سودانايل:
2025-06-26@22:04:24 GMT

المجتمع الدولي و«الحلقة الشريرة» في السودان

تاريخ النشر: 24th, March 2025 GMT

في مقالنا السابق، انتقدنا ما اعتبرناه قصورا من المجتمع الدولي في التعامل مع الكارثة الإنسانية في السودان، وذلك بالاستناد إلى ما دار في جلسة مجلس الأمن الدولي بتاريخ 13 مارس/آذار الجاري التي استمعت إلى تقارير صادمة من منظمة «اليونسيف» ومنظمة «أطباء بلا حدود» عن المعاناة غير المسبوقة في البلاد. واعتبرنا هذا الانتقاد مدخلا لمناقشة الجانب السالب من إسهامات الخارج الدولي والإقليمي، واختصارا سنكتب المجتمع الدولي، في المشهد السياسي في السودان.


تدخلات المجتمع الدولي في هذا البلد أو ذاك، يمكن تبريرها بثلاثة عوامل رئيسية، أولها، هو تدخل موضوعي وحتمي مادمنا اليوم نعيش عصر العولمة الذي لا يقبل العزلة والانعزال وتحكمه قوانينه التي لا فكاك منها وتفرض التفاعلات والتداخلات بين مكوناته. وفي البلدان النامية، «العالم الثالث» مستوطن الأزمات والكوارث السياسية والاجتماعية، دائما ما تأتي هذه التدخلات تحت عنوان فض النزاعات وتحقيق السلام ومنع انتقال وتوسع التوترات والصراعات خارج البلد. والعامل الثاني هو سعي المجتمع الدولي الدؤوب لضمان مصالحه الاقتصادية والتجارية والاستراتيجية، وتجفيف منابع الإرهاب وضمان الاستقرار العالمي. وبالطبع، نحن نتفهم ونقبل هذا السعي الدؤوب، ولكن في نفس الوقت نقول، وبكل حزم وصرامة، لا يمكن أبدا قبول أن تكون مصالح المجتمع الدولي على حساب مصالح شعوبنا. أما العامل الثالث، فيتوفر عند اشتداد التأزم في البلد، وفشل النخب السياسية الوطنية في معالجة الأزمات التي تعصف بالبلاد حد تفاقم النزاعات والصراعات السياسية والاجتماعية والإثنية، السودان نموذجا، مما يدفع المجتمع الدولي لاستدعاء التدابير الأممية وقوانين الشرعية الدولية للتدخل وتقديم الحلول ومحاولة فرض الاستقرار، كما هو الحال في قضايا الحرب والسلام والكوارث الإنسانية…إلخ.
ومع إقرارنا بموضوعية مساهمة المجتمع الدولي في حل أزمات بلداننا وقبولنا لها، إلا أننا في نفس الوقت نفرق، وبوعي تام، بين هذه المساهمة كظاهرة موضوعية حتمية، بل ومطلوبة، وبين محتوى الحلول المضمنة فيها، والتي قد تتعارض مع تطلعاتنا، وأحيانا ربما تزيد الواقع تأزما وتعقيدا، مهما كانت عظمة وقوة حجة علماء السياسة وبنوك التفكير المرتبطة بمراكز اتخاذ القرار في المجتمع الدولي. نعم، قدم لنا المجتمع الدولي خدمات جليلة وحقق إنجازات إيجابية لا يمكن إنكارها، وأخمد بؤر التوتر في العديد من البلدان، سيراليون وساحل العاج ومالي وأفريقيا الوسطى والعراق وليبيا وإثيوبيا…الخ. لكن تشظيات وارتدادات الأزمة في هذه البلدان ظلت كما هي، محدثة انفجارات داوية من حين لآخر. بل وبعضها اقترب إلى ما يشبه إندثار الدولة، كالصومال مثلا. والسودان لم يكن استثناء، حيث ظلت أزماته، ولعشرات السنين، مطروحة على بساط البحث والعلاج في دهاليز المجتمع الدولي، وواقعه يزداد تأزما مع كل صباح جديد. إبان حكم البشير وحربه في جنوب السودان، استقبل الشعب السوداني، بفرح يشوبه القلق، فكرة التدخل الدولي لحل الأزمة في البلاد، خاصة وأن «الروح بلغت الحلقوم» وكان يظن خيرا في الحلول المطروحة/المفروضة من علماء ومفكري المجتمع الدولي وخبرائه في السياسة وفض النزاعات، بأنها ستوقف الحرب وتحقق التحول الديمقراطي وتحفظ وحدة السودان.

