الماضي يُلهم المستقبل.. العزب يحول الأزمة السكنية إلى فرصة اقتصادية
تاريخ النشر: 25th, August 2023 GMT
في دعوة إلى العودة لاستخدام الطوب الطيني بديلاً للأسمنت في بناء المنازل والبنايات، على خطى حضارة مصر وشبام اللتين كانتا أنموذجاً حاضراً حتى اللحظة، بعد اشتعال أسعار البناء والمنازل خاصة في العاصمة عدن ووصلت إلى مبالغ خيالية تتراوح بين 45 - 100 ألف دولار للبيوت الصغيرة والمتوسطة.
واستخدم الطوب الطيني في قصور حضارة مصر واليمن الملكية والحصون وجدران حرم المعابد والمدن والمباني الفرعية في المعابد والمجمعات.
بشكل عملي أعاد الدكتور المهندس المدني ثابت العزب في مشروع تخرجه في روسيا فكرة البناء بالطوب الطيني، ولكن بشكل جديد على المنطقة العربية وهو "الطوب الرملي الجيري"، حيث أضاف حوالى 40% من الطين على الرمل والنورة ما أدى إلى زيادة تحمل الطوبة للكسر إلى 3 أضعاف، ما اعتبره الدكتور براءة اختراع.
وجلب العزب مواد محلية المنشأ إلى جامعة بالجراد بروسيا الاتحادية ليقوم بتجاربه العلمية في استخدام التربة والرمل لصناعة الطوب رخيص الكلفة.
وقال العزب لـ"نيوزيمن"، إن مواد الطين الرملي الجيري متوفرة في كل مناطق اليمن، ولكن في لحج منطقة الرحاع ممكن يصل إلى 40كم مربع، ما يجعل كلفة بناء البنايات أقل بنسبة 40% من البنايات الخرسانية و30% من البنايات الحجرية.
وشرح مميزات الطوب الرملي، مبيناً أنه خفيف الوزن متين ذو مقاسات مختلفة ومنها الصم والمجوف وغير ذلك، كما أنه سهل الاستخدام حيث يتم استخدامه مباشرة بعد الإنتاج، ولا يحتاج إلى رش أو ايناع. كما أنه ذو أوجه ملساء عادية بيضاء وملونة بحسب اللون المختار تتمتع بمنظر جميل، وانتظام الشكل ودقة الابعاد، حوافه المستقيمة وأسطحه المستوية وزواياه القائمة ما يجعل منه سهل البناء بأشكال وأنواع مختلفة.
ومن أهم مميزاته انخفاض الكلفة من خلال عدم استخدام أعمدة مسلحة باعتبار الجدران حاملة، كما أنه اقتصادي ورخيص الكلفة أيضا، كون الجدران لا تحتاج إلى لياسة.
ويمتاز بقوة التحمل العالية ويستخدم كجدران حاملة داخلية وخارجية بدون أعمدة خرسانية، القوة والمتانة بقوة ضغط تصل إلى 25 نيوتن/مم2، بمعنى أن جداراً منه بسماكة بلوك 9سم، يكفي لحمل عقدة ببحر 6 أمتار، تزداد قوته مع مرور الزمن بسبب تفاعله مع ثاني اكسيد الكربون في الجو وتحوله إلى ما يشبه الحجر الطبيعي.
لونه الطبيعي والتلوين المطلوب جذاب وسطوحه الناعمة التي تعكس الحرارة في فصل الصيف وتنشر الإضاءة والنور في الداخل، وهو بالطبع عازل جيد للصوت والحرارة مما يوفر في تكاليف التبريد ويمنع الضجيج.
عدم حاجته للياسة أو الدهان وإمكانية استخدامه داخليا وخارجيا كونه لا يحتاج إلى صيانة سنوية، وهذا أيضا يخفض من الكلفة ويجعل منه مادة رخيصة التكاليف.
متوفر بألوان مختلفة ومتعددة ويمكن استخدامه في التصاميم والديكورات الداخلية، وله إمكانية واسعة للتشكيل حسب الطلب.
كما أنه عازل للحرارة ويتحمل الحرارة أكثر من غيره من المواد المصنعة، ولا يتأثر من البرودة او الثلوج ويتحمل التثلج بشكل جيد.
50 ريالاً للطوبة الواحدة
مشروع الدكتور العزب في إعادة الطوب الرملي سيُعد ثورة حقيقية في البناء والتشييد في إطار التوجه العالمي صوب الاستدامة فإن مواد البناء المحلية تعد المرتكز الأقوى لتسهم العمارة بوصفها عنصرا فاعلا في التنمية المستدامة، وذلك من خلال تأصيل مفهوم العمارة الخضراء وتوفير موادها للمستهلك، وذلك بقيمة 50 ريالاً يمنياً للطوبة الواحدة.
بالإضافة إلى أنها خطوة داعمة لاستدامة بيئة الدراسة، من خلل إمكانية استخدامها بشكل فعال في بناء قاعدة إنتاجية لصناعة مواد البناء المحلية وتوفيرها في متناول يد المستهلك، ناهيك عن احتياج اليمن إلى مواد بناء رخيصة وبيئية لإعادة الإعمار لما آلت إليه المباني في المدن بعد الحرب.
