للمرة الأولى منذ عقد من الزمن، اجتمع الوفدان الإيراني والأميركي في سلطنة عمان، في وقت تواجه فيه طهران إنذارا نهائيا من الرئيس الأميركي دونالد ترامب لمدة شهرين، وتهديدا بتجديد العقوبات الأوروبية في يونيو/حزيران، وانتهاء صلاحية اتفاق فيينا الأصلي في أكتوبر/تشرين الأول، وأزمة اقتصادية متفاقمة، وفق صحيفة يسرائيل هيوم.

وكتب البروفيسور أبراهام بن تسفي -في مقال بالصحيفة الإسرائيلية- أن ثمة تحولا كبيرا في العلاقة المتوترة والعدائية بين واشنطن وطهران بلقاء وفديهما الدبلوماسيين، مضيفا أن الجولة الأولى من المحادثات، التي اختتمت السبت في العاصمة العمانية مسقط، تهدف إلى تمهيد الطريق أمام "اتفاق فيينا 2".

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2هآرتس: الحل الوحيد إقامة دولة فلسطينية ووقف إطلاق النار والإفراج عن الأسرىlist 2 of 2مقال بالإندبندنت: مروجة المؤامرات لومر لها تأثير مرعب على ترامبend of list

وأفاد في المقال بأنه على الرغم من "ضعف" موقف إيران وانهيار وكلائها في المنطقة، فإن الطريق إلى التوصل إلى اتفاق جديد لا يزال محفوفا بالعقبات.

وأوضح أن مكانة إيران الجيوسياسية قد تضررت إلى حد كبير بسبب الوهن الذي أصاب وكلاءها الرئيسيين -وعلى رأسهم حزب الله اللبناني– إلى جانب معاناتها من أزمة اقتصادية ومالية خانقة.

لكن الكاتب يرى أن هذه الأسباب لا تحدد مسبقا مآلات ومسار عملية التفاوض التي أُطلقت مؤخرا في سلطنة عمان.

إعلان

وأشار إلى أن الولايات المتحدة كانت قد انسحبت من الاتفاق النووي الأصلي في عام 2018، إبان الولاية الأولى للرئيس دونالد ترامب الذي فرض على إثرها عقوبات تدريجية متصاعدة على النظام الإيراني.

ومع ذلك لم تؤت تلك إستراتيجية "الإجراء القسري" أُكُلها، إذ لم تؤدِّ إلى تليين مواقف طهران، بل على العكس فقد دفع ذلك إيران إلى تحدي الضغوط الأميركية.

وحسب مقال بن تسفي، فقد كانت أكثر تجليات ذلك التحدي هو "الانتهاك المنهجي والتدريجي" لسقف تخصيب اليورانيوم المنصوص عليه في اتفاق 2015 (3.75%)، حيث وصل إلى مستوى خطير بلغ 60.

وقال الكاتب إن إيران تواجه الآن 4 مواعيد نهائية محددة تلوح في الأفق وشاقة قد تدفعها إلى إعادة تقييم بعض مواقفها الراسخة والتوصل إلى اتفاق.

أما الموعد الأول، فيتمثل في مهلة شهرين للتوصل إلى ما يسميه البروفيسور الإسرائيلي "اتفاق فيينا المعدل"، وهي مهلة أعلن عنها الرئيس ترامب قبل أسبوعين.

وإن لم يتم التوصل إلى مثل هذا الاتفاق -أو على الأقل إذا اقترب من الإنجاز، ولو جزئيا- فقد يؤدي ذلك إلى تفعيل خيار عسكري مؤلم للغاية.

ويرتبط الموعد النهائي الثاني بالزيارة المقررة لترامب إلى الرياض في مايو/أيار. ومن وجهة نظر البيت الأبيض، من الضروري أن يصل الرئيس الأميركي إلى المنطقة إما باتفاق في يده أو بإشارات واضحة على إحراز تقدم متسارع مدعوم بوجود أسطول عسكري ضخم وجاهز يظهر قوة هائلة واستعدادا للتحرك إن انهارت المحادثات.

أما الموعد النهائي الثالث، الذي من المرجح أن يقلق إيران أكثر، فهو نهاية يونيو/حزيران. فوفقا للاتفاق الأصلي لعام 2015، إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق جديد بحلول هذا الوقت -واستمرار الانتهاكات الإيرانية- فإن بعض الموقعين الأصليين (بريطانيا وألمانيا وفرنسا) سيعيدون فرض العقوبات التي تم رفعها سابقا.

إعلان

وبعبارة أخرى -كما يفيد كاتب المقال- ما لم تخفف إيران بشكل كبير من مواقفها المتشددة، فقد تجد نفسها قريبا في وضع صعب ينطوي على احتمال شن أميركا عملا عسكريا ضدها، يليه مباشرة تجديد العقوبات الأوروبية.

