الثورة / متابعات

باستضافة دولة الإمارات قبل أيام مسؤولين كبار من قادة المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة، دشنت أبوظبي المتحالفة علنا مع تل أبيب، تطبيع الاستيطان مع العالم العربي.

وتم النظر في وسائل الإعلام العبرية، إلى زيارة قادة المستوطنين الإسرائيليين الإمارات خلال شهر رمضان في أول وفد لهم إلى دولة إسلامية على أنها أوضح إشارة دعم إماراتي لتعزيز “السيادة” الإسرائيلية على الضفة الغربية المحتلة.

وأبرزت صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية، أن قادة المستوطنين في الضفة الغربية، خلال لقائهم مع مسؤولين كبار في أبو ظبي واستغلالهم للعلاقات مع حلفاء الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، يسعون للتأثير في محادثات التطبيع بين السعودية وإسرائيل، مع محاولة منع قيام دولة فلسطينية واستبدال السلطة الفلسطينية بحكم محلي.

وفي ما وصفوه بأنه “لحظة ذات إمكانات تاريخية”، قام كبار قادة المستوطنين في الضفة الغربية بزيارتهم الأولى على الإطلاق إلى دولة إسلامية، حيث حضروا مأدبة إفطار رسمية الأسبوع الماضي في أبو ظبي.

وضم الوفد رؤساء المجالس الإقليمية التابعة لمجلس “يشع” الاستيطاني، وكان في استضافتهم الدكتور علي راشد النعيمي، عضو المجلس الوطني الاتحادي الإماراتي.

وصرح رئيس مجلس “يشع”، يسرائيل غانتس، أن الزيارة تمثل جزءًا من حقبة جديدة في الدبلوماسية الإقليمية، قائلاً: “النظام العالمي الجديد يتطلب تحالفات جديدة وتفكيرًا خارج الصندوق”، وذلك بعد اجتماعات عقدها مع مسؤولين إماراتيين، وقادة أعمال، ومؤثرين، وسفير إسرائيل لدى الإمارات، يوسي شيلي.

والزيارة، التي بادر إليها المضيفون الإماراتيون بشكل هادئ، تمثل تحولًا استراتيجيًا ملحوظًا. فبينما تواصل الدول العربية دعم فكرة الدولة الفلسطينية بشكل علني، يقر مسؤولو القدس وأبو ظبي بشكل متزايد بتراجع شرعية السلطة الفلسطينية، التي يُنظر إليها على نطاق واسع بأنها فاسدة وغير فعالة.

ويأمل قادة المستوطنات أن يؤدي هذا الإحباط المتزايد إلى تمهيد الطريق لتطبيع وضع المستوطنات الإسرائيلية، والتوصل إلى اتفاقات سلام مستقبلية لا تتطلب الإخلاء الجماعي للمستوطنين.

وبحسب مصادر مطلعة على المحادثات، فإن اهتمام الإمارات بالتواصل مع قادة المستوطنين الإسرائيليين ينبع من إدراكهم لنفوذهم السياسي الكبير داخل الائتلاف الحكومي الحالي في إسرائيل.

كما لاحظت الإمارات تنامي علاقات حركة الاستيطان مع إدارة ترامب خلال ولايته الأولى، لا سيما فيما يتعلق بمسألة السيادة الإسرائيلية على الضفة الغربية، أو “يهودا والسامرة” وفق التسمية التوراتية اليهودية.

ورغم أن مثل هذه النقاشات كانت تُعتبر في السابق غير واردة، فإن الحوار العلني الآن بين قادة التطبيع والمسئول الإماراتي عراب التطبيع علي راشد النعيمي يعكس استراتيجية أوسع يتبعها المستوطنون لكسب الشرعية في العالم العربي وتجاوز القنوات الدبلوماسية التقليدية التي تتمحور حول السلطة الفلسطينية.

وفي حين أن الدبلوماسية الدولية تجري في الخليج، فإن قيادة المستوطنين تعيد تشكيل السياسات الداخلية في إسرائيل ومعًا، يسرعون وتيرة توسع الاستيطان من خلال الاجتماعات الأسبوعية لمجلس التخطيط في الإدارة المدنية.

وتُظهر بيانات حصلت عليها صحيفة “يديعوت أحرونوت” أن الفترة من يناير وحتى منتصف مارس 2025 شهدت تقدمًا في خطط بناء أكثر من 10,500 وحدة سكنية بمراحل تخطيط مختلفة—وهو ارتفاع كبير مقارنة بـ 3,400 وحدة فقط خلال نفس الفترة في 2024م.

