واشنطن– حالة من القلق تسود أوساط مئات الآلاف من الزوار والطلاب والمهاجرين العرب والمسلمين في الولايات المتحدة، على خلفية استهداف إدارة الرئيس دونالد ترامب لمئات الطلاب المشاركين في الاحتجاجات الطلابية المناهضة للدعم الأميركي للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، والتي عمّت الجامعات الأميركية العام الماضي.

ويتزامن ذلك مع مواصلة سلطات الهجرة الأميركية ملاحقة المهاجرين غير النظاميين، حيث تقوم بترحيل الآلاف منهم، رغم وجود قرارات قضائية بوقف بعض حالات الترحيل.

كما أصدر ترامب أمرا تنفيذيا بشأن إعادة النظر في منح الجنسية الأميركية لمن يولد داخل أراضي البلاد لأبوين من الزوار المؤقتين.

"الجزيرة نت" حاورت المحامي الأميركي حسام عمر عبد الكريم، ذي الأصول المصرية، والذي يحمل درجة الماجستير في القانون من جامعة جورج تاون المرموقة، وهو محامٍ مرخص في ولايتي نيويورك وميريلاند، بالإضافة إلى العاصمة واشنطن، لتقديم نصائحه للزوار والمهاجرين في الولايات المتحدة.

عبد الكريم: ترامب يتبنى نهجا أكثر تشددا وعدوانية ضد المهاجرين (الجزيرة) كيف ولماذا يستهدف ترامب المهاجرين؟

يرى المحامي عبد الكريم أن الرئيس ترامب، الذي أصدر حتى الآن 7 أوامر تنفيذية تتعلق بشؤون الهجرة، يواصل تنفيذ وعوده الانتخابية بحذافيرها؛ ففي ولايته الرئاسية الثانية يتبنى ترامب نهجا أكثر تشددا وعدوانية قانونية ضد المهاجرين.

ويقول عبد الكريم إن "تشدد ترامب يعكس توجها عاما داخل الحزب الجمهوري الذي لا يبدي حماسة تجاه زيادة أعداد المهاجرين، كما أن نهجه في الهجرة يُعد رد فعل مباشرا على سياسات إدارة جو بايدن الليبرالية التي فتحت الباب واسعا للهجرة النظامية وغير النظامية، وسهلت الإجراءات بشكل مبالغ فيه في كثير من الحالات".

إعلان هل ينتهي حق الجنسية بالميلاد؟

يشير عبد الكريم إلى أن أحد أوامر ترامب التنفيذية يهدف إلى إلغاء منح الجنسية الأميركية تلقائيا لمن يولد على أراضي الولايات المتحدة لأبوين غير مقيمين. ورغم أن هذا الطرح ليس جديدا، فقد سبق أن طُرح في الماضي دون نجاح، فإن ترامب يركز هذه المرة على ما يعده "استغلالا فجا" لهذا الحق.

وأوضح أن هناك شبكات إجرامية منظمة تسهّل سفر النساء الحوامل للولادة في أميركا، في ما يُعرف "بسياحة الولادة"، موضحا أن هذا الحق جاء في ظرف دستوري بعد الحرب الأهلية في عام 1868 كي تمنح الجنسية لأبناء الأميركيين الأفارقة بعد انتهاء العبودية القانونية.

وتوقع عبد الكريم أن تصل القضية إلى المحكمة العليا، مرجحا أن تُفرض قيود على هذا الحق، من دون إلغائه تماما، كمنع منح الجنسية لأبناء المهاجرين غير النظاميين.

احتياطات للطلاب والزوار

أوضح عبد الكريم أن هناك استهدافا واضحا للطلاب العرب والمسلمين، لا سيما المشاركين في المظاهرات المناهضة للعدوان الإسرائيلي، معتبرا أن حالة الاستقطاب تسهل توجيه تهم "معاداة السامية" ضدهم.

وقال "رغم أن للمهاجرين حقوقا قانونية، فإنهم يشعرون بدرجات متفاوتة من القلق بسبب سياسات الهجرة، ففي ولاية ترامب الأولى صدر أمر تنفيذي بحظر دخول مواطني عدد من الدول ذات الأغلبية المسلمة، وتدرس الإدارة حاليا إعادة فرض حظر مشابه".

كما نصح عبد الكريم الطلاب والزوار بالتعاون مع ضباط الهجرة، بما في ذلك السماح لهم بالاطلاع على حسابات وسائل التواصل الاجتماعي عند الطلب.

حالة محمود خليل

تحدث عبد الكريم عن حالة الطالب محمود خليل، مؤكدًا أن عبء الإثبات يقع على عاتق الحكومة الأميركية التي يجب أن تُقنع المحكمة بأن خليل يمثل تهديدا للأمن القومي أو يحمل عداء تجاه الحكومة الأميركية.

وأضاف "إذا فشل الادعاء في إثبات ذلك، فسيفرج عن خليل، أما إذا اقتنعت المحكمة بالمبررات الأمنية فقد يُرحّل خارج البلاد".

إعلان التعامل مع مسؤولي الهجرة

وجه عبد الكريم نصائح مهمة للمقيمين والطلاب وحتى لحاملي الجنسية الأميركية، مشددا على ضرورة الامتثال لتعليمات مسؤولي الجوازات في المطارات أو المعابر الحدودية.

