الاقتصاد نيوز - متابعة

انهارت الأسهم الصينية وتراجعت عوائد السندات نحو أدنى مستوياتها القياسية، مع استعداد المستثمرين لتداعيات نزاع تجاري متصاعد بين أكبر اقتصادين في العالم.

هبط مؤشر رئيسي للأسهم الصينية المدرجة في هونغ كونغ بأكثر من ٩%، ليصبح على مسار تصحيح، فيما تراجع مؤشر "سي إس آي 300" (CSI 300) في السوق المحلية بنحو 5%.

كما انخفض العائد على السندات الحكومية الصينية لأجل 10 سنوات بمقدار 10 نقاط أساس في بداية التداولات، مقترباً من أدنى مستوى مسجل له.

زاد هذا البيع الكثيف من حدة التراجعات التي ضربت الأسواق العالمية منذ إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترمب عن رسوم جمركية شاملة الأسبوع الماضي، وما أعقبها من رد فعل انتقامي من بكين. وقد أجبر هذا التصعيد المستثمرين على مواجهة واقع أن النزاع التجاري الذي طالما خُشي من اندلاعه بين الصين والولايات المتحدة قد دخل مرحلة جديدة.

وقال تيم ووترر، كبير محللي السوق لدى "كي سي إم ترايد" (KCM Trade): "لا الولايات المتحدة ولا الصين تظهران أي تراجع عن فرض رسوم جمركية جديدة على بعضهما البعض، وفي هذا السياق التصعيدي، من غير المستغرب أن نرى تجنباً للأصول المحفوفة بالمخاطر".

وقد تراجع اليوان الخارجي بنحو 0.3% مقابل الدولار.

رد بكين يفاجئ المستثمرين والأسواق تتفاعل

جاء البيع المكثف في الأسهم الصينية مع حصول المستثمرين على أول فرصة لاستيعاب رد بكين على الرسوم الأميركية، التي أُعلنت خلال عطلة السوق يوم الجمعة. وكان المسؤولون الصينيون قد فرضوا رسوماً مماثلة رداً على تلك التي فرضتها واشنطن.

وقد شكّل هذا الرد السريع مفاجأة لبعض المستثمرين، وأثار مخاوف من احتمال أن تقوم الولايات المتحدة برفع الرسوم المفروضة على الصين مرة أخرى، وهو ما قد يؤدي إلى سلسلة من الإجراءات الانتقامية المتبادلة، في سيناريو يُنذر بكارثة محتملة للاقتصاد العالمي.

وكتب شين أوليفر، كبير الاقتصاديين في شركة "إيه أم بي" (AMP)، في مذكرة يوم السبت: "ما يحصل الآن يدفعنا أكثر نحو حرب تجارية".

وقد زاد هذا البيع في الأسهم الصينية من الضغوط على موجة صعود متعثرة شهدها الربع الأول من العام، والتي كانت مدفوعة بالتفاؤل حيال تقدم البلاد في مجال الذكاء الاصطناعي، والرهانات على أن الضغوط الخارجية ستدفع صانعي السياسات إلى تعزيز الدعم الاقتصادي.

وكان مؤشر "أم إس سي آي تشاينا" (MSCI China) قد ارتفع بنسبة 13% منذ بداية العام حتى يوم الجمعة، مقارنةً بتراجع يقارب 14% في مؤشر "إس آند بي 500".

غولدمان ساكس يخفض توقعاته ويؤكد المخاطر

في تقرير صدر يوم الأحد، خفّضت مجموعة "غولدمان ساكس" توقعاتها لمؤشرات الأسهم الصينية على مدى 12 شهراً. فقد تم خفض الهدف السعري لمؤشر "أم إس سي آي تشاينا" (MSCI China) إلى 81 نقطة بدلاً من 85 نقطة، بينما جرى تقليص التوقعات لمؤشر "سي إس آي 300" (CSI 300) إلى 4500 نقطة بدلاً من 4700 نقطة، وفقاً لما قاله محللون من بينهم كينغر لاو.

