أثار ظهور محمد جابر، قائد مليشيا "صقور الصحراء" سابقا، جدلا واسعا في الأوساط السورية وعلى منصات التواصل الاجتماعي، وذلك بعد اعترافه بإدارة الهجوم العسكري الذي نفذته مجموعات مسلحة ضد الحكومة السورية الجديدة في الساحل السوري.

هذه العملية، التي وقعت بتاريخ السادس من مارس/آذار، أودت بحياة أكثر من 200 عنصر من جهاز الأمن العام، إلى جانب مئات المدنيين الذين قضوا نتيجة الفوضى والانفلات الأمني أثناء العملية وبعدها.

جاء اعتراف محمد جابر خلال ظهوره في مداخلة تلفزيونية عبر قناة "المشهد" مساء الثلاثاء، حيث أشار إلى أن العملية العسكرية في الساحل لم تكن بحاجة إلى تمويل، مؤكدا وجود كميات كافية من السلاح والذخائر في المنطقة.

هذا الاعتراف أثار تساؤلات عديدة بين السوريين حول دوافع ظهوره بهذا التوقيت، فقد تفاعل السوريون على منصات التواصل الاجتماعي بشكل واسع مع تصريحات جابر، مستذكرين الجرائم التي ارتكبها بحق الشعب السوري خلال الثورة.

المجرم محمد جابر، المقيم في روسيا كان قد أقسم في البداية أنه لا علاقة له بهجمات الساحل، لكنه عاد واعترف لاحقاً بأنه خطط وأدار ما أسماها بـ"المعركة" واعترف أيضاً بأن "السيد" غياث دلة شكّل مجلساً عسكرياً من فلول النظام، بينما كان هو (محمد جابر) يدير مدنيين حملوا السلاح! وأكد أنه… pic.twitter.com/uRTqyOlDqM

— مُضَر | Modar (@ivarmm) April 8, 2025

إعلان

وأعاد الناشطون نشر تقارير حول تورطه في أعمال تهريب برعاية فواز الأسد، الذي كان الداعم الأساسي له.

ليطلق جابر بعد اندلاع الثورة السوريا على نفسه لقب "المجاهد"، وأسس مليشيا "صقور الصحراء" في عام 2013، التي شاركت في عدة معارك ضد الفصائل المعارضة للنظام.

بحسب الشهادات المتداولة على وسائل التواصل، تعاون محمد جابر من خلال مليشياته مع شقيقه أيمن، قائد مليشيا "مغاوير البحر"، في حماية حقول النفط في البادية السورية بدعم مباشر من روسيا.

وشاركت مليشيات الأخوين جابر في معارك متعددة بما في ذلك معركة كسب عام 2014 ومعارك أخرى في حلب وريف حمص. ونشر ناشطون صورة تظهر محمد جابر عام 2016 وهو يحمل رأسا مقطوعا في ريف حمص الشرقي، مما زاد من حدة الانتقادات تجاهه.

مع اندماج مليشيا "صقور الصحراء" في الفيلق الخامس، تراجع نفوذ محمد جابر، مما دفعه لاحقا إلى مغادرة سوريا والاستقرار في روسيا. ومع ذلك، عاد إلى الواجهة بتصريحاته المثيرة للجدل، متحديا الرئيس أحمد الشرع وواصفا العملية العسكرية بـ"المعركة" التي كان يديرها مدنيون حملوا السلاح تحت قيادته.

عقب تصريحاته، طالب ناشطون الحكومة السورية بإصدار مذكرة اعتقال دولية بحق محمد جابر عبر الإنتربول بتهمة محاولة الانقلاب على الحكم وقتل الأبرياء.

في المقابل، شكك البعض في مسؤوليته المباشرة عن أحداث الساحل، خاصة بعد تصريحات وزير الخارجية التركي هاكان فيدان الذي أكد امتلاك تركيا معلومات استخباراتية حول تورط دول أخرى في إشعال الوضع هناك.

بعد مشاهدة المزيدة من هذا اللقاء تبدو مسرحية أكثر منها لقاء عفوي الهدف منه وضع اللوم على السلطة واخراج إيران وروسيا من المشهد مع تجنب الحديث عن عملية الغدر الواسعة التي قاموا بها وحرضوا فيها المدنيين على حمل السلاح.
محمد الجابر كان ينسق إحضار المجموعات الإيرانية منذ عام ٢٠١٣…

— Ahmad | الْفَارُوق (@ahmad_21289) April 9, 2025

ورجح آخرون أن يكون تلقي جابر الضوء الأخضر من روسيا لتبني مسؤولية العملية بغرض التغطية على الجهات الدولية المتورطة، وهو ما أثار مزيدا من الجدل حول حقيقة الأحداث.

