عادل عبد الرحيم يكتب.. أحكي لكم عن طفولتنا "السعيدة" في وداع رمضان واستقبال العيد
تاريخ النشر: 29th, March 2025 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق ** حلابسة وبالوظة وكازوزة وحرب أطاليا.. ياللا انشالله ما حد حوش
أعترف لكم أعزائي القراء، المعدودين على أصابع اليد الواحدة، بأنني لست من هواة البكاء على اللبن المسكوب ولا الحزن على ما فات حتى ولو كانت أيام وساعات العمر المعدودات.. لكن الشهادة لله لازم برضه أقر وأعترف بأن جيل "اليومين دول" في منتهى الحرمان من الفرحة والسعادة اللي كنا بنشعر بيها في المناسبات والأعياد وذلك رغم بساطة الامكانيات وندرة الأموال .
فالأجيال الحالية، ومهما كان سعر الموبايلات التي يحملونها والتي ربما تصل للأيفونات مئوية الآلاف، لكنها وبكل أسف تعاني حرماناً خطيراً من الشعور بالسعادة.. ولن أتفلسف واستخدم عبارات تم استهلاكها من باب الانعزالية والتوحد اللتان تصيبان كل من يفرط في استخدام هذه التقنيات الحديثة، ولكنني سأكتفي بضرب مثال واحد.
كنا نقضي ساعات الصوم ما بين ذهاب للمدرسة ثم العودة لشراء مستلزمات المنزل التي تطلبها الأم أو يأمر بها الأب، ثم نأخذ قسطاً من الراحة لنستيقظ بعد وقت قصير على صوت الشيخ محمد متولي الشعرواي وهو يفسر القرآن العظيم بطريقته السهلة الممتنعة، ثم نستمع إلى صوت من الأصوات الملائكية لقراء القرآن الكريم بداية من الشيخ محمد رفعت أو صديق المنشاوي أو الطبلاوي أو حتى عبد الباسط عبد الصمد ثم ابتهالات "مولاي" للشيخ سيد النقسبندي التي ما أن تسمعها حتى يقشعر جسدك وتدمع عيناك أوتوماتيكياً.
وبعد الإفطار وعلى خلفية هذه الوجبة الإيمانية الرائعة.. نستمتع بمشاهدة فوازير نيللي، وبعدها بأعوام الفنانة شيريهان، ثم نلتف جميع أفراد الأسرة حول التليفزيون لمشاهدة المسلسل العربي وغالبا ما يكون إما كوميدي (صيام صيام) أو تاريخي (الفرسان) أو اجتماعي (ليالي الحلمية ـ أرابيسك).
وإذا قررنا الاستمتاع بـ"فسحة على ما قسم" فالوصفة سهلة، الوصفة هايلة.. فما عليك إلا أن تختار ما يحبه قلبك، وعلى طريقة "شبيك لبيك تطلب إيه" ستجد كل متع الطفولة الجميلة متاحة أمامك، فما عليك إلا أن تتحدى الكل والرغبة في النوم بعد الفطار ثم تنزل الشارع لتجد كل ما يسر الناظرين، حلابسة (حمص الشام فيما بعد) بالوظة (مهلبية) كازوزة (حاجة ساقعة أقصد).. أما لو حبينا نتشاقى ونعمل فيها عيال خطرة كنا نروح نشتري "حرب أطاليا" وهي عبارة عن كبسولات صغيرة جداً تحتوي على مادة متفجرة مثل البارود .
ونكمل ملحمة "الترويش" أو قل "الروشنة" ليلة الوقفة حيث نسهر طوال الليل حتى يحين موعد صلاة العيد فنذهب للمسجد ونبتهل بجوار الإمام ونحشر ألسنتنا في الميكروفون ونحن نردد "الله أكبر الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله".. بعدها نتفرغ لجمع العيديات من الأهل والأقارب ونشوف لنا فسحة لجنينة الحيوان ولا سينما علي بابا.
