كشف تقرير جديد، أنّ الحرب على غزة هي الأكثر فتكا بالصحفيين في التاريخ الحديث، متجاوزة جميع الحروب الكبرى مجتمعة، وسط اتهامات لدولة الاحتلال الإسرائيلي بشنّ "حرب لا هوادة فيها على الصحافة".

ونشرت مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية، تقريرا، أعدّه جون هالتيوانغر، أشار فيه إلى أنّ: "الحرب التي اندلعت بغزة منذ عام 2023، راح ضحيتها عدد كبير من الصحفيين والعاملين في مجال الإعلام، بأكثر من الحرب الأهلية الأمريكية والحربين العالميتين الأولى والثانية والحرب الكورية وحرب فيتنام وحروب يوغسلافييا ومرحلة ما بعد هجمات 9/11 والحرب في أفغانستان، مجموعة وليس كل حرب على حدة".



وتابع تقرير الذي ترجمته "عربي21" أنّه: "حتى 26 آذار/ مارس، ذكر تقرير أعده برنامج "ثمن الحرب" في جامعة براون، أن عدد الصحفيين والإعلاميين الذين لقوا حتفهم في الحرب المستمرة منذ عام ونصف وصل إلى 232 صحفيا وعاملا إعلاميا".

ويذكر التقرير أن: "69 صحفيا لقوا حتفهم خلال الحربين العالميتين الأولى والثانية، و19 صحفيا في أوكرانيا منذ أن شنت روسيا غزوها الشامل عام 2022"، مضيفا: "إنها، بكل بساطة، أسوأ صراع على الإطلاق للصحفيين"، فيما اتّهم حكومة الاحتلال الإسرائيلي بشنّ "حرب لا هوادة فيها على الصحافة".


وتتفاوت تقديرات عدد الصحفيين الذين استشهدوا في غزة منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر، استنادا لموقع "ثمن الحرب" في إحصاءاته خلال تحقيق أجرته قناة الجزيرة وتحديثات حديثة من لجنة حماية الصحفيين، إلا أن اللجنة ذكرت على موقعها الإلكتروني عددا إجماليا أقل، حيث ذكرت أن "173 صحفيا وعاملا إعلاميا على الأقل" لقوا حتفهم حتى 31 آذار/ مارس".

وأبرز التقرير: "في الأسبوع الماضي، لقي صحفيان فلسطينيان وهما حسام شبات ومحمد منصور في غارات جوية إسرائيلية على القطاع مصرعهما، وزعمت إسرائيل في عدد من الحالات أن الصحافيين القتلى كانوا على علاقة مع جماعات مسلحة في غزة وبخاصة حماس أو اعضاء فيها. إلا أن لجنة حماية الصحافيين رفضت هذه الادعاءات".

ودعت اللجنة، دولة الاحتلال الإسرائيلي إلى: "التوقف عن الادعاءات التي لا تقوم على أدلة وأن الصحافيين الذين قتلوا على يد قواتها هم إرهابيون أو منخرطون في أنشطة مسلحة، وتطالب بتحقيقات دولية سريعة ومستقلة في عمليات القتل هذه".

وأعربت اللجنة ومنظمات أخرى، مثل منظمة مراسلون بلا حدود، التي تقدر عدد الصحافيين الذين استشهدوا في غزة بنحو 200 صحافيا، عن مخاوفها من أن دولة الاحتلال الإسرائيلي قد استهدفت الصحفيين عمدا، وهو ما يعد جريمة حرب، وأنها تفعل ذلك بدون خوف من المحاسبة أو العقاب.


وفي بيان صدر الأسبوع الماضي، دعت منظمة مراسلون بلا حدود المجتمع الدولي إلى "الضغط بشكل عاجل على الحكومة الإسرائيلية لإنهاء مجزرة الصحافيين الفلسطينيين".

