الاقتصاد نيوز - متابعة

بدأ وزراء مالية الاتحاد الأوروبي، السبت، محادثات بشأن إنشاء صندوق دفاع مشترك، يتولى شراء المعدات الدفاعية وامتلاكها، ويفرض على الدول الأعضاء رسوماً مقابل استخدامها، باعتباره وسيلة لزيادة الإنفاق الدفاعي دون تحميل الميزانيات الوطنية أعباء ديون إضافية.

واقترح مركز بروجل للأبحاث إنشاء هذا الصندوق، الذي يُعرف باسم "آلية الدفاع الأوروبية"، في ورقة بحثية قُدمت لمناقشة الوزراء، بهدف معالجة المخاوف بشأن قدرة الدول المثقلة بالديون على دفع ثمن المعدات العسكرية الباهظة.

ويأتي هذا التوجه في إطار جهود أوروبية أوسع للتأهب لاحتمال التعرض لهجوم روسي، في ظل إدراك متزايد من حكومات التكتل بأنها لم تعد قادرة على الاعتماد الكامل على الولايات المتحدة في ضمان أمنها.

وقال وزير المالية البرتغالي، جواكيم ميراندا سارمينتو: "إنها نقطة بداية جيدة للنقاش."

وعبرت عدة دول أخرى في الاتحاد عن دعمها المبدئي للفكرة، مشيرة إلى أن إنشاء هذا الصندوق قد يكون بسيطًا نسبيًا من الناحية الفنية، نظرًا لاعتماده على نموذج صندوق إنقاذ منطقة اليورو، المعروف باسم "آلية الاستقرار الأوروبية".

ومع ذلك، أوضح سارمينتو أن هناك تحديات قائمة، قائلًا: "لا يزال أمامنا عدد من المشكلات المتعلقة بالتفويض، والتمويل، والمساهمات، والرافعة المالية في السوق. هناك عدد من التحديات المرتبطة بالتمويل، وكذلك بالجانب العسكري."

ويتطلع الاتحاد الأوروبي بالفعل إلى تعزيز الإنفاق العسكري بمقدار 800 مليار يورو (876 مليار دولار) خلال السنوات الأربع المقبلة، من خلال تخفيف القيود المالية المفروضة على الاستثمارات الدفاعية، والسماح بالاقتراض المشترك لتمويل المشاريع الدفاعية الكبرى.

لكن مثل هذه الخيارات قد تؤدي إلى زيادة الديون الوطنية، وهو ما يثير قلق العديد من الدول المثقلة بالديون. في المقابل، توفر فكرة مركز بروجل بديلاً يسمح بإبقاء جزء من الاستثمارات الدفاعية خارج دفاتر الحسابات الوطنية.


ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التيليكرام

المصدر: وكالة الإقتصاد نيوز

كلمات دلالية: كل الأخبار كل الأخبار آخر الأخـبـار

إقرأ أيضاً:

الاتحاد الأوروبي يعتمد لائحة البلدان الآمنة.. شملت المغرب ومصر وتونس

اعتمد مجلس الاتحاد الأوروبي، أول أمس الإثنين 8 كانون الأول/ديسمبر، موقفه النهائي بشأن أحد المكونات الأساسية في منظومة اللجوء الجديدة، مُقِرّاً أول لائحة موحّدة لبلدان الأصل الآمنة على مستوى الاتحاد.

وتشمل اللائحة سبع دول غير عضو: المغرب، تونس، مصر، الهند، كوسوفو، كولومبيا، وبنغلادش.

ويمثل القرار محطة مفصلية في مسار تنزيل ميثاق الهجرة واللجوء 2024، الرامي إلى إعادة هيكلة عميقة لإجراءات اللجوء وتوحيد المعايير داخل الدول الأعضاء. وبحسب بيان المجلس، تهدف الخطوة إلى تسريع البتِّ في الطلبات التي تُقدّر بأنها تفتقر إلى مبررات قوية، وتخفيف الضغط على أنظمة الاستقبال والمعالجة في أوروبا.

إجراءات معجلة على الحدود وتقليص آجال الحسم

يتيح تصنيف "البلد الآمن" للدول الأعضاء اعتماد إجراءات مبسّطة وسريعة للطلبات المقدمة من مواطني الدول السبع، بما يشمل معالجة الملفات داخل نقاط الحدود ومناطق العبور، وتقليص الآجال القانونية لاتخاذ القرار. ويأتي ذلك في سياق إجماع سياسي أوروبي يرى أن عدداً من الدول يواجه ارتفاعاً في الطلبات غير المستوفية لشروط الحماية الدولية، ما يستدعي إطاراً قانونياً موحداً يضمن الانسجام وتسريع معالجة الملفات.

