جريدة الرؤية العمانية:
2025-12-13@05:47:47 GMT

"المارد"

تاريخ النشر: 23rd, March 2025 GMT

'المارد'

 

 

أحمد الرحبي

 

طاقات الإنسان الكامنة بداخله لا تحدها حدود، وهي تشكل تناقضًا مع الهشاشة والضعف الباديين عليه من الوَهلة الأولى، حال الإنسان، فعندما يُواجه مُشكلة أو مُعضلة، وتدفعه بعض المواقف في الحياة، إلى التَّحدي وجها لوجه، وتحشره إلى الزاوية، بلا ما لا مناص منه من مواجهة مصير قد يؤدي إلى حتفه، تستيقظ عندها قوى المقاومة الشرسة الكامنة في داخله، وهي القوى التي صقلتها ودربتها تجارب صراع البقاء، وتحدي الصعوبات والمخاطر التي تُهدد حياته، المطبوعة في جيناته الوراثية عبر ملايين الأجيال، صقل ودربة نتجت عن مواجهة المخاطر والأخطار التي تحيق به، استجابة لغريزة البقاء وحفظ الحياة وصيانتها.

تكمن هذه القوة والطاقة الجبارة في الإنسان، متوارية في داخله كبركان خامد، وذلك بغض النظر عن كون هذا الإنسان هو إنسان هادئ أو إنسان مسالم، أو كونه إنساناً لا تبدو عليه من الوهلة الأولى صفات القوة والعزيمة والجلد، في سلوكه وتعامله مع الأمور ومواجهته لها.

وتحت تحفيز الخطر وبدافع من مواقف صعبة وقاسية يتعرض لها الإنسان، تتحدد ردود أفعاله التي تأتي مفاجئة وغير متوقعة، وهي ردة الفعل التي يتحول فيها الإنسان خلال ثانية واحدة وبقدرة قادر في امتلاك زمام الأمر، واستعادة المبادرة في التصرف مهما كان الخطر مُحدِّقًا، والنجاة بأعجوبة من مصير مُحقق.

هذه الثانية العجيبة من التحول التي تقلب التوازنات في اللحظات الأخيرة، يستغرق الأديب المصري يوسف إدريس- تشيخوف القصة العربية كما يُعرف- التنقيب فيها، ثماني صفحات كاملة، بما يقارب ألفي كلمة، من البحث والاستقصاء، لثانية أو برهة من الزمن تعدل عمرًا كاملًا؛ حيث يبحث في قصته "المارد" بشكل عميق -كعادته في قصصه-، في برهة الانتفاض في وجه الخطر، والدافع الغريزي، في التعامل معه ومجابهته، وهي مجابهة يكون الإنسان معد لها منذ آلاف السنين وتكون على أساسها، عبر الخبرات المتراكمة في مواجهة تقلبات الطبيعة وتطور غريزة البقاء لديه، والنجاة في صراعه مع الطبيعة ومع وحوشها الكاسرة وأخطارها الداهمة.

القصة تكشف عن قانون طبيعي يتعلق بالمنطقة اللاوعية في الإنسان، وما ينبجس منها، في لحظات الخطر وفي حالات التحدي القاسية التي قد نواجهها في حياتنا، من قوة مادية هائلة، وطاقة معنوية جبارة، طاقة وقوة المارد.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

الخارجية الروسية: زيلينسكي ليس لديه أي فرصة لإعادة انتخابه بشكل قانوني


صرحت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، بأن فلاديمير زيلينسكي حريص على البقاء في السلطة، مؤكدة أنه لا يملك أي فرصة لإعادة انتخابه بشكل قانوني.

وقالت زاخاروفا: "من الواضح أن زيلينسكي يريد البقاء في السلطة، ولا أحد يشك في ذلك. ولكن من المؤكد أيضا في أنه لا توجد لديه فرصة لإعادة انتخابه بشكل قانوني".

وأشارت إلى أن زيلينسكي لن يتمكن من الفوز بالانتخابات إلا باستخدام "السيناريو المولدوفي" الذي حظي "بمباركة" الغرب.

يذكر أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب صرح في وقت سابق بأن للأوكرانيين الحق في اختيار رئيس الدولة، وأن الوقت الحالي مناسب لذلك، مشيرا إلى أن السلطات تستخدم الأحكام العرفية كذريعة لعدم إجراء التصويت.

ووصف ترامب رئيس نظام كييف زيلينسكي، في فبراير الماضي، بأنه "دكتاتور بلا انتخابات"، مؤكدا أن تقييمه انخفض إلى 4%.

كما أعرب زيلينسكي من جهته عن استعداده لإجراء انتخابات في البلاد، وفي نوفمبر، أفاد نائب الرادا الأوكرانية (البرلمان) ياروسلاف جيليزنياك بأن تقييم زيلينسكي انهار بشكل خطير بعد فضيحة الفساد، مؤكدا أن سكان أوكرانيا سيفضلون أي مرشح آخر بدلا عنه

مقالات مشابهة

  • هل كل إنسان له قرين؟.. لديك 3 في الدنيا وأمر واحد يُضعف شيطانك
  • رقم صادم.. محام يدق ناقوس الخطر من عدد الطلاق اليومي في مصر
  • “قداسة البابا “: من الأسرة يخرج القديسون وهي التي تحفظ المجتمع بترسيخ القيم الإنسانية لدى أعضائها
  • 5 أندية ضمنت البقاء في دوري أبطال أوروبا.. ما موقف ليفربول؟
  • عاصفة شرق المتوسط: مصر خارج دائرة الخطر وبايرون تدخل بلاد الشام
  • الخارجية الروسية: زيلينسكي ليس لديه أي فرصة لإعادة انتخابه بشكل قانوني
  • صرخات تحت المطر.. 1.29مليون إنسان في غزة يواجهون شتاء الموت بلا مأوى
  • قومي المرأة بالإسكندرية" يدق ناقوس الخطر: دعوات للتصدي لظاهرة التحرش
  • لون القيء الأخضر المائل للأصفر يدق ناقوس ‫الخطر
  • من الخرطوم .. تحذير من مدير جهاز المخابرات السوداني .. الخطر ما زال قائمًا