أكد الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، أن العقل هو نعمة إلهية ميز الله بها الإنسان عن سائر المخلوقات، وهو الذي يمكّنه من الفهم، التصديق، الحفظ، والاستدراك.

وأوضح في تصريح له، أن أي خلل يصيب هذه الوظائف، سواء بسبب إصابة في الحواس، أو الدماغ، أو ضعف الإدراك للواقع، قد يؤدي إلى الجنون أو العته، وهي حالات استثنائية تخالف الفطرة السليمة التي خلق الله الإنسان عليها.

 

موعد أذان المغرب.. لا تنس دعاء النبي عند الإفطار وبعدهموعد الإفطار اليوم 25 رمضان.. لا تنسى دعاء الصائم مستجابشيخ الأزهر: الدعاء يرد القضاء.. والإلحاح فيه عبادة ومفتاح استجابةدعاء ليلة القدر 25 رمضان.. بـ3 كلمات يسخر الله لك الأرض ومن عليها

وأضاف أن الإنسان الطبيعي والسوي هو الذي يمتلك عقلًا سليمًا، مما يجعله قادرًا على التلقي والفهم والتفاعل مع الوحي، وهذا ما يميز المؤمن الواعي في فهم الدين واستيعاب الرسالة السماوية.  

وأكد أن  الوحي اتصال رحماني بين الله والبشر، فقد يكون وحيًا مباشرًا ينزل على قلب النبي دون وسيط، وقد يكون عن طريق ملك يوصل الرسالة الإلهية، وكان جبريل عليه السلام هو سفير الوحي إلى النبي محمد ﷺ، كما قد يكون الوحي بالكلام المباشر، كما حدث مع سيدنا موسى عليه السلام، حيث خاطبه الله تكليمًا، وهو ما ورد في القرآن الكريم تأكيدًا لحقيقة هذا التواصل الإلهي.

وأكد الدكتور علي جمعة أن تبليغ الوحي هو المهمة الأساسية للأنبياء، فقد اختارهم الله ليكونوا واسطة بينه وبين البشر، وليس لهم إلا إيصال الرسالة، كما قال الله تعالى: "ما على الرسول إلا البلاغ".

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: علي جمعة سيدنا موسى المزيد

إقرأ أيضاً:

عبادة سهلة تدل على حسن إسلام العبد.. تعرف عليها

قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إن هناك الكثير من الناس يتصدّرون في غير موضعهم، ويتكلمون في غير فنّهم، فيهرف أحدهم بما لا يعرف، ويتحدث فيما لا يُحسن، وكل ذلك محسوب عليه لا له.

آداب دخول المسجد يوم الجمعة وأهم السنن فيه

واستشهد علي جمعة، بقول سيدنا رسول الله: «مِنْ حُسْنِ إِسْلَامِ الْمَرْءِ تَرْكُهُ مَا لَا يَعْنِيهِ»، وهو أدب رفيع، قلّ أن نراه في حياتنا، حيث ترى كثيرًا وقال: «كُلُّ كَلَامِ ابْنِ آدَمَ عَلَيْهِ لاَ لَهُ، إِلَّا أَمْرًا بِمَعْرُوفٍ، أَوْ نَهْيًا عَنْ مُنْكَرٍ، أَوْ ذِكْرَ اللَّهِ».

حسن إسلام المرء

وتابع: فقد تعجب قومٌ من ذلك عند سفيان الثوري رحمه الله، فقال لهم: لِمَ التعجُّب؟! إن الله تعالى يقول: ﴿لَا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِّن نَّجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ﴾ [النساء: 114]، وقال سبحانه: ﴿يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلَائِكَةُ صَفًّا لَا يَتَكَلَّمُونَ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَقَالَ صَوَابًا﴾  [النبأ: 38]. فاستدل سفيان بالقرآن على صحة الحديث، وردَّ العجب الذي قد يفضي إلى إنكاره، فإن كل كلام ابن آدم عليه لا له، إلا في هذه الثلاثة.

