحرب

أكدت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة، “أن 80% من مستشفيات القطاع، أصبحت خارج الخدمة بسبب تداعيات الحرب الإسرائيلية عليها وتدميرها”.

وأدانت الوزارة “الجريمة النكراء التي أقدم عليها الاحتلال بنسف مستشفى الصداقة التركي المستشفى الوحيد المخصص لعلاج مرضى الأورام في قطاع غزة”.

ولفتت الوزارة إلى أن “نسف المستشفى جاء بعد أن “استخدمه الاحتلال مقرا لقواته طيلة فترة احتلاله لما يعرف بمحور نتساريم”.

وأكدت الصحة الفلسطينية أن “هذا السلوك الإجرامي للمحتل يأتي منسجما مع التدمير الممنهج للنظام الصحي وإكمالا لحلقات الإبادة الجماعية”.

بدورها، حذّرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، من أن “المنشآت الطبية في قطاع غزة تعاني من “ضغط شديد” يتجاوز قدرتها الاستيعابية، في ظل استئناف إسرائيل للحرب التي تشنها على القطاع”.

وقال الناطق باسم الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر، توماسو ديلا لونغا، في جنيف إن “العديد من المنشآت الصحية في أنحاء غزة تعاني حرفيا من ضغط شديد يفوق قدراتها”.

وذكر ديلا لونغا أن المنشآت الصحية تعاني من “ارتفاع عدد المرضى والضغط في ظل تراجع الإمدادات”، وقال “هناك شح في المواد الغذائية والإمدادات والوقود”.

من جانبه، حذر الناطق باسم منظمة الصحة العالمية، طارق ياساريفيتش، من “نفاد مخزونات الأدوية”، وقال “للأسف، بسبب هذا النقص في الأدوية، هناك خطر ألا يتمكن العاملون في قطاع الصحة من تقديم العلاج لمختلف الحالات المرضية، وليس للإصابات فحسب”.

وذكر ياساريفيتش، “أن العديد من الإمدادات “تنفد”، وأوضح أن “لدى منظمة الصحة 16 شاحنة تنتظر عند معبر العريش على الجانب المصري من الحدود مع غزة، بينما يجري شراء المستلزمات الطبية الأساسية”.

المصدر: عين ليبيا

كلمات دلالية: حماس وإسرائيل عملية إسرائيل الثانية في غزة غزة وقف إطلاق النار فی لوقف إطلاق النار فی قطاع غزة إطلاق سراح نزع سلاح فی غزة

إقرأ أيضاً:

تحفظات إسرائيلية جديدة تعرقل تقدم صفقة التبادل ووقف إطلاق النار في غزة

كشفت وسائل عبرية، اليوم الأربعاء، عن تلقي حركة حماس تحفظات إسرائيلية جديدة على ردها الأخير بشأن مقترحات صفقة تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في قطاع غزة، الأمر الذي قد يعيد المفاوضات إلى نقطة الصفر.

وبحسب تقرير لموقع "والا"، فإن الوسطاء الإقليميين أبلغوا قيادة حماس بثلاثة تحفظات رئيسية قدمتها إسرائيل، وهي:

رفض الانسحاب من محور فيلادلفيا، الذي يمتد على الحدود بين غزة ومصر.

معارضة مبدأ تسليم جثث قتلى إسرائيليين مقابل الإفراج عن أسرى فلسطينيين.

رفض بنود تتعلق بإعادة انتشار جيش الاحتلال الإسرائيلي داخل قطاع غزة.

غزة .. استشهاد 60 فلسطيني من طالبي المساعدات وإصابة أكثر من 195 شخصاألمانيا تطالب بالوقف الفوري لإطلاق النار في قطاع غزة7 شاحنات إغاثية سعودية تجتاز معبر رفح الحدودي باتجاه قطاع غزة

نتنياهو يطرح "خطة بديلة"

في خضم هذه التطورات، عرض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، خلال اجتماع وزاري أمني عقد مساء الإثنين، خطة بديلة للتعامل مع تعثر المفاوضات. وتشمل الخطة منح الوسطاء مهلة قصيرة لإقناع حماس بالموافقة على مقترح الاتفاق المطروح منذ أسبوعين، والذي تقول إسرائيل إنها وافقت عليه بالفعل.

وحذر نتنياهو من أن "إسرائيل لن تنتظر إلى ما لا نهاية"، مشيرًا إلى أنه في حال استمرار الرفض أو المماطلة من جانب حماس، فإن تل أبيب ستبدأ بخطوات أحادية الجانب، تشمل ضم أراض في قطاع غزة وإنشاء إدارة مدنية وأمنية خاصة لإدارتها.

وقال مكتب نتنياهو في بيان رسمي: "سنواصل العمل بمسؤولية كما فعلنا دائمًا، وسنسعى جاهدين لاستعادة الرهائن وهزيمة حماس. هذه هي الطريقة الوحيدة لضمان السلام للإسرائيليين والفلسطينيين".

جولة تفاوض جديدة مرتقبة
من جهتها، أكدت تقارير عربية أن الوسطاء الدوليين يسعون لعقد جولة مفاوضات جديدة خلال الأيام المقبلة، في محاولة لتقريب وجهات النظر حول النقاط الخلافية المتبقية.

وقالت التقارير إن "العديد من البنود قد تم الاتفاق عليها بالفعل في الجولات السابقة، ويبقى الآن التوصل إلى حل للقضايا الأكثر تعقيدا".

في الوقت ذاته، أكدت حركة حماس عبر قنوات إعلامية عربية، استعدادها لإظهار مرونة إضافية في بعض الملفات، دون التنازل عن "الثوابت الوطنية"، خاصة فيما يتعلق برفع الحصار وضمان انسحاب كامل للقوات الإسرائيلية من القطاع.

خيار التصعيد لا يزال مطروحا
وتشير تقديرات عسكرية إسرائيلية إلى أن استمرار الجمود في المفاوضات قد يدفع إسرائيل إلى توسيع نطاق العمليات العسكرية، بما في ذلك تطويق مدينة غزة والمخيمات الكبرى وشن عمليات برية جديدة.

وأضافت مصادر أمنية أن " تدمير البنى التحتية لحماس وتصفيات ميدانية لقادة بارزين، تعزز قدرة جيش الاحتلال على فرض واقع جديد على الأرض إذا اقتضى الأمر".

طباعة شارك حركة حماس تحفظات إسرائيلية صفقة تبادل الأسرى وقف إطلاق النار في قطاع غزة محور فيلادلفيا بنيامين نتنياهو

مقالات مشابهة

  • إسرائيل تهاجم قرار كندا المرتقب بالاعتراف بفلسطين
  • مباحثات مصرية أمريكية بشأن غزة
  • عبد العاطي يبحث مع ويتكوف سبل وقف إطلاق النار في غزة واستئناف مفاوضات إيران
  • الرئيس الإيطالي يدين جرائم إسرائيل في غزة
  • ويتكوف يسافر إلى إسرائيل.. وزيارة محتملة إلى قطاع غزة
  • تحفظات إسرائيلية جديدة تعرقل تقدم صفقة التبادل ووقف إطلاق النار في غزة
  • ويتكوف يتوجه إلى تل أبيب لبحث وقف إطلاق النار في غزة
  • ويتكوف يتوجّه إلى إسرائيل اليوم لمناقشة أزمة غزة ووقف إطلاق النار
  • دعت إلى خطوات فورية لوقف إطلاق النار.. ألمانيا تلوح بزيادة الضغط على إسرائيل
  • أستاذ علاقات دولية: الاحتلال يدرك قدرة مصر على قيادة المفاوضات لوقف إطلاق النار