جعل هذا الرد الانتقامي بكين حالة استثنائية بين الدول الآسيوية الأخرى، حيث أعربت حكومات متعددة في المنطقة عن أملها في التوصل إلى اتفاق مع البيت الأبيض. ولكن هذا لم ينعكس إيجابياً على أسواق الأسهم يوم الإثنين، إذ انخفضت الأسهم في جميع أنحاء المنطقة، وسط هروب واسع النطاق من المخاطرة.


ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التيليكرام

المصدر: وكالة الإقتصاد نيوز

كلمات دلالية: كل الأخبار كل الأخبار آخر الأخـبـار الأسهم الصینیة

إقرأ أيضاً:

بكين ترد على تهديدات ترامب: لا نريد حرباً تجارية لكننا لا نخافها

دعت الصين، اليوم الأحد 12 أكتوبر 2025، الولايات المتحدة إلى “تصحيح أخطائها في أسرع وقت ممكن”، وذلك في أعقاب تهديدات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بفرض رسوم جمركية بنسبة 100% على السلع الصينية، بدءًا من الأول من نوفمبر المقبل.

وأكدت وزارة التجارة الصينية، في بيان رسمي نقلته صحيفة ساوث تشاينا مورننغ بوست، أن “التهديد بفرض رسوم إضافية ليس الطريقة الصحيحة للتعامل مع الصين”، مضيفة أن بكين “لا ترغب في حرب تجارية، لكنها لا تخشاها”، مشيرة إلى أن مثل هذه الإجراءات تمثل ازدواجية واضحة في المعايير الأمريكية.

وكان ترامب قد أعلن يوم الجمعة أن قراره يأتي ردًا على ما وصفه بـ”الموقف التجاري العدواني لبكين”، متهمًا الصين بتعمد الإضرار بالاقتصاد الأمريكي عبر دعم صادراتها وسياسات غير عادلة في الأسواق العالمية.

في المقابل، شددت وزارة التجارة الصينية على أن بكين ستتخذ “الإجراءات الضرورية لحماية حقوقها ومصالحها المشروعة”، في حال أصرت واشنطن على تنفيذ تهديداتها.

ويأتي هذا التوتر الجديد بعد أيام من عقوبات أمريكية استهدفت كيانات وشركات صينية متهمة بشراء النفط الإيراني، من بينها مصفاة ومحطة مستقلة، وهو ما اعتبرته الصين انتهاكًا للقانون الدولي ومساسًا بسيادتها الاقتصادية.

وردًا على العقوبات، أعلنت الصين في وقت سابق عن فرض رسوم إضافية على الموانئ التي تستقبل سفنًا مرتبطة بالولايات المتحدة، كما أطلقت تحقيقًا لمكافحة الاحتكار ضد شركة “كوالكوم” الأمريكية العملاقة، وأدرجت 14 شركة غربية – معظمها أمريكية – ضمن “قائمة الكيانات غير الموثوقة”.

رغم عقد أربع جولات من المحادثات التجارية بين البلدين في أوروبا خلال عام 2025، لم يتم التوصل إلى اتفاق شامل حتى الآن، مع اقتراب نهاية الهدنة التجارية التي امتدت 90 يومًا، والتي سبق أن مددها الطرفان في أغسطس الماضي.

مقالات مشابهة

  • قطر تقترب من إستضافة كأس فيناليسيما وسط منافسة أمريكا والسعودية
  • أسواق الأسهم الخليجية تتراجع مع تصاعد الحرب التجارية بين واشنطن وبكين
  • مؤشر سوق الأسهم السعودية يغلق منخفضًا عند مستوى (11494) نقطة
  • بتداولات بلغت 4.6 مليارات ريال.. مؤشر سوق الأسهم السعودية يغلق منخفضًا
  • بكين ترد على تهديدات ترامب: لا نريد حرباً تجارية لكننا لا نخافها
  • تصريحات ترامب تهوي بأسعار بيتكوين والعملات المشفرة
  • قطر تترقب.. الإمارات تقترب من البطاقة العربية السادسة في المونديال
  • بكين تتهم واشنطن بـ "ازدواجية المعايير" بعد فرض رسوم جديدة على السلع الصينية
  • إيرادات فيلم ضي تقترب من 200 ألف أمس
  • بكين ترد على واشنطن بفرض رسوم خاصة على السفن الأميركية