وكانت النتيجة الصدمة عندما انفصلت جمهورية جنوب السودان وتفكك السودان إلى دولتين ما لبث أن اندلعت بينهما حرب دامية ضروس، أما التحول الديمقراطي فغاب عن المشهد. ثم توالت حلول ومبادرات المجتمع الدولي، المعلبة والعابرة للقارات، دون أن تمنع انفجار الحرب المدمرة في 15 أبريل/نيسان 2023، ودون أن تضع حدا لها أو تعالج تداعياتها الكارثية والمتفاقمة يوميا، حتى أن الذهن أصبح أقرب إلى قبول ما يطرحه البعض من اشتراك بعض دوائر المجتمع الدولي في مؤامرة محكمة تهدف إلى إعادة تشكيل السودان إلى دويلات على أساس إثني. وللأسف، هناك من يتبنى هذه الرؤية/المؤامرة داخل بعض المكونات السودانية.
وبعيدا عن نظرية المؤامرة، فإن هذه الجوانب السالبة وما يترتب عنها في محتوى الحلول والخدمات الجليلة التي ظل يقدمها المجتمع الدولي لعلاج مشكلات بلداننا، وتحديدا في السودان، تدفعنا إلى الاستنتاج في إمكانية ترشيح المجتمع الدولي ليكون ضمن مكونات «الحلقة الشريرة» في السودان، أو على الأقل مغذيا لفعلها. نعلل لاستنتاجنا هذا بالنقاط التالية:
أولا: الحلول التي يقدمها المجتمع الدولي لعلاج الأزمات المتفجرة في دولنا، ومنها السودان، دائما ما تكون مؤقتة وهشة وانتقائية وجزئية، ودائما ما تنطلق من أفكار مسبقة يغلب عليها الطابع الأكاديمي والإصلاحي، وهذا مفهوم وطبيعي، وقد تحقق متنفّسا، لكنها لا تمس جذور الأزمة، وتحقق فقط تغييرا شكليا، يركز مثلا على هيكل الحكم. وحتى عندما يقترب الحل المطروح من الشمول ومخاطبة كل التفاصيل، تهزمه آليات التنفيذ القاصرة، والتي أيضا يسيطر عليها المنهج الجزئي والانتقائي، فمثلا تحصر الحل في طرفين فقط، كما كان الحال في مفاوضات اتفاقية السلام الشامل.
ثانيا: بعد أحداث 11 سبتمبر 2001 المشؤومة، سيطرت في أطروحات المجتمع الدولي فكرة أولوية الاستقرار على الديمقراطية، متجاهلة العلاقة الجدلية بين الاثنين، وفارضة معيار خاص بدول العالم النامية للديمقراطية يخفض من سقف طموحات شعوب هذه الدول المتطلعة للديمقراطية الحقيقية وصون حقوق الإنسان، وينطلق من فرضية أن هذه الدولة غير مهيأة لاستقبال الديمقراطية الكاملة. ولنا عبرة في تجربة المجتمع الدولي في التعامل مع انتخابات السودان البرلمانية، 2010.
ثالثا: من واقع بعض السيناريوهات التي تطرحها بعض أطراف المجتمع الدولي لعلاج أزمات السودان، تولد لدينا شعور قوي بأن هذه الأطراف غير معنية بمفاهيم وتصورات وحدة السودان في إطار التنوع، وهي تغض الطرف عن القوة الكامنة التي تفرزها هذه المفاهيم والتصورات في خلق نظم ومؤسسات تستوعب الجميع وتحد من طغيان الصراع الإثني والديني. وبالمقابل، تزداد شكوك البعض حول أن هذه الأطراف تغذي المشاريع المتطلعة إلى فكفكة الروابط التي تشدنا إلى البقاء تحت راية الوطن الواحد.

نقلا عن القدس العربي  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: المجتمع الدولی فی فی السودان

إقرأ أيضاً:

موعد عرض الحلقة 11 من مسلسل «فات الميعاد» 2025‏

مسلسل فات الميعاد.. مع تصاعد الأحداث خلال الحلقات الماضية، والتي جاءت بين حدوث خلافات زوجية بين شخصيتي بسمة ومسعد، ارتفعت مؤشرات البحث من قبل المواطنين والمتابعين عن موعد عرض الحلقة الـ 11 من مسلسل فات الميعاد.