أما الموعد النهائي الرابع فهو مرتبط بتاريخ انتهاء سريان البنود الأساسية لاتفاق فيينا لعام 2015 في 18 أكتوبر/تشرين الأول من هذا العام.

ووفقا لمقال يسرائيل هيوم، فإن الإدارة الأميركية لن تقبل بأن تخرج طهران من ذلك الاتفاق بعد انتهاء صلاحيته وهي مطلقة اليد لتفعل ما تشاء في تخصيب اليورانيوم إلى الحد الذي يشكل تهديدا مباشرا وفوريا للمنطقة، على حد تعبيره.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات ترجمات

إقرأ أيضاً:

وزير الخارجية الإيراني: اتفاق نووي مع واشنطن بات قريباً

البلاد – طهران

أعرب نائب وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، عن تفاؤله بإمكانية التوصل إلى اتفاق قريب مع الولايات المتحدة بشأن البرنامج النووي الإيراني، معتبراً أن أرضية التفاهم باتت أكثر نضجاً من أي وقت مضى.

وفي منشور نشره اليوم عبر حسابه الرسمي على منصة “إكس”، أشار عراقجي إلى أن التصريحات المتكررة للرئيس الأميركي دونالد ترامب، التي أكد فيها عزمه منع إيران من امتلاك سلاح نووي، تتقاطع – على نحو غير مباشر – مع السياسة الإيرانية التي تؤكد سلمية برنامجها النووي، ما قد يمهد الطريق لاتفاق مشترك.

وقال عراقجي: “الفرصة باتت سانحة للتوصل إلى اتفاق يضمن استمرار الطابع السلمي لبرنامجنا النووي”، مضيفاً أن المفاوضات، التي ستُستأنف الأحد المقبل، تحمل فرصاً حقيقية للتقدم، شريطة توفر الإرادة السياسية من الطرفين.

ورغم الأجواء الإيجابية التي عبّر عنها المسؤول الإيراني، إلا أنه ربط تحقيق أي اختراق فعلي في المحادثات بشرطين أساسيين: أولهما، مواصلة برنامج تخصيب اليورانيوم تحت إشراف كامل من الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وثانيهما، الرفع الكامل للعقوبات الاقتصادية المفروضة على طهران.

تصريحات عراقجي جاءت في أعقاب توتر جديد في التصريحات الأميركية. فقد اعتبر الرئيس دونالد ترامب، يوم أمس، أن طهران باتت “أكثر عدوانية” في مواقفها التفاوضية، ما قد يعقّد الجهود الدبلوماسية الجارية.

وفي السياق ذاته، أكد قائد القيادة المركزية الأميركية (سنتكوم)، الجنرال مايكل كوريلا، استعداد بلاده للتحرك “بقوة” في حال ثبت أن إيران تتجه نحو تطوير سلاح نووي. وصرّح بأن الجيش الأميركي وضع “خططاً بديلة” تحسّباً لفشل المفاوضات الجارية.

وكانت الولايات المتحدة وإيران قد خاضتا منذ 13 أبريل الماضي خمس جولات من المحادثات، وصفتها مصادر دبلوماسية بأنها “إيجابية من حيث الشكل”. إلا أن الجوهر لا يزال محل خلاف عميق، خصوصاً فيما يتعلق بمسألة تخصيب اليورانيوم داخل الأراضي الإيرانية.

ففي حين تتمسك طهران بحقها “السيادي” في التخصيب لأغراض سلمية، تعتبره واشنطن – وفق موقف إدارة ترامب – “خطاً أحمر” لا يمكن تجاوزه.

وبين التفاؤل الحذر والمواقف المتصلبة، تترقب الأوساط الدولية ما ستسفر عنه الجولة المقبلة من المفاوضات، وسط تصاعد القلق من انزلاق الوضع نحو مواجهة أوسع في حال فشلت المساعي الدبلوماسية.

مقالات مشابهة

  • “ترامب”: الضربات الإسرائيلية قد تدفع طهران للتفاوض
  • مواعيد عرض الحلقة الأولى لمسلسل «فات الميعاد» الليلة
  • “حماس”: ما يتداوله الاحتلال حول المفاوضات بشأن غزة مخالف للحقيقة
  • سيحكم بينهما.. ترامب يتعهد بجمع الهند وباكستان على طاولة المفاوضات
  • مفاوضات إيران النووية على وقع التهديد.. هل تحل المرونة التكتيكية عقدة التخصيب؟
  • بين التهديد والتفاوض.. تفاصيل موقف واشنطن من النووي الإيراني
  • صحيفة إسرائيلية: تحالف نتنياهو والحاخامات يحبط آمال الجيش بتجنيد الحريديم
  • قطار تالجو.. مواعيد وأسعار التذاكر اليوم الخميس 12 يونيو 2025
  • ترامب: ثقتي انخفضت في نجاح المفاوضات مع إيران
  • وزير الخارجية الإيراني: اتفاق نووي مع واشنطن بات قريباً