كذلك، أعرب خبراء الأمم المتحدة عن قلقهم إزاء "الأعداد الكبيرة للغاية من الصحافيين والعاملين في وسائل الإعلام الذين قتلوا، واعتدي عليهم وجرحوا واعتقلوا في غزة". بينما زعم جيش الاحتلال الإسرائيلي أنه لا يستهدف الصحافيين عمدا، فيما لم ترد على طلب التعليق.

وأضاف التقرير أنّ: "إسرائيل منعت الصحفيين الأجانب من العمل في غزة او الوصول إليها، إلا في حالات نادرة، مع أن المؤسسات الإخبارية والصحفيين حول العالم حثوا إسرائيل على السماح لوسائل الإعلام الأجنبية بدخول غزة، لكنهم لم ينجحوا في ذلك".

وبحسب تقرير "ثمن الحرب" بررت حكومة الاحتلال الإسرائيلي هذه السياسة الصارمة بأسباب أمنية، مضيفا أنه: "رغم المنع لقي صحفيين محليين حتفهم بأعداد قياسية، ودون أي عواقب". ويعتبر مشروع "ثمن الحرب" مبادرة بحثية غير متحزبة تابعة لمعهد واتسون للشؤون الدولية والعامة بجامعة براون، تركز على التكاليف المباشرة وغير المباشرة لجهود مكافحة الإرهاب الأمريكية.

وفي الوقت نفسه، راقب التقرير، عن كثب، المساعدات العسكرية الأمريكية لدولة الاحتلال الإسرائيلي، على الرغم من أن وضع الصحفيين في غزة حرج للغاية، إلا أن تقرير "ثمن الحرب" حذّر من تزايد المخاطر التي يتعرض لها العاملون في مجال الصحافة حول العالم.

وأشار التقرير إلى أنّ: "التهديدات التي يتعرض لها الصحفيون في مناطق النزاع تتزايد في وقت تتعرض فيه الصحافة لتهديد غير مسبوق، ويغرق قطاع الأخبار في دوامة هبوط مستمر منذ عقود".

وحذر التقرير من "تقليص تغطية النزاعات"، وأدّى ذلك إلى ما يطلق عليه التقرير "مقابر الأخبار" في مناطق النزاع، وتوصلت لجنة حماية الصحفيين إلى نفس النتائج، وذكرت قبل فترة أن ما لا يقل عن 124 صحافيا حول العالم في عام 2024، وهو أعلى رقم تسجله المنظمة غير الربحية في عام واحد منذ أن بدأت جمع البيانات قبل أكثر من ثلاثة عقود.

وقالت اللجنة: "تشير جميع عمليات القتل التي وقعت في عام 2024 إلى تزايد المخاطر التي يواجها الصحفيون والعاملون في وسائل الإعلام، وما يشكله ذلك من تهديد لتدفق المعلومات في جميع أنحاء العالم".


إلى ذلك، دعا برنامج "ثمن الحرب" إلى ما وصفه بـ"جهد عالمي لمساعدة الصحافيين، ومواجهة التهديد العالمي لمنظومة المعلومات".

ويقول التقرير الجديد للبرنامج: "إن المعلومات الموثوقة ضرورية في مناطق النزاع من أجل رفاهية السكان المحليين، وهي ضرورية لتوعية العالم بالقوى التي تقف وراء الحروب والثمن الذي يدفعه المدنيون" و"من غير المقبول أن يدفع الصحافيون، ومعظمهم من المراسلين المحليين، حياتهم ثمنا للقيام بهذا العمل الحيوي".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة عربية صحافة إسرائيلية الحرب غزة الاحتلال الصحفيين غزة الاحتلال الصحفيين الحرب استهداف الصحفيين صحافة صحافة صحافة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الاحتلال الإسرائیلی ثمن الحرب من الحرب فی غزة

إقرأ أيضاً:

