صالح بن سعيد بن صالح الحمداني
غزة العزّة والصمود... المدينة التي لا تموت، وإن أثقلها الجراح، غزة العزّة والصمود، رمز الكرامة والرجولة، تقف اليوم شامخة رغم الجراح، تنزف من كل ناحية، تُقصف ليلًا ونهارًا، تُحاصر وتُجوَّع وتُترك وحيدة في ميدان المعركة، لكن أهلها ما تراجعوا، وما ضعفوا، بل زادهم الألم إيمانًا، والخراب عزيمة، والخذلان صبرًا وثقة بالله.
فهي ليست مجرد بقعة جغرافية صغيرة، بل هي رمز للمُقاومة والصبر والثبات، رغم القصف المتواصل، ورغم الحصار الذي خنق أنفاس الحياة، ورغم الألم الذي يتغلغل في تفاصيلها اليومية، أهل غزة لا يملكون الكثير، لا ماء يكفي، لا طعام يسدّ الجوع، لا دواء يشفي المريض، ولا غطاء يدفئ أجساد الأطفال في برد الليالي... لكنهم يملكون إيمانًا لا يتزعزع، ويقينًا بأنَّ الله لا يخذل عباده الصابرين، وأهل غزة اليوم يُحاصرون منذ سنوات، يُقصفون ليلًا ونهارًا، يُفقدون أحبابهم، يُحرمون من أبسط حقوقهم، جثثهم تطايرت تسابق الدخان المرتفع بسبب الانفجارات، ولكنهم ثابتون يرفعون شعار حسبنا الله ونعم الوكيل.
نحن كأمة عربية وإسلامية خذلنا أهل غزة، بصمتنا وتقصيرنا ودعواتنا الخافتة ولا يُمكننا إنكار أننا قصّرنا بحقهم، وتخاذلنا عن نصرتهم، وترَكناهم وحدهم في وجه آلة البطش، لكن الله لا ينسى، الله هو الناصر وهو الوكيل، وهو القادر أن يُبدّل حالهم في لحظة، وهو الذي وعد الصابرين بالنصر والعزّة، إنَّ الله لا يخذل عباده الصابرين، ولا ينسى المجاهدين في سبيله، فالنصر وعده، ووعده لا يُخلف أبدًا.
غزة اليوم تروي حكاية من حكايات الصبر التي عرفها التاريخ، غزة اليوم تمشي على خُطى العظماء، وتشبه كثيرًا ما عاشه النبي محمد صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام.
حين حوصر النبي وأصحابه في شعب بني هاشم، ثلاث سنوات كاملة، لم يجدوا فيها إلا ورق الشجر ليأكلوه، وكان الصبر عنوانهم، والثقة بالله زادهم، حتى جاءهم الفرج، وأعزّهم الله بعد ضعف، ونصرهم بعد ذل. هكذا هي غزة، تتألم، تُقصف، تُجوّع، لكنها لا تنهزم، بل كلما اشتدّ القصف زاد الثبات، وكلما زادت المحن تجدد الإيمان بأن النصر آتٍ لا محالة.
وفي صبر بلال بن رباح قصة أخرى تُشبه أهل غزة، حينما وُضع تحت لهيب الشمس والحجر على صدره، ولم يكن بيده حيلة إلا أن يردد: "أحد، أحد"، كان يرى أنَّ النجاة ليست من البشر، بل من رب البشر، وهكذا هم أهل غزة، لا ينتظرون من أحد شيئًا، بل يرفعون أكفهم لربهم، يعلمون أنَّ فرجهم بيده وحده.
وكما قال النبي لآل ياسر: "صبرًا آل ياسر، فإن موعدكم الجنة"، نقول اليوم لأهل غزة صبرًا يا أهل العزة، فإن موعدكم النصر والتمكين والجنة بإذن الله.
رغم كل شيء... رغم الدمار الذي أكل معالم الحياة، رغم الخراب الذي غطى البيوت والمساجد، رغم فقدان الأهل والأحبة، رغم الأيتام الذين ينامون دون حُضن، والثكالى اللواتي لا يجدن من يواسيهن، والأرامل اللواتي يُربين أطفالهن على صوت الرصاص، يبقى الأمل في الله لا يتبدد.
فالغد أفضل، الغد يحمل وعد الله، والعوض الجميل، والفرج القريب، فهنيئًا لغزة شرف الصمود، وهنيئًا لها هذا الاصطفاء الربّاني، فهي ليست مجرد مدينة، بل مدرسة في الصبر والجهاد والثبات، والفرج أقرب مما نظن، والله لا يترك عبدًا لجأ إليه، وتضرّع له، وألحّ عليه بالدعاء.
