سيناتور يهاجم ترامب في خطاب استمر لأكثر من 24 ساعة
تاريخ النشر: 2nd, April 2025 GMT
حطّم السيناتور الديموقراطي كوري بوكر الرقم القياسي لأطول خطاب في مجلس الشيوخ الأميركي، يوم الثلاثاء، بعد أن تحدّث بدون انقطاع لأكثر من 24 ساعة و18 دقيقة ضدّ سياسات الرئيس الجمهوري دونالد ترامب.
وألقى السناتور عن ولاية نيوجيرسي (شمال شرق) خطابه الماراثوني واقفا أمام المنصة من دون أيّ استراحة، ولا حتى للذهاب إلى الحمّام، وذلك كي يتمكن من الاستمرار في الكلام عملا بقواعد المجلس، وقد نجح تاليا في تخطّي الرقم القياسي الذي سجّله في 1957 السناتور عن ولاية كارولاينا الجنوبية ستروم ثورموند الذي كان مؤيّدا للفصل العنصري ومعارضا لإقرار قانون الحقوق المدنية التاريخي.
هذا النوع من الخطابات المطولة، والمعروفة باسم talk-a-thon أو أحيانا filibuster، ليس من الممارسات اليومية في مجلس الشيوخ، لكنه يمثل تقليدا نادرا يستخدمه المشرعون أحيانا لتسليط الضوء على قضايا مصيرية أو تأخير تمرير قوانين مثيرة للجدل.
ورغم أن خطاب بوكر لا يُصنف تقنيا كتعطيل رسمي نظرا لوجود فترة نقاش محدودة حاليا بشأن ترشيح ماثيو ويتاكر سفيرا للناتو، فإن رمزية تحركه لا تقل أهمية عن أي "فيليباستر" تقليدي.
ويأتي تحرك السيناتور الديمقراطي بوكر بينما يستعد الجمهوريون في مجلس الشيوخ لدفع مشروع قانون شامل يدعمه ترامب، يتضمن تغييرات في السياسة الضريبية إلى جانب إجراءات تتعلق بالحدود والطاقة والدفاع.
كما تواجه القيادات الديمقراطية ضغوطا متزايدة من قواعدها الشعبية ومن داخل الكونغرس لإثبات استعدادها لمواجهة الأغلبية الجمهورية.
بوكر ليس غريبا على الخطابات الطويلة، فقد شارك عام 2016 مع زميله كريس ميرفي في جلسة مطولة استمرت قرابة 15 ساعة للحديث عن عنف السلاح.
وقد بدأ استخدام "الفيليباستر" في بداية القرن التاسع عشر، عندما اكتشف بعض المشرعين ثغرة في القواعد تمنحهم حق التحدث دون حد زمني طالما لم يُفرض تصويت على إغلاق النقاش.
ومنذ ذلك الحين، تحول إلى أداة قوية بيد الأقلية لعرقلة تشريعات الأغلبية أو لتوجيه الأنظار إلى قضية معينة.
ورغم الانتقادات التي طالت هذا الأسلوب، خاصة حين يُستخدم لتعطيل تشريعات حيوية، لا يزال "الفيليباستر" يمثل أداة رمزية تُعبر عن مدى التزام بعض الأعضاء بقضاياهم، وتُستخدم أحيانا كمنصة لتحفيز قواعدهم الانتخابية أو الضغط على خصومهم السياسيين.
المصدر: سكاي نيوز عربية
كلمات دلالية: ملفات ملفات ملفات ولاية نيوجيرسي بوكر سيناتور سيناتور أميركي كوري بوكر ترامب ولاية نيوجيرسي بوكر أخبار أميركا
إقرأ أيضاً:
ترامب يهاجم استطلاعات الرأي وسط تراجع غير مسبوق في شعبيته
شهدت الساحة السياسية الأمريكة نقاشا محتدما بعد الهجوم الذي شنه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الخميس، ضد استطلاعات الرأي التي تظهر تزايد سخط الأمريكيين من سياساته الاقتصادية.