وعندما يقول: «من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه»، فهي كلمة جامعة تربي الإنسان على الأدب مع الله. وقد ورد عن سيدنا أبي ذر رضي الله عنه أنه سأل النبي عن صحف إبراهيم، فقال: «عَلَى الْعَاقِلِ مَا لَمْ يَكُنْ مَغْلُوبًا عَلَى عَقْلِهِ أَنْ تَكُونَ لَهُ سَاعَاتٌ: سَاعَةٌ يُنَاجِي فِيهَا رَبَّهُ، وَسَاعَةٌ يُحَاسِبُ فِيهَا نَفْسَهُ، وَسَاعَةٌ يَتَفَكَّرُ فِيهَا فِي صُنْعِ اللَّهِ، وَسَاعَةٌ يَخْلُو فِيهَا لِحَاجَتِهِ مِنَ الْمَطْعَمِ وَالْمَشْرَبِ» [ابن حبان].

وأوضح أن هذا هو العاقل: يشتغل بما يعنيه من أمر دينه لا بما يعنيه من أمر دنياه، ويستحي من الله. ويقول: «الِاسْتِحْيَاءُ مِنَ اللَّهِ حَقَّ الْحَيَاءِ أَنْ تَحْفَظَ الرَّأْسَ وَمَا وَعَى، وَتَحْفَظَ الْبَطْنَ وَمَا حَوَى، وَتَتَذَكَّرَ الْمَوْتَ وَالْبِلَى، وَمَنْ أَرَادَ الْآخِرَةَ تَرَكَ زِينَةَ الدُّنْيَا، فَمَنْ فَعَلَ ذَلِكَ فَقَدِ اسْتَحْيَا مِنَ اللَّهِ حَقَّ الْحَيَاءِ».

الحياء من الله

وذكر علي جمعة، أن هذه هي حقيقة الحياء من الرب سبحانه وتعالى: أن تحفظ الرأس وما وعى، وتأمّل في بلاغته، إذ لم يقل: احفظ عينك من النظر الحرام، ولسانك من القول الحرام، وأذنك من السمع الحرام، وأنفك من الشم الحرام، بل قال: *الرأس وما وعى*، ليشمل الفكر والتخطيط الحرام.

وأكد أنه ينبغي عليك أيها المسلم أن تنزه باطنك، وتطهّره لله حياءً منه، وأن تأكل الحلال فتحفظ البطن وما حوى؛ فقد قال: «أطِبْ مَطْعَمَك، تكن مُستجابَ الدعوة».

وأضاف أن أن تذكر الموت، فإن من ذكر الموت لا يتفسق، بل يكون على ذكر من ربه. وأن تتفكر في البلى، فما من شيء باقٍ في هذه الدنيا: ﴿كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ \* وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ﴾ [الرحمن: 26–27]، فارجعوا إلى أدب الإسلام، فإن الإسلام كله حلاوة؛ يأمر بالمعروف، ويدعو إلى الجمال، ويحضّ على النظافة، وينهى عن القبح، وقلة الحياء، وسوء الأدب.

طباعة شارك الدكتور علي جمعة إسلام المرء حسن إسلام المرء الحياء من الله تتبع عورات الناس فضح الناس نشر الفواحش

مقالات مشابهة

  • حث عليها النبي .. أفضل الدعوات لا يعادلها شيء
  • كيف وسع النبي مفهوم العبادة وجعل الخير في كل عمل.. علي جمعة يوضح
  • الإفتاء: الإكثار من الصلاة على النبي عبادة عظيمة وأقرب القربات إلى الله
  • علي جمعة: حقيقة الحياء من الله أن تحفظ الرأس وما وعى
  • لماذا حذر النبي من النوم بعد الفجر؟.. لـ9 أسباب فانتبه
  • علي جمعة يكشف علامات رضا الله على الإنسان | 4 دلائل واضحة
  • عبادة سهلة تدل على حسن إسلام العبد.. تعرف عليها
  • يسري جبر: النبي أول خلق الله من جهة نوره وروحه وليس جسده
  • رئيس جامعة الأزهر: العقل الحقيقي هو ما قاد صاحبه إلى تقوى الله
  • تأملات قرآنية