ارتفاع حصيلة الشهداء الصحافيين في غزة إلى 238 شهيداً

الجديد برس| أعلن المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة، اليوم الاثنين، عن ارتفاع عدد الشهداء من الصحافيين إلى 238 منذ بدء الإبادة الإسرائيلية، وذلك عقب استشهاد الصحافي محمد الخالدي متأثراً بإصاباته جراء الغارة التي استهدفت محيط مستشفى الشفاء بمدينة غزة. وأوضح المكتب في بيانه أن الخالدي، الذي كان يعمل مع منصة ساحات، هو الشهيد السادس الذي ارتقى في المجزرة المروعة التي ارتكبها الاحتلال بقصف مباشر لخيمة الصحافيين قرب المستشفى، إلى جانب كل من: أنس الشريف ومحمد قريقع (مراسلا قناة الجزيرة) إبراهيم ظاهر ومؤمن عليوة (مصوران صحافيان) محمد نوفل (مساعدهم الإعلامي) وفي وقت سابق، أدان نائب الرئيس الفلسطيني حسين الشيخ هذه الجريمة، واصفاً استهداف الصحافيين بأنه جريمة حرب وانتهاك صارخ للقانون الدولي الإنساني، داعياً المجتمع الدولي والمؤسسات المعنية بحرية الصحافة إلى تحرك عاجل لمحاسبة الاحتلال ووقف جرائمه. وأشار البيان إلى أن أنس الشريف ومحمد قريقع واصلا نقل مشاهد القصف والدمار منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، رغم التهديدات وحملات التحريض الإسرائيلية، حيث فقد الشريف والده في قصف منزله بمخيم جباليا في ديسمبر/كانون الأول 2023. ونشرت إدارة صفحة الشريف على منصة “إكس” وصيته المؤثرة التي كتبها في أبريل/نيسان الماضي، وجاء فيها: “أوصيكم بفلسطين درة تاج المسلمين.. أوصيكم بأطفالها المظلومين، لا تنسوا غزة وكونوا جسوراً للتحرير”. ويشن الاحتلال الاسرائيلي، بدعم أمريكي، حرب إبادة جماعية على غزة تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة كل النداءات الدولية وأوامر محكمة العدل الدولية بوقفها، ما أسفر حتى الآن عن 61,430 شهيداً و153,213 جريحاً، إضافة إلى أكثر من 9 آلاف مفقود، ونزوح مئات الآلاف، ومجاعة أودت بحياة 217 شخصاً، بينهم 100 طفل.

مقالات مشابهة

  • بهلاء تُسجِّل أعلى معدل هطول أمطار بـ79 مليمترًا
  • ارتفاع عدد الصحفيين القتلى بغزة إلى 238 منذ بداية الحرب على القطاع
  • وقفة لإعلاميي ونشطاء اللاذقية للمطالبة بحماية الصحفيين في غزة وتجريم انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي بحقهم
  • الصين تؤكد إدانتها لاستهداف الصحفيين بغزة وتدعو لوقف العملية العسكرية
  • حماية الصحفيين: ندين قتل الصحفيين الفلسطينيين ونطالب بحملة دولية لملاحقة قادة الاحتلال الإسرائيلي
  • ارتفاع حصيلة الشهداء الصحافيين في غزة إلى 238 شهيداً
  • شئون القدس: الاحتلال الإسرائيلي يستهدف الصحفيين ويمارس القتل لطمس الرواية الفلسطينية
  • التشيك تسجل أعلى معدل إصابة بالتهاب الكبد الوبائي (أ) منذ 15 عاما
  • حدث ليلا| ارتفاع عدد شهداء غارة الاحتلال على خيمة الصحفيين أمام مستشفى الشفاء إلى سبعة..هبوط أرضي أعلى خط صرف صحي بمحور جامعة السادات.. وائل عبد العزيز: ندمت على دوري فى فيلم ريكلام
  • ارتفاع عدد ضحايا القصف الإسرائيلي على خيمة الصحفيين في غزة