وعبر ترامب عن غضبه من نتائج الاستطلاعات متسائلا: "متى ستعكس الاستطلاعات عظمة أمريكا اليوم؟"، مؤكدا في منشور على منصته "تروث سوشيال" أنه أنشأ، من دون تضخم، ما وصفه بأنه ربما أفضل اقتصاد في تاريخ الولايات المتحدة، وأن الأمريكيين لا يدركون حقيقة ما يجري.
وواصل ترامب تحميل سلفه الديمقراطي جو بايدن مسؤولية ما يسميه "كارثة التضخم" التي يدعي أنها إرث تركته إدارة بايدن له، رغم أن المؤشرات الاقتصادية خلال العامين الماضيين تكشف عن تذبذب ملحوظ في الأسعار وتراجع في بعض قطاعات السوق.
وفي هذا السياق، أظهر استطلاع حديث أجرته وكالة "أسوشيتد برس" ومركز "نورك" لأبحاث الشؤون العامة تراجعا كبيرا في نسبة تأييد الأمريكيين لسياسات ترامب، وخصوصا في ملفي الاقتصاد والهجرة، مقارنة بما كانت عليه في اذار/مارس الماضي.
وبحسب الاستطلاع، فإن 31 بالمئة فقط من البالغين في الولايات المتحدة يوافقون على أداء ترامب الاقتصادي، بعد أن كانت النسبة 40 بالمئة في اذار/مارس 2025، وهو أدنى مستوى تأييد يسجله ترامب في هذا المجال خلال ولايتيه.
كما تراجعت نسبة التأييد لسياساته المتعلقة بالهجرة من 49 بالمئة إلى 38 بالمئة، في مؤشر واضح على أن القضيتين اللتين ساهمتا في تعزيز فرصه الانتخابية قبل عام واحد فقط، باتتا تمثلان عبئا سياسيا على حملته وحزبه مع اقتراب انتخابات التجديد النصفي لعام 2026.
وأظهر الاستطلاع أيضا أن أداء ترامب في ملف الجريمة فقد جزءا من بريقه، إذ انخفضت نسبة الموافقة على إدارته لهذا الملف من 53 بالمئة قبل بضعة أشهر إلى 43 بالمئة فقط.
كما يواصل الرئيس الجمهوري مواجهة ردود فعل سلبية في ملفات أخرى تتعلق بإدارة الحكومة الفيدرالية، دون أن ينجح في استعادة جزء من شعبيته حتى بعد إنهاء أطول إغلاق حكومي في تاريخ الولايات المتحدة الشهر الماضي، والذي كان يأمل أن يسهم في تحسين تقييم أدائه.
أما معدل التأييد العام لترامب فقد شهد انخفاضا من 42 بالمئة في اذار/مارس إلى 36 بالمئة في الاستطلاع الأخير، وهو تراجع لا يوازي الانحدار الكبير المسجل في الملفات الاقتصادية والأمنية، لكنه يعكس حالة من الفتور العام تجاه نهجه السياسي منذ عودته إلى البيت الأبيض.
ورغم تزايد الاستياء داخل صفوف الجمهوريين أنفسهم، إلا أن غالبية قواعد الحزب لا تزال متمسكة بدعم الرئيس، مع تراجع نسبي في الثقة بوعوده الاقتصادية.
وبالتوازي مع استطلاع "أسوشيتد برس" و"نورك"، أظهرت سلسلة من الاستطلاعات الأخرى السابقة صورة مشابهة؛ إذ كشف استطلاع أجرته جامعة شيكاغو لصالح "أسوشيتد برس" عن انخفاض نسبة الرضا عن سياسات ترامب الاقتصادية إلى 31 بالمئة، وهي النسبة الأدنى على الإطلاق.
فيما رأى 68 بالمئة من الأمريكيين أن الاقتصاد في حال سيئة. ويعكس هذا التقييم تعارضا بين الخطاب الإيجابي الذي يقدمه ترامب بشأن الاقتصاد، وبين القلق الشعبي المتزايد من تكاليف المعيشة وعودة التضخم إلى الارتفاع بعد فترة تباطؤ قصيرة أعقبت دخوله البيت الأبيض في كانون الأول/ ديسمبر الماضي.