وأوضح أن "لمسؤول الهجرة سلطة تقديرية واسعة تسمح له بطلب مزيد من التحقق والتفتيش، ويمكنه رفض دخول الزوار والطلاب. أما من يحمل الجنسية أو الإقامة الدائمة (الغرين كارد) فسيسمح لهم بالدخول، وإنْ خضعوا لاحقًا لإجراءات قانونية أو استدعاء قضائي".

وأضاف أن مسؤول الهجرة يملك صلاحية فحص الوثائق والأمتعة، تحت مبرر حماية الأمن القومي، "وكما يدّعي ترامب، فإن الفيزا والبطاقة الخضراء ليست حقوقا، بل امتيازات، بينما الحقوق تعني ألا يتم التنكيل بك أو انتهاك كرامتك".

نصائح للمهاجرين العرب والمسلمين

وجه عبد الكريم مجموعة من النصائح المهمة للمهاجرين العرب والمسلمين، أبرزها:

ضرورة تسوية الأوضاع القانونية لمن يقيمون بصورة غير نظامية أو من انتهت مدة إقامتهم. الالتزام بالقوانين المحلية والفدرالية لتفادي التعرض للمساءلة أو الترحيل. حمل بطاقات الهوية وإثبات الوضع القانوني أو الاحتفاظ بنسخ منها. الابتعاد عن أي تصرفات قد تُفسر كشبهات قانونية. الاطلاع الدائم على التحديثات المتعلقة بسياسات الهجرة، خاصة في هذه المرحلة الحرجة من التاريخ الأميركي.

وأكد أن الوعي بالحقوق والواجبات يمثل خط الدفاع الأول في مواجهة التحديات القانونية المتزايدة في عهد إدارة ترامب.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات العرب والمسلمین عبد الکریم

إقرأ أيضاً:

القريتلي لـ«عين ليبيا»: قرارات المجلس الرئاسي في مصلحة الشعب وتوطين المهاجرين «فرقعة إعلامية»

صرّح المهندس عبدالسلام فؤاد القريتلي، رئيس مكتب العلاقات الدولية والناطق الرسمي باسم حزب صوت الشعب، بأن القرارات الأخيرة الصادرة عن المجلس الرئاسي، وعلى رأسها تفعيل المفوضية الوطنية العليا للاستفتاء، تهدف إلى تمكين الشعب الليبي من قول كلمته في قضايا محورية، من بينها حل مجلس النواب وتفعيل الدستور.

وأكد القريتلي، لشبكة “عين ليبيا”، أن هذه الخطوات تُقابل بمعارضة شديدة من أطراف سياسية لا تصب هذه التغييرات في صالحها، في إشارة إلى مجلس النواب وبعض شركاء المجلس الرئاسي.

وأضاف أن اللجنة الاستشارية التي تأسست برعاية أممية أنهت تقريرها، ومن المتوقع اعتماده قريبًا من مجلس الأمن، مما سيمهّد الطريق لإجراء انتخابات برلمانية وتشكيل حكومة أزمة لفترة انتقالية تمهيدًا لاعتماد الدستور.

وفيما يتعلق بملف الهجرة، شدد القريتلي، على أن موضوع توطين المهاجرين غير الشرعيين في ليبيا يُعد “خطًا أحمر” لا يمكن تجاوزه، نافياً وجود أي اتفاقات رسمية في هذا الشأن.

واعتبر أن ما يُتداول حول هذه القضية لا يتعدى كونه “فرقعة إعلامية” تهدف إلى التشويش على المشهد السياسي الليبي.

كما نفى القريتلي، صدور أي تصريح رسمي من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن ليبيا، مؤكداً أن السياسة الأميركية لا تُدار بقرارات فردية، وأن أي موقف رسمي لا بد أن يصدر عبر القنوات والمؤسسات المختصة.

[2:43 م، 2025/5/8] عفراء: شيك عالمادة استاذ وانا بنشرا نشالله

مقالات مشابهة

  • اعتقال رئيس بلدية نيوارك في ولاية نيو جيرسي الأمريكية بسبب المهاجرين
  • قاض أميركي يأمر بإطلاق سراح طالبة تركية تحتجزها سلطات الهجرة
  • نصائح غذائية لتفادي تقلصات المعدة وتهيج القولون العصبي
  • القومي للبحوث يوجه نصائح هامة للطلاب لمواجهة الصداع في الامتحانات
  • قاض أميركي يحذر من ترحيل المهاجرين إلى ليبيا .. وترمب ينفي علمه بالخطة
  • القريتلي لـ«عين ليبيا»: قرارات المجلس الرئاسي في مصلحة الشعب وتوطين المهاجرين «فرقعة إعلامية»
  • بريطانيا تشترط إجادة المهاجرين للغة الانجليزية للحصول على حق الإقامة على أراضيها
  • الجريدة الرسمية تنشر قرارات رد الجنسية المصرية لـ42 شخصا
  • حكومة الدبيبة تنفي وجود أي اتفاق بخصوص المهاجرين.. واشنطن تختبر حدود النفوذ الليبي عبر «بوابة الهجرة»
  • 5148 تظلمًا ضد قرارات سحب الجنسية الكويتية