«بناء مرونة عالمية لمواجهة التحديات» أهم أولويات القمة العالمية لإدارة الطوارئ والأزمات
تاريخ النشر: 8th, April 2025 GMT
هدى الطنيجي (أبوظبي)
يأتي انطلاق أعمال القمة العالمية لإدارة الطوارئ والأزمات 2025، اليوم، بمشاركة عالمية هي الأكبر في تاريخها، وستسعى نحو تعزيز التعاون الدولي في مجال إدارة الأزمات، وتقديم حلول مبتكرة لمواجهة التحديات العالمية المتزايدة، عبر مناقشات وورش عمل تجمع بين قادة الفكر وصنّاع القرار من مختلف أنحاء العالم.
وقالت مريم ياعد القبيسي، المتحدث الرسمي، رئيس اللجنة التنظيمية للقمة العالمية لإدارة الطوارئ والأزمات 2025: «يأتي شعار القمة العالمية لإدارة الطوارئ والأزمات -أبوظبي 2025، (معاً نحو بناء مرونة عالمية)، بعد جلسات عديدة لإيجاد الشعار الذي يعكس تطلعات وتوجهات الحكومة الرشيدة في التصدي لكل التحديات العالمية، حيث تأتي المرونة رأساً لهرم الأولويات في التعامل مع جميع المخاطر والأزمات، التي تواجه العالم أجمع اليوم، ومن خلال المرونة والتعاون الدولي نصل إلى أهدافنا في الاستجابة والتعافي».
وأضافت: «بالفعل القمة ستحظى بمشاركة دولية واسعة، تفوق سنواتها الماضية، حيث تم استهداف الجهات الدولية ذات النطاق، إلى جانب عدد كبير من الجهات الوطنية الداعمة لنجاح القمة من خلال مشاركتها، سواء في التنظيم أو الشراكة والرعاية أو وجود من يمثلهم، كمتحدث يشارك معنا خبرات الدولة الكبيرة في مواجهة التحديات العالمية، وتستقطب القمة ليس فقط الجهات ذات النطاق، بل حتى الشركات العالمية المشاركة في المعرض المصاحب للقمة (معرض تقنيات إدارة الأزمات 2025) الذي يستهدف استعراض التكنولوجيا المتقدمة في القطاع، ويشارك فيه العديد من العارضين على الصعيدين الوطني والدولي، لاستعراض الآليات والتقنيات والقدرات في المجال، إلى جانب المعرض المنعقد على هامش القمة (معرض جاهزية الأجيال 2025)، وهو الأول من نوعه في العالم، ويستعرض بتقنيات المحاكاة العالمية، كيفية التعامل مع المخاطر بالنسبة للفئة العمرية اليافعة».
وذكرت أنه شارك في القمة أكثر من 15 دولة و20 شريكاً دولياً ووطنياً على مدار النسخ السابقة، والذين يمتلكون تجارب عملية وواقعية وخبرات أكاديمية عن إدارة الأزمات والكوارث، ولديهم جهود كبيرة في مجال التعافي من الأزمات، ومن خلال القمة السابقة أصدرنا عدداً من الدراسات والأوراق البيضاء، التي تركت بصمة مهمة في القطاع بشكل عالمي، حيث ركّزت على أهمية تضافر الجهود العالمية في الحدّ من التحديات المختلفة.
نظام شمولي
قالت مريم القبيسي إن دولة الإمارات رغم قلة المخاطر التي تتعرض لها، ولله الحمد، فإنها صمّمت نظاماً شمولياً ذا جاهزية كبيرة جداً لمختلف الأزمات وبشتى أنواعها، وأظهرت قدرتها التي فاقت التوقعات العالمية في أزمات سابقة واجهت العالم أجمع، إذ استعانت دولٌ عديدة بالخبرات الإماراتية الملهمة في المجال.
المنظومة الوطنية
قالت مريم القبيسي: «إن المنظومة الوطنية لإدارة الطوارئ والأزمات بالدولة، تعمل وفق أعلى المعايير العالمية؛ حيث يملك مجتمع إدارة الطوارئ والأزمات القدرات والممكنات الوطنية الشاملة، التي تضع سلامة الإنسان أولوية قصوى، كما أن الهيئة بصفتها الكيان الوطني المعني بإدارة الطوارئ والأزمات بالدولة، تقوم بشكل مستمر وفعّال باستعراض الخبرات الكبيرة والنوعية بالدولة للعالم، علاوة على الاستفادة القصوى من التجارب العالمية».