موعد عرض الحلقة الـ 11 من مسلسل فات الميعاد

ومن المقرر أن تُعرض الحلقة الـ 11 من مسلسل فات الميعاد على قناة DMC في تمام الساعة الـ 8 مساء.

بينما تُعرض الحلقة الـ 11 من مسلسل فات الميعاد على قناة DMC دراما في تمام الساعة الـ 11 مساء، وذلك من السبت إلى الأربعاء من كل أسبوع،

بينما تُعرض على منصة WATCH IT الرقمية في تمام الساعة الـ8 مساء من الجمعة إلى الثلاثاء من كل أسبوع.

مسلسل فات الميعاد مواعيد إعادة مسلسل فات الميعاد

أما بالنسبة لـ مواعيد إعادة مسلسل فات الميعاد على قناة DMC في تمام الساعة الـ2 صباحا و الـ 1:30 ظهرا، أما الإعادة على قناة DMC دراما في الـ 8 صباحا بالإضافة إلى إعادة ثانية في تمام الـ 5 مساء.

مسلسل فات الميعاد القنوات الناقلة لمسلسل فات الميعاد

يعرض مسلسل فات الميعاد على عدد من القنوات والمنصات الرقمية ومنها:

يعرض مسلسل فات الميعاد على شاشة قنوات DMC.

يعرض مسلسل فات الميعاد على شاشة قنوات DMC دراما.

يعرض مسلسل فات الميعاد على منصة watch it الرقمية.

مسلسل فات الميعاد أبطال مسلسل فات الميعاد

ويشارك في بطولة مسلسل «فات الميعاد» عدد كبير من النجوم، أبرزهم: أحمد مجدي، وأسماء أبو اليزيد، وأحمد صفوت، ومحمد علي رزق، وهاجر عفيفي، ومحمد أبو داوود، وولاء الشريف، ومحمد السويسي، ومحمود البزاوي، وسلوى محمد علي، ومحمد خميس، وحنان سليمان، والمسلسل من تأليف إسلام أدهم، ومن إنتاج إبراهيم حمودة، ومن إخراج سعد هنداوي.

مسلسل فات الميعاد قصة مسلسل فات الميعاد

ويتكون مسلسل فات الميعاد من 30 حلقة، وتدور أحداث مسلسل فات الميعاد حول طلب زوجة الطلاق من زوجها باستحالة العشرة بينهما، ولكن هذا الطلب يتحول إلى كرة ثلج تتعاظم ويتفاقم أثرها على حياة كل أبطال المسلسل، ليتورطوا جميعًا في صراع درامي شيق تتبدل فيه حياتهم، وتكشف ما تخفيه داخل نفس كل منهم، وذلك وسط عوالم مليئة بالرومانسية والحب وما تفرضه من ود وشجاعة أحيانًا، ومن خوف وجبن وتناقض في أحيان أخرى.

اقرأ أيضاًموعد عرض الحلقة الـ 9 من مسلسل فات الميعاد

محمود البزاوي ينشر صور من كواليس مسلسل فات الميعاد

«علقة موت» لـ أسماء أبو اليزيد.. تفاصيل الحلقة 3 من مسلسل فات الميعاد

مقالات مشابهة

  • ‏الخارجية الفلسطينية: عجز المجتمع الدولي عن وقف "حرب الإبادة" في قطاع غزة غير مبرر
  • ناصر الدين يدعو المجتمع الدولي لدعم النظام الصحي
  • موعد عرض الحلقة 11 من مسلسل «فات الميعاد» 2025‏
  • السودان يطالب المجتمع الدولي بتصنيف ميليشيا الدعم السريع جماعة إرهابية
  • القطاع الصحي في أفريقيا.. عادل عدوي يكشف عن التحديات ويطرح الحلول
  • مستشار أسري: الطلاق ليس أول الحلول.. فيديو
  • موعد عرض الحلقة الـ 10 من مسلسل فات الميعاد على dmc
  • موعد عرض الحلقة الـ 9 من مسلسل فات الميعاد
  • حماس تدين مجازر الاحتلال في غزة وتطالب المجتمع الدولي بالتحرك العاجل
  • إعلام قطري: ترامب يدعو تميم إلى ضبط النفس واللجوء إلى الحلول الدبلوماسية