إعلان

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات محمد جابر

إقرأ أيضاً:

مواقع عسكرية وثكنات.. غارات إسرائيلية تستهدف الساحل السوري

يؤكد الرئيس الانتقالي أحمد الشرع أن سوريا لا تسعى إلى التصعيد مع جيرانها، ويدعو المجتمع الدولي إلى الضغط على إسرائيل لوقف ضرباتها. اعلان

شنّت الطائرات الإسرائيلية، يوم الجمعة، غارات على منطقة الساحل غرب سوريا، في أول تصعيد من نوعه منذ نحو شهر، بحسب ما أفاد به التلفزيون السوري الرسمي. وأعلنت الدولة العبرية أنها استهدفت منشآت عسكرية في محافظة اللاذقية.

وذكر الإعلام الرسمي في دمشق أن "طائرات الاحتلال الإسرائيلي نفذت غارات على مواقع قرب قرية زاما في ريف جبلة جنوب اللاذقية".

من جهته، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن الغارات طالت مواقع عسكرية وثكنات في منطقتي طرطوس واللاذقية، دون ورود تقارير عن وقوع إصابات أو ضحايا.

في المقابل، أكد الجيش الإسرائيلي في بيان أنه قصف "منشآت لتخزين الأسلحة تضم صواريخ أرض-بحر تشكل تهديدًا على حرية الملاحة الدولية والملاحة الإسرائيلية، في منطقة اللاذقية"، مضيفًا أنه تم أيضًا استهداف "مكونات صواريخ أرض-جو" في المنطقة ذاتها.

وتأتي هذه الغارات غداة تصريحات للمبعوث الأميركي إلى سوريا، توماس باراك، دعا فيها دمشق إلى الدخول في حوار مع إسرائيل، وطرح خلالها فكرة البدء باتفاق "عدم اعتداء" بين الطرفين.

Relatedمبعوث ترامب يعيد افتتاح مقر سفير واشنطن بدمشق ويقول ثمة حاجة لاتفاقية عدم اعتداء بين سوريا وإسرائيلسوريا توقع صفقات كهرباء بـ7 مليارات دولار مع شركات أميركية وقطرية وتركيةاتفاق الـ 7 مليارات.. هل تعيد الطاقة رسم ملامح سوريا الجديدة؟

وفي مقابلة مع قناة "العربية"، قال باراك من دمشق إن "مشكلة إسرائيل وسوريا قابلة للحل وتبدأ بالحوار"، مشيرًا إلى أن "اتفاق عدم اعتداء" يمكن أن يكون مدخلًا لهذا المسار.

يشار إلى أن إسرائيل شنّت، منذ الإطاحة بالرئيس السابق بشار الأسد في 8 ديسمبر، مئات الضربات الجوية على مواقع عسكرية في سوريا، بهدف منع وقوع الترسانة العسكرية في أيدي السلطة الجديدة. وشملت إحدى الغارات هذا الشهر محيط القصر الرئاسي، في ظل تصاعد العنف ذي الطابع الطائفي في البلاد.

كما توغلت القوات الإسرائيلية مرارًا في المنطقة العازلة المنزوعة السلاح في الجولان، وتقدمت أحيانًا إلى عمق الجنوب السوري.

في المقابل، يؤكد الرئيس الانتقالي أحمد الشرع أن سوريا لا تسعى إلى التصعيد مع جيرانها، ويدعو المجتمع الدولي إلى الضغط على إسرائيل لوقف ضرباتها. وكان قد كشف هذا الشهر من باريس أن دمشق تجري مفاوضات غير مباشرة مع إسرائيل عبر وسطاء بهدف تهدئة الأوضاع.

انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثة

مقالات مشابهة

  • مقداد فتيحة سفاح الساحل السوري وقائد مليشيا درع الساحل
  • قتلى ومصابون في قصف استهدف 3 مواقع في الساحل السوري (شاهد)
  • غارات إسرائيلية تستهدف عدة مواقع في الساحل السوري
  • مواقع عسكرية وثكنات.. غارات إسرائيلية تستهدف الساحل السوري
  • إسرائيل تعلق على "ضربات" الساحل السوري.. وتكشف الأهداف
  • جيش الاحتلال الإسرائيلي يشن غارات جوية على الساحل السوري
  • رامي مخلوف يتهم دمشق بحملة ممنهجة ضده ويكشف عن مجزرة في الساحل السوري
  • نقل معارضين معتقلين إلى سجون نائية يثير الغضب في تونس ويعمّق الأزمة
  • تونس.. نقل معارضين معتقلين إلى سجون نائية يثير الغضب ويعمّق الأزمة
  • الاتحاد الأوروبي يفرض عقوبات على 3 جماعات مسلحة تورطوا بأحداث الساحل السوري