حملة مشبوهة ضد المقاومة بغزة.. من يقودها ومن المستفيد؟
تاريخ النشر: 29th, March 2025 GMT
الثورة / متابعات
في ظل العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة منذ أكثر من 18 شهرًا، شهدت الساحة الفلسطينية محاولات منظمة لتحريض الرأي العام ضد المقاومة ومحاولة زعزعة الحاضنة الشعبية.
وتأتي هذه الحملات التي يقودها الاحتلال وتنخرط فيها أطراف محسوبة على السلطة الفلسطينية وحركة فتح، التي غابت عن المشهد طوال فترة الحرب، ثم عادت لتوظيف أدواتها الإعلامية في تحريض الشعب الفلسطيني ضد فصائل المقاومة، في تماهِ واضح مع الخطاب الإسرائيلي.
تحريض إعلامي متماهِ مع الاحتلال
منذ انطلاق عملية “طوفان الأقصى”، كثفت جهات في حركة فتح والسلطة هجماتها الإعلامية على المقاومة، متجاهلة الجرائم الإسرائيلية المستمرة بحق الفلسطينيين.
المثير للدهشة أن هذا الخطاب يتناغم بشكل كبير مع التصريحات الإسرائيلية، حيث استغل رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو التظاهرات الشعبية في غزة ليزعم أنها دليل على نجاح سياسات إسرائيل، كما دعا وزير الحرب الإسرائيلي يسرائيل كاتس سكان القطاع للخروج في مظاهرات ضد حماس.
وانطلقت قبل يومين تظاهرة في شمال غزة نادت لوقف الحرب والإبادة، وسرعان ما دخل على خطها مجموعة من الأفراد الذين رددوا هتافات مسيئة للمقاومة والشهداء الأبطال.
وأفردت القنوات العبرية وقنوات موالية لها مساحات واسعة للتغطية الإعلامية لحملات التحريض ضد المقاومة، واستضافت شخصيات محسوبة على فتح وأعطتها منصة للهجوم على حماس والمقاومة وتبرير إبادة الاحتلال، وهو ما يؤكد استغلال الاحتلال لهذه الأحداث لمحاولة تفجير الجبهة الداخلية في غزة.
وعمل هاربون من غزة، على تأجيج التحريض ونشر فيديوهات مفبركة لتظاهرات قديمة وضخ دعوات لتظاهرات جديدة كان اللافت أنها تجاهر بأنها ضد المقاومة وتتجاهل أصل السبب في الإبادة المستمرة منذ 18 شهرًا.
استغلال المعاناة لضرب وحدة الصف الفلسطيني
يرى مراقبون أن السلطة الفلسطينية تحاول توجيه الغضب الشعبي الناتج عن العدوان الإسرائيلي نحو المقاومة بدلاً من تحميل الاحتلال المسؤولية الحقيقية عن الكارثة الإنسانية التي يواجهها الفلسطينيون.
وفي هذا السياق، يؤكد المحلل السياسي ذو الفقار سويرجو أن الشعب الفلسطيني أصبح أكثر وعيًا بهذه المحاولات، مشيرًا إلى أن الاحتجاجات في غزة لم تكن رفضًا للمقاومة، بل صرخة غضب من المعاناة المتفاقمة بسبب الحرب.
وأضاف سويرجو في تصريح صحفي أن محاولة السلطة استغلال هذه الاحتجاجات للتحريض ضد المقاومة ستفشل، لأنها تتجاهل حقيقة أن الاحتلال هو من يمارس القتل والتدمير، مؤكدًا أن الأولى بفتح والسلطة توجيه هجومها نحو حكومة الاحتلال، بدلاً من تأجيج الخلافات الداخلية.
دور الإعلام الإسرائيلي في التحريض
وكشف الصحفي الإسرائيلي هاليل روزين، من القناة الـ14 العبرية، أن حكومة الاحتلال تراهن على الضغوط الداخلية في قطاع غزة كبديل عن الحرب البرية.