أما أطفال وشباب اليومين دول يا عيني عليهم لا بيحسوا ببهجة ولا لذة ولا متعة، إلا فيما ندر بطبيعة الحال، فالانكفاء على "الملعون"، عفواً المحمول أقصد، ينسج لهم عالماً من الخيال يسحبهم من الواقع فلا يكادون يرفعون وجوههم من المشاهدة فيه وكأنهم يبحثون عن حل لغز خطير أو ربما يفتشون عن كنز ثمين.
وبعد التعب والإرهاق من "البحلقة" في هذا الجهاز الساحر لا يملك الشباب والأطفال إلا استسلام الجسد لأقرب سرير أو حتى كرسي للحصول على استراحة بعد طول معاناة، وما أن يستفيقوا حتى تكون فاتتهم جميع هذه اللحظات الجميلة التي لا نملك الآن إلا سردها على من يمكنه السماع إلينا، أو الترحم عليها بعد التأكد من أنها أيام ولت ولن تعود.
على أية حال كل سنة وانتو وإحنا طيبين وبالعيد فرحانين وعن اللي ما يتسمى المحمول مستغنيين.. عيد فطر سعيد عليكم يارب.
المصدر: البوابة نيوز
إقرأ أيضاً:
رمضان عبد المعز: هذا العمل مفتاح الطمأنينة في ختام العام الهجري
قال الشيخ رمضان عبد المعز، الداعية الإسلامي، في رسالة روحانية بمناسبة اقتراب نهاية العام الهجري 1446 واستقبال العام الجديد 1447، إن كل لحظة من لحظات عمر المؤمن خير، سواء كانت سراء أو ضراء، مستشهداً بحديث النبي صلى الله عليه وسلم: "عجباً لأمر المؤمن، إن أمره كله له خير..."، مؤكداً أن السراء تحتاج لشكر، والضراء تحتاج لصبر، وفي كلٍ أجر عظيم من الله.
رمضان عبد المعز: هذا العمل مفتاح الطمأنينة في ختام العام الهجري
رمضان عبد المعز: الإسلام يرعى مصالح الناس وحسن الظن بالله عبادة
رمضان عبد المعز: هذه أعظم عبادة تحقق لك النصر والسكينة في الدنيا
رمضان عبد المعز: اللي ما يخافش ربنا لا يُؤتمن على زواجه
وأشار الداعية الإسلامي، خلال تصريحات تليفزيونية، اليوم الأحد، إلى أن السنين تمضي سريعًا سواء كانت أفراحًا أو أتراحًا، مستشهداً بالقول: "مرت سنين بالوصال فكانت من قصرها أيام، ثم انثنت أيام هجر فكانت من طولها أعوام، ثم انقضت تلك السنون وأهلها فكأنها وكأنهم أحلام".
وأضاف الشيخ رمضان عبد المعز أن القرآن الكريم يعلّمنا التفاؤل وحسن الظن بالله حتى في الشدائد، موضحًا أن الله وعد بقوله: “فإن مع العسر يسرا إن مع العسر يسرا”.
رمضان عبد المعز: شيء عظيم يعيشك في أنس وطمأنينةونوه بأن "الشيء العظيم اللي يعيشك اللحظة في أنس وطمأنينة حتى لو لحظة صعبة هو حسن الظن بالله، فكما قال سيدنا موسى عليه السلام لما ارتجف الناس عند البحر: "كلا إن معي ربي سيهدين"، فكل من معه الله يطمئن، ولو ضاقت به الدنيا بما رحبت".
ودعا الشيخ رمضان عبد المعز المسلمين إلى البدء بسنة هجرية جديدة بروح الأمل والإيمان واليقين في عطاء الله، قائلاً: "يقيني بالله يقيني... واللي معاه ربنا ينام مطمئن النفس، مستريح البال، قرير العين".