وفي السياق نفسه، أظهر استطلاع لشبكة "فوكس نيوز" أن 76 بالمئة من الأمريكيين يرون أن الاقتصاد يسير في اتجاه سلبي في عهد ترامب، مقارنة بـ70 بالمئة في نهاية ولاية بايدن، كما حمل 62 بالمئة منهم ترامب مسؤولية التدهور الاقتصادي، في مقابل 32 بالمئة فقط حملوا بايدن المسؤولية.
وتركز التشاؤم بشكل خاص بين الناخبين دون سن 45 عاما، وذوي الدخل المحدود، واللاتينيين، والأفارقة الأمريكيين، ومن لا يحملون شهادات جامعية.
وخلال استطلاع "رويترز/ إبسوس"، انخفض معدل تأييد ترامب إلى 38 بالمئة نتيجة الاستياء من ارتفاع تكاليف المعيشة والإغلاق الحكومي والجدل الدائر حول ملفات مرتبطة بجيفري إبستين.
أما استطلاع "إي بي-نورك"، فأظهر أن 33 بالمئة فقط من الأمريكيين يوافقون على إدارة ترامب للحكومة الفيدرالية، مقارنة بـ43 بالمئة قبل ثمانية أشهر، مع انخفاض التأييد لأدائه الاقتصادي إلى 33 بالمئة مقابل معارضة بلغت 67 بالمئة.
ووفق استطلاع "مورنينغ كونسلت"، فإن صافي تأييد ترامب انخفض إلى -5 نقاط، بعدما كان -10 نقاط في نهاية تشرين الأول/أكتوبر الماضي، فيما أكد 63 بالمئة من الأمريكيين أنهم تابعوا أخبار الإغلاق الحكومي بشكل مكثف، ما أسهم في تشكيل صورة سلبية عن أداء الإدارة.
كما سجل استطلاع "كلية إمرسون" تراجعا جديدا بتقلص نسبة التأييد من 45 إلى 41 بالمئة خلال شهر واحد فقط، وارتفاع نسبة عدم الموافقة لدى المستقلين إلى 51 بالمئة، ولدى الناخبين اللاتينيين من 39 إلى 54 بالمئة.
وتتواصل صورة التراجع في استطلاعات أخرى، إذ أظهر متتبع الاستطلاعات "نيت سيلفر" انخفاض صافي التأييد إلى -14 نقطة، في أدنى مستوى يصل إليه ترامب في ولايته الثانية، مع تعليق من سيلفر قال فيه إن انخفاض شعبية ترامب "قد يكون حالة طويلة الأمد".
أما استطلاع "يونايدوس يو إس" الذي شمل ثلاثة آلاف ناخب لاتيني قبل انتخابات 2026، فأظهر أن ثلثي الناخبين اللاتينيين لا يوافقون على أداء ترامب، وأن 13 بالمئة ممن صوتوا له في انتخابات 2024 لن يعيدوا التصويت له، مع ازدياد نسبة من يرون أن الاقتصاد يسير في الاتجاه الخاطئ.
وفي المقابل، ردت الناطقة باسم البيت الأبيض كارولاين ليفيت على تصريحات ترامب وانتقاداته اللاذعة للاستطلاعات بالقول إن المؤشرات الاقتصادية الحالية "أفضل وأكثر إشراقا" مما كانت عليه في عهد الإدارة السابقة.
وأكدت أن الجهود الحكومية مستمرة لتحسين تكلفة المعيشة وتخفيف الضغوط عن الأمريكيين، رغم عودة التضخم إلى الارتفاع منذ نيسان/ أبريل الماضي.
وتبرز نتائج هذه الاستطلاعات في مجملها صورة عامة تشير إلى تحديات جدية يواجهها ترامب في الحفاظ على رصيده السياسي، خصوصا مع اقتراب انتخابات التجديد النصفي التي قد تشكل اختبارا حقيقيا لشعبيته وقدرته على إقناع الناخبين بواقعية روايته الاقتصادية.