ويرى مراقبون أن هذه الاستراتيجية تهدف إلى إشعال الانقسام الداخلي الفلسطيني، لإضعاف المقاومة وتهيئة الأجواء لأي ترتيبات سياسية مستقبلية تخدم المصالح الإسرائيلية.
مواقف فلسطينية ترفض التحريض
من جانبه، أدان القيادي الوطني عمر عساف محاولات “الاستغلال الرخيص” لمعاناة سكان غزة، مؤكدًا أن الإعلام الإسرائيلي وأذرعه يحاولون تأجيج الشارع الفلسطيني لضرب وحدة الصف الوطني.
وأضاف عساف أن الشعب الفلسطيني مُجمِع على خيار المقاومة، وأن أي محاولات لتحريضه ضدها لن تنجح، لأن الجميع يدرك أن الاحتلال هو العدو الحقيقي، وأن أي محاولات داخلية لضرب المقاومة تصب فقط في مصلحة إسرائيل.
وفي ظل استمرار العدوان الإسرائيلي، تحاول بعض الأطراف الداخلية استغلال معاناة الشعب الفلسطيني في غزة لضرب المقاومة وتشويه صورتها.
لكن الوعي الشعبي الفلسطيني يبقى الحاجز الأكبر أمام هذه المخططات، حيث يدرك الفلسطينيون أن الاحتلال هو العدو الحقيقي، وأن وحدة الصف هي السلاح الأقوى في مواجهة الجرائم الإسرائيلية.
أوسع من التنسيق الأمني
في الأثناء، قال الكاتب الصحفي عبدالرحمن يونس إن محاولات السلطة الفلسطينية وحركة فتح لتأجيج الرأي العام في غزة ضد المقاومة تأتي في سياق أوسع من التنسيق الأمني والسياسي مع الاحتلال الإسرائيلي، مشيرًا إلى أن هذه التحركات ليست جديدة، لكنها باتت أكثر وضوحًا في ظل العدوان الإسرائيلي المستمر.
وأضاف يونس أن “السلطة غابت عن المشهد الفلسطيني طوال فترة الحرب، ولم تقدم أي دعم حقيقي لأهالي غزة، لكنها اليوم تعود فقط لتحريض الشارع ضد المقاومة، متناسية أن الاحتلال هو من يمارس الإبادة بحق الفلسطينيين.”
وأشار إلى أن الإعلام العبري يروج لهذه الحملات التحريضية، مما يؤكد وجود تماهي بين الخطاب الإعلامي للسلطة وخطاب الاحتلال، موضحًا أن “نتنياهو نفسه استشهد بالاحتجاجات في غزة ليبرر استمرار الحرب، وهذا دليل على أن هناك من يخدم الأجندة الإسرائيلية من الداخل الفلسطيني.”
وأكد يونس أن “الشعب الفلسطيني يدرك تمامًا هذه الألاعيب السياسية، ولن يقع في فخ تحميل المقاومة مسؤولية ما يجري، لأن الاحتلال هو العدو الأول والأخير، والمقاومة هي الخيار الوحيد أمام شعب يتعرض للقتل والدمار منذ عقود.”
وختم بقوله: “السلطة بدلًا من أن توجه سهامها نحو الاحتلال، تهاجم المقاومة وتروج لرواية الاحتلال، وهذا سقوط سياسي وأخلاقي ستكون له تبعات على المشهد الفلسطيني برمته.”
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
المقاومة لا تريد الحرب إلا إذا فُرضت!
نسمع هذه الأيام الكثير من الكلام والشعارات الجميلة عن سيادة لبنان وعن كون الحكومة اللبنانية هي من يعنيها قرار السلم والحرب، وعن كون نزع سلاح حزب الله هو ما سيطّور لبنان وينهض به إلخ و…..إلخ..
عندما أسمع أو أقرأ مثل هذه الشعارات أحس أن هؤلاء يريدون مصادرة التاريخ القريب والبعيد بل ويصادرون أحداثاً ووقائع عشتها وعايشتها ولازالت أساس الذاكرة لمن يريد الذكرى أو التذكير..
