شجع مسؤول أممي، رئيسَ جنوب السودان ونائبه الأول على الاجتماع لحل خلافاتهما بشكل بنّاء، وإصدار بيان عام مشترك مطمئن.

التغيير: وكالات

قال الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في جنوب السودان نيكولاس هايسوم إن الوضع المتدهور في البلاد يدفع إلى التقييم بأن جنوب السودان يتأرجح على شفا تجدد الحرب الأهلية.

وفي تصريحات عبر الفيديو للصحفيين في مقر الأمم المتحدة في نيويورك، أشار هايسوم الذي يرأس بعثة الأمم المتحدة لحفظ السلام في جنوب السودان (أونميس) إلى تدهور الوضع السياسي والأمني بشكل ملحوظ منذ أن اجتاح الجيش الأبيض، وهو ميليشيا شبابية، ثكنات كانت تحتلها سابقا قوات الدفاع الشعبي لجنوب السودان في ناصر في الرابع من مارس.

وأضاف أنه ردا على ذلك، تتعرض المجتمعات في جميع أنحاء أعالي النيل لقصف جوي مستمر باستخدام عبوات وقنابل برميلية، يُزعم أنها تحتوي على سائل شديد الاشتعال يعمل كمسرّع للانفجار.

وقال المسؤول الأممي بحسب مركز أخبار الأمم المتحدة: “تتسبب هذه الهجمات العشوائية على المدنيين في خسائر بشرية كبيرة وإصابات مروعة، لا سيما الحروق، بما في ذلك بين النساء والأطفال. ويقدر شركاؤنا في المجال الإنساني أن ما لا يقل عن 63,000 شخص قد فروا من المنطقة”.

وأشار إلى ورود تقارير عن مزيد من التعبئة لقوات الجيش الأبيض وقوات الدفاع الشعبي في أعالي النيل، والتي يُزعم أنها تضم أطفالا جُندوا قسرا في صفوف التشكيلات المسلحة.

وقال إن هذا الأمر، بالإضافة إلى نشر قوات أجنبية بناء على طلب حكومة جنوب السودان، يزيد من تأجيج الخوف والقلق في جميع أنحاء البلاد.

وأضاف أنه على الصعيد السياسي تم استبدال بعض كبار المسؤولين العسكريين والمدنيين المنتمين إلى الحركة الشعبية لتحرير السودان المعارضة أو إقالتهم من مناصبهم الرسمية بينما تم اعتقال آخرين أو اختبأوا أو فروا من البلاد.

مخرج واحد من دوامة الصراع

وقال الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في جنوب السودان إن بعثة الأمم المتحدة تجري دبلوماسية مكوكية مكثفة إلى جانب شركاء السلام الدوليين والإقليميين، بما في ذلك الاتحاد الأفريقي، والهيئة الحكومية للتنمية (إيغاد)، ولجنة الرصد والتقييم المشتركة المُعاد تشكيلها.

وشدد على أنه لا يمكن لجهود المجتمع الدولي الرامية إلى التوسط في حل سلمي أن تنجح إلا إذا كانت الأطراف نفسها مستعدة للانخراط ووضعت مصالح شعوبها فوق مصالحها الخاصة.

وحذر من أن “البديل هو الانزلاق إلى صراع من شأنه أن يمحو جميع المكاسب التي تحققت بشق الأنفس منذ توقيع اتفاق السلام عام 2018. ومن شأنه أن يُدمر ليس جنوب السودان فحسب، بل المنطقة بأسرها، التي لا تستطيع ببساطة تحمل حرب أخرى”.

وأضاف أن الرسالة الجماعية للمنطقة والمجتمع الدولي واحدة، وهي “ما زلنا مقتنعين بأن هناك مخرجا واحدا فقط من دوامة الصراع، وهو العودة إلى اتفاق السلام المُنشط، نصا وروحا”.

وشجع هايسوم، رئيسَ جنوب السودان ونائبـَه الأول على الاجتماع لحل خلافاتهما بشكل بنّاء، وإصدار بيان عام مشترك يُطمئن جميع أبناء جنوب السودان على التزامهما الموحد والثابت بالسلام.