هو يحب أن يُلح العبد عليه، يحب الدموع التي تنزل من الخوف والخشوع، ويحب القلوب المكسورة بين يديه.
وغزة كلها اليوم قلب مكسور، ولسان داعٍ، وعيون ترجو، وجباه ساجدة.
فلا تتركوهم دون دعاء، لا تقصروا بالدعاء والتوسل والتضرّع، فربما يكون دعاؤك سببًا في رفع البلاء، وفي تعجيل النصر، وفي تضميد جرح، وفي إيواء يتيم.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
أذكار الصباح اليوم الإثنين 23 يونيو 2025.. «أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق»
يبحث المسلمون عن أذكار الصباح اليوم الإثنين 23 يونيو 2025، لكي تكون بداية يومهم بذكر الله وقراءة بعض من آيات القرآن الكريم، ويتم تحصينهم من كل شر وسوء.
أذكار الصباح اليوموتوفر «الأسبوع» لمتابعيها معرفة كل ما يخص أذكار الصباح اليوم وذلك ضمن خدمة مستمرة تقدمها لزوارها في مختلف المجالات، ويمكنكم المتابعة من خلال الضغط هنا.
- اللّهُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاء وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَلاَ يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيم.
- قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ*اللَّهُ الصَّمَدُ*لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ * وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُواً أَحَدٌ.
- قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ مِن شَرِّ مَا خَلَقَ وَمِن شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ وَمِن شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ وَمِن شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ.
- أعوذ بكلمات الله التامة من كل شيطانٍ وهامة ومن كل عين لامة.
- حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم (سبع مرات).
- اللهم عافني في بَدَني، اللهم عافني في سمعي، اللهم عافني في بصري، لا إله إلا أنت ( ثلاث مرات).
- قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ مَلِكِ النَّاسِ * إِلَهِ النَّاسِ مِن شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ * الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ.
- رضيت بالله ربًّا، وبالإسلام دينًا وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيًّا (ثلاث مرات).
- بسم الله الذي لا يضرُّ مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم (ثلاث مرات).
- أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق.
- اللهم بك أصبحنا وبك أمسينا وبك نحيا وبك نموت وإليك النشور.
- اللهم ما أصبح بي من نعمة أو بأحد من خلقك فمنك وحدك لا شريك لك، فلك الحمد ولك الشكر.
- أصبحنا وأصبح الملك لله رب العالمين، اللهم إني أسألك خير هذه اليوم: فتحه، ونصره، ونوره، وبركته، وهداه، وأعوذ بك من شر ما فيه وشر ما بعده.
- اللهم إني أسألك العافية في الدنيا والآخرة، اللهم إني أسألك العفو والعافية في ديني ودنياي وأهلي ومالي، اللهم استر عوراتي وآمن روعاتي، اللهم احفظني من بين يديَّ ومن خلفي وعن يميني وعن شمالي ومن فوقي وأعوذ بعظمتك أن أُغتال من تحتي.
- اللهم إني أصبحت أُشهدك وأُشهد حملةَ عرشك، وملائكتك وجميع خلقك، أنك أنت الله لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك، وأن محمدًا عبدك ورسولك (أربع مرات).
- اللهم إني أعوذ بك من الكفر والفقر، اللهم إني أعوذ بك من عذاب القبر لا إله إلا أنت (ثلاث مرات)
- أصبحنا على فطرة الإسلام وكلمة الإخلاص، ودين نبيَّنا محمد صلى الله عليه وسلم وملَّة أبينا إبراهيم حنيفًا مسلمًا وما كان من المشركين.
- أصبحنا وأصبح الملك لله والحمد لله، لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، ربِّ أسألك خير ما في هذا اليوم وخير ما بعده وأعوذ بك من شر ما في هذا اليوم وشر ما بعده، ربِّ أعوذ بك من الكسل وسوء الكبر، ربَّ أعوذ بك من عذابٍ في النار وعذاب في القبر.
- اللهم عَالِمَ الغيب والشَّهادة، فاطر السماوات والأرض، رب كل شيء ومليكه، أشهد أن لا إله إلا أنت، أعوذ بك من شر نفسي ومن شر الشيطان وشركه وأن أقترف على نفسي سوءًا أو أجُرَه إلى مسلم.
اقرأ أيضًاأذكار الصباح اليوم الأحد 22 يونيو 2025
نسألُك العفوَ والعافيةَ في الدنيا والآخرةِ.. أذكار الصباح اليوم الجمعة 20 يونيو
أذكار الصباح اليوم الأربعاء 18 يونيو 2025.. ابدأ يومك بالذكر والاستغفار