في عالمٍ يعجّ بالتحديات قد يجد بعض الأفراد أنفسهم محاصرين داخل إطارٍ ذهنيّ سوداوي يرون فيه العالم بمنظورٍ قاتم و مُظلم حيث تهيمن السلبية على أفكارهم وتصوراتهم. هذه النظرة السوداوية ليست مجرد شعور عابر بالتشاؤم بل هي نمط تفكير متجذر قد يؤثر على القرارات والعلاقات وحتى الصحة النفسية للفرد
تتجلى النظرة السوداوية في الميل إلى تضخيم المشكلات وتوقع الأسوأ دائمًا واعتبار النجاح مجرد صدفة عابرة بينما الفشل مصير حتمي هذا النمط من التفكير يضعف القدرة على اتخاذ قرارات موضوعية ويؤثر على العلاقات الاجتماعية، حيث يميل الفرد السوداوي إلى العزلة أو تبني موقف عدائي تجاه الآخرين كما أن هذا التشاؤم المستمر قد يتحول إلى نبوءة تحقق ذاتها
ورغم أن النظرة السوداوية قد تبدو للبعض على أنها نوع من الواقعية الحذرة فإنها في الحقيقة تقود إلى فخ فكري يُحرم صاحبه من رؤية الاحتمالات الإيجابية فالتوازن بين النقد الواقعي والتفكير الإيجابي هو ما يسمح للشخص باتخاذ قرارات عقلانية دون الوقوع في فخ الأوهام أو التشاؤم المفرط و هنا تظهر أهمية إعادة النظر في طريقة التفكير وتبني منظور أكثر مرونة، يقوم على تحليل الوقائع دون تهويل أو تهوين.
ولتجاوز هذه النظرة القاتمة يحتاج الإنسان إلى إعادة برمجة عقله من خلال التركيز على الإيجابيات وممارسة الامتنان والابتعاد عن مصادر السلبية التي تغذي التشاؤم كما أن الانخراط في الأنشطة المحفزة والتعرض لأفكار جديدة يمكن أن يساعد في كسر دائرة التفكير السوداوي
ختامًا، النظرة السوداوية ليست قدَرًا محتوماً بل هي عادة ذهنية يمكن تغييرها من خلال الوعي والتمرن المستمر على التفكير المتوازن فالحياة ليست مثالية لكنها أيضًا ليست كارثية كما يعتقد البعض وبين هذين النقيضين يكمن مجال واسع من الاحتمالات التي يمكن استكشافها إذا تحرر الإنسان من قيود التشاؤم وسمح لنفسه برؤية الضوء وسط العتمة.
fatimah_nahar@
المصدر: صحيفة البلاد
إقرأ أيضاً:
حديث إيراني عن إعادة تشغيل سريعة للبرنامج النووي.. ليست مستعجلة على المفاوضات
أكدت مصادر إيرانية مطلعة، أن محادثات غير رسمية انطلقت بالفعل في دولة أوروبية بين طهران وواشنطن، بوساطة دولية، تمهيدا لحوار مرتقب بين مبعوث البيت الأبيض ستيف ويتكوف وعراقجي وفقا لصحيفة "الجريدة" الكويتية.
اشترط نائب وزير الخارجية الإيراني مجيد تخت روانجي، في مقابلة مع هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، استبعاد الولايات المتحدة تنفيذ ضربات جديدة على إيران قبل استئناف أي محادثات دبلوماسية معها، مشيرًا إلى أن طهران لم تتفق بعد على موعد أو آليات للحوار.
وقال تخت روانجي في المقابلة، "نسمع أن واشنطن تريد التحدث معنا"، مضيفا "لم نتفق على تاريخ محدد. ولم نتفق على الآليات".
وقال "نسعى للحصول على إجابة على هذا السؤال: هل سنشهد تكرارا لعمل عدواني ونحن منخرطون في حوار؟"، مشيرا إلى أنّ الولايات المتحدة "لم توضح موقفها بعد".
وأوضح نائب وزير الخارجية الإيراني أنّ طهران أُبلغت بأنّ واشنطن لا تريد "الانخراط في تغيير للنظام في إيران" عبر استهداف المرشد الأعلى آية الله علي خامئني.
في المقابل، قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت، إن "واشنطن لا تزال منخرطة في اتصالات مباشرة وغير مباشرة مع الإيرانيين"، مبينة أن ويتكوف يواصل جهوده الدبلوماسية مع أطراف متعددة، بما في ذلك القنوات الخلفية الإيرانية في تصريح يناقض إعلان ترامب أنه لم تُجر أي محادثات مع إيران منذ قصف الجيش الأمريكي ثلاث منشآت نووية إيرانية هي نطنز وأصفهان وفوردو.
وسبق أن نقلت وكالة "إرنا" عن وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي تأكيده أن "الوقت لم يحن بعد لاستئناف المفاوضات"، مرجعا ذلك إلى غياب الضمانات الأمريكية الأمنية، خصوصا بعد الهجمات الجوية على منشآت نووية خلال النزاع الأخير.
وتابع، "لا يمكننا التفاوض تحت القصف، لكنه أكد في مقابلة مع شبكة "سي بي إس" الأمريكية أن أبواب الدبلوماسية لا تزال مفتوحة، ما يترك الباب مواربا أمام احتمال العودة إلى طاولة الحوار في حال توافرت الظروف السياسية والأمنية المناسبة بما في ذلك حصول إيران على ضمان أمني بأن واشنطن لن تهاجمها مجدداً. وفي تعليق على الأضرار التي لحقت بالمنشآت النووية،
كما شدد عراقجي على أن "الضربات لم تُزل قدرة إيران على التخصيب، فالتكنولوجيا لا تُقصف" مشيرا إلى أن بلاده قادرة على إعادة تشغيل منشآتها المتضررة في وقت قصير جدا.