وأكدت أن القمة العالمية ستساعد على توحيد الجهود وتعزيز تبادل الخبرات والمعرفة، لضمان استجابة أكثر كفاءة وسرعة للتحديات الحالية والمستقبلية، بالفعل هذا هو الهدف من وجود القمة بالأساس، حيث إنها تجمع لكبار الخبراء والعقول النيرة للمجال، الذين لا يستعرضون فقط تجاربهم بل يناقشونها أمام الجمهور، ويبحثون عن حلول فعّالة ونقلات نوعية في التصدي للمخاطر والتحديات، والنسخة الحالية تستهدف بشكل خاص مناقشة الجهود العالمية، وليس الوطنية فحسب، وتستعرض الدور الرائد للدولة في تطوير المنظومة العالمية.
وذكرت أن «استشراف المستقبل يُعد أساساً لتوظيف الاستجابة الفعالة للأزمات، ولا يمكن أن نستجيب لأزمة لم نكن نتوقعها إن لم نخطط لها بشكل صحي، وضمن القمة السابقة على سبيل المثال، ناقشنا محوراً مهماً هو المخاطر الصحية ذات التدخل البشري، التي قد تكون خطراً مستقبلياً قادماً، واستعرضنا الحلول العالمية حولها، بالإضافة إلى مناقشة القدرات الوطنية والتجارب الفعالة لها، كما أظهرنا ضمن توصياتنا الختامية للقمة أهمية التخطيط الاستراتيجي للأزمات المستقبلية، والتي ناقشناها بصورة علمية متوسعة في الورقة البيضاء».
4 محاور رئيسية
قالت مريم القبيسي: «القمة ستناقش أربعة محاور رئيسية، هي: القدرات العالمية، وتجسير الإمكانيات، والاقتصاد المتكيّف، وإدارة الغموض، وتشمل كل من هذه المحاور جلسات رئيسية تستعرضها لتصل إلى الحلول العالمية في المجال، عطفاً عن ذلك، ستحمل القمة أيضاً ورشاً فنية «master classes»، يتم استعراضها على هامش الجلسات الرئيسية. وتستعرض النماذج الذهنية لقادة الطوارئ والأزمات، تطوير القيادة، وتطوير الاستراتيجيات الفعّالة في المجال، والابتكار في الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا الناشئة، وأسرار جاهزية الدولة».
المعارض المصاحبة
تشهد أعمال القمة تنظيم «معرض تقنيات إدارة الأزمات 2025» الذي سيسلط الضوء على أحدث الابتكارات التكنولوجية في إدارة الطوارئ، و«معرض جاهزية الأجيال 2025» الذي يهدف إلى تعزيز الوعي المجتمعي حول الاستعداد للكوارث، وذلك ضمن إطار الجهود الوطنية لتعزيز الجاهزية والاستجابة الفعّالة لمختلف التحديات المستقبلية.
وقال سلمان علي السلمان، المتحدث الرسمي عن المعارض المصاحبة للقمة: «يستهدف معرض تقنيات إدارة الأزمات أهدافاً عدة، حيث يستعرض أحدث التقنيات والحلول الذكية في مجال إدارة الأزمات والطوارئ، ويسلط الضوء على دور الذكاء الاصطناعي في التنبؤ بالمخاطر واتخاذ القرارات السريعة، كما يوفّر منصة لتبادل الخبرات بين القطاعين الحكومي والخاص، ويستعرض أحدث أنظمة القيادة والتحكم، والطائرات المسيّرة، ومنصات الإنذار المبكر».
وأضاف: «يستهدف معرض جاهزية الأجيال الفئة العمرية اليافعة، إذ يعمل على نشر ثقافة الاستعداد للطوارئ بين الأطفال والشباب من خلال تقديم ورش عمل تفاعلية حول التخطيط الأسري لحالات الطوارئ، وعرض محاكاة عملية لحالات الأزمات، لتعزيز مهارات الاستجابة من خلال دمج التكنولوجيا الحديثة في برامج التوعية والتدريب للأطفال».