وتفيد مصادر بأن مسؤولين أمنيين وحكوميين يناقشون الآن تفكيك السلطة الفلسطينية واستبدالها بمناطق فلسطينية محلية تتم إدارتها بشكل مستقل، بالتنسيق مع الجيش الإسرائيلي. ويُقال إن تجربة تجريبية لهذا النموذج قيد التحضير حاليًا في الخليل.

ويعمل قادة المستوطنين، بمن فيهم رئيس مجلس السامرة الإقليمي يوسي دغان، على بناء علاقات اقتصادية مع الإمارات منذ سنوات. وهدفهم هو إعادة تشكيل السردية الإقليمية: التطبيع مع دول الخليج، بما في ذلك السعودية، لا يجب أن يكون مشروطًا بقيام دولة فلسطينية أو إزالة المستوطنات.

 

 

المصدر: الثورة نت

كلمات دلالية: السلطة الفلسطینیة قادة المستوطنین الضفة الغربیة

إقرأ أيضاً:

الصحة الفلسطينية: 51 شهيدا أمام مراكز المساعدات في خان يونس.. واعتقال 30 بالضفة الغربية

استشهد51 فلسطينيًا، وأصيب المئات بجروح وحروق مختلفة، في مجزرة إسرائيلية جديدة بحق منتظري المساعدات في مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة.

وقالت وزارة الصحة الفلسطينية إن حصيلة مجزرة الاحتلال بحق المواطنين، في محافظة خان يونس، صباح اليوم، حيث وصل لمجمع ناصر الطبي حتى اللحظة 51 شهيدا وأكثر من 200 اصابة بينهم 20 حالة خطيرة جداً.

وأشارت إلى أن المجزرة المروعة تسببت باكتظاظ شديد في أقسام الطوارئ والعناية المركزة وغرف العمليات، وسط نقص حاد في الأدوية والمستهلكات الطبية، داعيةً إلى توفير الإمدادات الطبية الطارئة بشكل فوري.

في سياق متصل اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي 30 فلسطينيًا، خلال حملة دهم وتفتيش واسعة، اليوم، طالت عددًا من المدن والبلدات الفلسطينية بالضفة الغربية، تخللها مواجهات واعتداءات على منازل وممتلكات الفلسطينيين.

وأفادت مؤسسات الأسرى أن الاعتقالات تركزت في الخليل وجنين وبيت لحم وقلقيلية، وأن من بين المعتقلين امرأة وأسرى سابقون.

من جهة أخرى فجّرت قوات الاحتلال الإسرائيلي منزلًا غرب مدينة الخليل، وسط إجراءات عسكرية مشددة، مجبرةً عشرات العائلات الفلسطينية على إخلاء منازلها.

ونفذت جرافات الاحتلال الإسرائيلي، صباح اليوم الثلاثاء، عمليات هدم في مخيم جنين.

وتأتي عمليات الهدم ضمن خطة أعلن عنها الاحتلال الأسبوع الماضي تشمل هدم 95 منزلا. تضاف إلى 66 بناية هدمت في مارس الماضي. جاء ذلك وفقا لوكالة "وفا" الفلسطينية.

جيش الاحتلال الإسرائيليأخبار السعوديةأهم الأخبارالحرب في غزةقد يعجبك أيضاًNo stories found.

مقالات مشابهة

  • الصحة الفلسطينية: 51 شهيدا أمام مراكز المساعدات في خان يونس.. واعتقال 30 بالضفة الغربية
  • الاحتلال الإسرائيلي يعتقل 20 فلسطينيًا من الضفة الغربية اليوم
  • من بينهم امرأة وأسرى سابقون.. الاحتلال الإسرائيلي يعتقل 20 فلسطينيًا من الضفة الغربية
  • بالتزامن مع التصعيد ضد طهران.. الاحتلال يشدد الإجراءات في الضفة الغربية
  • دليل شامل للبيع على أمازون في العالم العربي.. مصر، السعودية، والإمارات
  • رئيس دولة الإمارات يجري اتصالات حول تطورات الأوضاع بالمنطقة
  • بالتزامن مع "هجوم إيران".. ماذا يحدث في الضفة الغربية؟
  • بحملة مداهمات تخللها اعتداءات على ممتلكاتهم.. قوات الاحتلال الإسرائيلي تعتقل 37 فلسطينيًا من الضفة الغربية
  • قوات الاحتلال الإسرائيلي تعتقل 37 فلسطينيًا من الضفة الغربية
  • بالعلاء: الإمارات ترسخ ريادتها المناخية دولياً