وسط تضارب التقارير حول “حقيقة الأوضاع الميدانية في العاصمة السودانية الخرطوم، التي شهدت العديد من معالمها دمارا هائلا خلال الساعات الماضية، مع اندلاع حرائق ضخمة في مناطق بشرق ووسط المدينة”، نقلت منصات إعلامية عن شهود عيان رصدهم “لتحركات بأعداد كبيرة لقوات الدعم السريع من وسط وشرق الخرطوم في اتجاه منطقة جبل أولياء بجنوب الخرطوم”.

ونشر ناشطون صورا “تظهر حجم الدمار الهائل الذي لحق بالقصر الرئاسي في وسط الخرطوم، ومبنى قاعة الصداقة في الجزء الشمالي الغربي من المدينة، وعدد من المباني والمنشآت الرئيسية بسبب القصف الجوي والمدفعي”.

وتزامنا مع وصول وحدات من الجيش والمجموعات المقاتلة معه إلى مناطق في شرق الخرطوم، تحدثت تقارير عن “انتهاكات كبيرة في حق السكان المدنيين خصوصا في منطقة الجريف”، وأكدت مجموعة محامو الطوارئ- هيئة حقوقية- “تعرض المدنيين لانتهاكات جسيمة جراء العمليات العسكرية المتصاعدة”.

وأوضحت في بيان، يوم الثلاثاء: “منذ دخول الجيش محلية شرق النيل، ارتكبت جرائم جسيمة وانتهاكات ممنهجة، ما أدى إلى سقوط أعداد كبيرة من الضحايا، وتفاقمت الأوضاع الإنسانية بشكل خطير”.

وأشار البيان الى “مقتل واصابة عدد من المدنيين في منطقة الجريف إثر قصف عنيف تعرضت له من اتجاه القيادة العامة للجيش في وسط الخرطوم والتي يقول الجيش إنه يسيطر عليها منذ السبت”.

وأضاف البيان “تسببت الانتهاكات في تدهور خطير للوضع الإنساني، حيث يعاني السكان من نقص حاد في الغذاء والدواء، مع استمرار العراقيل أمام وصول المساعدات الإنسانية، مما يشكل خرقا واضحا لالتزامات أطراف النزاع بموجب القانون الدولي الإنساني”.

ودعت مجموعة محامو الطوارئ إلى “دعم جهود بعثتي تقصي الحقائق التابعتين للأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي لضمان إجراء تحقيق المستقل في الجرائم المرتكبة ومحاسبة المسؤولين عنها وفقًا للقانون”.

المصدر: عين ليبيا

كلمات دلالية: الجيش السوداني الجيش السوداني وقوات الدعم السريع الدعم السريع السودان

إقرأ أيضاً:

وسط تحذيرات أممية وتصاعد الأزمة الإنسانية.. خطر المجاعة يخيم على جنوب الخرطوم

البلاد – الخرطوم
وسط تصاعد الأزمة الإنسانية في السودان، أطلق برنامج الأغذية العالمي تحذيراً خطيراً من اقتراب المجاعة في مناطق واسعة جنوب العاصمة الخرطوم، مشيراً إلى مستويات مقلقة من الجوع واليأس، في ظل شح التمويل وتفاقم الأوضاع الميدانية.
وأكد لوران بوكيرا، المدير القطري لبرنامج الأغذية العالمي في السودان، في تصريحات أدلى بها للصحافيين من مدينة بورتسودان، أن “مستوى العوز واليأس الذي تم رصده ميدانيًا شديد جداً، ويؤكد اقتراب المجاعة في عدة مناطق جنوب الخرطوم”، مضيفاً أن الموارد المتاحة لا تواكب حجم الاحتياجات الفعلية، ما ينذر بكارثة إنسانية متسارعة.
مراسلون من منظمات إنسانية وفرق ميدانية عاملة في جنوب الخرطوم، أبلغوا عن مشاهد مروعة لمئات العائلات التي تعيش في مخيمات عشوائية بلا غذاء أو ماء نظيف. وأفادت تقارير بأن السكان يعتمدون بشكل شبه كامل على المعونات المحدودة التي تصلهم عبر طرق غير آمنة، حيث تعيق المعارك بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع عمليات التوزيع.
في حي “مايو” جنوب الخرطوم، شوهدت طوابير من النساء والأطفال بانتظار حصص غذائية قد لا تصل. وقال أحد العاملين المحليين في مجال الإغاثة، طلب عدم الكشف عن اسمه لأسباب أمنية، إن “الوضع يزداد سوءًا يومًا بعد يوم، كثير من الأطفال لم يتناولوا وجبة كاملة منذ أيام، وبعض الأسر بدأت تلجأ إلى أكل أوراق الأشجار”.
وبحسب تقديرات الأمم المتحدة، يواجه نحو مليوني شخص انعداماً حاداً في الأمن الغذائي على امتداد البلاد، من بينهم 320 ألفاً يعيشون بالفعل في ظروف تصنّف كمجاعة. وتشير التقديرات إلى أن ما لا يقل عن 100 ألف شخص داخل العاصمة الخرطوم وحدها يعانون من مستويات حرجة من نقص التغذية، وسط انهيار شبكات الدعم الحكومي وخروج المستشفيات عن الخدمة.
ويُصنف السودان حالياً ضمن الدول الأربع الأكثر تضرراً من سوء التغذية الحاد على مستوى العالم، مع تراجعٍ متسارع في المؤشرات الصحية والغذائية.
تعود جذور الأزمة الراهنة إلى الحرب المستمرة منذ أكثر من عامين بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، والتي أدت إلى مقتل عشرات الآلاف، وتشريد أكثر من 12 مليون شخص داخل وخارج البلاد، في ما يعتبر أكبر أزمة نزوح يشهدها العالم حالياً.
هذا النزاع لم يقتصر تأثيره على المدنيين فقط، بل تسبب أيضاً في تدمير البنية التحتية، بما في ذلك أنظمة النقل، والمرافق الصحية، وسلاسل الإمداد الغذائي، مما فاقم من هشاشة الاقتصاد السوداني المنهار أصلاً.
رغم التحذيرات المتكررة التي أطلقتها الأمم المتحدة منذ أشهر بشأن قرب نفاد الموارد الإنسانية في السودان، لا تزال الاستجابة الدولية دون المستوى المطلوب. ويطالب برنامج الأغذية العالمي الجهات المانحة بتكثيف دعمها قبل أن يتفاقم الوضع إلى مجاعة شاملة يصعب تداركها.
في ظل هذا المشهد القاتم، باتت الحاجة ملحة إلى ممرات آمنة لإيصال المساعدات، وضمان وصول المنظمات الإنسانية إلى المناطق المتضررة دون عراقيل أمنية، مع توفير تمويل فوري لتوسيع نطاق عمليات الإغاثة.
مع اقتراب السودان من حافة المجاعة، تبدو الحاجة ماسّة لتدخل دولي أكثر فاعلية وسرعة في وقف الحرب وتأمين الغذاء لملايين الجوعى، قبل أن تتحول الأزمة إلى كارثة بشرية لا تُمحى آثارها بسهولة من الذاكرة العالمية.

مقالات مشابهة

  • ترامب: سمحنا بمغادرة عائلات العسكريين الشرق الأوسط لأنه قد يصبح مكانًا خطيرًا .. فيديو
  • الدعم السريع يعلن السيطرة على المثلث الحدودي مع مصر وليبيا بعد انسحاب الجيش السوداني
  • الجيش السوداني ينسحب من منطقة العوينات الحدودية مع ليبيا ومصر
  • الجيش السوداني: تم إخلاء منطقة المثلث المطلة علي الحدود بين السودان ومصر وليبيا تمهيداً لصد العدوان
  • وسط تحذيرات أممية وتصاعد الأزمة الإنسانية.. خطر المجاعة يخيم على جنوب الخرطوم
  • نص البيان الكامل.. القيادة العامة ردًا على الجيش السوداني: روايتكم مكررة ومزاعمكم باطلة
  • تحذير أممي من تفشي المجاعة جنوب الخرطوم
  • تحذير أممي من المجاعة جنوب الخرطوم
  • إبراهيم شقلاوي يكتب: بوت الشرطة وأيام العيد النضرة
  • مكتب أطباء السودان: الخرطوم و6 ولايات أخرى تعاني من تفشي وباء الكوليرا