وكشف أن معرض تقنيات إدارة الأزمات، يستهدف أكثر من 30 عارضاً من الشركات الدولية والوطنية والجهات والمؤسسات ذات العلاقة، حيث ستستعرض أهم التقنيات والتكنولوجيا المتقدمة في المجال، إلى جانب عروض حيّة للآليات المستخدمة في المجال، فيما يستقطب معرض جاهزية الأجيال، والذي يُعد الأول من نوعه عالمياً أكثر من 1500 طالب لينضموا لرحلة المعرفة والتعلم في المجال من خلال المحاكاة الفعلية للأزمات، ودمج التكنولوجيا الحديثة في برامج التوعية.
وذكر أن معرض تقنيات الأزمات يسعى إلى إبراز الدور الريادي لدولة الإمارات في تعزيز الشراكات العالمية والابتكار وتوظيف التقنيات الحديثة، مع التركيز على المبادرات الاستراتيجية المشتركة، التي تدعم الاستعداد والاستجابة الفعّالة للأزمات، كما يضم المعرض تحت مظلته نخبة من المؤسسات الحكومية والخاصة، والمعاهد الأكاديمية، ومنظمات الطوارئ والإغاثة، ومزودي التكنولوجيا، من داخل دولة الإمارات وخارجها.
وأشار إلى أن المعرض سيستقطب نخبة من الخبراء والمتخصصين العالميين في مجالات إدارة الطوارئ والأزمات والكوارث، بهدف خلق منصة تفاعلية تجمع تحت مظلتها مختلف المؤسسات المحلية والإقليمية والعالمية المعنية بالتعامل مع الأزمات والطوارئ والكوارث، وذلك بهدف تبادل المعلومات والخبرات، وتعزيز التعاون والعمل المشترك، وتسليط الضوء على التجارب الناجحة محلياً وعالمياً، والتعرف على أحدث التقنيات والابتكارات والحلول الذكية المدعومة بالذكاء الاصطناعي، والتي من شأنها رفع قدرة الجهات المعنية على التنبؤ بالمخاطر والتعامل معها بكفاءة أكبر على مختلف الأصعدة.
وذكر أن «معرض جاهزية الأجيال» يُعَد منصة تعليمية متكاملة تهدف إلى نشر الوعي لفئة الأطفال حول أهمية الاستعداد والتخطيط المسبق في مواجهة الأزمات والكوارث، كما يقدم مجموعة واسعة من الأنشطة والفعاليات، التي تدمج التعليم بالترفيه، وتشمل ورش عمل تفاعلية مخصّصة للأطفال وطلبة المدارس، وبجانب الفعاليات التفاعلية المدعومة بتقنيات الذكاء الاصطناعي، يشارك في المعرض مجموعة من الجهات الحكومية والشركاء الاستراتيجيين، الذين يسهمون في إثراء التجربة التعليمية من خلال تقديم أحدث الابتكارات والحلول في مجال إدارة الطوارئ والكوارث.
وأكد أن المجتمع يُعد ركيزة أساسية أثناء التخطيط الاستراتيجي للأزمات، حيث إن الإنسان أولوية قصوى عند الاستجابة الوطنية، ويُعدّ المجتمع ركناً رئيسياً في المحافظة على الأمن والأمان بالدولة، إذ يقدم الحلول التي نستهدفها في الاستجابة من خلال أهمية توعيتهم وتوظيف القدرات الوطنية في إدارة الأزمات، ومن ضمنها المشاركة الحيوية من كل فرد، وشهدنا أهمية الاستجابة المجتمعية في أزمات سابقة، حيث إن تضافر الجهود بين المجتمع أدى لاستجابة متميزة للأزمات المختلفة.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: القمة العالمية لإدارة الطوارئ والأزمات الأزمات والكوارث الإمارات مريم القبيسي العالمیة لإدارة الطوارئ والأزمات إدارة الطوارئ والأزمات القمة العالمیة الأزمات 2025 فی المجال من خلال فی مجال
إقرأ أيضاً:
بدء دورة بصنعاء في مجال إدارة المخاطر والاستجابة لحالات الطوارئ
الثورة نت /..
بدأت اليوم بصنعاء دورة تدريبية في مجال إدارة المخاطر والاستجابة لحالات الطوارئ، تنظمها وزارة الكهرباء والطاقة والمياه، بالشراكة مع منظمة اليونيسف.
