في عصر التكنولوجيا والانفتاح الرقمي، أصبح الابتزاز الإلكتروني واحدًا من أخطر الجرائم الإلكترونية، حيث يقع ضحاياه في فخ محكم يُحكمه مجرمون محترفون يجيدون استغلال الثغرات النفسية والتقنية. فكيف يقع الضحايا في هذا الفخ؟ ومن يقف وراء هذه العصابات؟

1. كيف يتم الابتزاز الإلكتروني؟
 

يُعرَّف الابتزاز الإلكتروني بأنه تهديد شخص أو جهة بنشر معلومات حساسة أو صور أو فيديوهات خاصة مقابل المال أو تنفيذ مطالب معينة.

وتتنوع أساليب المبتزين، ولكن أكثرها شيوعًا:

* الاختراق وسرقة البيانات: يتمكن المجرمون من اختراق الأجهزة أو الحسابات وسرقة الصور والملفات الحساسة، ثم يهددون الضحية بنشرها.

* الهندسة الاجتماعية: يستدرج المبتزون الضحايا عبر محادثات ودية على مواقع التواصل، ثم يحصلون على معلومات قد تُستخدم ضدهم.

* التسجيلات المفبركة: بعض العصابات تستخدم برامج الذكاء الاصطناعي لإنشاء تسجيلات وصور مزيفة لضحاياهم ثم تهديدهم بها.

* الفخاخ الرومانسية: يتم استدراج الضحايا إلى محادثات خاصة، حيث يُطلب منهم إرسال صور أو مقاطع فيديو، ليتم استخدامها لاحقًا في الابتزاز.

2. من يقف وراء عصابات الابتزاز الإلكتروني؟
 

الابتزاز الإلكتروني ليس دائمًا عملاً فرديًا، بل في كثير من الحالات يكون خلفه شبكات منظمة تمتد عبر دول مختلفة. وأبرز الجهات التي تقف خلف هذه الجرائم:

* عصابات دولية متخصصة: تعمل على استدراج الضحايا عبر حسابات وهمية، وتستخدم مواقع خارج نطاق السلطات المحلية.

* أفراد محترفون في الاختراق: يستخدمون مهاراتهم في الأمن السيبراني لسرقة البيانات واستغلالها.

* أشخاص عاديون بدافع الطمع: بعضهم يبدأ بطريقة غير محترفة لكنه يواصل الابتزاز بمجرد حصوله على شيء ضد الضحية.


 

3. من هم الضحايا الأكثر عرضة للابتزاز؟
 

لا يوجد شخص محصن تمامًا ضد الابتزاز الإلكتروني، لكن هناك فئات أكثر عرضة من غيرها، مثل:

* المراهقون والشباب: نظراً لقلة خبرتهم في التعامل مع مخاطر الإنترنت، يسهل استدراجهم.

* المشاهير والشخصيات العامة: حيث يسعى المبتزون لاستغلال شهرتهم للحصول على مبالغ مالية ضخمة.

* الموظفون وأصحاب المناصب الحساسة: قد يتم استهدافهم من قبل منافسين أو عصابات منظمة بهدف التأثير على قراراتهم.

4. قصص واقعية.. كيف انتهى الأمر ببعض الضحايا؟
 

- رجل الأعمال الذي فقد الملايين بسبب صورة

أحد رجال الأعمال في مصر تعرض لعملية ابتزاز بعد أن تعرف على فتاة عبر الإنترنت، حيث طلبت منه صورة شخصية في محادثة فيديو، لتتفاجأ بعد أيام برسالة تهديد: “إما أن تدفع 500 ألف جنيه أو سيتم نشر صورك”. ورغم محاولاته التفاوض، انتهى به الأمر بدفع المال خوفًا من الفضيحة.

- الطالبة التي واجهت المبتز بشجاعة

طالبة جامعية تلقت تهديدات من شخص ادّعى أنه يمتلك صورًا لها ويريد مبلغًا ماليًا مقابل عدم نشرها. لكنها لم ترضخ، وسارعت بإبلاغ الشرطة التي نصبت فخًا للمبتز وتم القبض عليه، ليتبين أنه كان يحاول استغلال عشرات الفتيات بالطريقة نفسها.

- الابتزاز الذي كشف عصابة دولية

شاب مصري تلقى رسالة من فتاة تدّعي أنها من أوروبا وتريد التعرف عليه. بعد محادثات قصيرة، أرسلت له فيديو خاص بها وطلبت منه رد الجميل. وبعد يومين، بدأ الابتزاز: “إما أن تدفع 10 آلاف دولار أو سيتم إرسال الفيديو إلى عائلتك”. وعند التحقيق، تبين أن العصابة تدير عمليات ابتزاز في عدة دول.