ماذا تعني صفة البلد الآمن لطالب اللجوء؟

تصنيف بلد ما كـ "آمن" يعني وجود افتراض قانوني بأن مواطنيه لا يتعرضون لاضطهاد ممنهج أو عنف عام يبرر اللجوء، ما يُلزم طالب اللجوء بتقديم أدلة فردية قوية تثبت أنه مهدد بشكل شخصي. كما تُطبّق عليه مساطر معجّلة غالباً ما تكون فرص قبولها منخفضة للغاية، مع آجال طعن محدودة قد لا توقف إجراءات الترحيل.

ولا يعني هذا التصنيف بالضرورة أن البلد خالٍ من الانتهاكات، بل إنه تقدير إجرائي وسياسي يعتبر أن مستوى المخاطر لا يستدعي تلقائياً منح الحماية لكل المتقدمين من ذلك البلد.

ولا يعكس إدراج الدول السبع في لائحة واحدة وجود تشابه فعلي أو متقارب في أوضاعها الحقوقية، إذ تختلف هذه الدول بشكل كبير من حيث مستوى الحريات السياسية، واستقلال القضاء، ونطاق الانتهاكات الموثّقة. فالدول المعنية تمتد من أنظمة ذات هامش محدود للحريات إلى أخرى تشهد نزاعات داخلية أو تحديات مؤسساتية عميقة.

ولهذا يؤكد حقوقيون أن التصنيف الأوروبي يقوم أساساً على منطق إجرائي يربط اللجوء بدرجة "الاستحقاق" الفردي، وليس على تقييم شامل أو متجانس للأوضاع الحقوقية في البلدان السبعة. وبذلك يصبح وضعها في مستوى واحد خياراً تنظيمياً يخدم تسريع معالجة الطلبات أكثر من كونه حكماً موضوعياً على جودة البيئة الحقوقية في كل دولة.

هل يجوز إدراج الدول السبع خارج الاتحاد الأوروبي في اللائحة؟

يجيز الإطار القانوني الأوروبي إدراج دول غير عضو في لائحة "بلدان الأصل الآمنة"، متى توفرت فيها معايير تتعلق بحقوق الإنسان واستقرار المؤسسات وسيادة القانون. ويؤكد المسؤولون الأوروبيون أن الهدف من اللائحة ليس تحديد طبيعة العلاقات السياسية مع الدول المعنية، بل تنظيم إجراءات اللجوء داخل الاتحاد وفق معايير موحدة.

وبالتالي، فإن انتماء الدول السبع ـ مثل المغرب وتونس ومصر ـ إلى خارج الاتحاد الأوروبي لا يمنع إدراجها ضمن نفس المستوى القانوني المستخدم لتقييم طلبات اللجوء. غير أن الخطوة تثير في المقابل انتقادات حقوقية داخل أوروبا، يشير أصحابها إلى أن تصنيف بلدان تشهد توترات سياسية أو انتهاكات موثقة قد يحدّ من قدرة بعض طالبي اللجوء على نيل فحص فردي عادل.

وباعتماد هذا الموقف التفاوضي، أصبح المجلس مستعداً للانتقال إلى المرحلة النهائية من المفاوضات مع البرلمان الأوروبي، تمهيداً لصياغة النص الملزِم. ومن المنتظر أن تدخل القواعد الجديدة حيز التنفيذ بدءاً من عام 2026، باعتبارها أحد الأعمدة المركزية في سياسة اللجوء الأوروبية المحدثة.


مقالات مشابهة

  • الاتحاد الأوروبي يعتمد لائحة البلدان الآمنة.. شملت المغرب ومصر وتونس
  • اتفاق على توزيع عادل لطالبي اللجوء في دول الاتحاد الأوروبي
  • الاتحاد الأوروبي يبحث دعم قوى الأمن الداخلي اللبناني
  • أوروبا تقرّ إنشاء مراكز إعادة ترحيل وإبعاد مهاجرين إلى دولة ثالثة
  • الاتحاد الأوروبي يبحث خيارات لتعزيز قوى الأمن الداخلي وتخفيف العبء على الجيش اللبناني
  • دول الاتحاد الأوروبي توافق على تشدد كبير في سياسة الهجرة
  • تفاصيل إنشاء مصنع اللقاحات متعدد المراحل بالتعاون مع صندوق الاستثمار الأوروبي
  • الحنيطي يبحث تعزيز التعاون العسكري مع رئيس أركان قوة دفاع باربادوس
  • الاتحاد الأوروبي: غالبية الدول ترفض المشاركة بنزع سلاح حماس..
  • موسكو تعلّق «بالضبط».. ماسك يدعو لتفكيك الاتحاد الأوروبي!