أين هؤلاء الذين يطرحون الآن وفجأة مسألة سيادة لبنان حين اجتاحته إسرائيل حتى وصلت بيروت، ولماذا لم يتحركون حينها لحماية ما يسمونها سيادة لبنان؟..
بعد ذلك أنشأت إسرائيل جيشاً لبنانياً عميلاً يحميها ويقاتل معها «جيش» لحد، فلماذا لم يتحرك هؤلاء لحماية سيادة لبنان، ولماذا لم يطالبوا بسيادة للبنان ونزع سلاح الجيش اللبناني العميل لإسرائيل كما يطالبون بمثل ذلك الآن من حزب الله..
الجيش والحكومة في لبنان ليسا من واجه الاحتياج الإسرائيلي للبنان وليسا من حررا الأراضي اللبنانية المحتلة وبالقوة وهي الحالة العربية الوحيدة..
الذين يطالبون اليوم بسرعة تجريد حزب الله من سلاحه كمقاومة لم يمارسوا ذات الموقف مع جيش عميل لإسرائيل يحميها ويقاتل معها وضد وطنه وشعبه فذلك يؤكد بديهية أن من يطالبون بتسلم سلاح حزب الله كانوا في ذلك الزمن وراء إنشاء وتكوين جيش إسرائيلي عميل، وفي كل ما يطرحونه عن سلاح حزب هو تجديد وامتداد للجيش العميل لإسرائيل، الفرق هو أن التوصيف وقتها كان يُطرح بفهم أنه جيش لبناني عميل لإسرائيل فيها أمريكا باتت تفرض جيشاً عربياً عميلاً لأمريكا وبالتلقائية عميلاً..
فالمقاومة اللبنانية فرضتها حاجية لبنان للسيادة وحاجية لبنان لتحرير أرضه ولولا نضال وتضحيات هذه المقاومة لما تحققت سيادة للبنان ولا تحررت أراضيه..
الطريقة التي طرحتها وتطرحها الحكومة اللبنانية هي تنفيذ لأمر أمريكي إسرائيلي فقط لأنها لو كانت معالجات لبنانية ومن أصل لبنان لأخذت بخيارات ومقاربات واقعية..
عندما تكلف الحكومة اللبنانية الجيش اللبناني بالتنفيذ فذلك يمثل الأمر للجيش اللبناني لتنفيذ ما كان ينفذه الجيش العميل لإسرائيل، وبالتالي فكل الذي تغيّر هو شكل وسقف العمالة ربطاً بالتفعيل الأمريكي بالمنطقة لعقود متلازمة إسرائيلية أمريكية في التعامل مع المقاومة في قطاع غزة والمقاومة في لبنان لفرض استسلام، والأنظمة والجيوش العميلة تم ترويضها وتطويعها للقيام بالدور المفصلي والأهم لفرض هذا الاستسلام الذي يستحيل أن يُقبل أو أن يكون أياً كانت إمكاناته وقدراته وتسليحه وحتى تمویله العربي أو المعورب أمريكيا..
المسألة ليست شعارات سوقية تسويقية وليست حملات إعلامية مزايدة ومزيفة ومخادعة لأن القبول باستسلام أو فرض هذا الاستسلام بالقوة لايمثل الحد الأدنى من منطق العقل والواقعية..
لهؤلاء نقول قبول الاستسلام هو المستحيل، أما في فرض استسلام بالقوة فذلك يعني الاحتكام للميدان، وبالتالي فالأمر متروك للميدان والاحتكام للميدان يعني أن كل الحروب النفسية والإعلامية استهلكت واستنزفت والاستمرار فيها والإمعان في استمرائها بات يعبّر عن ضعف أو عن مخاوف وعدم ثقة لدى هؤلاء للوصول إلى الأهداف التي يطرحونها..
بقدر ما يستعجل هؤلاء استسلاما طوعياً أو فرض استسلام عاجل بالقوة فالمقاومة في ظل ما يحدث لا تنتظر غير الاحتكام للميدان وفق المثل المعروف والشهير «هذا الفرس وهذا الميدان»!!.