الوسومأعالي النيل أونميس إيغاد الاتحاد الأفريقي الجيش الأبيض الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في جنوب السودان بعثة الأمم المتحدة نيكولاس هايسوم نيويورك

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: أعالي النيل أونميس إيغاد الاتحاد الأفريقي الجيش الأبيض بعثة الأمم المتحدة نيويورك فی جنوب السودان الأمم المتحدة المتحدة فی

إقرأ أيضاً:

تفاصيل وخفايا معركة العوينات : تحالفات المرتزقة والارهاب

فى الأخبار ، أن اشتباكات حدثت بين القوات المشتركة السودانية مع قوة ليبية فى منطقة (العوينات) ، وان الطرف الليبيي هو كتيبة (سبل السلام)..
قائد الكتيبة الليبية الشيخ هاشم عبدالرحمن قال (إن ما حدث مجرد سوء تفاهم ، ونتج عنه 2 من القتلى السودانيين وأسير واحد ، وثلاثة أسرى من الجانب الليبيى وجار نقاش لتبادل الأسرى ووضع آليات تفادي هذا الاشكال) ، وبينما تم ترويج الحديث بتوسع وكثافة فى ليبيا ، فقد اقتصر النقاش حوله فى السودان على منصات محدودة ومن جانب كونه (تدمير عتاد) ، والأمر أبعد من ذلك وفق بينات كثيرة..
فى اغسطس 2024م ، نشرت منصة القدرات العسكرية السودانية تقريراً عن دعم بعض الأطراف الليبية لمليشيا الدعم السريع المتمردة ، وورد بوضوح دور هذه الكتيبة ، وجاء فيه ( لواء سبل السلام متورط بشكل أساسي فى تسهيل امدادات الدعم السريع بالوقود والسيارات وزيوت محولات الكهرباء ، كما يكرس اللواء الطرق الآمنة لمرور المرتزقة الاجانب) ، ومما يعزز معلومات منصة القدرات العسكرية السودانية هو وجود اعداد كبيرة من مرتزقة قبائل التبو الليبية بالإضافة إلى مجموعات ذات توجهات (ارهابية) من منطقة شمال وغرب القارة الافريقية حيث تربط آمر الكتيبة صلات وثيقة مع هذه المجموعات..
وكشفت تحقيقات فرانس 24 ، (26 يناير 2025م) عن تورط هذه الكتيبة فى مهام تهريب المرتزقة الاجانب (كشفت تحقيقات صحفية، أجرتها قناة “فرانس 24″، عن ( تورط قوات قائد القيادة العامة، خليفة حفتر ، في تهريب أسلحة ومرتزقة إلى السودان، لصالح قوات الدعم السريع، رغم الحظر الأوروبي المفروض على تصدير السلاح إلى السودان.
ووفقا لتحقيق القناة فان ( شحنة قذائف هاون بلغارية الصنع من الإمارات إلى شرق ليبيا، قبل أن تنقل برا عبر الصحراء إلى السودان، وتولت كتيبة تعرف باسم “لواء سبل السلام”، المتمركزة قرب مدينة الكفرة، مسؤولية تأمين الطريق الذي تستخدمه القوافل المسلحة.
كما أظهرت التحقيقات أن مرتزقة كولومبيين، عبر شركات كولومبية وإماراتية، تم نقلهم من أبوظبي إلى مدينة بنغازي، كما خضعوا لتدريبات وإشراف من قبل عناصر تابعة لقوات الدعم السريع، قبل توجههم إلى السودان.
وأكد باحثون أن هناك تحالفًا غير معلن بين حفتر وقوات الدعم السريع، يعود إلى مرحلة الحرب الليبية، حيث يعتقد أن قوات الدعم السريع قدمت دعما لحفتر، وفي المقابل يرسل حفتر ذخيرة وأسـ.ـلحة ومنتجات نفطية لقوات الدعم السريع)..
بالرغم من أن تكوينها جاء من خلال تبرعات ما اسموه (الجماعات السلفية) ، إلا أن الكتيبة اصبحت تحت رئاسة القيادة العامة للقوات الليبية وتحت اشراف مباشر من صدام خليفة حفتر ، فكيف نشأت ومن هو آمرها الشيخ هاشم عبدالرحمن ؟..
من ابرز محطات الشيخ هاشم هو دوره فى كتيبة ثوار ليبيا 2012م بالجنوب ثم انخراطه في حرس الحدود ومحاربة مهربي السلاح والذخائر والمخدرات فى المثلث الحدودي..
فى العام 2014م ، وبعد تقاعده عن كتيبة ثوار ليبيا ، عاد إلى الميدان وبدأ فى جمع تبرعات من رجال الاعمال لتأمين منطقة الكفرة ، وتوسعت ادوار الكتيبة بعد تبعيتها إلى قوات حفتر واحلالها بدلاً عن كتيبة ثوار ليبيا…
وللشيخ هاشم علاقة وثيقة بالحركات والجماعات الجهادية فى الغرب الافريقي..
فى 6 مايو 2025م ، اعاد موقع “أفريكا إنتيليجنس” للأذهان دور الكتيبة وجاء فى تقريره ( إن مجموعة “سبل السلام” المسلحة التي تستقر في الكفرة وتنشط في مناطق جنوب شرق ليبيا قرب الحدود الليبية مع تشاد والسودان ومصر تثير القلق بين الحكومات الغربية.
وقال الموقع إنه منذ اندلاع الصراع في السودان، شوهدت قوافل من البنزين والأسلحة تتحرك باتجاه الحدود الليبية مع السودان في المنطقة التي يسيطر عليها أفراد “سبل السلام”، وتشير هذه التحركات إلى وجود اتصال بين الميليشيا وقوات الدعم السريع التابعة لـ”حميدتي)..
كل هذه الاشارات تؤكد ثلاث حقائق مهمة:
– أن بلادنا تخوض حرباً ومؤامرة ذات أطراف متعددة ومصالح متعددة ، وفى سبيل ذلك تم توظيف كل وسيلة للخراب والدمار والمرتزقة والسلاح والموارد ، وهذه واحدة من تلك الآليات..
– أن وصول متحرك محور الصحراء إلى المثلث الحدودي يمثل نقطة محورية فى المعركة ، حيث قطع شريان الدعم المفتوح من ليبيا واحداث خلخلة فى التحالفات الخفية ، وهذه ابعاد استراتيجية لا يدركها البعض أو حتى ليس له الوقت للنظر إليها وهو مستغرق فى قضايا والاحداث اليوم..
– وثالثاً: الخفي فى الاجندة الأجنبية أكثر وأكبر مما يبدو ، وكل يوم نستكشف أبعاداً جديدة تتجاوز قدرات المليشيا المجرمة إلى ادوار شبكات قوى دولية واستخبارات عالمية وجماعات من تجار الحروب من العابرين للحدود.
حفظ الله البلاد والعباد..
د.ابراهيم الصديق علي
7 يونيو 2025م..