5. كيف تحمي نفسك من الابتزاز الإلكتروني؟
 

للوقاية من الابتزاز الإلكتروني، هناك خطوات ضرورية يجب اتباعها:

* لا تشارك معلومات شخصية أو صور حساسة عبر الإنترنت مع أشخاص غير موثوقين.

* استخدم كلمات مرور قوية ولا تُعيد استخدامها في أكثر من موقع.

* فعّل التحقق الثنائي لحساباتك لحمايتها من الاختراق.

* لا ترد على المبتز، واحتفظ بالأدلة وتوجه إلى الجهات المختصة فورًا.

* لا تدفع أي مبالغ مالية، لأن ذلك قد يؤدي إلى مزيد من التهديدات.


 

6. كيف تتعامل الجهات الأمنية مع الابتزاز الإلكتروني؟
 

مع انتشار هذه الجرائم، أصبحت الأجهزة الأمنية في مصر والعالم العربي أكثر وعيًا بها، حيث تم إنشاء وحدات متخصصة في الجرائم الإلكترونية تعمل على:

* تعقب المبتزين عبر الأدلة الرقمية.

* إغلاق الحسابات المستخدمة في التهديد.

* توعية المواطنين بكيفية حماية أنفسهم من هذه الجرائم.

ختامًا.. الوقاية خير من الندم

الابتزاز الإلكتروني جريمة خطيرة قد تدمر حياة الضحايا، لكن الحل الأمثل هو عدم الرضوخ للتهديدات، والإبلاغ الفوري عنها. التكنولوجيا سلاح ذو حدين، ومعرفة كيفية استخدامها بشكل آمن قد تكون الفارق بين أن تكون ضحية أو أن تكون في مأمن من هذه العصابات.


 







مشاركة

المصدر: اليوم السابع

كلمات دلالية: الابتزاز الابتزاز الالكترونى اخبار الحوادث الابتزاز الإلکترونی

إقرأ أيضاً:

رئيس «حقوق الإنسان»: المملكة سارعت لسن أنظمة وتشريعات واضحة لمكافحة الجرائم

ثمَّن رئيس الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان خالد بن عبدالرحمن الفاخري، الأنظمة والتشريعات التي سنتها المملكة لمكافحة الجرائم.

وأضاف الفاخري، بمداخلة عبر أثير «إذاعة الإخبارية»، أن المملكة سارعت بسن أنظمة خاصة بالاتجار بالأشخاص تساهم في وضع أسس واضحة للقضاء على مثل هذه الجرائم.

وأكمل رئيس الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان، أنَّ المتابع للأنظمة والتشريعات والسياسات في المملكة يلحظ أنها تشتمل على العديد من المواد والأسس التي تنظم حياة الأفراد.

خالد الفاخري: #المملكة سارعت في سن أنظمة وتشريعات واضحة لمكافحة الجذب والجرائم#اليوم_العالمي_لمكافحة_الاتجار_بالأشخاص#إذاعة_الإخبارية pic.twitter.com/cZJkOkv9gW

— إذاعة الإخبارية (@alekhbariyaFM) August 1, 2025 حقوق الإنسانأخبار السعوديةآخر أخبار السعوديةقد يعجبك أيضاًNo stories found.

مقالات مشابهة

  • الإخفاء القسري.. الانتظار القاتل لأسر الضحايا في عدن
  • انتخابات الشيوخ..إقبال من المصريين في بيروت وسط تنظيم محكم وإجراءات سهلة
  • دو فيلبان يصف ما يحدث في غزة بـ"جريمة إبادة جماعية" ويدعو أوربا لوقف تواطؤها بالصمت
  • ضبط 5 أطنان دقيق قبل بيعهم بالسوق السوداء
  • رئيس «حقوق الإنسان»: المملكة سارعت لسن أنظمة وتشريعات واضحة لمكافحة الجرائم
  • اعترافات نصاب الزيتون: أوهمت الضحايا بدورات تدريبية للاستيلاء على أموالهم
  • بأسماء الرضع الشهداء وصور الضحايا.. مغربيات في الرباط يفضحن جرائم الاحتلال في غزة (فيديو)
  • ارتفاع حصيلة الضحايا في غزة إلى 60,249 قتيلا و146,894 مصابا
  • مجزرة الجوع في غزة: أكثر من 700 ضحية في مشهد دموي يهز الضمير الإنساني
  • الاتجار بالبشر والمسؤولية الأخلاقية