تهدف الدورة التي تستمر ستة أيام على مجموعتين، كل مجموعة ثلاثة أيام، إلى رفع مستوى وعي 56 متدرباً ومتدربة من فروع المؤسسات المحلية للمياه والصرف الصحي وهيئة مشاريع مياه الريف وفروعها بالمحافظات، حول الإنذار المبكر للتقليل من الأخطاء والتخفيف من حجم المخاطر وتحديد وتقييم وإدارة المخاطر بفعالية في مختلف البيئات والمواقف والحد من تكرار بعض الحوادث الناتجة عن انخفاض مستوى الوعي بأسباب تلك الحوادث.
وفي الافتتاح أشار نائب وزير الكهرباء والطاقة والمياه عادل بادر، إلى أهمية الدورة في إدارة المخاطر والاستجابة لحالات الطوارئ، سيما في ظل الظروف الصعبة والمخاطر التي تمر بها البلاد جراء العدوان الأمريكي، الصهيوني الذي طال مقدرات الوطن ولم يستثن شيئاً.
وأوضح أن إدارة المخاطر عملية تخطيط وتنظيم وتوجيه ومراقبة تهدف لتحديد وتقييم ومعالجة المخاطر التي قد تواجه أي مؤسسة لتحقيق أهدافها بفعالية، ما يتطلب بالضرورة تحليل وتقييم احتمالية المخاطر وآثارها المحتملة وتطوير استراتيجيات للحد منها وتقليل الآثار السلبية المترتبة على ذلك.
واعتبر بادر التدريب والتأهيل عمليتين متكاملتين تهدفان إلى تطوير مهارات الكوادر البشرية ورفع كفاءتها في العمل، ما يستدعي من المتدربين استيعاب مضمون الدورة وعكس مخرجاتها في المؤسسات والهيئات والارتقاء بمستوى الأداء.
ولفت إلى أن هناك العديد من المخاطر التي تواجه العاملين في قطاع المياه بالميدان، ومنها بعض حوادث الوفاة التي تكررت بغرف التفتيش للصرف الصحي، أو الآبار اليدوية المفتوحة نتيجة الاختناق، وهو نتاج انخفاض مستوى وعي العاملين أو الجهات المنفذة لها وعدم استخدام أدوات الأمن والسلامة لتجنب تلك المخاطر.
وأعرب نائب وزير الكهرباء والطاقة والمياه، عن الأمل في استفادة المتدربين من مضمون الدورة التي ستركز على عناوين مهمة وبارزة في إدارة المخاطر والحماية البيئية وإدارة العقود، منوهاً باستمرار دعم اليونيسف للبرامج التدريبية وتأهيل الكوادر البشرية بقطاع المياه، في إطار تنفيذ الأولويات التي تلامس احتياجات المجتمعات المستفيدة.
بدوره استعرض المنسق الوطني لكتلة المياه والإصحاح البيئي المهندس توفيق الهروش، أهداف الدورة في رفع مستوى الاستجابة للتغلب على الأخطاء الشائعة والمتكررة والاستعداد والجاهزية لمواجهة المخاطر والتقليل من آثارها وكذا رفع مستوى الوعي بضرورة استخدام أدوات الأمن والسلامة للتقليل من آثار الحوادث العارضة.
وعبر عن الأمل في تفاعل المتدربين مع محتوى الدورة واستيعاب المعارف الكفيلة بتلافي الأخطاء والسلبيات التي تكرر حدوثها في الميدان سواء ما يتعلق بالمؤسسات المحلية للمياه والصرف الصحي، أو مياه الريف.
فيما ثمنت كلمة منظمة اليونيسف التي ألقاها المهندس أنيس العرشي، جهود قيادة وزارة الكهرباء والطاقة والمياه في تسهيل تنفيذ الدورة التي تأتي استكمالاً للبرامج التدريبية التي تمولها المنظمة.
وأفاد بأن الدورة ستركز على تدريب الكوادر البشرية بفروع المؤسسات المحلية للمياه والصرف الصحي ومياه الريف، والعاملين في الميدان، مع إشراك أصحاب المصلحة من المستفيدين لتزويدهم بالمعارف اللازمة لتحديد وتقييم إدارة المخاطر ورفع مستوى الوعي باستخدام أدوات الأمن والسلامة، وأدوات الحماية البيئية والاجتماعية.
حضر افتتاح الدورة مدير عام إصلاح قطاع المياه والمؤسسات المحلية، زيد الكحلاني ومدير مركز التدريب التابع للوزارة ياسين المقطري.