شيخ الأزهر يوضح شروط وآداب الدعاء المستجاب
تاريخ النشر: 24th, March 2025 GMT
قال فضيلة الإمام الأكبر إن من النصوص القرآنية الدالة على اسم الله تعالى المجيب، قوله تعالى: "لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ"، وقوله تعالى أيضا: "وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ ۚ وَٱللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ"، وقوله في آية أخرى: "مَا يَكُونُ مِن نَّجْوَىٰ ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ"، ويفهم من كل هذه الآيات على ظاهرها أن هناك معية بذاته تعالى، وهذا مستحيل وغير متصور في حقه تعالى، لأن القديم يستحيل أن يتصف بحادث من الحوادث، مضيفا أن من الأدلة على اسم الله تعالى المجيب في السنة النبوية، قول نبينا صلى الله عليه وسلم: "أيها الناس إن الذي تدعون ليس بأصم ولا غائب، إن الذي تدعون بينكم وبين أعناق ركابكم"، والدليل العقلي والنقلي يمنع تفسير هذه النصوص على ظاهرها، ويؤخذ من هذا الحديث نهي نبينا "صلى الله عليه وسلم" عن الصراخ الشديد أثناء الدعاء، تلك الظاهرة التي نراها كثيرا في أيامنا هذه، فالدعاء له آداب منها "الخشوع" مصداقا لقوله تعالى: " ادْعُواْ رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً".
وبين الإمام الطيب، في الحلقة الرابعة والعشرون من برنامج "الإمام الطيب"، أن معنى اسم الله تعالى "المجيب" هو استجابة دعوة الداعي وقبولها، مصداقا لقوله تعالى: " قَالَ قَدْ أُجِيبَت دَّعْوَتُكُمَا فَٱسْتَقِيمَا وَلَا تَتَّبِعَآنِّ سَبِيلَ ٱلَّذِينَ لا يعلمون"، والمعنى الثاني هو إعطاء السائل ما طلبه، والإعطاء فعل، وبهذا المعنى يكون من صفات الأفعال، لافتا أن هناك معنى ثالث لاسم الله تعالى "المجيب" وذلك من قوله صلى الله عليه وسلم: "إنَّ ربَّكم حييٌّ كريمٌ يستحيي من عبدِه أن يرفعَ إليه يدَيْه فيرُدَّهما صِفرًا أو قال خائبتَيْن"، بمعنى استجابة الدعاء وهي هنا صفة فعل، فإذا كان المعنى يعطي السائل طلبه فهذا من صفة الأفعال، أما استجابة الدعاء فهو من صفات الذات.
وأكد فضيلته أن للدعاء المستجاب شروط أولها أن يكون المطعم حلالا، والشرط الثاني أن لا يكون لاهيا، بمعنى أن يكون الدعاء مع حضور القلب والخشوع والثقة في كرم الله تعالى وفضله، وثالث الشروط ألا يسأل شيئا مستحيلا في العقل ولا في العادة، كأن يقول على سبيل المثال: "اللهم ارزقني بيتا في المريخ"، فهذا من المستحيلات ولا يجوز دعاء الله تعالى به، أو أن يكون الدعاء لطلب المال والجاه للتفاخر، فهذا غرض فاسد، أما لو كان الدعاء طلبا للمال لينعم به وينعم الآخرين معه، فهذا مشروع.
واختتم فضيلته بتوضيح آداب الدعاء، ومن أهمها خفض الصوت مصداقا لقوله تعالى: "وَلا تَجْهَرْ بِصَلاتِكَ وَلا تُخَافِتْ بِهَا وَابْتَغِ بين ذلك سبيلا"، وقوله في آية أخرى: "ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً ۚ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ"، والمعتدي هو الذي يجاوز حدود الصوت المعتدل في الدعاء، ومن آداب الدعاء أيضا رفع اليدين، فقد كان نبينا صلى الله عليه وسلم يرفعهما حتى يُرى بياض إبطه، وأن يوقن بالإجابة، وأن يفتتح الدعاء بالثناء على الله تعالى، وبالصلاة على النبي ص، وفي آخر الدعاء كما قلنا يمسح وجهه بيديه، لافتا أن آداب الدعاء مستحبة، وإذا فقدت قد يستجاب الدعاء، أما الشروط فهي واجبة، وإذا فقدت فقد المشروط، ولا يستجاب الدعاء بدونها.
اقرأ أيضاًشيخ الأزهر يستقبل البابا تواضروس للتهنئة بعيد الفطر المبارك
شيخ الأزهر يدعو لمواجهة المخططات غير المقبولة لتهجير الفلسطينيين
بعد دعاء شيخ الأزهر له بالشفاء.. تطورات الحالة الصحية لـ البابا فرانسيس
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: الإمام الأكبر برنامج الإمام الطيب شيخ الأزهر صلى الله علیه وسلم آداب الدعاء شیخ الأزهر الله تعالى
إقرأ أيضاً:
امام وخطيب المسجد النبوي: العلم من أعظم النعم فيه تسموا وتنتصر الأمم
أوصى إمام وخطيب المسجد النبوي فضيلة الشيخ عبدالله البعيجان، المسلمين بتقوى الله وطاعته قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ).
وأوضح فضيلته في خطبة الجمعة التي ألقاها اليوم في المسجد النبوي، أن استقبال العام الدراسي الجديد يكون بالجد والبذل والعمل، مبينًا أن العلم صفة كمال لله فهو بكل شيء عليم وهو الذي علم الإنسان ما لم يعلم قال جلَّ وعلا: (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (1) خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ (2) اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ (3) الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ (4) عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ).
وأكد إمام وخطيب المسجد النبوي أن العلم من أعظم النعم فيه تسموا وتنتصر الأمم وهو أفضل الطاعات وأزكى القربات وقد حث القرآن على طلب العلم، وأمر النبي صلى الله عليه وسلم بطلب الزيادة منه قال جلَّ من قائل: (وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا).
وأشار فضيلته إلى أن الله تعالى أشاد بمنزلة العلماء قال تعالى: (إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ)، كما أمر بالرجوع إليهم قال تعالى: (فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ)، وحث النبي صلى الله عليه وسلم على طلب العلم ففي الحديث (من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين) وقال: (من سلك طريقًا يلتمس فيه علمًا سهل الله له به طريقًا إلى الجنة).
وبين إمام وخطيب المسجد النبوي لطلبة العلم، أن العلم حياة القلوب وطلبه قربة وبذله صدقة ومدارسته عبادة والحاجة إليه أعظم من الحاجة إلى الطعام والشراب، موضحًا أنه لا عذر في الانقطاع عن تحصيله فكل الوسائل متاحة.
وتابع فضيلته القول: “إن المسؤولية تقع على المعلم في تعلم العلم وتعليمه وبذل النصح والتوجيه، كما أن على الآباء تفقد ومتابعة الأبناء في تحصيلهم العلمي ومساعدة المعلمين والجهات التعليمية بتوفير الظروف والأدوات اللازمة فهو من أعظم القربات وأجل الطاعات” ففي الحديث عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له) والأخذ بأسباب صلاح الأبناء بتعليمهم وتربيتهم.