دراسة إمكانية بناء الطوب الرملي
وشارك الدكتور العزب "نيوزيمن" ملف دراسة إمكانية بناء الطوب الرملي على أساس التربة الطينية في اليمن، من خلال التفاعل الكبير لخاصية إضافة نسبة من التربة الطينية مع الرمل المستخدم في الطوب الرملي، هذا الطين المتفاعل مع هيدروكسيد الكالسيوم، في ظروف التفاعل (الأوتوكلافي)، والمتمثل في التسريع في بروز مادة جديدة ناشئة عن ذلك التفاعل.
وهذا التكون المعطي الحد الأقصى من التماسك الاسمنتي المتحد بفعل الضغط وتفريغ الهواء والمسمى بنظام (الأوتوكلاف) لإنتاج الطوب الرملي الطيني، حيث يعطي نتائج فيزا – ميكانيكية عالية.
استثمار مُربح
استغلال الثروة المعدنية في مجال مواد البناء هي الأكثر إتاحة للفرص الاستثمارية، وفرصة لدعم الاقتصاد اليمني والسماح لأصحاب ذوي الدخل المحدود من المواطنين ببناء أو شراء منازل بأسعار مناسبة بدلاً من أسعار الإيجارات بالعملة الصعبة.
ومثال على الثروة المعدنية، معادن الصخور، ومعادن الأطيان ومعادن الرمل وغيرها من المعادن الأرضية المنتشرة في جميع المحافظات، ونجد أن من أكبر الفرص في مجال استثمار مواد البناء هو صناعة الطوب الرملي الجيري الذي غدا فرصة استثمارية ناجحة لسببين:
أولاً: جودة المواد الخام المتوافرة بكميات تجارية تكفي لصناعة الطوب الرملي لمئات السنين.
ثانياً: عدم وجود مصانع للطوب الرملي في اليمن، ويعد هذا الطوب من أكثر مواد البناء تناسباً مع مختلف الظروف، وصناعته ستغطي متطلبات البناء في كل محافظات الجمهورية، وهو طوب صناعي متوسط المقاس ينتج المصنع 110000 طوبة في اليوم الواحد وبذلك سيغطي متطلبات البناء على نطاق واسع في مختلف الظروف والأجواء، والمنتج السنوي 120 مليون طوبة.
المصدر: نيوزيمن
كلمات دلالية: مواد البناء کما أنه
إقرأ أيضاً:
أمانة الشرقية: 16 ألف طن من المخلفات شهريًا تتحول إلى مواد بناء بالدمام
استقبلت أمانة المنطقة الشرقية أمس، وفدًا من أمانة العاصمة المقدسة خلال زيارة ميدانية لمشروع إعادة تدوير مخلفات الهدم والبناء بمدينة الدمام؛ بهدف تبادل الخبرات وتطوير ممارسات إدارة النفايات عبر مشاريع استثمارية نوعية تدعم البيئة والمشهد الحضري.
واطلع الوفد على خطوط الإنتاج داخل المصنع وآليات فرز ومعالجة مخلفات الهدم والبناء وتحويلها إلى مواد قابلة للاستخدام، إضافةً إلى تطبيقات المشروع في الخلطات الإسفلتية وطبقات الرصف، مما يقلل من الاعتماد على الموارد الطبيعية الخام ويحقق وفورات مالية في تكاليف المشاريع البلدية.
أخبار متعلقة صور.. 32 آلية بفرضية اختبار قدرات الاستجابة للأزمات في الشرقية51 ألف مهمة ميدانية تعزز جهود الإصحاح البيئي في العاصمة المقدسة خلال نوفمبر36,7 مليون زيارة للمواطنين بالمراكز الصحية والشرقية تسجل 4 ملايين .article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } انتشار مخلفات البناء في أحياء الشرقية- اليوم خطة توسعية
أكدت الأمانة أن المشروع يُعد نموذجًا استثماريًا في تحسين المشهد الحضري ودعم مبادرات الاقتصاد الدائري، مشيرة إلى نجاحه في إعادة تدوير أكثر من 70% من مخلفات الهدم والبناء الواردة للمحطة، بكمية تصل إلى 16 ألف طن شهريًا، مع خطة توسعية لرفع القدرة الاستيعابية إلى 240 ألف طن شهريًا خلال المراحل المقبلة، موضحة أن المشروع يمثّل خطوة متقدمة في إعادة تدوير المخلفات وتحويلها إلى مواد ذات قيمة تُستخدم في مشاريع البنية التحتية.
وبيّنت أن فريق المشروع قدم شرحًا حول التقنيات المتقدمة المستخدمة في عمليات إعادة التدوير، التي تُطبق وفق معايير عالمية تضمن جودة المواد المنتجة وتوافقها مع الاستخدامات الإنشائية المختلفة.تقليل الانبعاثات
لفتت النظر إلى الأثر البيئي الكبير الذي أسهم به المشروع من خلال خفض كميات المخلفات الموجهة للردم وتقليل الانبعاثات الكربونية، إضافةً إلى توفير فرص عمل ودعم الشركات الوطنية العاملة في قطاع إعادة التدوير، الأمر الذي يعزز كفاءة إدارة النفايات والشراكة مع القطاع الخاص، وهي مسارات رئيسية تعتمد عليها الأمانة في تطوير الخدمات الحضرية ورفع جودة الحياة.
وأكدت الأمانة تمكين المستثمرين للدخول في مثل هذه المشاريع النوعية الداعمة للتنمية الاقتصادية ولمعالجة التشوه البصري، داعيةً الراغبين إلى الاطلاع على الفرص الاستثمارية عبر منصة "فرص" أو من خلال مركز التميز الاستثماري للاستفادة من المزايا التي توفرها منظومة الاستثمار البلدي.