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • مسؤول أممي سابق لـعربي21: يجب فرض عقوبات دولية رادعة على إسرائيل
  • تفاصيل وخفايا معركة العوينات : تحالفات المرتزقة والارهاب
  • التزام أممي بتقديم الدعم الفني للجنتي المجلس الرئاسي الليبي
  • ترحيب أممي بتشكيل لجنتين لمعالجة التوترات الأمنية وحقوق الإنسان في ليبيا
  • الكونغو الديمقراطية: صندوق الأمم المتحدة لبناء السلام يكشف عن خطته للفترة 2025-2029
  • واشنطن تجدد مطالبتها بالإفراج الفوري عن موظفي الأمم المتحدة والمنظمات والبعثات الدبلوماسية في اليمن
  • شاهد بالصورة.. رغم الحرب والظروف الإقتصادية.. السودان أرخص الدول العربية في تكلفة شراء “خروف” الأضحية ومتابعون: (رغم كل شيء نحن الأرخص فمن يستطيع حصارنا)
  • غوتيريش يؤكد ضرورة معاقبة المسؤولين عن مقتل الموظفين الأمميين بغزة
  • جوتيريش يحثّ قادة العالم على بذل الجهود لحل الدولتين
  • خطة ترمب لإيقاف حرب السودان ومستقبل الإسلاميين